البزاز بمواجهة الرأي العام بعد ابتزازه الهجرة بتقرير مزيّف.. ما الذي كشفته الوزارة عن قناة الشرقية؟
انفوبلس/ تقارير
"لن نخضع للشرقية وسعد ابتزاز"، بهذه الكلمات، خرج وكيل وزارة الهجرة والمهجرين كريم النوري ليقصَّ على الرأي العام قصة قصيرة "لقد تعرضنا للابتزاز من قبل قناة الشرقية ومالكها سعد البزاز لكننا مصممون على إغلاق مخيمات النازحين رغم ذلك". ولأنها تقدم جانبي الحقيقة وتبحث عن أصل الخبر وتشعباته، فقد تقصت انفوبلس عن تلك الحكاية وتوصلت إلى جذورها وأسباب سعي البزاز لعرقلة عودة النازحين، مع بيان أصل المشكلة وتاريخ عرّابها ومؤسسته في مجال الابتزاز.
*أصل المشكلة.. الشرقية تبدأ أولاً
لقد بدأت المشكلة بين وزارة الهجرة والمهجرين وسعد البزاز عندما نشرت قناة الشرقية التابعة للأخير يوم أمس تقريرا بعنوان "أين ذهبت أموال النازحين في العراق وكيف جرى التلاعب بها من قبل الهجرة والمهجرين؟"، والذي تبين من طريقة إعداده الخالية من الوثائق والأرقام أنه عُدَّ لاستهداف الوزارة والنيل من وزيرتها.
وادَّعت القناة في تقريرها، أن هناك جهات متنفذة داخل وزارة الهجرة تلاعبت بأموال النازحين وابتلعت جزءا كبيرا منها، كما أكدت أن الوزارة لم توصل المساعدات إلى النازحين، ونقلت على لسان "نواب" دون ذكر أسمائهم أن مِنَح النازحين دخلت جيوب هؤلاء المتنفذين.
اللافت في تقرير الشرقية لكل مُلِمٍّ ولو بجزء بسيط في الإعلام، أنه اعتمد على مصادر مجهولة ونواب دون ذكر أسمائهم فقد أرجعت القناة كشف الفساد في الوزارة إلى هذه المصادر وعندما حاولت أن تذكر اسماَ ذكرت اسم نائب كردي بحزب بارزاني والذي يعرف الجميع صراعهم مع وزيرة الهجرة ومحاولتهم الإطاحة بها.
*وكيل الهجرة يرد: لن نخضع للشرقية وسعد "ابتزاز"
لم يستغرق رد وزارة الهجرة والمهجرين إلا ساعات قليلة، إذ قال وكيلها كريم النوري إن الوزارة لن تخضع لابتزاز قناة الشرقية.
وذكر نوري في تدوينة على تويتر، أن "ابتزاز قناة الشرقية وتوجيهات سعد ابتزاز للوزارات العراقية ولوزارة الهجرة والمهجرين تحديداً لن تُثنينا عن قرارنا بإغلاق المخيمات وإعادة النازحين إلى ديارهم طوعياً".
وأضاف، "لن تخيفنا الشرقية بأكاذيبها ولن نخضع لابتزازها وسنقاضي الكذابين عبر القضاء العراقي".
*لماذا يحاول البزاز عرقلة عودة النازحين؟
بحسب مصادر مطلعة، فإن جهود دعم النازحين وإغلاق مخيمات النزوح لم يرُق للجهات المستفيدة وأبرزها البزاز، فقد عملت هذه الجهات وفق المصادر والمعلومات المتوفرة على استغلال المخيمات لتحقيق منافعها الشخصية. وكسب الأموال أو حتى الاستفادة منها انتخابيا.
وتؤكد المصادر، أن حملات التسقيط التي تشنها قناة الشرقية هدفها الابتزاز وليس الوقوف مع معاناة المواطنين، إذ إن حيتان الفساد المتمثلة بـ"البزاز" لم تلقَ آذاناً صاغية من قبل وزيرة الهجرة لتعمل على استهدافها بغية ثنيها عن إغلاق مخيمات النازحين التي ستشكل ضربة قوية لمصالحهم.
وتضيف، أن مع كل حملة تسقيط تستهدف وزارة ناجحة تجد وراءها البزاز المعروف بفساده وسطوته على بعض الوزارات التي تدفع له ملايين الدولارات سنويا وخير دليل على ذلك الفساد في وزارة الصناعة خلال السنوات السابقة.
