السوداني رفقة 12 وزيراً في مصر.. توقيع 11 مذكرة تفاهم وحديث عن صناعات لها علاقة بالرّي
انفوبلس/ تقرير
وقَّعت الحكومة العراقية، خلال زيارة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني رفقة وفد حكومي رفيع ضم 12 وزيرا في كابيتنه ومسؤولون آخرين، وقَّعت 11 مذكرة تفاهم مع دولة مصر، فيما قالت إنها خارطة طريق للعلاقة بين البلدين.
وبدأ السوداني، أمس الاثنين 12 حزيران/ يونيو 2023، زيارة رسمية إلى جمهورية مصر العربية، على رأس وفد حكومي رفيع يضم وزراء التخطيط والتجارة، والخارجية، والصناعة، ومحافظ البنك المركزي العراقي، ومسؤولين عراقيين آخرين، للمرة الثانية خلال نحو 100 يوم، والذي عقد خلالها سلسلة من اللقاءات والمباحثات مع الجانب المصري.
وفي مارس/ آذار الماضي، زار السوداني القاهرة للمرة الأولى بعد توليه منصبه رئيسا لوزراء العراق في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وفي تلك الزيارة التقى السوداني كلاً من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره مصطفى مدبولي.
دعوة حكومية رسمية إلى شيخ الأزهر لزيارة العراق
وكانت أولى لقاءات السوداني خلال زيارته إلى مصر، مع شيخ الأزهر أحمد الطيب في مقر المشيخة بالقاهرة، ومن خلاله وجه دعوة إلى شيخ الأزهر لزيارة العراق، مشيداً بدور الأزهر الشريف ومكانته التي يحظى بها بين جميع المسلمين، كما وعد الأخير بزيارة العراق قريباً.
وبعد ذلك، زار رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، مسجد الإمام الحسين (عليه السلام) وسط العاصمة المصرية القاهرة، واطَّلع على المقتنيات المقدسة والتاريخية التي تضمّها الحجرة النبوية داخل المسجد الشريف.
فيما التقى رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني، مساء الاثنين، أبناء الجالية العراقية المقيمين في مصر، حيث أُقيمت مأدبة عشاء على شرف السوداني والوفد المرافق له، في مبنى السفارة العراقية بالقاهرة.
وصباح اليوم الثلاثاء 13 حزيران/ يونيو 2023، التقى السوداني، في قصر الاتحادية، رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي، وجرى خلال اللقاء التباحث في العلاقات الثنائية بين البلدين، التي تشهد تقدمًا ملموسًا على مختلف المستويات والصُّعد، ومناقشة أبرز القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وبحسب بيان للمكتب الإعلامي للسوداني، أكد رئيس مجلس الوزراء، أهمية إنضاج العمل المشترك، لمواجهة مختلف التحديات والأزمات، وتحقيق التكامل في مجالات عدة، بما يُسهم في تحقيق التنمية المستدامة للبلدين والمصالح المتبادلة لشعبيهما.
من جانبه، رحَّب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بزيارة رئيس مجلس الوزراء إلى مصر، مؤكدًا عمق العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، كما عبّر عن تقديره لدور العراق وجهوده في دعم استقرار المنطقة واستدامة الأمن فيها، وأشار إلى رغبة مصر في توسعة آفاق التعاون مع العراق في مختلف المجالات، ضمن شراكة طويلة الأمد تعزز التنمية لكل الشعوب الشقيقة والصديقة.
اللقاء الذي جمع السيسي بالسوداني، تناول مواضيع سياسية محددة، من بينها الوساطة العراقية المطروحة بين مصر وإيران.
لكن مسؤولاً عراقياً يرافق الوفد الزائر إلى القاهرة بيّن، أنّ "اللقاء ناقش ملفات عدة، أبرزها التبادل التجاري والإعفاء الجمركي بين البلدين، وتسهيل عمل الشركات المصرية في العراق، خاصة بمجال الإنشاءات والإعمار والبنى التحتية".
وأكد، أن اللقاء الذي جمع السيسي بالسوداني، بحضور وزيري خارجية البلدين فؤاد حسين وسامح شكري، تناول مواضيع سياسية محددة، من بينها الوساطة العراقية المطروحة بين مصر وإيران، وأهمية الاستمرار بها.
وفي تمام الساعة 12 من ظهر اليوم الثلاثاء، انطلقت أعمال اللجنة العليا المشتركة بين العراق ومصر برئاسة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني ونظيره المصري مصطفى مدبولي، وفقا لبيان المكتب الإعلامي للسوداني.
