الحرب بين ساكو والكلداني مستمرة هل يُزعج ذلك الفاتيكان.. وما سِرُّ سكوت أمين عام بابليون
انفوبلس/..
ردّ الأمين العام لحركة بابليون ريان الكلداني، السبت، على تصريح للرئيس الأعلى للكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، لويس ساكو، مؤكداً بالقول "هاجَمَنا فدعوناه لمناظرة علنية".
وقال الكلداني في ردّه "بعدما قضى لويس ساكو الأسبوعين الماضيين يصرف وقتنا ووقت الرأي العام ببيانات من أكاذيب، طالعنا اليوم بالصوت والصورة ليكرّر كل ما كاله وقاله، وليكرّر نفسه".
وأضاف، "لقد أمضى أعواما وهو بالأسلوب نفسه وبالمقولات المتكررة المتشابهة". معتبراً أن "مشكلته مع من باعه وخرج في التلفاز، ما علاقتنا بذلك، مشكلته مع تنشئتنا الكِنسيّة، وهل هذا قول مسؤول وجائز، تهجّم على الطوائف المسيحية الأخرى، وهذا ما سيُحاسبه وحده عليه الفاتيكان".
ولفت الكلداني إلى، أنه "يقول أن علينا احترام الثوب الكِنسي، ونحن نردّ بأن يحترمه هو، مضى أسبوعين ونحن نردّ بالتالي: هاجَمَنا فدعوناه لمناظرة علنية". مضيفاً، "ردّ الدعوة بالتهجّم الشخصي، ورددنا باحترام نفسنا، ما ذنبنا إذا قام عليه المطارنة، وما ذنبنا إذا قام عليه رجل في الإعلام، مشكلته مع سِوانا، ولكنه لا يقوى على التهجّم إلا علينا".
وشدّد بالقول، "يتكلم عن المحافل الدولية في العلن، وفي السرّ يُرسل مَن يفاوض الناس ليخرجوا في الإعلام ضدّي ولكي يذهبوا معه ليبرّئوه في الفاتيكان". مخاطباً ساكو بالقول، "إذا كنتَ تخاطب الحكومة مستخدماً التخويف عبر الفاتيكان، فالكل يعرف موقعك وسمعتك في الفاتيكان وأينما كان في المحافل الدولية..، لا أنت ولا سواك يحق لهم بيع ممتلكات الطائفة والناس، وسنُحاسبك أنت وكل من يقوم بذلك وفق القانون العراقي".
وكان الرئيس الأعلى للكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، لويس ساكو وجّه في وقت سابق، جملة اتهامات لـ الأمين العام لحركة بابليون ريان الكلداني.
وقال ساكو، في إجابة على سؤال خلال مؤتمر صحافي، "أنا مرجع ديني حالي كحال السيد علي السيستاني ولا أسمح لنفسي بمناظرة شخصية كريان الكلداني لا ترتقي لأبجديات الحديث"، وتابع، إن "الكلداني أراد الاستيلاء على الكنائس ودور المسيح في محافظة نينوى".
جذور الخلاف
في 18 تموز سنة 2019 أعلن نائب الرئيس الأمريكي عن فرض عقوبات على ريان الكلداني، وبعد أسبوع من القرار الأمريكي أعلنت الكنيسة الكلدانية يوم 24 تموز رفضها لوجود أي فصيل أو حركة مسلحة تحمل صفة مسيحية خاصة، وفي سنة 2021 كرّمَهُ البابا فرنسيس خلال زيارة البابا للعراق.
كان لموقف ريان الكلداني، الرافض للتواجد الأجنبي في البلاد، العديد من الآثار السلبية عليه، حيث بدأت أطراف داخلية في المكون بالتحشيد لمعارضته ومحاولة الإطاحة به، وهذا ما دفع المطران إلى طلب دعم دولي من أجل الضغط على الكلداني للتخفيف من مواقفه الرافضة للأمريكان، ثم بدأت نفس الأطراف بالتحشيد محليا ضده، لتشهد بلدة قره قوش في مطلع آذار 2023 تظاهرات مناهضة له.
