الحلبوسي يتعاقد مع شركة أمريكية مستشارها رئيس وزراء سابق في الكيان الإسرائيلي لإنشاء لوبي داعم له في واشنطن
انفوبلس..
في نهاية شهر حزيران/يونيو الماضي، نشر موقع "odwyerpr" الأمريكي خبراً مفاده تعاقد حزب تقدم العراقي برئاسة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي مع شركة "BGR" الأمريكية لمدة عام واحد وبقيمة عقد تبلغ 600 ألف دولار لتوفير العلاقات الحكومية والخدمات السياسية والتواصل مع مسؤولين في واشنطن لصالح حزب الحلبوسي.
الخبر الذي تداوله الموقع، جاء نصه: إن مجموعة BGR وقعت عقدًا بقيمة 600 ألف دولار لمدة عام واحد لتوفير العلاقات الحكومية وخدمات العلاقات العامة لحزب التقدم العراقي.
وقد تقوم أيضًا بالتواصل مع المسؤولين في واشنطن والمنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام الأمريكية.
وتقول الجماعة السياسية السنية، التي تشكلت في عام 2019، إن مهمتها هي إقامة دولة مدنية وحديثة من خلال التغيير الثقافي للمجتمع في العراق، حيث يشكل المسلمون الشيعة حوالي 60 بالمئة من سكانه، وبدأ عقد BGR في 15 يونيو.
الشريك المؤسس إد روجرز يرأس فريق التقدم فيBGR الرئيسان المشاركان للممارسات الدولية والتجارية ماي سايدن وليستر مونسون؛ مديرو تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا مارك تافلاريدس ووكر روبرتس؛ ومدير العلاقات العامة فرانك آرينز يكملان المجموعة.
تغطية فشل الداخل
مراقبون أكدوا أن خطوة الحلبوسي تلك تهدف بشكل لا يقبل الشك إلى محاولة خلق لوبي خاص به وداعم له في واشنطن وخصوصاً بعد الرفض الشعبي والهزائم السياسية الداخلية، عندها قرر تعظيم مكانته السياسية في العديد من دول العالم كدول الخليج من جهة والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى.
كذلك، وبحسب المراقبين، فإنه أدرك أن هذه الفترة هي آخر فتراته في العملية السياسية العراقي ما لم يتحرك لتكوين دعم دولي ضاغط على الداخل العراقي يحول دون إقصاءه من الساحة السياسية.
أيادٍ يهودية
مصادر مطلعة كشفت أن أحد أبرز مستشاري شركة "جي بي آر" الأمريكية المتعاقدة مع حزب الحلبوسي هو السياسي الإسرائيلي "ايهود باراك"، ولهذا الاسم تاريخ طول مع العراق، حيث شغل خلال فترة حياته عدة مناصب في حكومة الكيان أبرزها رئاسة الوزراء ووزارة الدفاع.
أبو الاغتيالات
باراك وفي عام 2015 نشر كتاباً بعنوان "معارك حياتي" كتب فيه مذكراته، وبشأن العراق يتحدث باراك عن الإعداد والتخطيط لعملية اغتيال تستهدف صدام حسين في عام 1991، وذلك إثر منع إدارة الرئيس الأميركي آنذاك جورج بوش الأب، تل أبيب من الرد على بغداد. حينها بادر باراك الملقب بـ "أبو الاغتيالات" في إسرائيل إلى تشكيل فريق خاص لاغتيال صدام حسين من صفوف وحدة الكوماندوس النخبوية في الجيش الإسرائيلي المسماة "دورية رئاسة الأركان".
وكلف باراك الذي كان عضواً ثم رئيساً لتلك الوحدة، القائد السابق لها عميرام ليفي بالإشراف على تنفيذ العملية، وذلك بعد دراسة تحركات وتصرفات صدام حسين بدقة.
وأشارت المعلومات الاستخبارية التي حصلت عليها إسرائيل، إلى أن صدام سيزور خاله خير الله طلفاح في المستشفى، ولذلك تقرر اغتياله خلال ذلك عبر إطلاق "صواريخ تموز".
ووفقاً للخطة، كان سيتم إرسال فرقة الاغتيال إلى العراق عبر مروحيتين عسكريتين قبل الانطلاق بمركبتين بعد انقسامهما إلى فريقين، الأول للتمويه قرب هدف الاغتيال، والثاني يتولى إطلاق الصواريخ.
لكن تلك الخطة لم تر النور بسبب الفشل في محاكاة عملية الاغتيال التي أجريت في قاعدة عسكرية في صحراء النقب. فبدل أن يقوم فريق الاغتيال بالضغط على زر لإطلاق صواريخ كرتونية، ضغط على الزر المخصص للصواريخ الحية، مما أدى إلى مقتل خمسة عسكريين إسرائيليين كانوا يحاكون دور مرافقي صدام حسين.