الأموال المخصصة للنازحين ورقة تعتكز عليها منصات إعلامية لتسقيط عمل الوزارة وبطريقة الكذب والافتراء، لكن سرعان ما كشفت الهجرة عن الحقيقة من خلال تقديم صكوك الأربعة ملايين للأُسر العائدة إلى سنجار وبطرق قانونية.
ورغم كل ما تتعرض له وزارة الهجرة ووزيرتها إيفان فائق جبرو من حملات تسقيط مغرضة، فإنها ماضية بغلق ملفات النزوح لتعلن عام 2024 خاليا من المخيمات رغم أنوف الفاسدين، وفق ما قاله مصدر من داخل الوزارة.
*مدونون: البزاز يمارس الابتزاز منذ سنوات
وتعليقا على الموضوع، رحّب مدونون بموقف وزارة الهجرة الشجاع، وقالوا: "أخيراً وزارة ترفض الاستجابة لابتزاز (سعد البزاز) أو سعد ابتزاز، والذي كان ولا يزال له الدور الأكبر بتمرير المشاريع الامريكية الصهيونية في العراق وخراب البلاد والعباد مع انبطاح الجميع له وتجاوبهم مع ابتزازه الذي يمارسه بنجاح منذ سنوات".
وشدد المدونون على ضرورة أن "تقوم الوزارة بملاحقة البزاز وقناته فعليا وأن لا يكون ما حصل خلافا عابرا وبعدها يحصل الاتفاق كما حصل سابقاً مع المزوّر المطرود محمد الحلبوسي عندما كان بمنصب محافظ الانبار واختلف معه البزاز وبعد ذلك حصل تحالف بين الجانبين حتى باتت الشرقية من أبرز المطبّلين للحلبوسي".
*إعلام موجه للابتزاز
يقول الكاتب فرج الساعدي، "لأنها سبباً رئيسياً من أسباب الفوضى وتجهيل الرأي العام، وتتعمد التضليل الإعلامي الذي تنتهجه مع سبق الإصرار والترصد، فإن قناة الشرقية أبعد ما تكون عن المهنية والاحترافية واحترام مبادئ مدونات السلوك المهني، ونظرة واستماع لنشرة أخبار هذه القناة المضللة تجد أن الحقيقة تقول إنها لا تمارس إعلام أبداً، نعم إن طبيعة نشراتها الاخبارية وبرامجها السياسية تمارس البروبغانده (Propaganda) أي نشر المعلومات بطريقة موجهة أحادية المنظور وتوجيه مجموعة مركزة من الرسائل بهدف التأثير على آراء أو سلوك أكبر عدد من الأشخاص".
"وهي مضادة للموضوعية في تقديم المعلومات، البروباجاندا في معنى مبسط، هي عرض المعلومات بهدف التأثير على المتلقي المستهدف. كثيرا ما تعتمد البروباغندا على إعطاء معلومات ناقصة لأجندات سياسية". وفق الساعدي الذي يؤكد أن الشرقية تنتحل مسمى لا وجود له اسمه وهو "مجلس العشائر الموحد" ولا أحد يعرف ممن يتكون هذا المجلس ولا من هو رئيسه ومن هم أعضاؤه؟ والإجابة هو مجلس عشائر يعرفه سعد البزاز وإدارة التحرير في القناة فقط لا غير، وهو شيء وهمي يستخدمه البزاز في إكمال صفقاته ومعاملات الابتزاز مع المسؤولين ومن يدفع ينجُ ومن يعارض يُصِبْهُ ما أصاب عمار يوسف في انتخابات محافظة صلاح الدين وما أصاب عصام البنية صاحب مصرف الوركاء وما أصاب وزير الكهرباء قاسم الفهداوي ومحمد صاحب الدراجي وزير الإعمار والإسكان السابق.
*جردة "صادمة" بالأخبار التي استهدفتها الشرقية
يكمل الساعدي، "أتذكر أنها (يقصد الشرقية) في الأيام التي تلت دخول داعش الى نينوى عرضت القناة تقريرا عن نازحي نينوى، تصوروا ماهي مشكلة النازحين من خلال عرض هذا التقرير؟ هو غضب على الحكومة التي لا تقبل أن توزع منحة المليون دينار إلا من خلال المستمسكات الأصولية أو من خلال شاهدين من النازحين! طيلة بثها المشحون تغافلت عمداً هذه القناة عن مأساة أهالي تلعفر وما عملت بهم داعش".
