الأعرجي يقود وساطة بين ساكو والكلداني.. هل ينجح في رأب صدع المكون؟
انفوبلس/ تقارير
كان لموقف ريان الكلداني، الرافض للتواجد الأجنبي في البلاد، العديد من الآثار السلبية عليه، حيث بدأت أطراف داخلية في المكون بالتحشيد لمعارضته ومحاولة الإطاحة به، وهذا ما دفع المطران لويس ساكو إلى طلب دعم دولي من أجل الضغط على الكلداني للتخفيف من مواقفه الرافضة للأمريكان، لتتسع بعدها دائرة الخلاف بين الطرفين، الأمر الذي دفع بمستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي إلى إطلاق مبادرة صلح بين الطرفين، فهل ستنجح في رأب صدع المكون المسيحي وإنهاء خلاف السنوات بين ساكو وريان؟.
*مبادرة الأعرجي
بهدف إنهاء الخلافات والتوترات بين الطرفين، أجرى مستشار الأمن القومي، قاسم الأعرجي، اليوم الإثنين، زيارة إلى بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق والعالم، مار لويس ساكو، ورئيس حركة بابليون، ريان الكلداني، كُلاً على انفراد.
وشهد اللقاءان تبادل وجهات النظر حول مُجمل الأوضاع في البلاد، وبالأخص أوضاع المسيحيين في بلدهم العراق، والتأكيد على أهمية تكاتف الجميع، لتعزيز التماسك المجتمعي .
وجرى اللقاءان، في أجواء سادتها روح الأخوة والتعاون، ودعم الخطاب الوطني، تحقيقا لتطلعات جميع مكونات الشعب العراقي.
وجرى أيضا، تجديد التأكيد على المُضي قُدماً بدعم توجهات الحكومة العراقية وبرنامجها الوطني الواعد، خدمةً للعراق والعراقيين.
وشهد اللقاء إطلاق الأعرجي مبادرة صلح بين الكلداني وساكو، في خطوة وصفها مراقبون بالإيجابية والتي من شأنها أن تُنهي أو تخفّف من حدّة الصراعات بين الطرفين.
*محور الخلاف
الصراع بين الأمين العام لحركة بابليون ريان الكلداني وبطريرك الكلدان الكاثوليك لويس ساكو، تفاقم بشكل كبير، حيث علّل الكلداني أسبابه بتدخل ساكو بالعمل السياسي حتى أنه اتهمه بالاحتيال وبيع وشراء المناصب على حساب المسيحيين.
الكلداني يؤكد أن محور الخلاف مع لويس ساكو، هو تدخله بالشأن السياسي ومخالفته كتب المسيحية التي لا تُجيز لرجل الدين التدخل بالسياسة. مبينا، أن ساكو سيغادر منصبه بالكنيسة الكلدانية ويُحال على التقاعد في تموز.
كما أكد الكلداني، أن من بين الأسباب الأخرى لصراعه مع ساكو، هو استحواذ الأخير على أملاك المسيحيين وبيعه المناصب على حساب مصلحتهم، ومشاركته في السياسة التي لا تسمح ديانته بها.
*رد ساكو
وعقب تصريحات الكلداني، ردّت الرابطة الكلدانية العالمية ببيان مطوّل جاء فيه: "على ضوء التصريحات التي صدرت من قبل رئيس حركة بابليون (ريان الكلداني)، وذلك من خلال لقاءات في فضائيات عراقية وآخرها كان في 17/4/2023 وعلى قناة العهد، وقبلها في قناة الرشيد في 26/3/2023، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تضمنت تجاوزات واتهامات وأكاذيب يُعاقِب عليها القانون العراقي".
وذكرت الرابطة في البيان، أن "من بين الاتهامات، بيع الكاردينال لويس رافائيل ساكو أملاكا تعود للوقف الكِنسي الكلداني (وإذا بيعت بعض الأراضي فتتم من خلال القوانين العراقية المرعيّة بالاستبدال) ولم تكن لتهريب الأموال إلى الخارج، هذه الأكاذيب خلقت استياءً عامًا عند المسيحيين المعروفين بالصدق والإخلاص والولاء للوطن، لذا فإننا نطالب الحكومة العراقية بالتحقق في هذه الإساءات ضد أعلى سلطة كِنسية كلدانية وإحالة المُسيئين إلى القضاء كون هذه الشائعات تتعارض مع العقيدة المسيحية".