وتجمّع العشرات من أبناء بلدة قره قوش فضلاً عن عناصر من الحشد المسيحي أمام كنيسة الطاهرة في البلدة مركز قضاء الحمداني (30 كم شرق الموصل) للمطالبة بفكّ ارتباط الفوج 13 عن اللواء 50 (التابع للكلداني).
وقالت أبرشية الموصل للسريان الكاثوليك عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك بمنشور مقتضب، إن "تظاهرات عارمة أمام باب مطرانية الموصل للسريان الكاثوليك في قره قوش للاستنجاد براعي الأبرشية والكهنة والكنيسة لحل المشاكل التي تواجه الفوج 13 في اللواء 50 ضمن الحشد الشعبي".
ورفع المتظاهرون لافتات وأعلاماً وردّدوا هتافات تطالب بربط الفوج كما كان في السابق بمجلس الوزراء مبرّرين ذلك لتدخلات زعيمه ريان الكلداني بشؤون القضاء في الحمدانية سواء كان على المستوى السياسي أو الخدمي أو الإداري، لكن مراقبين أكدوا أن تلك التظاهرات والمطالب المزعومة تأتي بضغط من المطران وأطراف دولية للحد من مواقف الكلداني الرافضة للتواجد الأمريكي في سهل نينوى.
تفاقم الخلاف
الصراع بين الأمين العام لحركة بابليون ريان الكلداني وبطريرك الكلدان الكاثوليك لويس ساكو، تفاقم بشكل كبير، حيث علّل الكلداني أسبابه بتدخل ساكو بالعمل السياسي حتى أنه اتهمه بالاحتيال وبيع وشراء المناصب على حساب المسيحين.
الكلداني يؤكد أن محور الخلاف مع لويس ساكو، هو تدخله بالشأن السياسي ومخالفته كتب المسيحية التي لا تُجيز لرجل الدين التدخل بالسياسة. مبينا، أن ساكو سيغادر منصبه بالكنيسة الكلدانية ويُحال على التقاعد في تموز.
كما أكد الكلداني من بين الأسباب الأخرى لصراعه مع ساكو، هو استحواذه على أملاك المسيحين وبيعه المناصب على حساب مصلحتهم، ومشاركته في السياسة التي لا تسمح ديانته بها.
رد لويس ساكو
وعقب تصريحات الكلداني، ردّت الرابطة الكلدانية العالمية ببيان مطوّل جاء فيه: "على ضوء التصريحات التي صدرت من قبل رئيس حركة بابليون (ريان الكلداني)، وذلك من خلال لقاءات في فضائيات عراقية وآخرها كان في 17/4/2023 وعلى قناة العهد، وقبلها في قناة الرشيد في 26/3/2023، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تضمنت تجاوزات واتهامات وأكاذيب يُعاقِب عليها القانون العراقي".
وذكرت الرابطة في البيان، أن "من بين الاتهامات بيع الكاردينال لويس روفائيل ساكو أملاكا تعود للوقف الكِنسي الكلداني (وإذا بيعت بعض الأراضي فتتم من خلال القوانين العراقية المرعيّة بالاستبدال) ولم تكن لتهريب الأموال إلى الخارج، هذه الأكاذيب خلقت استياءً عامًا عند المسيحيين المعروفين بالصدق والإخلاص والولاء للوطن، لذا فإننا نطالب الحكومة العراقية بالتحقق في هذه الإساءات ضد أعلى سلطة كِنسية كلدانية وإحالة المُسيئين إلى القضاء كون هذه الشائعات تتعارض مع العقيدة المسيحية".
وأضاف البيان: "إن نتائج الانتخابات الأخيرة الخاصة بالكوتا المسيحية في أكتوبر 2021 كانت غير حقيقية ولا تمثل المكون المسيحي والتي أدت إلى استحواذ حركة بابليون على أغلبية المقاعد بأصوات ناخبين من خارج المكون المسيحي، واليوم رسالتنا واضحة وصريحة ونقدّمها شخصيًا للسلطة التنفيذية في البلاد وعلى رأسها دولة رئيس الوزراء العراقي السيد محمد شياع السوداني بأن يتحرك باتجاه حماية كنيستنا من أي تجاوز عليها أو على مؤمنيها".
