الإقليم مُحرج بعد سلسلة تخبطات.. طهران تطالب بكشف مضمون اتفاق واشنطن السرّي.. وجرائم "الباراستن" تعود للواجهة
انفوبلس/ تقارير
تتحرك صوب واشنطن باتفاقات سرية لا تعرف حتى هي ما بنودها، تحمل الكثير من التناقضات في سياستها، فتارةً ترتمي بأحضان تل أبيب وتارة أخرى تُبرِّئ نفسها من التطبيع، تتخذ من جهاز "الباراستن" وسيلة لتنفيذ مخططاتها من خلف الكواليس، حتى كشفت النائب عالية نصيف ما يحدث وأعلنت أن الجهاز – الباراستن - يجنّد ناشطين وسياسيين لتنفيذ أجنداتها في بغداد على هيئة صحفيين. حكومة إقليم كردستان وباع طويل من المهاترات على حساب الكرد كان آخرها اتفاقها السرّي مع واشنطن ومطالبة طهران بكشف مضمونه، وأيضا مهاجمة عالية نصيف لها عقب سلسلة تخبطات لا مسؤولة.. فما قصة جهاز "الباراستن" والتجنيد؟ وما تفاصيل الاتفاق السرّي ومضمونه المُبهم؟.
*اتفاق سرّي مع واشنطن
وبالحديث عن سياسية الإقليم المتخبطة، طالب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، اليوم الاثنين، كردستان بالتصرف بمسؤولية والتوضيح بشأن “اتفاقها الأمني السرّي” مع الولايات المتحدة.
وأوضح كنعاني خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي في رده على سؤال بشأن "الاتفاق السرّي بين الولايات المتحدة وإقليم كردستان في الشؤون الأمنية" بالقول: بناءً على علاقات حُسن الجوار بين حكومتي إيران والعراق وأيضًا بناءً على الاتفاقية الأمنية بين البلدين، نتوقع من الحكومة العراقية أن تتصرف في نفس الإطار وعلى مسؤوليتها الخاصة، ويجب على سلطات إقليم كردستان التصرف بمسؤولية والحفاظ على سياسة الجوار في العلاقات مع إيران".
وأضاف: "لم نثق أبدًا بحكومة الولايات المتحدة الأميركية لأنها سعت لخلق توتر بين الدول، لاشك أن الحكومة العراقية ستقدم إيضاحات في هذا الصدد، كما يجب على سلطات إقليم كردستان العراق أن توضح في هذا الصدد أيضا، ويجب أن نرى ما هو تفسيرها في ذلك".
*إيران تذكّر بوحشية أميركا
وحول تعزیز علاقات إيران مع دول المنطقة وبعض التكهنات حول الاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية، بيّن: "موقف إيران من أمريكا واضح تماما ونحن علی أعتاب أسبوع مراجعة حقوق الإنسان الأمريكية.. وقد أشرتُ إلى بعض الجرائم التي ارتكبتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد إيران، والتي كانت مجرد عناوين قليلة من بين آلاف الأعمال الوحشية للإدارة الأمريكية ضد شعبنا وحكومتنا".
وأضاف، "إن نهج إيران تجاه أمريكا يعود إلى سلوكها العدائي ولن يتغير موقف إيران تجاه الولايات المتحدة الأمريكية حتى يتغير سلوك هذا البلد بشكل جذري."
وبيّن كنعاني، إن "إيران لم تربط علاقاتها الخارجية وتأمين مصالحها الوطنية بدولة أو قضية معينة". مضيفا، إن "نظرة ورؤیة الحكومة الايرانية تعتمد على إقامة علاقات متوازنة مع الدول المختلفة على أساس الاحترام المتبادل".
وصرّح وزير الخارجية الإيراني، أن التغيير الجوهري في سلوك أمريكا تجاه إيران هو مقدمة لأي نوع من التغيير، مؤكدا أن نظرة قائد الثورة الإسلامية تجاه أمريكا هي محط الاهتمام للشعب والحكومة الإيرانية.
وتابع كنعاني: إيران توسع علاقاتها الخارجية مع الدول الأخرى على أساس المصالح الوطنية والاحترام المتبادل، وفي العامين الماضيين شهدنا النتائج المفيدة لنهج سياسة التآزر الإقليمي للحكومة.
