الحلبوسي يتهم إيران بالوقوف خلف قرار إقالته بتهمة التزوير رغم تأييد القرار من قبل الكتل السنية.. ويشبّه سالم العيساوي بـ"سعدون حمادي"
انفوبلس/..
في حوار متلفز عبر فضائية محلية، ظهر الرئيس السابق لمجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، على غير عادته هذه المرة، يحمل غضباً واضح بين كلماته، إنهم خلاله "إيران بالوقوف وراء قرار ازاحته من رئاسة البرلمان"، مجدداً اساءته للقضاء العراقي واعتراضه على قرار إنهاء عضويته بتهمة التزوير.
وقال الحلبوسي في حديث متلفز، الثلاثاء، إن "قرار المحكمة الاتحادية غير دستوري وليس له أي مسوغ قانوني"، مضيفا أن "المعارضين من القوى السنية لم يتمكنوا من ازاحتي وقرار الاتحادية الأخير وراءه إيران وأذرعها في العراق".
وكانت المحكمة الاتحادية العليا قد اصدرت قراراً بإنهاء عضوية رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، وذلك بعد دعوى "تزوير" تقدم بها أحد النواب.
رئيس تحالف "تقدم" محمد الحلبوسي، أشار الى أن "ما جرى له تقف خلفه إيران وأذرعها وليس المعارضين السنة، إنه لو كان شيعياً لأخذ رئاسة مجلس النواب، ووضع رئيس وزراء سنياً "متعهداً" لديه".
وواصل الحلبوسي، اتهاماته تجاه إيران، حيث أشار إلى أن "إيران لن تسمح بتشكيل "تحالف الأقوياء"، مشيرا الى انه "تصل بزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مرتين، عند قرار الانسحاب وبعده، مؤكدا "تمسكه بضرورة وجود "الثلث المعطل" حتى لو كان ضده، لتوازنات تتعلق بمستقبل البلاد".
وحول وجود "الثلث المعطل" في البرلمان، ذكر الحلبوسي، أنه "اليوم لو أصدرت المحكمة الاتحادية قراراً بأن الأغلبية تكفي بلا ثلثين، لانتخاب رئيس الجمهورية، فسيلغى دور السنة والكرد في العراق مستقبلاً، لأن الذي يمتلك الأغلبية يقول لك خلاص لا يوجد ثلث معطل، وهذا هو الرصيد الذي يحمي مكونات الشعب ويجب ألا نتنازل عنه، ولكي لا تأتي أغلبية مستقبلا وتستولي على الرئاسات الثلاث أجمع! وتحدث فتنة".
وذكر الحلبوسي في الحوار "كنت ملتزماً بالتحالف الثلاثي التي تشكل بعد الانتخابات الاخيرة، ولا أتراجع خطوة، ودارت حوارات سياسية، والطرف الذي يمثل قوى الإطار في الانتخابات قالوا لا للحلبوسي ولا لبرهم صالح ولا لمصطفى الكاظمي، وفتحنا قنوات حوار ولم نصل إلى نتيجة، والطرف الآخر الفائزون، كانوا يجدون أن هذه التفاهمات "الثلاثية" إيجابية بين الأغلبية السنية والأغلبية المتحققة الشيعية والكردية".
وتابع، أنه "تعرضنا إلى قصف وإلى مشاكل كثيرة، وكنت أتمنى من الكتلة الصدرية أن تصل إلى نتيجة مع الإطار، وكنت أعمل على ذلك، أنا كنت مقتنعا أن المشروع (الثلاثي) لن يمضي، فالفاعل الإقليمي ليس بهين، والعدد لا يؤهلنا إلى الثلثين وأنا كنت مؤيداً لقرار الثلثين لانتخاب رئيس الجمهورية، مع أنه كان ضد التحالف الثلاثي، لكنه مع البلد فله علاقة بالاستراتيجية والتوازن".
الشارع السني رحب بقرار الإقالة
وكان قرار المحكمة الاتحادية بأنهاء عضوية الحلبوسي، قد ألقى حجراً كبيراً في المياه السياسية الراكدة في العراق، ولاسيما في البيت السني، الذي كانت أغلب أسهمه بجعبة الحلبوسي وتحالفه، ليدخل المكوّن فيما يشبه أزمة قد تتحول الى صراع حول من يخلف الحلبوسي في منصبه.
عقب ذلك، دعا حزب السيادة قيادات وممثلي المناطق المحررة إلى "اجتماع عاجل للتداول في الخطوات المقبلة"، بعد قرار المحكمة الاتحادية انهاء عضوية رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، في وقت أعلن كل من حزب الحل وتحالف العزم دعمهما للقرار المحكمة.
موقف حزب السيادة جاء بعد أن أعلن كل من حزب الحل الذي يترأسه جمال الكربولي وتحالف العزم الذي يترأسه مثنى السامرائي دعمهما لقرار المحكمة انهاء عضوية رئيس مجلس النواب.
من جانبه، يقول القيادي في تحالف العزم حيدر الملا، انه "لا توجد اليوم أزمة بقدر ما هو اجراء قانوني، حيث استطاعت المحكمة الاتحادية أن تثبت أنه لا أحد فوق القانون، والمواقف السنية التي خرجت من جميع الاطراف، مثل جبهة الحوار برئاسة صالح المطلك ومتحدون برئاسة اسامة النجيفي وعزم والحسم والسيادة، كلهم أيدوا ورحبوا بقرار المحكمة الاتحادية".
ويلفت حيدر الملا الى ان "في الانبار هنالك احتفالات، لأنهم يقولون انهم تخلصوا من هيمنة الحزب الحاكم"، مضيفاً أنه "لا يوجد شيء اسمه أزمة سياسية، وإنما ما حصل انه لا يوجد أحد فوق سلطة القانون".
وعن ترشيح الكتل السنية الثلاث (العزم والسيادة والحسم) لـ سالم العيساوي، لإشغال منصب رئاسة البرلمان، قال الحلبوسي، اننا "لن نقبل بسعدون حمادي، من جديد ويجب تمثيل مجتمع أغلبية في اختيار رئيس البرلمان"، مشيرا الى ان "اقليه عددية لم تحصل على اغلبية الجمهور السني، لا ينبغي لها ترشيح العيساوي، لمجرد اختياره من قبل جهات سياسية أخرى غير معنية بترشيحه، ممثلا عن كتب انتخبها الشارع السني".
واكد ان "جهات سياسية شيعية تتدخل باختيار الرئيس البديل لرئاسة مجلس النواب العراقي، ليكون أداة بيده للسيطرة على القرار التشريعي، ونوع من المنافسة السياسية المبكرة من قبل أطراف من الإطار".
الحسم يستبعد عودة الحلبوسي
واستعبد القيادي في تحالف الحسم الوطني نوري الدليمي، الأربعاء، سماح القوى السياسية لرئيس حزب تقدم محمد الحلبوسي بالحصول على الولاية الثالثة.
وقال الدليمي في حوار صحفي، " كان على الحلبوسي حل المشكلة ومازالت لديه فرصة للنجاح وان الحلبوسي لن يأتي لدورة ثالثة وان النظام الداخلي لن يتغير لمجلس النواب".
وأضاف ان "التحالف الذي تشكل يمتلك مقاعد تقارب مقاعد الحلبوسي يطلب الاطار دينا خلال التحالف معه أيام التحالف الثلاثي وعليه ردها بدعم مرشح رئاسة البرلمان".
وأضاف ان "الانشقاق حصل بسبب الخلاف على طريقة ادارة التحالف وان القادة السنة اخذوا مشروعيتهم من الصندوق وليس من الشارع".