الديمقراطي يُصرّ على "الكوتا" والوطني يفضحه.. هل باتت الأقليات مادة دسمة لحزب بارزاني؟
انفوبلس/ تقارير
مازالت انتخابات إقليم كردستان تتأرجح بين "مزاج" الحزب الديمقراطي الكردستاني ورغبات رئيسه مسعود بارزاني، لكن إصرار الحزب على مقاعد "الكوتا" بات لا يُطاق كما يراه غريمه الاتحاد الوطني الكردستاني الذي كشف اليوم السرّ وراء ذلك الإصرار وأبرز ما يطمح له "البارتي" قبيل الانتخابات. فما هي الكوتا بالتحديد؟ وما الأسباب التي كشفها "اليكتي"؟ إليك أبرز ما يسعى له الديمقراطي قبل موعد الاقتراع.
إلغاء مقاعد الكوتا
في شباط الماضي، أصدرت المحكمة الاتحادية العليا، قرارات عدة، بشأن قانون انتخابات إقليم كردستان، تضمنت أن تحل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات محل الهيئة العليا لانتخابات برلمان كردستان، من أجل الإشراف على الجولة السادسة لانتخابات البرلمان وإدارتها.
كما تضمنت القرارات، تقسيم إقليم كردستان إلى 4 دوائر انتخابية، وتقليص عدد مقاعد برلمانه من 111 مقعدا إلى 100 مقعد، بعد أن قضت بعدم دستورية عدد مقاعد "الكوتا" (حصة الأقليات).
والمقاعد الإحدى عشرة المخصصة لمختلف المكونات، كانت قد أُضيفت إلى مقاعد برلمان إقليم كردستان على مرحلتين، إذ جرى في المرحلة الأولى عام 1992، تخصيص 5 مقاعد للمسيحيين بقرار من المجلس الأعلى السياسي للجبهة الكردستانية.
إصرار حزب بارزاني على "الكوتا"
بعد قرار المحكمة الاتحادية أعلاه، اعترض الحزب الديمقراطي الكردستاني بشدة، وبقي يُصرّ على ضرورة إعادة تلك المقاعد إلى مستحقيها، تحت عنوان "الإنصاف".
وبهذا الشأن، قال القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، عماد باجلان، إن "من حق نواب الأقليات اختيار تحالفاتهم على غرار البرلمانيين الممثلين للأقليات في مجلس النواب العراقي".
وأضاف، إن "نظام الكوتا أُعطي للأقليات كي يكون لهم تمثيل سواء في إقليم كردستان أو في بغداد، وأي مرشح هو حر في تحالفه مع أي حزب كان".
وكالَ باجلان مجموعة من الاتهامات جزافاً بحق المحكمة الاتحادية، إذ زعم أن "هناك توصية من إيران لمحاربة الحزب الديمقراطي الكردستاني بكل الوسائل، اقتصاديا، ماليا، سياسيا، برلمانيا، وأن قرار المحكمة الاتحادية صدر لخدمة أجندات إيران لتقويض مقاعد الكوتات (الموالية) للحزب الديمقراطي الكردستاني".
سبب الإصرار
وعن سبب إصرار الحزب الديمقراطي الكردستاني على مقاعد الكوتا، أكد عضو الاتحاد الوطني الكردستاني غياث السورجي، أن هذه المقاعد لم تعد تمثل الأقليات بقدر تمثيلها لهذا الحزب.
وقال السورجي في حديث له اليوم الثلاثاء، إن "مجمل أصوات الكوتا ومقاعدها كانت تذهب الى الحزب الديمقراطي الكردستاني، حيث يتم الحصول على الأصوات لهذه المقاعد من خلال القوات الأمنية وكوادر هذه الأقليات".
وأضاف، إن "المكونات او الأقليات بإمكانها اختيار مرشحيها والتصويت لهم ليمثلوهم في البرلمان، من دون ارتباطها بالحزب الديمقراطي الكردستاني".
وأشار السورجي إلى أن "الديمقراطي اعترض على إلغاء مقاعد الكوتا قبل أن تتم إعادة 5 منها بقرار قضائي إثر دعوى تقدم بها الاتحاد الوطني"، لافتا الى أن "حزب بارزاني قد اعترض على إلغاء الكوتا كون هذه المقاعد تابعة له وليست مقاعد تابعة للأقليات وهذا يعتبر انتهاكا لحقوقها".