وفي فشل آخر لخطة الاغتيال أدى إطلاق الصواريخ الحية إلى إصابة الشخص الذي حاكى دور الرئيس العراقي، وليس قتله كما هو مخطط في العملية الأصلية.
وبعد التحقيق في تلك الحادثة، خفضت الرتب العسكرية لعدد من المسؤولين عن فريق الاغتيال وتجميد خطة الاغتيال.
ويوصف باراك بأنه "أبو الاغتيالات" و"القاتل الصامت"، مشيراً إلى أنه "أكثر قيادي في إسرائيل مدرب على عمليات الاغتيال بحرفية وبرودة أعصاب".
مصافحة مريبة
في عام 2008، وفي زيارة لرئيس جمهورية العراق آنذاك الراحل جلال طالباني، التقطت عدسات المصورين لقطة يصافح فيها طالباني باراك بحضور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، حيث أثارة تلك الصورة في حينها سخط الشارع العراقي والعديد من الجهات السياسية الداخلية، الأمر الذي بررته رئاسة الجمهورية في ذلك الحين بأنه مصافحة عادية لا تنطوي على أي معنى أو تداعيات أخرى، ولا تحمل العراق أي التزامات.
باراك وغزو العراق
وفي تاريخ 12/4/2003، أي بعد سقوط بغداد بيد القوات الأمريكية بـ3 أيام، التقت صحفية "يدعوت أحرنوت" العبرية بإيهود باراك للحديث عن حرب العراق، وكانت مقابلة توضح مدى التركيز الإسرائيلي بالوضع العراقي ويمكن من خلالها معرفة ما تصبو إليه إسرائيل بدقة فيما يخص الداخل العراقي، فيقول باراك: الجيش الأميركي تمكن من ابادة معظم قوة الحرس الجمهوري العراقي خلال يومين ونصف اليوم، عبر القصف الصاروخي والجوي.
ويشير إلى ان صدام سيلوّح باستخدام أسلحة الدمار الشامل فقط من أجل عقد صفقة لخروجه إلى المنفى، لكنه بحسب ما يرد في نص المقابلة تالياً يحذر من فوضى عالمية إذا ما فشلت الترتيبات الأميركية في العراق بعد هذه الحرب.
ـ كيف حدث إذ لم يقاتل العراقيون حتى داخل بغداد؟ إن ما شاهدناه هو تفوق اميركي ساحق في مواجهة العسكرية العراقية.
من الصعب ان نصدق ما قاله المحللون المختصون قبل اسبوع ضد اسلوب ادارة الحرب، وها هي تأتي النتائج سريعا وخلال اسبوع لتقلب كل الموازين. انهم لم يفهموا ولم يستوعبوا ان هذه الحرب هي ثورة هامة جدا في إطار الحرب التقليدية.
ومع ذلك سمعنا جنرالات اميركيين يدعون ان هذه الحرب هي حجر الزاوية في الحرب الحديثة، أولم يبالغوا في ذلك؟
هذا الانقلاب العسكري لا يقل عن غيره من الثورات السابقة مثل ظهور الدبابة في الحرب العالمية الثانية وتمكنها من عبور المانش واحتلال فرنسا خلال اسابيع. استيعاب هذه الانقلابات العسكرية يتطلب مدة من الوقت وهذا ينطبق على هذه الحرب والاسلحة المستخدمة فيها ايضا. في هذه الحرب استغلال لفرصة تكنولوجية كنا نحن قد شخصناها قبل 15ـ 17 سنة، أما في اميركا فقد ركزوا عليها قبل 11 سنة بعد ان شاهدوا ايجابياتها في حرب الخليج الاولى.
وهي تقوم على استخدام الاسلحة الموجهة عن بعد. وتيرة الاصابة عن بعد من دون ان يتمكن العدو من الحاق الضرر بالمهاجم هي التي تمخضت عن «الصدمة والرعب» التي تحدثوا عنها كثيرا في هذه الحرب.
الاميركيون اصطدموا رغم ذلك بعدة مفاجآت فقد تورطوا في القضية اللوجستية وتوقف تقدمهم ولم يستقبلهم الناس بالورود، ولكن هذه امور أقل أهمية وأنا لا أعتقد ان الجانب اللوجستي قد تعقد.
يتوجب ان ندرك ان هذه الحرب قد حسمت ومن الممكن ان تتواصل عدة ايام اذا لم يقتل صدام. وعندما ينتهي كل شيء سيكون من الممكن كشف النقاب عن أمن المعركة الذي فرضه الاميركيون على ادارتها وسيكشفون كيف تم العمل على عدة جبهات بصورة معمقة جدا ومحاولة اصابة رأس النظام في ذات الوقت.