الكلداني يدعو لمناظرة علنية
وأصدر الكلداني بيانا في 29 نيسان 2023، أكد فيه أن الكاردينال لويس ساكو خاض معارك انتخابية وباع واشترى بالسياسة على حساب القرار والأمن والمستقبل المسيحي في العراق.
وتابع الكلداني، "طالعنا البطريرك لويس ساكو يوم أمس في بيان لم يكتبه بنفسه، ونهنّئ مَن كتبه له على اللغة العربية الفصيحة والبليغة، وفيه ما فيه من كيل واتهام وروايات البعض منها أسخف من الرد حتى، لكننا أمام الناس والرأي العام واحتراماً لجبّته حتى لو لم يراعِها هو ولم يحفظها، لن نرد على بيانه بمثله، بل سندعوه لمناظرة علنية مفتوحة. ويقول ساكو إنه ليس متّهماً ببيع ممتلكات الكنيسة، رغم الأوراق الرسمية القانونية الواضحة، ويقول إن الأملاك لرهبان وراهبات. جيد، فلْنناقش ذلك علناً".
وأضاف الكلداني، أن "ساكو يقول إنه لم يستخدم موقعه الكِنسي للسياسة، حسناً، رغم أنه أسّس أحزاباً وخاض معارك انتخابية وباع واشترى بالسياسة على حساب القرار والأمن والمستقبل المسيحي في العراق، رغم كل هذا نقول له، جيد، فلْنناقش ذلك علناً. ويقول ساكو إنه هو يمثل رؤية المسيحيين ونحن لا، حسناً. لقد حصد في كل مرّة خاض فيها معارك الانتخابات على عشرات الأصوات بمقابل الآلاف الذين اختاروا تمثيلهم السياسي، ورغم هذا نقول له، جيد، فلْنناقش ذلك علناً".
وأكمل، "أخيراً وليس آخراً، يقول وكأننا أطفال في مدرسة، يقول إن ريان الكلداني ادّعى مصافحة البابا فرنسيس في زيارته العراق وهذا لم يحدث لأن ساكو كان واقفاً قربه ولم يرَ ذلك، رغم أننا لسنا في عرس تقليدي ولا الحِبر الأعظم اصطحب ساكو صُبحاً ومساءً وخطوة بخطوة، ورغم أن الصورة واضحة من لقائنا البابا، نقول له: جيد، فلْنناقش ذلك أيضاً علناً. كما يدّعي ساكو أنه يحمي أو يقود المسيحيين لكنه اختبأ خلف حِلفِهِ وترك الكنائس والبيوت والناس في نينوى وسط العراء يوم هجم داعش، وكنتُ أنا ريان ومعي إخوتي وأهل الغيرة، نحمل دمنا على كفوفنا، ومِنّا مَن استُشهِد في المعارك دفاعاً عن المسيحيين وحياتهم وكنائسهم ووجودهم والناس يعرفون، والبابا يعرف، والعراق يعرف، والله يعرف، من نكون نحن ومن تكون أنت، وإذا كنتَ أنت المُصيب ونحن المُخطئين نحن نقوم بواجبنا ونعتذر، لكن كل هذا يفصله حوار علنيّ مفتوح".
الكلداني خاطب ساكو في البيان: "أنا بانتظارك، حدّد الشخص والمنبر الإعلام، وأنا أدعوك إلى مناظرة علنية، ولنناقش كل هذا أمام الناس، وإلا، فالصمتُ في نهاية مسيرتك المحفوفة بالمثالب، أفضل لك ولكرامتك ولما تبقّى من صورتك، واحتراماً للجبّة التي تلبسها، والتي تساوي عندنا، قضية مات الكثير منّا لأجلها، يا محترم".