التيار ينشق مجدداً.. "أزهريون": قوة قتالية صدرية كبيرة تنحاز للمقاومة تُزعج الخط الصدري.. تعرّف على أبرز المعلومات المتاحة
انفوبلس..
خلال العقد الأخير، أصبح في التيار الصدري العديد من المسميات الداخلية والتي تمثل جماعات أو لوبيات تقودها شخصيات مقربة من زعيم التيار السيد مقتدى الصدر، فبدأ أغلب المنتمين الفاعلين بالتيار الصدري بتعريف أنفسهم بأنهم من الجماعة الفلانية، كجماعات "أبو ياسر" و"الحميداوي" و"عون" و"أبو دعاء" و"جليل"، وغيرها، ويوم أمس الجمعة برزت جماعة قديمة في التيار لكنها جديدة على الرأي العام تدعى (أزهريون) حيث أمر الصدر بطردهم من سرايا السلام ووصفهم بالمليشيات الوقحة، فمن هي تلك الجماعة؟ وماذا نعرف عن الشهيد أزهر الدليمي الذي سمَّت المجموعة اسمها تيمناً به؟
برز قبل عدة سنوات على الساحة العراقية اسم (أزهريون) كجماعة تنتمي عقائديا وحركيا إلى التيار الصدري، لكنها عملت خلال الفترة الماضية ضمن أنشطة وفعاليات خاصة بها وصفها عدد من المراقبين بالخطوة "الانعزالية" والتي قد تكون ممهدة للانشقاق عن التيار مستقبلاً.
طرد ومقاطعة
وفي وقت سابق من أمس الجمعة وجه زعيم التيار مقتدى الصدر، المسؤول عن سرايا السلام تحسين الحميداوي بطرد تشكيل "أزهريون" من سرايا السلام ومقاطعتهم.
وكتب صالح محمد العراقي المعروف باسم (وزير الصدر) منشوراً في حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي نقلاً عن السيد مقتدى الصدر، "على الأخ تحسين الحميداوي طرد كل المنتمين للمليشيا الوقحة: (أزهريون) من تشكيلات سرايا السلام".
وأضاف: "بل وعلى التيار الوطني الشيعي مقاطعتهم وتبليغ الجهات الأمنية عنهم وعن أفعالهم المشينة التي تزعزع أمن الوطن".
وبعد توجيه وزير الصدر بساعات، قررت الادارة المركزية بسرايا السلام، طرد (صمد أبو كاظم الفرطوسي) من تشكيلاتها.
وبحسب وثيقة صادرة عن الادارة المركزية، فإنه "بناءً على توجيهات السيد مقتدى الصدر وكمرحلة أولى، تقرر طرد المدعو (صمد ابو كاظم الفرطوسي) من تشكيلات سرايا السلام وعلى الجميع مقاطعته وعدم التعامل معه".
معلومات هامة
ووفقا لمصادر مطلعة فإن "أزهريون مجاميع كبيرة جداً يصل تعدادها لأكثر من 50,000 ألف شخص غالبيتهم من الخط الأول في التيار و قادته، بدأت تتبلور في جميع مفاصل التيار الصدري و تتخذ من الشهيد القائد "أزهر الدليمي" رمزاً لها و الثقل الأكبر من هذه المجاميع يقع في العاصمة بغداد".
وأضافت، إن "الحركة بدأت تسيطر على الكثير من المفاصل الهامة في التيار الصدري، مما أزعج اللوبي المتواجد في الحنانة"، منوهةً إلى أن "أغلب قادة وأفراد هذه الجماعة غاضبون بسبب ابتعاد السيد مقتدى الصدر وتياره عن المشهد المقاوم ونصرة المستضعفين في فلسطين والأمة الإسلامية".