الاميركيون قاموا بعمل جيد جدا وطريقتهم مكنت من أخذ قوات قليلة نسبيا بالمقارنة مع حجم العراق وجيشه وحسمها مع حوالي مئة قتيل فقط، بعضهم قتل بنيران صديقة وحوادث أخرى.
هذه النسبة كانت ايضا خلال حرب الخليج الاولى. ربع القتلى سقطوا بنيران صديقة، وربع آخر إثر الحوادث. هناك الآن نظم يمكنها ان تكشف هوية العدو وأتوقع ان نمتلك مثلها خلال خمس سنوات الامر الذي سيخفض من عدد القتلى بصورة هائلة. عندما يماط اللثام عن سرية هذه الحرب سنكتشف كيف تم القضاء على فرق الحرس الجمهوري بسرعة كبيرة رغم تدريبها على الحركة ورغم توفير شوارع واسعة جدا على طول العراق وعرضه لهذا الغرض.
قسم كبير من هذه الفرق أُبيد من قبل ان يلاقي العدو وخلال يومين ونصف. الاميركيون دخلوا الى العراق مثل السكين في قطعة الزبدة، حوالي 100120 جندي تغلغلوا في العراق لمسافة 400500 كيلومتر وتحركوا بسرعة مستخدمين قوتهم وتفوقهم التكنولوجي وفرق العراق المختارة لم تتمكن حتى من الوصول الى مرحلة القتال.
وعلى وجه العموم كان تفكير المخططين سليما اذ لم يشترطوا احتلال المدن العراقية الواقعة على طريق بغداد وطوقوها بقواتهم مواصلين الزحف نحو العاصمة.
لماذا لم يستخدم صدام السلاح الكيماوي؟
في البداية لم يكن من وراء ذلك منطق، فهذا سيجرمه في نظر العالم. والآن أشك ان أحدا سينفذ تعليماته لاستخدام هذا السلاح. الامر الوحيد الذي بقي لديه ـ إذا لم يتضرر ـ هو ان يقوم باستخدام السلاح غير التقليدي في اللحظة الاخيرة ليس من اجل القتل وانما من اجل الحصول على تذكرة خروج من بغداد والتهديد بواسطته وطلب بطاقة خروج لنفسه ولمن معه مقابله، مثل دعوة حاكم عربي مقرب منه اليه أو بريماكوف والحصول بواسطة ذلك على بطاقة خروج.
هل تعتقد ان العراق سيصبح ديمقراطيا فعلا؟
لا أحد يتصور ان العراق سيشهد ديمقراطية جيفرسونية. ولكن يكفي ان يقوموا بإدخال المزيد من الانفتاح السياسي وهذه عملية تمتد لسنوات بحد ذاتها.
وإذا فشل ذلك؟
إذا فشل ذلك فسندخل في حالة فوضى وسيبدأ الامر في العراق نفسه حيث سيندلع ارهاب داخلي وفتنة من قبل دول جوار العراق وزعزعة للأنظمة العربية البراغماتية التي تعاونت مع اميركا من تحت الطاولة، ويحظر ان ننسى ان هناك صراعا أكثر تفجرا من صراعنا نحن وهو صراع باكستان والهند، ولتتصور ماذا سيحدث مع العالم لو سيطر ضباط مسلمون على الحكم في باكستان حيث توجد قنابل نووية وصواريخ بالستية وطائرات اف 16.
باراك وطهران
في عام 2009، وبعد وصول باراك أوباما للبيت الأبيض، دعا إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي الإدارة الأمريكية الجديدة إلى إعادة النظر في سياستها تجاه إيران في ضوء برنامجها النووي. وقال الوزير الإسرائيلي إن طهران تضلل العالم، مشيرا إلى أن وراء تصريحات إيران عن الطابع السلمي لبرنامجها النووي يقف سعيها للحصول على الأسلحة النووية.
وأكد باراك أن المفاوضات مع إيران حول ملفها النووي يجب أن تكون قصيرة الأمد، مشددا على أنه في حالة فشلها ينبغي البدء في فرض عقوبات مخففة على طهران تمهيدا لفرض عقوبات اكثر شدة ضدها فيما بعد. مع ذلك أشار باراك إلى ضرورة حل قضية الملف النووي الإيراني بالتعاون العميق مع روسيا والصين.
ولكن وزير الدفاع الاسرائيلي لم يستثن اللجوء إلى "سبل أخرى" لتسوية القضية الإيرانية، مشددا القول "أننا نميل إلى إجراء عملية بطولية مثل ما قمنا به في عام 1981 عندما دمرنا المفاعل النووي العراقي من خلال قصفه". وحسب رأى باراك فانه، خلافا للعراق الذي امتلك آنذاك منشأة نووية وحيدة، تملك إيران حاليا مجمعا نوويا أكثر سعة وتعقيداً.