وتابع، "وعند دخول داعش للموصل اتضح للمتلقي أن القناة ليست لها مشكلة مع داعش فالموصل آمنة مطمئنة يسودها العدل والتسامح من خلال حكم الدواعش.. ولكن هناك مشكلة تعرضها وتركز عليها الشرقية وهي القصف العشوائي الحكومي طبعا لم يتبين أن موقفها من القصف الامريكي هو عشوائي أيضا أم لا!".
ويزيد، "وعندما تستدير كاميرا الشرقية الى المحافظات الست كما يحلو أن تسميها فلا تجد أخبارا لها حول وجود مشاكل خطف واغتيالات وقتل يومي وقذائف هاون في مدن الانبار والموصل وصلاح الدين وديالى وكركوك، ومع أن جريمة سبايكر بشهدائها الـ 1700 مثلت جريمة كبرى لكنها لا تهتم كثيرا لهؤلاء فيما تضع مكبراتها على شخص اُغتيل في ديالى وتعرض تقريرا حول تشييعه وتلتقي بعائلته! ولا تنسى أن تتناول أبسط الأشياء السلبية في الأحياء الشيعية في بغداد وفي الوسط والجنوب العراقي منذ اليوم الأول الذي انطلقت فيه!".
*تاريخ البزاز في التحرش والابتزاز
لقد سلّط الكاتب سراب المعموري في مقال له، الضوء على محطات بارزة من تاريخ سعد البزاز في الابتزاز، لكن اللافت أن المعموري برهن بأن مالك قناة الشرقية اشتهر أيضا بالتحرش بمذيعاته حيث قال "الكثيرون يعرفون وسائل (اللعب على الحبال) التي يجيد لعبتها رئيس قناة الشرقية سعد البزاز من خلال إجادته (لعبة الابتزاز) سواء مع بعض شخصيات من الجنس اللطيف ممن يُدمن التردد على عُلب الليل والنوادي الحمراء او مع بعض مذيعاته في القناة او فن اجتذاب شخصيات سياسية وبرلمانية معروفة، وهي اللعبة التي أجادها هذا الرجل منذ الثمانينيات والتسعينيات، وبعد رحيله الى بلاد العم سام، وإقامته فيها، والذين وجدوا في طموحات البزاز ومطامعه الشخصية ضالتهم في تقديم قرابين الطاعة والولاء واختلاق المشاكل للآخرين وإلصاق التهم بهذا وذاك، واللعب على حبال هذه الجهة السياسية أو تلك لتنفيذ أجندة هذه الدولة أو رغبات أجهزتها!!".
وأضاف، "لعبة الابتزاز مارسها البزاز مع الكثيرات في الثمانينيات والتسعينيات ومن خلال قناته الشرقية فيما بعد، ويعرف الراسخون في الإذاعة والتلفزيون كم تحرش البزاز بمذيعات وعاملات في الاذاعة والتلفزيون، بل إن أحدهم وفي فترة الثمانينيات اتصل به من الاستعلامات عن إحداهن جاءت تحمل طفلا تقول هذا ابن البزاز وأريد تسليمه إليه!! وقد اتصل هذا الصحفي المعروف بالبزاز من الاستعلامات قائلا له إن امرأة نجهلها تقول إن هذا ابن البزاز وأريد أن يستلمه مني، وراح البزاز يعربد ويصرخ بوجه الصحفي وقال له أبعدها عني بأية طريقة وقل لها إن البزاز خارج العراق.. هذه امرأة كذابة وتريد أن تلصق بي تهمة لم ارتكبها!! واضطرت المرأة الشابة للعودة أدراجها بعد أن دفع لها البزاز المقسوم من خلال موظف الاستعلامات الذي أقنعها بترك الإذاعة مشيرا لها إلى أن البزاز خارج العراق في مهمة سفر!!".
وتابع، "وبعد أن أسس قناته الشرقية في عواصم عدة ومنها لندن شكَت بعض المذيعات من تجاوزات وتحرشات سعد البزاز بهن، واضطرت الكثيرات منهن الى ترك العمل في قناته بعد أن طلب منهن ممارسة ما لا ترغب به الكثيرات ممن لم يدخلن لعبة الدخول في عُلب الليل والنوادي الليلية الحمراء!!".