ما هي الكوتا؟
يقصد بـ"الكوتا"، تخصيص عدد محدد من المقاعد في الهيئات التشريعية للنساء. كما عُرفت بأنها تخصيص مقاعد للمرأة في المجالس النيابية وتطبيق هذا النظام يتطلب إلزام الأحزاب السياسية بتخصيص مقاعد لوجود النساء في مستوياتها التنظيمية كافة. فهناك عدد محدد من المقاعد في مجلس النواب يتم شغله من قبل النساء، بحيث لا يجوز أن يقل عدد هذه المقاعد عن النسبة المقررة قانوناً، أي هناك حصة نسائية محددة لابد من شغلها من قبل النساء، ومفهوم الكوتا ليس عربي الأصل فلم نعثر له على معنى في معاجم اللغة العربية، ولكن بالرجوع إلى مصطلح الحصة وجدناها تعني: النصيب، وهذا المصطلح تراه مرادفاً لمفهوم الكوتا فمعناهما واحد.
ما الذي يطمح إليه الديمقراطي الكردستاني؟
بالمقابل، يؤكد عضو حركة تفكري ازادي الكردية، لقمان حسن، اليوم الثلاثاء، ان الحزب الديمقراطي الكردستاني يسعى ان تكون في الإقليم مفوضية تشرف على الانتخابات وتخضع لإرادته، وهو ما دفعه لإعلان رفض مفوضية بغداد للأشراف على عملية الاقتراع.
ويقول حسن في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إن "حزب بارزاني يسعى لإجراء انتخابات برلمان الإقليم تحت اشراف مفوضية تابعة لكردستان، حيث رفض اشراف المفوضية التابعة لبغداد للأشراف وإدارة العملية الانتخابية في الإقليم".
ويضيف، إن "هناك مخاوف من حدوث اعتراضات على نتائج الانتخابات، وهو ما يدفع الحزب المذكور نحو الاعتراض على المفوضية، والسعي خلف جهة مشرفة تكون تحت ارادته مثلما كان سابقا".
ويلفت عضو حركة تفكري ازادي الكردية، إلى أن "هناك تدخلات دولية وإقليمية في ملف انتخابات الإقليم، وهو أمر يجعل المستقبل مجهولا لما بعد اجراء الانتخابات في الإقليم في ظل وجود حزب يرفض مفوضية بغداد ويضع بعض العراقيل امام اجراء الانتخابات".
تعداد الأحزاب والمرشحين في الانتخابات
ويوم أمس، أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، عن تمديد فترة تسجيل التحالفات والأحزاب ومرشحي الأفراد للمكونات الراغبة في المشاركة في انتخابات برلمان إقليم كردستان لعام 2024.
جاء ذلك في بيان رسمي ورد لشبكة انفوبلس، حيث أوضحت المفوضية أن التمديد سيكون ساري المفعول حتى نهاية الدوام الرسمي ليوم الخميس الموافق 27 حزيران 2024.
بالمقابل، كشفت مصادر مطلعة، عن تعداد الأحزاب والمرشحين في انتخابات برلمان كردستان حتى تاريخ الاحد 23 حزيران الجاري وكانت:
أربيل:
التحالفات: تحالفان.
المرشحون الأفراد (التركمان): 9 مرشحين.
المرشحون الأفراد (المسيحيين): 7 مرشحين.
المرشحون الأفراد (العامة): 9 مرشحين.
الأحزاب التي قدمت مرشحين: 10 أحزاب.
الأحزاب التي أبدت رغبة: 3 أحزاب.
دهوك:
التحالفات: لا توجد تحالفات.
المرشحون الأفراد (المسيحيين): 4 مرشحين.
المرشحون الأفراد (العامة): 4 مرشحين.
الأحزاب: حزب واحد (حزب بابليون).
السليمانية:
التحالفات: لا توجد تحالفات.
الأحزاب: حزبين فقط أبديا رغبة في المشاركة.
المرشحون الأفراد (العامة): 8 مرشحين.
المرشحون الأفراد (التركمان): 5 مرشحين.
المرشحون الأفراد (المسيحيين): مرشح واحد.