*عالية نصيف تهاجم الإقليم
بدورها، هاجمت عضو لجنة النزاهة النيابية عالية نصيف حكومة إقليم كردستان، مؤكدة أن جهاز "الباراستن" يجنّد مرتزقة في بغداد والمحافظات تحت يافطة (صحفيين) لاستهداف النواب الوطنيين من أجل إسكاتهم.
وقالت نصيف في تغريدة على تويتر جاء نصها، "جهاز (الپاراستن) يجنّد مرتزقة في بغداد والمحافظات تحت يافطة (صحفيين) لاستهداف النواب الوطنيين من أجل إسكاتهم، لكن وعي الجمهور أكبر من مؤامراتهم. والسؤال هو: لماذا يستهدفون هؤلاء النواب تحديداً؟ ماهي آخر خطط الانفصاليين الذين أسّسوا إمارتهم بالظلم بعد أن احتلوا المدن (الآشورية)؟".
*الباراستن.. تحذير من اغتيالات ممنهجة
وفي وقت سابق، حذرت النائب عالية نصيف، من اغتيالات تستهدف المنتسبين الأمنيين الذين شاركوا في بسط الأمن والقانون في كركوك، فيما اتهمت (الباراستن وبدعم من الموساد) باغتيال ضابط رفع العلم العراقي فوق مجلس المحافظة.
وقالت نصيف في بيان : إن "أيادي الغدر والخِسّة من مخابرات الحزب الديمقراطي الكردستاني (الباراستن) وبدعم من حليفتها المخابرات الإسرائيلية (الموساد) اغتالت النقيب أحمد صلاح الجراح الذي اشتهر بكونه أول من رفع العلم العراقي على مبنى مجلس محافظة كركوك بعد قيام القوات الأمنية بفرض القانون في المحافظة". مبينة، إن "الرسالة واضحة جداً، وقد نفّذ خفافيش الظلام انتقامهم من خلال اغتيال ضابط أدى واجبه الوطني الذي فسّرته ميليشيات مسعود البارزاني بأنه كسرٌ لإرادتهم".
وأضافت، إن "الضابط الشهيد اُغتيل في منطقة الحرية ببغداد". مشيرة إلى، أن "هناك معلومات تفيد بأن قادة الباراستن يتفاخرون بأن لديهم أذرعاً تمتد إلى البصرة، كما أنهم يرسلون رسائل تهديد بين الحين والآخر الى المعارضين الأكراد في أوربا وأستراليا ويؤكدون لهم بأنهم قادرون على تصفيتهم جسدياً في حال استمرارهم بنشر مقالات يهاجمون فيها البارزاني".
وتابعت، إن "الباراستن لا يهزّ شعرة من العراقيين الذين انتصروا على أعتى تنظيم إرهابي في العالم، لكن الغدر شيمة الجبان الذي لا يظهر ويواجه خصمه وجهاً لوجه". محذرةً من "اغتيالات وعمليات انتقامية تستهدف منتسبي القوات الأمنية وجهاز مكافحة الإرهاب ممن شاركوا في تثبيت الأمن وفرض هيبة القانون في كركوك".
ودعت نصيف "القائد العام للقوات المسلحة وكبار القادة الأمنيين الى توفير الحماية لمنتسبي القوات الأمنية وجهاز مكافحة الإرهاب الذين شاركوا في بسط الأمن والقانون في كركوك، مع تشكيل خلية عمل في جهاز المخابرات للكشف عن أنشطة الباراستن وملاحقة مجرميهم وجواسيسهم في بغداد والمحافظات".
*سروة عبد الواحد: حكومة الإقليم داعمة للقصف التركي
وحول تناقضات حكومة الإقليم وسياستها العدائية للداخل العراقي، قالت رئيسة كتلة الجيل الجديد سروة عبد الواحد، إن حكومة كردستان تدعم القصف التركي على العراق!.
وقالت عبد الواحد في تغريدة جاء نصها، "القوات الأمنية تعتقل ثلاثة ناشطين من منظمي التظاهرات الاحتجاجية ضد القصف التركي، فحكومة الإقليم الداعمة للقصف لا تمنع التظاهرات فقط، بل تعتقل من يفكر بالاحتجاج؛ لذلك ندعو المنظمات الدولية لحقوق الإنسان إلى منع تكرار سيناريو ناشطي دهوك، وأن لا يُحاكَم هؤلاء بتهمة التجسس أيضا".