وخلال اللجنة العليا المشتركة بين العراق ومصر، وقَّعت الحكومة العراقية، 11 مذكرة تفاهم مع دولة مصر، فيما قالت إنها خارطة طريق للعلاقة بين البلدين.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان ورد لـ"انفوبلس"، إن "اللجنة شهدت بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، ومناقشة عدد من القضايا والملفات المشتركة، والتأكيد على تطوير التعاون الثنائي بين العراق ومصر في مختلف المجالات، كما وجرى خلال الاجتماع استعراض عمل اللجان التنسيقية والتنفيذية المشتركة، ومناقشة ما تمخَّض عنها من نتائج بشأن عدد من مذكرات التفاهم المشترك الجاهزة للتوقيع".
تم الاتفاق على 11 مذكرة تفاهم، تضم أغلب المجالات، منها الجانب الرياضي، والسياحي، والتخطيط، والخارجية، والثقافة، وما يتعلق بالملف الإداري.
ووقَّع رئيس مجلس الوزراء ورئيس الوزراء المصري على المحضر الرئيسي للاجتماع، كما رعيَا مراسيم التوقيع على 11 مذكرة تفاهم مشترك في عدد من المجالات والقطاعات.
حيث تم توقيع مذكرة تفاهم بين البنك المركزي العراقي وبين جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة في مصر، للتعاون في مجال تمكين المشروعات الصغيرة والمتوسطة لتحقيق النمو الاقتصادي، وفقا للبيان.
وجرى التوقيع أيضًا على مذكرة تفاهم بين وزارة التجارة، ووزارة التجارة والصناعة المصرية، للتعاون في مجال الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، والتوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون في مجالات التدريب الدبلوماسي وتبادل الخبرات بين معهد الخدمة الخارجية بوزارة الخارجية العراقية، ومعهد الدراسات الدبلوماسية بوزارة الخارجية المصرية، ومذكرة تفاهم في مجال الإدارة والوظيفة العامة والخدمة المدنية بين مجلس الخدمة الاتحادي العراقي، والجهاز المركزي للتنظيم والإدارة المصري.
كما تم توقيع مذكرة تفاهم في مجال السياحة، وفي مجال تبادل الخبرات بين وزارة التخطيط ووزارة التعاون الدولي المصرية، ومذكرة للتفاهم في مجال التعاون بين وزارة التخطيط ومعهد التخطيط القومي في مصر.
والتوقيع على مذكرة تفاهم في مجال العمل بين وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، ووزارة العمل المصرية، ومذكرة أخرى حول التعاون المشترك بين وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، ووزارة التضامن الاجتماعي المصرية.
كما جرى التوقيع على مذكرتي تفاهم في مجالي الشباب والرياضة، بين وزارة الشباب والرياضة العراقية، ووزارة الشباب والرياضة المصرية، بحسب البيان.
يأتي هذا في وقت أقرَّ مجلس النواب العراقي مادة ضمن الموازنة العامة، تنص على تخصيص 150 مليار دينار لتنفيذ المشاريع العراقية - المصرية.
كما عقد الطرفان مؤتمراً صحفياً مشتركًا، تحدث فيه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، عن أهمية توقيع 11 مذكرة تفاهم، فيما عبَّر الجانب المصري، الاستعداد الكامل للتعاون مع العراق.
مذكرات التفاهم ستفتح المجال للتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري واستثمار الفرص الواعدة في العراق بمختلف القطاعات
وقال السوداني، خلال المؤتمر، "وجدنا رغبة جادّة من الجانب المصري لإنجاح أعمال اللجنة الوزارية المشتركة، التي أفضت إلى توقيع 11 مذكرة تفاهم.، مبينا، إن "مذكرات التفاهم خارطة طريق للعلاقة بين حكومتي العراق ومصر للمرحلة القادمة".
كما أشار إلى، أن "مذكرات التفاهم ستفتح المجال للتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري واستثمار الفرص الواعدة في العراق بمختلف القطاعات". لافتا إلى، أن "الفرصة مؤاتية أمام القطاع الخاص المصري لخلق شراكة مع نظيره العراقي المدعوم من الدولة بجميع المستويات".
في المقابل، أكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، "على العمل المشترك مع العراق وعلى عمق الروابط التي تربط مصر والعراق، فيما بيّن أن "الشركات المصرية مستعدة للعمل في العراق وستكون منفتحة لنقل خبرتها في إعمار العراق". مردفا، أن "مصر تقف مع العراق حكومة وشعباً في مواجهة الإرهاب".
