"البزاز يقيل بلاسخارت".. غضب سياسي سُني في الداخل العراقي من زيارة بلاسخارت لطهران
انفوبلس..
في الآونة الأخيرة بدأت القوى السُنية في الداخل العراقي بمهاجمة مبعوثة الأمم المتحدة جنين بلاسخارت، منتقدين دورها في العراق ومعتبرين أنها تعمل وفق أجندة خاصة وليست أجندة الأمم المتحدة، وكان آخر ملامح الهجوم هو خبر وهمي نشرته قناة الشرقية التابعة لسعد البزاز تحدث عن إنهاء مهمة بلاسخارت في العراق ووصفها بأنها جزء من المشكلة وليس من الحل.
جاء ذلك بعد نحو أسبوعين لزيارة قامت بها بلاسخارت لطهران أكدت فيها على الدور الايراني البنّاء في العراق، وذلك خلال اجتماعها بوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.
الزيارة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط السُنية العراقية وانتقدوا تحركات الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق فيما اعتبر البعض تلك التحركات "إهمالاً" للدور الأممي والمهام المناطة به داخل العراق، كما أعتبر آخرون أن دور المبعوثة الأممية غامض وغير مفهوم في البلاد.
ووصفت البعثة في بيان، الزيارة بأنها "تأتي كجزء من عمل البعثة في تيسير الحوار والتعاون بين دول المنطقة، وأنها تتماشى مع تفويض بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) في تيسير الحوار الإقليمي والتعاون في عدد من القضايا لدعم العراق". فيما أجرت الممثلة الأممية لقاءً مع السفير الإيراني في بغداد محمد كاظم آل صادق، وبحثت معه آخر المستجدات السياسية في العراق.
وبحسب وكالة مهر للأنباء، استقبل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت، التي تجري زيارة الى طهران.
واعتبر وزير الخارجية الإيراني في هذا الاجتماع أن العلاقة بين إيران والعراق علاقة رصينة وقوية.
وأكد عبداللهيان أن العلاقات القوية والواسعة بين البلدين تقوم على العلاقات الشعبية والتعاون الرسمي الشامل، والتي، بالإضافة إلى آثارها الثنائية على جمهورية إيران الإسلامية وجمهورية العراق، تسهم بشكل فعّال في الاستقرار والتنمية والأمن المستدام في المنطقة.
وأكد وزير الخارجية على أهمية دور العراق الإقليمي من خلال الإشارة إلى العلاقات البنّاءة والمتميزة بين البلدين.
وردا على تصريحات ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة أشار عبداللهيان إلى أهمية أمن الحدود بين إيران والعراق وشدد على ضرورة التطبيق الصارم للاتفاقية الأمنية بين البلدين.
وفي هذا الاجتماع، أكدت بلاسخارت على الدور البنّاء للجمهورية الإسلامية الإيرانية في ما يتعلق بالعراق، كما شرحت وجهات نظرها حول التطورات الداخلية والإقليمية المتعلقة بالعراق.
عضو تحالف "السيادة" حسن الجبوري، قال إن "هناك أهمية لأن تقوم المبعوثة بمهامها الرسمية داخل البلاد، بدلا من زياراتها لطهران".
وذكر الجبوري، أن "ملفات عراقية ما تزال تحتاج إلى تحركات أممية ودولية، ولعل أبرزها عودة النازحين إلى مناطقهم الأصلية، وملفات إنسانية ملحّة، مثل الفقر والمخدرات، وهي فعلاً بحاجة إلى دور أممي أكثر".
وشدد على أن "دور بلاسخارت الإنساني كان لابد أن ينصب في مثل هذه المواضيع، وإرجاء التطرق للملفات السياسية والأمنية وغير ذلك".
أما الناشط السياسي عمر فاروق فقد أكد أن "حراك بلاسخارت، وزيارتها لإيران، هو أمر متوقع، لاسيما وأنها معروفة بتغيير أجندتها من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وبالتالي فإن امتداح الجانب الإيراني من قبل بلاسخارت يبدو حركة طبيعية بالنسبة لها".
واعتبر فاروق، أن "النفوذ الإيراني في العراق قد وصل إلى أعلى المستويات، لدرجة أنه لم يعد يخص المناصب العراقية، بل حتى مناصب البعثات الدولية صارت تحتاج إلى مباركة وتزكية إيران، وهذه بداية جديدة تجعل التواجد الدولي سواءً المنظمات أو الأممي أو الدبلوماسي في العراق يحتاج إلى دعم إيراني، وهذا موضوع مؤسف".
في مقابل ذلك، دافع عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي عامر الفايز، عن زيارة بلاسخارت إلى إيران، وقال إنها "تأتي ضمن المهام المنوطة ببعثة يونامي في العراق، وقد حملت ملفات عراقية وناقشت ملفات إيرانية، كما حملت طابعاً دولياً، كون إيران شريكا حقيقيا للعراق، ولها علاقة اقتصادية وأمنية مشتركة، بالتالي فإن أبعاد هذه الزيارة إيجابية بالنسبة للعراق".
وأشار الفايز إلى أن "يونامي في العراق، ترى أهمية كبيرة في تثبيت استقرار العراق، وتقوية علاقاته مع جيرانه".
وأضاف، أن "العراق يدعم جميع التحركات الدولية سواء من الأمم المتحدة أو السفارات وكذلك المنظمات المدعومة من قبل الحكومات الأجنبية، والتحركات العلنية".