العراق يخطط للتوجه نحو للطاقة النووية في توليد الكهرباء.. تعرف على تكاليف المشروع وحجم الإنتاج وعدد المواقع المحتملة
انفوبلس/..
يتطلع العراق إلى إضافة الطاقة النووية في مزيج الطاقة المتجددة، والتي تسير مشاريعها ببطء، بهدف تغطية العجز الكبير في توفير إمدادات الكهرباء للسكان، وسط تشكيك المحللين في كونه قد يواجه عقبات، خاصة إقناع الشركات بضخ استثمارات لتشييد أي مفاعل.
وكان وزير الكهرباء زياد علي فاضل، قد أعلن في حزيران الماضي أن العراق ينتج حاليا 24 ألف ميغاواط من الكهرباء بزيادة قدرها 22 في المئة عن العام الماضي، لافتاً إلى أن تأمين الطاقة الكهربائية في محافظات البلاد على مدار الساعة يتطلب إنتاج 34 ألف ميغاواط يوميا.
خطة لإنتاج الكهرباء من المفاعلات
وسبق أن أعلن العراق أنه يعمل على خطة لإنتاج الكهرباء من المفاعلات، ففي صيف 2021 كشف الرئيس السابق للهيئة العراقية للسيطرة على المصادر المشعة كمال حسين لطيف أن النية تتجه لاستثمار قرابة 40 مليار دولار في مشاريع للطاقة النووية.
وقال لطيف في ذلك الوقت، إنه “لمواجهة التحدي تخطط البلاد لبناء ثمانية مفاعلات ذرية قادرة على إنتاج حوالي 11 غيغاواط".
أوضح لطيف، إن العراق يواجه بالفعل نقصاً قدره 10 جيجاوات بين السعة والطلب وتتوقع أن تحتاج إلى 14 جيجاوات إضافية هذا العقد.
وأجرت بغداد محادثات مع المسؤولين الروس والكوريين الجنوبيين وشركات الطاقة النووية الحكومية بشأن العمل معا لبناء محطات نووية خلال العقد المقبل. كما أن الهيئة تحدثت أيضا مع مسؤولين فرنسيين وأميركيين بشأن الخطة.
العراق يحتاج إلى تلبية قفزة متوقعة بنسبة تصل إلى 50 في المئة في الطلب بحلول نهاية العقد الحالي، كما اختارت الهيئة النووية 20 موقعا محتملا للمفاعلات وكان من المفترض أن يتم توقيع العقود الأولى في العام الماضي، لكن لطيف عاد ونفى ذلك في نوفمبر الماضي.
ويشير محللون وأوساط اقتصادية إلى أنه حتى لو قام العراق ببناء العدد المخطط له من محطات الطاقة النووية، فلن يكون ذلك كافيا لتغطية الاستهلاك المستقبلي.
عقبات المشروع
يذكر أن العراق قد عانى في الماضي مع هذه النوع من المشاريع، كما أعلنت الحكومة في وقت سابق أنها تعاني من ضائقة مالية وديون متراكمة لتسديد نفقاتها على رواتب ومشاريع لم ترَ النور بعد، ومع ذلك هناك عدة عقبات ربما تقف حائلا أمام تنفيذ المشروع أبرزها نقض الخبرات اللازمة لتنفيذ مثل هذه المنشأة خاصة بعد اختفاء وقتل معظم علماء الذرة والطاقة النووية العراقيين.
مثَّل العامل المناخي أيضا عقبة أخرى أمام تنفيذ المشروع فدرجة الحرارة في بلد مثل العراق لا تتناسب مع هذا النوع من المشروعات، وهو ما أجبر فرنسا على إغلاق أربعة من منشآتها النووية عام 2018 نتيجة للأزمة المناخية وقتها، حيث يصل متوسط درجة الحرارة في بغداد الى 45 مئوية بينما يزيد عن 50 درجة مئوية في مدن جنوب العراق، وهي المناطق المرشحة لإقامة المشروع حسب المتوقع حيث تستوفي بعض المحافظات الجنوبية شرط البُعد بما لا يقل عن 15 كم عن المناطق السكنية والمأهولة.
إضافة الى ذلك، تشكل حاجة المفاعل لطاقة مائية كبيرة تساهم في تبريده وهي أزمة أخرى تضاف الى باقي الأزمات.
وكالة الطاقة الذرية تزور بغداد
أعلن وزير التعليم العالي والبحث العلمي، رئيس هيئة الطاقة الذرية العراقية، نعيم العبودي، اليوم الاثنين، العمل مع الوكالة الدولية لإنشاء مفاعل نووي للأغراض السلمية في قطاع الكهرباء، فيما شدد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو غروسي على ضرورة طي صفحة الماضي والتحول الى الاستخدام السلمي للطاقة الذرية.
