الشابندر يهاجم العامري بعد سحب مرشح التسوية ويتهمه بالتخادم مع الحلبوسي.. هل اقترب زياد التميمي من منصب المحافظ؟
انفوبلس/ تقارير
عادت أزمة حسم الحكومة المحلية لمحافظة ديالى الى نقطة الصفر، بعد أن سحب زعيم منظمة بدر هادي العامري مرشح التسوية لمنصب المحافظ محمد جاسم العميري نجل رئيس المحكمة الاتحادية العليا بسبب العمر القانوني. لتعود الخلافات مجددا ويتعرض العامري إلى هجمة كبيرة بدأها السياسي عزت الشابندر الذي اتهمه بالتخادم مع الحلبوسي في ديالى لاسيما بعد الأنباء التي تحدثت عن منح تقدم مقعدين لتحالف العامري في بغداد لقاء تكفل الأخير بإزاحة التميمي من منصب محافظ ديالى. فماذا حدث بالتحديد؟ وهل فعلاً بات وكيل وزارة العدل زياد الدليمي الأقرب لتسنم منصب المحافظ؟
*ترشيح محمد جاسم العميري
أول أمس الخميس، قدم الأمين العام لمنظمة بدر، هادي العامري، مرشح تسوية لمنصب محافظ ديالى.
وقال العامري في بيان ورد لشبكة انفوبلس، إنه "نظراً للانسداد السياسي وانقسام أعضاء مجلس محافظة ديالى إلى فريقَين، وحرصاً منا على استقرار أمن ديالى وعدم العودة إلى المربع الأول، لذلك قررنا ترشيح مرشح تسوية وهو الشاب الكفوء ((محمد جاسم العميري)) وهو من العوائل المحترمة والمرموقة في محافظة ديالى".
وأضاف: "نأمل من كل الأطراف والكتل السياسية الدعم والتأييد والإسناد في هذه المهمة الصعبة، ونأمل من ولدنا محمد العميري أن يكون على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية، المهم بالنسبة لنا استقرار ديالى وخدمة أهلها".
*سحب ترشيح محمد جاسم العميري
عقب يومين من ترشيحه، قرر الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري، اليوم السبت، سحب مرشح التسوية (محمد جاسم العميري) من منصب محافظ ديالى.
وقال العامري، في بيان ورد لشبكة انفوبلس، "إلحاقاً برسالتنا المؤرخة بتاريخ ٢٠٢٤/٢/١٥ بخصوص ترشيح محمد جاسم العميري، محافظاً لمحافظة ديالى، وكمرشح تسوية لمعالجة الانسداد السياسي في هذه المحافظة، وكنت أعتقد بيني وبين الله وما زلت أعتقد أنه أفضل حلاً لمعالجة الانسداد السياسي لأنه شخصية مستقلة ومن عائلة محترمة وكريمة تربطها علاقات طيبة مع كل عشائر ديالى المحترمة، ولكن مع شديد الأسف اصطدمنا بموضوع العمر القانوني، حيث ينص القانون (المرشح لإشغال منصب المحافظ يجب أن يكون قد أكمل الثلاثين عاماً)، لذلك قررنا سحب ترشيحنا لمحمد العميري".
وتابع العامري، "الشكر والتقدير والامتنان إلى القاضي جاسم العميري، على موافقته ترشيح ولده بعد إلحاحناً الشديد، وكان شرطه الوحيد إذا كان كمرشح تسوية لمعالجة الانسداد السياسي بها".
*الشابندر يهاجم العامري
بعد بيان العامري بقليل القاضي بسحب ترشيح مرشح التسوية جاسم محمد العميري من منصب محافظ ديالى، هاجم السياسي العراقي عزت الشابندر هادي العامري، متهما إياه بالتخادم مع رئيس البرلمان المخلوع محمد الحلبوسي.
وقال الشابندر في تدوينة على منصة إكس تابعتها شبكة انفوبلس، "حتى متى ومن أجل ماذا يُصِرّ شيخ (المجاهدين) وبطل (استعادة) حق المكوِن على سلوك التخادم المثير للجدل بينه وبين المخلوع بالتهمة المُخلّة بالشَرف و(المتهم) بعشرات القضايا المتعلقة بالفساد عدا التنسيق الموَثّق مع بقايا حزب البعث الصدامي؟"، في إشارة إلى الحلبوسي.