وأضاف البيان: "إن نتائج الانتخابات الأخيرة الخاصة بالكوتا المسيحية في أكتوبر 2021 كانت غير حقيقية ولا تمثل المكون المسيحي والتي أدت إلى استحواذ حركة بابليون على أغلبية المقاعد بأصوات ناخبين من خارج المكون المسيحي، واليوم رسالتنا واضحة وصريحة ونقدّمها شخصيًا للسلطة التنفيذية في البلاد وعلى رأسها دولة رئيس الوزراء العراقي السيد محمد شياع السوداني بأن يتحرك باتجاه حماية كنيستنا من أي تجاوز عليها أو على مؤمنيها".
*الكلداني يدعو لمناظرة علنية
وأصدر الكلداني بيانا في 29 نيسان 2023، أكد فيه أن الكاردينال لويس ساكو خاض معارك انتخابية وباع واشترى بالسياسة على حساب القرار والأمن والمستقبل المسيحي في العراق.
وتابع الكلداني، "طالعنا البطريرك لويس ساكو يوم أمس في بيان لم يكتبه بنفسه، ونهنّئ مَن كتبه له على اللغة العربية الفصيحة والبليغة، وفيه ما فيه من كيل واتهام وروايات البعض منها أسخف من الرد حتى، لكننا أمام الناس والرأي العام واحتراماً لجُبّته حتى لو لم يراعِها هو ولم يحفظها، لن نرد على بيانه بمثله، بل سندعوه لمناظرة علنية مفتوحة. ويقول ساكو إنه ليس متّهماً ببيع ممتلكات الكنيسة، رغم الأوراق الرسمية القانونية الواضحة، ويقول إن الأملاك لرهبان وراهبات. جيد، فلْنناقش ذلك علناً".
وأضاف الكلداني، أن "ساكو يقول إنه لم يستخدم موقعه الكِنسي للسياسة، حسناً، رغم أنه أسّس أحزاباً وخاض معارك انتخابية وباع واشترى بالسياسة على حساب القرار والأمن والمستقبل المسيحي في العراق، رغم كل هذا نقول له، جيد، فلْنناقش ذلك علناً. ويقول ساكو إنه هو يمثل رؤية المسيحيين ونحن لا، حسناً. لقد حصد في كل مرّة خاض فيها معارك الانتخابات على عشرات الأصوات بمقابل الآلاف من الذين اختاروا تمثيلهم السياسي، ورغم هذا نقول له، جيد، فلْنناقش ذلك علناً".
وأكمل، "أخيراً وليس آخراً، يقول وكأننا أطفال في مدرسة، يقول إن ريان الكلداني ادّعى مصافحة البابا فرنسيس في زيارته العراق وهذا لم يحدث لأن ساكو كان واقفاً قربه ولم يرَ ذلك، رغم أننا لسنا في عرس تقليدي ولا الحِبر الأعظم اصطحب ساكو صُبحاً ومساءً وخطوة بخطوة، ورغم أن الصورة واضحة من لقائنا البابا، نقول له: جيد، فلْنناقش ذلك أيضاً علناً. كما يدّعي ساكو أنه يحمي أو يقود المسيحيين لكنه اختبأ خلف حِلفِهِ وترك الكنائس والبيوت والناس في نينوى وسط العراء يوم هجم داعش، وكنتُ أنا ريان ومعي إخوتي وأهل الغيرة، نحمل دمنا على كفوفنا، ومِنّا مَن استُشهِد في المعارك دفاعاً عن المسيحيين وحياتهم وكنائسهم ووجودهم والناس يعرفون، والبابا يعرف، والعراق يعرف، والله يعرف، من نكون نحن ومن تكون أنت، وإذا كنتَ أنت المُصيب ونحن المُخطئين، نحن نقوم بواجبنا ونعتذر، لكن كل هذا يفصله حوار علنيّ مفتوح".
الكلداني خاطب ساكو في البيان: "أنا بانتظارك، حدّد الشخص والمنبر الإعلام، وأنا أدعوك إلى مناظرة علنية، ولنناقش كل هذا أمام الناس، وإلا، فالصمتُ في نهاية مسيرتك المحفوفة بالمثالب، أفضل لك ولكرامتك ولما تبقّى من صورتك، واحتراماً للجبّة التي تلبسها، والتي تساوي عندنا، قضية مات الكثير منّا لأجلها، يا محترم".