الانشقاقات تقصم ظهر تقدم مجددا.. هل بدأ الحلبوسي بدفع ثمن فوضى البرلمان الأخيرة؟
انفوبلس/ تقارير
من جديد، تعرّض حزب تقدم إلى انشقاق داخلي كان موجعاً هذه المرة نظراً لثقل المنشقين، فالحزب الذي يظهر للجميع أنه متماسك، يعيش تمردا داخليا غير معلن لاسيما بعد الفوضى التي حدثت داخل قبة البرلمان خلال جلسة اختيار الرئيس، والتأكيد بأن الحلبوسي يقف وراءها بعد أن ابتعد مرشحه عن المنافسة واقترب من الإقصاء. فهل بدأ الرئيس المعزول بدفع ثمن هذه الفوضى؟ وما قصة تكرار الانشقاقات في حزبه؟ إليك المنشقين الجدد ووجهتهم القادمة.
*نوري والشمري ينسحبان من تقدم
في آخر الانسحابات والانقسامات داخل حزب تقدم، كشف مصدر من داخل الحزب، اليوم الأربعاء، عن انشقاق النائبَين محمد نوري ونايف الشمري من الحزب والالتحاق بتحالف الحسم.
وقال المصدر، إن "نوري والشمري، انسحبا من الحزب لقناعتهما بغياب الانسجام بين أعضائه ، وأيضا بسبب سياسية التهميش التي يمارسها رئيس الحزب محمد الحلبوسي واستبداده بإرائه".
في المقابل، قال مصدر آخر، إن السبب الرئيسي لانسحاب نوري والشمري، يعود إلى الفوضى التي حدثت في جلسة انتخاب الرئيس يوم السبت الماضي، بعد أن تم الكشف أنها حدثت بدفع وضغط من الحلبوسي".
*فوضى بافتعال الحلبوسي
وتزامناً مع الانشقاقات، كشفت إحدى النواب التي رفضت الكشف عن هويتها، اليوم الأربعاء، عن أن الأزمة التي ضربت البيت السني على خلفية فشل انتخاب رئيس لمجلس النواب كانت بتوجيه من رئيس حزب تقدم محمد الحلبوسي لإفشال جلسة انتخاب رئيس للمجلس.
وقالت النائب التي تنتمي لحزب تقدم في حديث لها تابعته شبكة انفوبلس، إن "الحلبوسي لا يريد صعود سالم العيساوي لرئاسة المجلس، خشية سحب زعامة البيت السني في الانبار". مشيرة إلى، أن "الفوضى داخل مجلس النواب كان مخطط لها من قبل حزب تقدم، بعد فشله في الفوز بكرسي رئاسة المجلس". مشيرة إلى، أن "الدور الأكبر في هذه الفوضى هي لهيبت الحلبوسي".
وأضافت، إنها "أخبرت سالم العيساوي بأنه سيتم الاعتداء عليه وحثته بتغيير مكانه من الخطوط الأمامية في القاعة الى الخلف".
*بيارق الخير: تقدُّم لم يعد فعّالاً
إلى ذلك، رأى الأمين العام لتحالف بيارق الخير، محمد الخالدي، اليوم الأربعاء، أن حزب تقدم الذي يرأسه محمد الحلبوسي، لم يعد فعالاً.
وقال الخالدي في تصريح صحفي تابعته شبكة انفوبلس، إن "الحلبوسي فقد كل أوراقه في مجلس النواب، وخسر دعمه لمنصب رئاسة المجلس".
وأضاف، إن "تقدم اقترب من نقطة اللا عودة، بإصراره على عرقلة عقد أي جلسة لحسم ملف انتخاب رئيس لمجلس النواب".
وتابع الخالدي، إن "أغلب القوى السياسية تتعامل مع المرشح لهذا المنصب سالم العيساوي على أنه رئيس المستقبل لمجلس النواب".
*ترجيح بتأجيل جلسة الحسم
وفي خضم كل تلك الأحداث، كشف عضو ائتلاف دولة القانون سعد المطلبي، أن ملف حسم منصب رئيس البرلمان سيؤجل إلى ما بعد العطلة التشريعية.
