السفيرة الأميركية تأمر الأحزاب الكردية بإجراء انتخابات الإقليم.. تعرّف على أهم ما جاء في المقابلة الخاصة معها
انفوبلس/..
أوعزت السفيرة الأميركية في بغداد، ألينا رومانوسكي، لزعامات الأحزاب الكردية بالاقتداء بالأمريكيين، وخوض انتخاباتهم حتى برغم وجود أزمات سياسية، مؤكدة على أن دور القوات الأميركية في العراق مستمر، تحت مسميات "الدعم والاستشارة لمكافحة الإرهاب" الذي لا يزال قائما، وفي الوقت نفسه، فيما أكدت السفيرة أن واشنطن مستمرة بالعمل مع الحكومة العراقية في العديد من المجالات، بما فيها أهمية "استقلال العراق في مجال الطاقة".
وتطرقت السفيرة الأمريكية، في مقابلة صحفية، إلى العديد من الملفات الأساسية المتعلقة بالعراق وحدّدت الرؤية الأمريكية للأوضاع في إقليم كوردستان، إلى جانب اهتزاز أسعار الصرف التي قالت رومانوسكي إن "الإجراءات التي فرضتها واشنطن تساهم في تحسين القطاع المصرفي العراقي والشفافية ومكافحة الفساد، وليست هي المسبِّبة لأزمة الدولار".
أميركا تدعم الإقليم
ورداً على سؤال حول استمرار تعقيد إجراء الانتخابات في إقليم كردستان، وطبيعة الرسالة الأمريكية للقوى السياسية في الإقليم بهذا الخصوص، قالت رومانوسكي إن "أميركا تدعم إقليم كردستان ليكون قوياَ مزدهراً وراسخاً في عراقٍ فيدرالي، كونه أفضل طريقة لضمان الاستقرار في المنطقة وتحسين الأمن وتقديم خدمات أفضل لشعب الإقليم".
السفيرة الأمريكية لفتت إلى، أنه "لا يُمكن لإقليم كردستان العراق خلق نموذج المجتمع الأكثر ازدهاراً هذا من دون تعاون أفضل بين الأحزاب الكردية الرئيسية". ولهذا، قالت رومانوسكي "نواصل تشجيع الجانبين بقوة على العمل لحلّ خلافاتهما. وفي النهاية، الشعب الكردي هو الذي يعاني إذا لم تتمكن الأحزاب الرئيسية من التوصل إلى اتفاق".
وأكدت السفيرة الأمريكية في المقابلة، أن "مبعوثة الأمم المتحدة إلى العراق عملت على نحوٍ وثيق مع جميع الأطراف بشأن مسألة انتخابات إقليم كردستان، ونحن ندعم جهودها". مضيفة بالقول "نحن بالمثل، ندعم إجراء انتخابات برلمانية في إقليم كردستان العراق في أقرب فرصة".
وأوضحت رومانوسكي، إن "الانتخابات تمنح الشرعية ورضا الشعوب، بل حتى في أوقات الأزمات، فإنه من الضروري الاستمرار في إجراء الانتخابات، تماماً كما فعلت الولايات المتحدة أثناء الحرب الأهلية وأثناء الحربين العالميتين".
تدخل أمريكي بين الأحزاب الكردية
وأكدت رومانوسكي، أن بلادها أدت دورا مهما في تخفيف التوترات بين الحزبين "الديمقراطي الكردستاني" بزعامة مسعود بارزاني، و"الاتحاد الكردستاني" بزعامة بافل طالباني.
وقالت خلال المقابلة الصحفية، إن "الولايات المتحدة لعبت دورها هاما في تخفيف التوتر بين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني وحل الخلافات بينهم". مبينة، إن "واشنطن تحثّ الأطراف الكردية والعراقية على حد سواء على حل الخلافات والتصدي للتحديات".
طالباني ينتقد لغة الديكتاتورية
من جانبه، بحث رئيس "الاتحاد الوطني الكردستاني" بافل طالباني، خلال لقائه رومانوفسكي، انتخابات برلمان إقليم كردستان والعلاقة مع الحكومة الاتحادية في بغداد، وفيما انتقد "التدخل الحزبي" بعمل القضاء في الإقليم، وشدد على ضرورة التخلص من لغة "الديكتاتورية والفرض" التي يمارسها الحزب "الديمقراطي الكردستاني" بزعامة مسعود بارزاني.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الاتحاد في بيان صحافي، أنه "تم بحث آخر المستجدات السياسية والاقتصادية والأمنية في إقليم كردستان والعراق والتأكيد على استمرار الحوار الوطني البنّاء لحل القضايا، إضافة إلى بحث الاستقرار في المنطقة".
