الصحافة الغربية تهوّل قضية اعتقال مهندسَين مصري وأسترالي في العراق متورطَين بقضية فساد في بناية البنك المركزي العراقي
انفوبلس/..
كشف تقرير لموقع برايم تايم الأيرلندي، الأربعاء، أن هناك جهودا دبلوماسية رفيعة المستوى تقوم بها كُلٌّ من إيرلندا ومصر وأستراليا، للضغط على الحكومة العراقية من أجل إطلاق سراح مهندسَين أحدهما مصري والآخر أسترالي متورطَين بقضية فساد في بناية البنك المركزي العراقي الجديدة، والتي صممتها المعمارية العراقية الأصل زها حديد.
وذكر التقرير، أن "السلطات العراقية كانت قد ألقت القبض على الأسترالي روبرت بيثر، وزميله المصري خالد رضوان، في شهر نيسان من عام 2021 وسط نزاع تعاقدي بين صاحب العمل في دبي، والبنك المركزي العراقي".
وأضاف، أنه "في آب من عام 2021 حُكم عليهما بالسجن لمدة خمس سنوات وبدفع غرامة قدرها 12 مليون دولار، بسبب تورطهما بإنفاق أموال كان ينبغي دفعها للآخرين المشاركين في بناء المقر الجديد للبنك".
وتحاول الصحافة الغربية والأسترالية، صناعة رأي عام يهدف الى اعتبار المهندس المحكوم في العراق وفق قرار قضائي، ضحية ومختطف، للتأثير بشكل غير مباشر على سير الحكم الصادر بحقه، والإفراج عنه.
وتابع تقرير الموقع الإيرلندي، أن "روبرت بيثر مواطن أسترالي، لكن بما أنه يعيش في منطقة إلفين، فإن شركة روسكومون، وزوجته ديسري وأطفالهما الثلاثة، نالا وأوسكار وفلين، مواطنون إيرلنديون، حيث تعمل وزارة الشؤون الخارجية في دبلن على مساعدتهم، فيما قال محاميهم بيتر غريفين إنه لا يستطيع الخوض في الكثير من التفاصيل حول ما يحدث وراء الكواليس، لكنه أشاد بالجهود الدبلوماسية لإيرلندا وأستراليا ومصر”. بحسب قوله.
شركة CME Consulting
من جانبها قالت ديسري زوجة بيثر، إن "الرجلَين تم استخدامهما كبيادق في لعبة شطرنج وإن الوحش الحقيقي هو الشركة المتعاقدة وهي شركة CME Consulting والتي يقع مقرها في دبي، وإن زوجها كان كبير المهندسين في المشروع وكان يعمل عليه منذ حوالي أربع سنوات ونصف".
من جانب آخر قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأسترالية، إن حكومتهم تدافع باستمرار عن السيد بيثر وقد "قدمت ما لا يقل عن 96 احتجاجًا للحكومة العراقية، بما في ذلك على أعلى مستوى"، مضيفا انه "بينما أبدت الحكومة الأسترالية احترامها للنظام القضائي العراقي".4
المعتقل وجه رسالة إلى حكومته
شبكة "أي بي اس" الأسترالية، ذكرت في تقرير لها، أن هناك مخاوف جدية على سلامة المهندس الأسترالي المسجون في العراق منذ ثلاث سنوات، روبرت بيثر، مشيرة إلى أنه وجه رسالة إلى الأستراليين وحكومته، تناشدهم العمل من أجل إطلاق سراحه.
وأشار التقرير، إلى أن بيثر حُكم عليه في العام 2021، بالإضافة إلى زميله المصري خالد زغلول، بالسجن لمدة خمس سنوات في سجن عراقي وغرامة قدرها 18 مليون دولار بتهم الاحتيال.
ونقل التقرير عن الأكاديمية الأسترالية البريطانية، كايلي مور غيلبرت، التي كانت سجينة سياسية، قولها في تغريدة لها على منصة "إكس"، إن "روبرت بيثر هو في الواقع رهينة لهذا النزاع، لقد أُلقي به في السجن بالنيابة عن شركته، ويقبع هناك في زنزانة منذ ذلك الحين".
اعتُقلوا وفق دعوى قضائية
المهندس الأسترالي روبرت بثر وشريكه المصري خالد رضوان، اعتُقلوا عام 2021 في العراق بعد دعوة رفعها البنك المركزي ضد شركة سي ام أي المنفذة لمشروع مبنى البنك المركزي الجديد، يتهمها خلالها بالإخلال بشروط عقد التنفيذ.
بعد نحو أكثر من عقد على المباشرة بإنشائه، وتأخير لمدة طويلة عن الفترة المخصصة لاكتماله، ما زال مبنى البنك المركزي الجديد في منطقة الجادرية وسط بغداد لم يكتمل لغاية اليوم، على الرغم من استمرار العمل فيه كل تلك المدة.
"مبنى زها حديد" الاسم الذي يُستخدم عادةً على ألسُن العراقيين بالحديث عن مبنى البنك المركزي الجديد كلّف قرابة الـ 800 مليون دولار، وهو مبلغ يعدّه البعض كبيراً جداً وأحد أوجه الفساد، فيما يعدّه البعض الآخر منطقيا عند مقارنته بمباني بنوك مركزية لدول أخرى، وفي كل الحالات يجمع العراقيون على جمال المبنى وأهميته كصرح بغدادي حديث.
غيث صالح، المتحدث باسم المكتب الاعلامي في البنك المركزي، كشف سابقاً العديد من تفاصيل المبنى، مؤكداً بأنه فريد من نوعه في العراق، حيث إن "المشروع يحمل الكثير من المميزات، منها الحصول على شهادة بريم للاستدامة، أي إن المبنى يُعد صديقا للبيئة، علاوة على واجهته المصمَّمة مقاومة للانفجارات، وجدرانه مقاومة للحرائق وهو مشروع لا يقبل المقارنة مع غيره من المشاريع". موضحا، أن "المشروع يتكون من 38 طابقاً وبواقع ثلاثة تحت مستوى الأرض و35 طابقا فوق مستوى سطح الأرض وبارتفاع يقارب 180 متراً وبمساحة تُقدر بحوالي 20 ألف متر مربع".