وأضاف الشابندر، "أرجو أن تكون محافظة ديالى هي آخِر محطّات الابتزاز والتخادُم المُذِل قبل أن تستعيد منظَمة بدر قيمتها الجهادية والوطنية".
وطالب الشابندر، هادي العامري، بالاعتذار من تاريخه بالقول: "ومنكم من يُرَد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علمٍ شيئا، أستغفر الله وأعتذِرُ إلى تأريخك".
*زياد التميمي الأقرب لتولي المنصب
وفي خضم اشتداد الصراع، وعودة الأزمة إلى بدايتها، كشفت مصادر سياسية، عن ترشيح هادي العامري للوكيل الأقدم لوزارة العدل زياد التميمي لمنصب محافظ ديالى.
وذكرت المصادر، أن "هناك اتفاقاً نهائياً بين عزم والأساس والعصائب والسيادة وجزء من تقدم في محافظة ديالى على رفض التجديد لمثنى التميمي لمنصب محافظ ديالى ومطالبة العامري بترشيح بديلٍ عنه، مؤكدة أن المرشح الأقرب لمنصب محافظ ديالى هو زياد التميمي وكيل وزارة العدل".
من جانبه، كشف مصدر مطلع، عن اجتماع مرتقب لشيوخ عشائر تميم في محافظة ديالى لتقديم مرشح تسوية لمحافظ ديالى، مؤكدا أن الأقرب هو زياد التميمي وكيل وزارة العدل.
بدورها، بيّنت النائب عن محافظة ديالى ناهدة الدايني، أن "هناك اختلافاً على المحافظ بين مثنى التميمي وزياد التميمي حيث لم يتم الاتفاق عليهما والأمور ماضية نحو حلحلة الخلاف خلال هذا الأسبوع أو المقبل".
*أزمة منصب المحافظ
وتسبب إعلان العامري لمرشحه لمنصب المحافظ، بتظاهرات في بعض مناطق ديالى من قبل أنصار المحافظ الحالي مثنى التميمي مطالبين بتجديد الولاية له لحصوله على نحو 43 ألف صوت، كأعلى عدد أصوات في المحافظة، لكنها من مجموع أكثر من 440 ألف صوت صحيح، ما يعني حصوله على 10% من إجمالي الأصوات.
لكن عدم التوافق على التميمي، خصوصا وأن مقاعد مجلس ديالى توزعت بين الطوائف بشكل متساوٍ تقريبا، ما يمنع "انفراد" كتلة على حساب الأخرى في وضع المحافظ المطلوب دون غيره، حيث حصلت الكتل السنية على 7 مقاعد من أصل 15 مقعدا في ديالى، ومثلها حصلت عليها الكتل الشيعية، بالإضافة الى مقعد واحد للحزب الديمقراطي الكردستاني، في الوقت الذي يحتاج المجلس لعقد جلسته الأولى الى تحقيق الأغلبية المطلقة البالغة 9 مقاعد.
*ما أصل الخلاف في ديالى؟
وللحديث عن أصل الخلاف في ديالى، ولماذا لم يُحسم مجلسها لغاية الآن، أكد مصدر سياسي، بأن عدم حسم ملف تشكيل الحكومة المحلية في محافظة ديالى، سببه خلاف على منصب المحافظ.
وقال المصدر، إن "مباحثات تشكيل حكومة ديالى لم تُفضِ الى اتفاق حتى اليوم بسبب الخلاف على منصب المحافظ بين كتلتي بدر والعصائب".
وأضاف، إن "كتلة العصائب ومعها كتلتي الأساس وعزم مُصرّة على عدم التجديد لمحافظ ديالى مثنى التميمي، وهو من كتلة بدر وفي المقابل تتمسك كتلة التميمي وحلفاؤها بالتجديد له وهذا تسبب بعرقلة تشكيل الحكومة المحلية وانتخاب رئيس المجلس ونائبيه".
وأشار المصدر إلى، أن "مجلس ديالى منقسم الى فريقين الأول من 8 أعضاء والآخر من 7 أعضاء وبالتالي فإن كلا الطرفين يواجه صعوبة بتحقيق الأغلبية المطلقة لاستكمال جلسة اختيار رئيس المجلس".
وبين، إن "هنالك تدخلات وضغوط من الكتل السياسية في بغداد آخرها محاولة الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري للوصول الى اتفاق يحسم الجدل ولكن المباحثات لم تنجح وما يزال الملف لم يحسم بسبب إصرار كتلة العصائب في ديالى على عدم التجديد للتميمي".