وأشارت إلى أن "هذه الحركة بدأت ببناء نظام عسكري جديد نواته "لواء اليوم الموعود" المجمد من قبل السيد مقتدى الصدر، كما بدأت بالانخراط شبه الرسمي مع فصائل المقاومة في معركة "طوفان الأقصى" وأرسلت كوادرها العسكرية إلى حركة أمل في لبنان من أجل قتال الصهاينة في معركة الإسناد الجارية".
وكشفت، إن "قرار براءة الصدر من "أزهريون" جاء على خلفية الهجوم الأخير الذي طال السفارة الأميركية في العراق والذي نفذه أفراد هذه الحركة".
مصادر تيارية
على الجانب الآخر، ووفقاً لمصادر مقربة من التيار الصدري، فإن "المصطلح الذي أُطلق على الجماعة، يعود الى الشيخ أزهر الدليمي والذي استُشهد عام 2007، في حين يتزعمها الآن شخص يدعى صمد ابو كاظم الفرطوسي منذ 2014، والذي يدَّعي انتماءه لمفاصل التيار الصدري ومعه مجموعة من الأفراد، بعضهم ينتمي إلى تشكيلات سرايا السلام كأفراد".
وقالت المصادر الصدرية، إن "زعيم التيار السيد مقتدى الصدر، لا يسمح بوجود عناوين فردية داخل العمل المؤسساتي حفاظا عليه، فضلا عن وجود معلومات تشير الى انعزالهم عن باقي الافراد مع وجود نوايا بانشقاقهم عن التيار، وما يعزز ذلك هو وصف الصدر لهم بالمليشيا الوقحة في البيان الاخير"، لافتة الى أن "تكليف تحسين الحميداوي المسؤول العام للسرايا بطرد كل المنتمين لجماعة أزهريون، يأتي لأهمية الموضوع من الناحية الأمنية والعسكرية للتيار وسرايا السلام".
وأردفت المصادر، أن "السيد الصدر، يدرك أن كل حركة منشقة ستتحول فيما بعد الى فصيل كما هو معروف شأنها شأن الفصائل الاخرى"، مشيرة الى أن "تسمية الصدر لهذه الجماعة بـ(المليشيا)، ودعوته الى إبلاغ الأجهزة الأمنية عنهم يؤكد أهمية الامر من الناحية الأمنية بالنسبة للتيار".
وفور صدور قرار طرد الفرطوسي من تشكيلات سرايا السلام وعدم التعامل معه ومقاطعته، أطلقت دعوات من داخل التيار الصدري لـ"عدم شمول كل المنتمين للمجموعة بهذا الاجراء، لأن بينهم من ينتمي بشكل حقيقي وعقائدي للتيار وزعيمه، وقد غُرر بهم من دون علم".
هجوم صدري
وبعد بيان الصدر، بدأ أتباع التيار الصدري بالهجوم والتحريض على جماعة أزهريون عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، كما اتهموا الجماعة بعشرات تهم الفساد، مسلطين الضوء بذلك على حجم الفساد الكبير المسكوت عنه الموجود في التيار الصدري، والذي يتكشف كلما طرد الصدر أحد أتباعه.
فكتب أحد ناشطي التيار، ويدعى أمجد عبد السادة، إن "أزهريون، مجموعة تنتشر في عموم محافظات العراق ابرزها الناصرية، يسلبون ويسرقون ويهددون ويغتصبون الأراضي يدعون أنهم ينتمون لسرايا السلام وقد بدأ أفراد هذه العصابة بغسل عقول الشباب مؤخراً".
وكتب ناشط آخر، "أزهريون، فئة تم تشكيلها من قبل قيادات منحرفة تدعي أنها كانت تجاهد تحت قيادة الشهيد الشيخ أزهر الدليمي، لهم إعلام خاص ومدارس وندوات ومؤتمرات، وفي الآونة الأخيرة قاموا بنشاطات منفلتة وتصرفات فردية ويدعون انتماءهم لسرايا السلام وينفذون مآربهم الخبيثة تحت هذا العنوان".