انتخابات سطحية
وأكد طالباني، إن "سياسة واستراتيجية الاتحاد الوطني الكردستاني بشأن الانتخابات واضحة، ومنذ البداية كنا نؤيد إجراء انتخابات ولكن يجب أن تكون نزيهة وخالية من التدخل".
وأشار إلى، أنه "يمكن القيام بذلك من خلال إنشاء قانون جديد ومجلس مفوضية قوية، وليس بقانون يسمح بانتخابات سطحية". مضيفاً، إنه "لا يزال هناك متسع من الوقت لحل القضية من خلال التسوية، وهي رغبة غالبية الأحزاب السياسية في المنطقة".
وتابع: "للأسف سيادة القضاء موضع تساؤل وسط تدخل حزبي في العمل وهو تطور خطير ويجب منعه".
وحول العلاقات بين إقليم كردستان وبغداد والجهود الإيجابية لحل القضايا قال طالباني، إن "العمل مع أصدقائنا في بغداد وتوسيع التعاون والتنسيق في مختلف المجالات هو من أجل تقوية وضعنا والبقاء ككيان قوي نضمن حقوق مواطنينا".
ولفت إلى، أن "الوضع السياسي في المنطقة اليوم لا يخدم أي طرف، بل يبعدنا عن السياسة السليمة، ولا يمكننا إنهاء هذا الوضع إذا لم نتخلَّ عن عقلية الفرض والديكتاتورية. فلْنعمل من أجل المصالح الوطنية".
أزمة الطاقة
وذكرت السفيرة الأمريكية رومانوسكي في المقابلة، أن "العراق على توافق مع الولايات المتحدة في العديد من المجالات، فنحن متفقون على الحاجة إلى ترسيخ استقلال الطاقة في العراق ودعم نمو القطاع الخاص والارتقاء بمستوى الخدمات العامة".
حيث تجاهلت السفيرة دور واشنطن بمنع دفع مبالغ مالية كمستحقات على بغداد للجانب الإيراني تحت ذريعة العقوبات الاقتصادية على طهران، في محاولات خلق أزمة في العراق وتوجيه أصابع الاتهام لإيران بأنها هي من تقف وراء ما يحصل.
وتحاول الإدارة الأميركية، الهمينة على ملف الكهرباء من خلال 3 أوراق ضغط، هي قدرتها في إيقاف تدفق الأموال بطرق مختلفة، بالإضافة إلى ممارسة التهريب ضد أي شركات أجنبية قادرة على النهوض بالطاقة، وملف سيمنز الألمانية هو أبرز الأدلة، بالإضافة إلى أن شركات نالَت أغلب عقود بناء المحطات لكن بالمقابل الإنتاج شبه متوقف".
طائرات بوينج 787
وذكرت السفيرة الأمريكية بأن الخطوط الجوية العراقية تسلمت طائرات بوينج من طراز Boeing 737 Max التي اشترتها حديثا، وستصل أول طائرة عراقية من طراز (بوينج 787 دريملاينر) إلى بغداد قريباً.
يذكر أن شركة بوينغ ترفض إعلان أسعارها الحقيقية للطائرات فهي لديها سعر مُعلن في دليل العرض، إلا أنها تبيع الطائرات للدول بأسعار مختلفة وتطلب عدم إعلانه.
ووقّع العراق في 2008 عقودا بقيمة 5.9 مليارات دولار مع شركتي بوينغ الأميركية وبومباردير الكندية لصناعة الطائرات وذلك لشراء 50 طائرة على الأقل، بضمنها 40 طائرة من طراز بوينغ 737 و787 للخطوط العراقية.
وتعتبر العقود التي أُعلِن عنها لأول مرة في 2008 أول صفقة عراقية كبيرة لشراء طائرات منذ ثمانينيات القرن الماضي، حيث يعتزم العراق بناء أسطوله من الطائرات التي دُمِّرت خلال الغزو الأميركي في 2003 بعد أن استأنف الرحلات الدولية في 2004، وكان من المفترض أن تبدأ بغداد بتسلّم الطائرات بشكل متسلسل ليتم الانتهاء من عملية تسلّمها كلها عام 2019 فيما تأخرت مواعيد التسليم لغاية الوقت الحاضر.