السوداني يباشر عمله من مقرات الوزارات.. ومراقبون يتساءلون: هل خطته أن يشارك الوزراء صلاحياتهم؟
انفوبلس..
تحظى الحكومة العراقية المشكّلة حديثا برئاسة محمد شياع السوداني بعد عام كامل من الشد والجذب والتوترات السياسية والشعبية، بمراقبة كبيرة والتفات لكل ما يفعله رئيسها منذ الساعات الأولى لتوليه المنصب.
فبين مراقب متفائل وآخر متشائم، وبين طموح ومتربص، تسير الحكومة بطريق تنفيذ برنامجها بخطوات ثابتة كما يتضح بشكل مبدأي خلال الأيام الأولى من عمرها.
السوداني بدأ بحماس، حيث أصدر جملة من القرارات الهامة في اليوم الأول لترأسه مجلس الوزراء، لكن المثير للاهتمام هو زياراته السريعة لعدة مقرات كمقر وزارة الصحة ومقر هيئة النزاهة ومقر قيادة العمليات المشتركة ومقر وزارة الكهرباء، وهو ما جعل المراقبون يتساءلون، هل خطته أن يقتحم الوزارات ويشارك الوزراء صلاحياتهم؟
في زيارته لمقر وزارة الصحة عقد اجتماعا ضمّ وزير الصحة والكوادر الإدارية والفنية المتقدمة بالوزارة، أكدوا فيه على ضرورة النهوض بالقطّاع الصحي الذي يمثل أولوية للحكومة الجديدة ومنهاجها الوزاري.
وأوضح السوداني أن الوزارة وعملها سيحظيان بدعم مباشر من رئاسة الوزراء، وأن فريقا للمتابعة جرى تكليفه لتقصّي أدق التفاصيل في العمل الخدمي والإداري والفنّي للوزارة.
كما أكد على أهمية توطين صناعة الأدوية محليًا، وضرورة رعاية الطبقات الفقيرة وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية بما يتناسب مع دخلها المحدود.
أما زيارته الثانية فقد كانت لمقر قيادة العمليات المشتركة، والتي أشاد السوداني خلالها بمهنية القوات الأمنية، بمختلف صنوفها، وجهودها في محاربة بقايا فلول داعش الإرهابية، وصد التهديدات والمخاطر الداخلية، وثمّن تضحيات الشهداء وعوائلهم، وكذلك تضحيات الجرحى الأبطال الذين قدموا صورة بطولية ناصعة للعراق.
كما وجّه القادة الأمنيين بالتزام التعامل الإنساني مع جميع المواطنين، وإجراء زيارات ميدانية مكثفة إلى قواطع العمليات للوقوف على جاهزية القوات العسكرية والاهتمام بالمقاتلين ومعالجة مشاكلهم، ووجّه بإعادة النظر بنقاط التفتيش وبعدد الحمايات للقادة الأمنيين.
زيارة السوداني الثالثة كانت لمقر هيئة النزاهة، حيث عقد اجتماعا مع رئيسها وكوادرها المتقدمة، جرى خلاله الحديث عن دور الهيئة بمكافحة الفساد، وملاحقة المتسببين والمتورطين بحالات الفساد المالي والإداري.
وشدد السوداني أثناء الاجتماع على عدم وجود خطوط حمراء أمام أي ملف فساد مرتبط بجهة سياسية أو أية شخصية كانت، وأشار إلى عزم الحكومة تشكيل فريق داعم لهيئة النزاهة يتخذ الصفة القانونية، ولا يتعارض مع صلاحيات الهيئة ومهامها المناطة بها على وفق قانونها النافذ رقم (30 لسنة 2011) المعدّل.
وبين السوداني أن الهدف لا يقتصر على زج الفاسدين في السجون، بل يتعدى إلى تقديم الإجراءات الوقائية للحد من الفساد، وزرع ثقافة النزاهة وعفة اليد والحفاظ على المال العام، والحيلولة دون تورط الموظفين في مخالفات أو جرائم فساد.
أما اليوم، فقد بدأ السوداني يومه بزيارة مقر وزارة الكهرباء، وعقد اجتماعا مع وزيرها وكوادرها أكد فيه أن الحكومة الحالية وضعت قطاع الكهرباء ضمن أولويات عملها؛ لأهميته في حياة المواطنين.
كما وجه الوزارة لوضع خطة بتوقيتات زمنية واضحة لمعالجة هذا القطاع، تكون ذات نتائج ملموسة ابتداءً من صيف 2023 وللمواسم التي تليه، إلى جانب تفعيل أعمال الصيانة والاستجابة السريعة لشكاوى المواطنين.
وأشار إلى أنه على مدى أكثر من عقد ونصف رُصدت مبالغ طائلة لتحسين الكهرباء، ولكن لم يتم الانتفاع منها كثيرا، وظلت أزمة شحّ الكهرباء قائمة وتسببت بزيادة معاناة المواطنين.
يتوقع بعض المراقبون الداعمون للسوداني استمراره على نهجه بالتواصل مع الوزارات ومؤسسات الدولة بشكل مستمر ودوري تارة لحثها على تقديم أفضل ما يمكن تقديمه، وتارة أخرى لتحجيم دور الفساد المستشري في أغلب المؤسسات العراقية.