إلى ذلك، قال وزير التجارة العراقي أثير داود الغريري، إنه "تم الاتفاق على 11 مذكرة تفاهم، تضم أغلب المجالات، منها الجانب الرياضي، والسياحي، والتخطيط، والخارجية، والثقافة، وما يتعلق بالملف الإداري". لافتاً إلى، أن "الوفد المخوَّل في التفاوض والتوقيع كان من خبراء وأساتذة، وتكلّل بنجاح بمحضر يحظى بقبول الطرفين العراقي والمصري".
وبعد ذلك، انطلقت فعاليات منتدى الأعمال العراقي - المصري في القاهرة، برئاسة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني ونظيره المصري، وبحضور نخبة من رجال الأعمال العراقيين والمصريين.
ووفقا لبيان المكتب الإعلامي للسوداني، فإن رئيس مجلس الوزراء، ونظيره المصري ترأسا، فعاليات منتدى الأعمال العراقي - المصري، التي انطلقت في العاصمة المصرية القاهرة، بحضور نخبة من رجال الأعمال العراقيين والمصريين.
وقال السوداني خلال فعاليات المنتدى، إن "مشاركة القطاع الخاص العراقي في هذا المنتدى، يعكس الرغبة الجادة لأن يكون القطاع الخاص شريكًا للحكومة". مؤكدًا، إن "الموازنة الثلاثية التي أقرّها مجلس النواب تتضمن بنداً لدعم القطاع الخاص، ومنحه ضمانات سيادية".
وأشار إلى مباشرة الحكومة بتنفيذ مشاريع مهمة في قطاعي السكن والتربية، فضلًا عن تأسيس صندوق العراق للتنمية برأس مال قدره ترليون دينار، وستتفرع منه صناديق تخصصية للسكن والمدارس والكهرباء والزراعة والصحة والصناعة، وسيكون التنفيذ من قبل القطاع الخاص، الذي سيُدعم من الحكومة، كما ستتوفر له البيئة المطلوبة للاستثمار.
حاجة العراق لمصانع إنتاج تقانات الري الحديثة من أجل مواجهة شحة المياه.
ولفت السوداني، إلى عزم الحكومة على توطين الصناعات الدوائية، حيث تم وضع لائحة بأهم الإجراءات والتسهيلات التي تمكّن المُنتِجين والمصنِّعين من دخول العراق لإنشاء مصانعهم، فضلًا عن المشاريع الخاصة بالصناعات التحويلية والبتروكيمياوية، كما بيّن حاجة العراق لمصانع إنتاج تقانات الرّي الحديثة من أجل مواجهة شحة المياه.
وأكد رئيس مجلس الوزراء على دعم الشراكات بين القطاع الخاص المصري والعراقي، ولفتَ إلى إعادة النظر بالتبادل التجاري بين البلدين، بحسب البيان.
يُشار إلى، أن العراق يرتبط مع مصر والأردن بمجلس تنسيق أعلى مشترك عقد ثلاث قمم في القاهرة في آذار/ مارس عام 2019 وعمان في آب/ أغسطس عام 2020 ثم في بغداد أواخر حزيران/ يونيو 2021 بمشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إضافة إلى رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي.
هذه القمم تنفيذ الاتفاقات المعقودة بين البلدان الثلاث لتطوير علاقاتها في مختلف مجالات التعاون السياسي والأمني والاقتصادي والتجاري والاستثماري في إطار آلية التعاون الثلاثي. كما شُكِّلت 8 لجان للنقل والاستثمار والإعمار- وللطاقة والصناعة والمالية والمصرفية، إضافة إلى لجنة سياسية وأمنية ولجنة للتعليم والشباب وأخرى ثقافية وإعلامية وزراعية.
يُذكر أن قيمة التبادل التجاري بين مصر والعراق ارتفعت لتسجّل 147.3 مليون دولار خلال الربع الأول من عام 2022، مقابل 129.1 مليون دولار خلال الفترة نفسها من عام 2021، بنسبة قدرها 14.1%، بحسب ما ذكرته إحصاءات الدولة المصرية.
وكانت وزيرة التجارة والصناعة المصرية نيفين جامع، قد صرّحت في ديسمبر/ كانون الأول الماضي بأن العراق يحتل المرتبة 25 في قائمة الدول المستثمرة بالسوق المصري باستثمارات حيث تبلغ 500 مليون دولار في 3500 مشروع.