وأضاف: "من زمان كنت احب اعرف رأي القائد بهم، والحمد لله بانت نواياهم، لأنهم كانوا دائما يتكلمون برضا السيد وفخره عن مثل هكذا مجموع".
وتابع: "بالمناسبة هم يعتقدون ان الشهيد ازهر الدليمي هو الذي صنع الرجال وهو مدرسة تخرج منها الابطال ويقيمون القيادي من خلال وجوده مع الشهيد ازهر فمن لم تكن له علاقة به استصغروه ولم يطيعوا له امرا، وترى حياتهم وصفحاتهم عبارة عن اشعار وتحشيد وتفخيم للشهيد الشيخ ازهر، ويرتبون الاهمية من ال الصدر وبعدهم يأتي الشهيد الشيخ ازهر الدليمي".
وأشار إلى أن "الگروبات أمر خطير ونتيجتها الطرد من التيار والمقاطعة من قبل واهلك واخوتك".
الشيخ أزهر الدليمي
في عام 2007 وفي بناية مجلس محافظة كربلاء، نفذت مجموعة استشهادية عملية ضد القوات الأمريكية وُصفت بالأكثر جرأة من بين عمليات تلك الفترة.
لقد كانت من أكبر وأبرز العمليات التي نفذتها المقاومة وهي عملية نوعية نفذها الشهيد الشيخ ازهر الدليمي القيادي في المجاميع الخاصة التي كانت أبرز أجنحة المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الأمريكي وتعمل ضمن جيش المهدي، لكنها انشقت فيما بعد لعدة فصائل.
وبحسب مقربين منه، كان الشيخ أزهر صلب الايمان حاد على المعتدين مربي فاضل لمدرسة من المجاهدين الاستشهادين، سني تشيّع على يد السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر في عام 1995، وكان مطلوبا لقوات الاحتلال الأمريكي كشخصية خطرة وبعد أن تم اعتقاله مرات عديدة وإصابات عديدة جعلت منه شهيداً حياً عادت القوات الاميركية لتنفيذ أنزالاً جوياً على منزل الشيخ في منطقة حي أور ببغداد وعرضوا عليه أن يسلم نفسه إلا أنه أبى وقاومهم لوحده لمدة 45 دقيقة واختار الشهادة بعد الاشتباك مع العدو الاميركي ونال على إثرها الشهادة بعد قصف منزله بالطائرات.
وفي الـ 2007/1/23كتبت "CNN" عن "العملية الأكثر جرأة والأكثر تعقيداً، والتي نفذها مسلحون يتحدثون الإنكليزية ويرتدون زي الجيش الأمريكي".
وذكرت، إن "مجموعة بقيادة أزهر الدليمي يرتدون الزي الأمريكي ويحملون الهويات الأمريكية وكان بعضهم يتحدث اللغة الإنكليزية، جهزت 7 عجلات " GMC,BMW " والزجاج مضلل وأسلحة أمريكية الصنع، وظهروا كقوة أمريكية انطلقت نحو مجلس محافظة كربلاء حيث استطاعوا اجتياز 3 حواجز للشرطة العراقية.
وفي الساعة الخامسة و45 دقيقة من عصر يوم السبت، بدأ الاقتحام باستخدام القنابل الدخانية والبنادق الآلية وقتل جندي كان متواجدا داخل عجلة همر وإصابة 3 آخرين، كما تم أسر كل من: النقيب بريان سكوت فريمان، والملازم أول جاكوب نويل فريتز، وجنديين آخرين، ثم الانسحاب دون أي اشتباك، وتم تصفية المخطوفين بعد الانسحاب بسبب ملاحقة الشرطة للمنفذين.
ولم تكن هذه أول عملية للدليمي ومجموعته بل سبقتها العشرات وهذا ما جعله الهدف الأول للقوات الأمريكية المحتلة.