وقال المطلبي في تصريح صحفي تابعته شبكة انفوبلس، إن "الخلافات السنية بعد حادثة السبت ازدادت تعقيداً وحلها أصبح أكثر صعوبة"، مشيراً إلى أن " الكتل السنية لم تتفق على مرشح واحد، وسيستمر المندلاوي برئاسة المجلس لنهاية الدورة التشريعية أو إلى حين اتفاقهم على مرشح تسوية".
وتابع، إن "الإطار التنسيقي ودولة القانون كان موقفهما واضح من ملف الحسم، ووجَّها الكتلَ السنية الى الإسراع بعقد جلسة الانتخاب"، لافتاً إلى أنه حتى وإن جمع نواب الإطار خمسين توقيعاً فلن تتفق الكتل السنية في الوقت الحاضر".
*انشقاقات وتمرد غير معلن
بالمقابل، أكد الباحث في الشأن السياسي محمد التميمي، أن حزب تقدم برئاسة محمد الحلبوسي يواجه انشقاقات داخلية وتمرد غير معلن في الوقت الحاضر.
وقال التميمي في حديث له تابعته شبكة انفو بلس، إن "حزب تقدم يمر منذ فترة طويلة بانشقاقات داخلية كبيرة غير معلنة في الوقت الحاضر"، مستدركا بالقول "كما هناك حالة من التمرد على قرارات رئيسه الحلبوسي، ومع استمرار هذه الانشقاقات فالحزب لن يصمد طويلاً".
وأوضح، أن "قوة حزب تقدم وتماسكه كانت بسبب وجود الحلبوسي على رئاسة مجلس النواب"، لافتا الى أنه "بعد خروج الأخير من المنصب فقد الحزب هذه القوة والتماسك"، مشيرا إلى "الانشقاقات ما بين نواب تقدم وحتى انسحابات قيادات ستكون بالجملة خلال المرحلة المقبلة، خاصة بعد انسحاب شعلان الكريم، وهذا الأمر بالتأكيد سوف يُخسِرُه رئاسة البرلمان بشكل نهائي".
*أسباب الاستقالات والانشقاقات
أما عن أسباب ما يحدث، فقد أكد أمين عام حزب الانتماء الوطني حكمت الدليمي، أن تقدم وكم المنتمين له، لم ينتموا بناءً على مصلحة أو فكرة بل بناءً على قوة السلطة وتشكل عنصر المال في يد قيادة معينة، وبعدما ذهبوا بدأ الحزب ينهار.
وقال الدليمي، إن "الموضوع غير محدود بالانقسامات فقط وإنما هناك عداوات، وما إن يُقدّم أي قيادي استقالته حتى تُكال له الاتهامات وشعلان الكريم ليس عضوا عاديا وإنما رئيس الكتلة ومرشح الحزب لرئاسة البرلمان"، مستدركا بالقول "وما إن استقال باتوا يصفونه بمجموعة من الألقاب غير اللائقة".
وأشار إلى أنه "بعد فقدان رئاسة البرلمان فإن حزب تقدم في طريقه إلى انشقاقات أكبر تضعفه وتفقد نفوذه".
*هل خسر تقدم معركته الأخيرة
في الختام، يؤكد النائب السابق محمد عثمان، بأن حزب تقدم خسر معركته الأخيرة.
ويقول عثمان في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إن "ما حصل السبت الماضي في مجلس النواب هو بمثابة إساءة لأعلى سلطة تشريعية في البلاد وهو مخطط مقصود لقطع الطريق أمام فوز سالم العيساوي بمنصب رئاسة مجلس النواب".
وأضاف، إن "تقدم خسر معركته الأخيرة بفوز من يدعمه لرئاسة مجلس النواب"، لافتا إلى أن "أي جلسة قادمة لن تؤدي إلى أي تغييرات خاصة وأن بوصلة أصوات النواب تتجه صوب العيساوي".
وأشار إلى، أن "خسارة تقدم لرهانه في مجلس النواب لن تتوقف عند هذا الحد بل ستكون له ردود في العمق وقد تكون بداية الانشقاقات الكبيرة خاصة مع وجود أقطاب تريد أن يكون لها حضور أكبر بعيدا عن التحالف الذي فقد مقوماته بعد خسارة كرسي الرئاسة".