وقال العبودي في كلمة له خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر الوزارة، إن "العراق كان من الدول المتقدمة لسعيه لامتلاك الطاقة الذرية والان يسعى لأن يكون من الدول التي تمتلك الطاقة النووية للأغراض السلمية"، مبيناً أن "نظام البعث سابقاً استطاع بسياسته السوداء العبثية ونتائجها أن يكون هناك تدمير لكل المنشآت النووية، إلا أن قدرات وعلماء العراق قادرون على استعادة الحق، ويجب أن تكون الطاقة النووية للأغراض السلمية في الجانب الصحي والزراعي في خدمة الشعب".
وأضاف، إن "هناك كادراً متقدماً من وكالة الطاقة الذرية، وهيئة الطاقة الذرية زار بغداد اليوم، ليقوم بعمل برامج وخطط لخدمة العراق، حيث نمتلك مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية عدة برامج، منها الجانب التقني لمحاربة السرطان، ونحن متقدمون في هذ الجانب، فضلاً عن العمل على المفاعل النووي الصفري، لتدريب الطلبة وتحويله الى مفاعل يخدم القضايا الاستراتيجية البحثية العلمية".
وأكد العبودي، إن "الوكالة الدولية كانت داعمة وهذا هدف استراتيجي لخلق قادة أساسيين لقيادة الطاقة الذرية في المستقبل".
معالجة المخلفات النووية
وتابع: "نعمل أيضا على معالجة المخلفات النووية وهناك عمل مع الوكالة الدولية لإنشاء مفاعل نووي للأغراض السلمية في جانب الكهرباء وهناك اتفاق وسيكون هناك وفد عراقي لزيارة الوكالة الدولية بشأن المحطات الصغيرة (cmr)إضافة الى معالجة المياه والتصحر والتغير المناخي"، لافتاً إلى أن "جميع هذه المشاريع الكبيرة الاستراتيجية، وتحريك هكذا ملفات مهمة تخدم الشعب تحصل لأول مرة بعد 2003".
وأشار إلى "أننا التقينا مع مدير الطاقة الدولية، برئيس الوزراء محمد شياع السوداني وهو متابع بشكل مباشر لإدارة ملف الطاقة الذرية لأنها مرتبطة بخدمة الشعب".
مرحلة مضيئة جديدة
من جانبه، أعرب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو غروسي في كلمة له خلال المؤتمر، عن "سعادته بالتواجد في بغداد لبحث التعاون بين العراق والوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذ إن العراق يمر بمرحلة مضيئة جديدة مع وكالتنا".
وتابع: "التقينا رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بمعية وزير التعليم العالي وأوضحت له ان هناك ثلاثة محاور أساسية نعتمد عليها بالتعاون مع العراق، الأول والأهم هو التوقف عن صفحة الماضي والتحول الى الاستخدام السلمي للطاقة الذرية ولدينا مسبقاً فريق متفانٍ في العمل تابع الى وكالتنا يعمل في بغداد لإنجاح هذا الهدف"، مشدداً على أن "قلب صفحة الماضي من أولويات العمل مع العراق".
وأوضح، أن "المحور الثاني هو دعم وإنشاء برنامج نووي سلمي في العراق، كما أن هناك اهتماماً من المنطقة العربية بالطاقة النووية السلمية منها في الإمارات ومصر والسعودية ونحرص على أن نراه متحققاً في العراق"، مؤكداً "الحرص على أن يكون هذا البرنامج بشكله السلمي الصحيح وبالشكل الذي يراعي المعايير الدولية".
وعبّر عن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بـ"إعلان تشكيل وفد عراقي من مختلف التخصصات لزيارة مقر الوكالة في النمسا، لوضع خارطة طريق لإنشاء ودعم هذا البرنامج، حيث بدأنا بالفعل وضع خارطة طريق للاستخدامات السلمية في الصحة والزراعة والطاقة النظيفة".
ولفت إلى، أنه "قبل مدة قصيرة قمنا بإطلاق مبادرة أشعة الأمل وهي تهدف الى تطوير وتدريب وبحث بناء القدرات، وفيما يتعلق بالجوانب الصحية والاستخدامات السلمية، حيث قمنا بزيارة بعض المؤسسات الصحية المعنية بالعلاج الاشعاعي، وتم تشخيص الحاجات الأساسية التي تحتاجها المؤسسات، وسنعمل على تمويل تلك المؤسسات التعليمية والعلاجية، بالشكل الذي يوصلنا الى النتائج المتوخاة"، مؤكداً أن "سبب تواجدي في بغداد هو لدعم توجه الحكومة للاستخدام الأمثل للطاقة النووية السلمية ونعمل بكل ما في وسعنا لتحقيقه".
دعوة العراق الى قمة بروكسل
ووجهت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم الاثنين، دعوة رسمية إلى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني للمشاركة قمة الطاقة النووية التي ستُعقد في بروكسل خلال الشهر الجاري، فيما أكدت أنها بانتظار زيارة وفد عراقي إلى مقرها في الأسابيع المقبلة لوضع خارطة طريق لتمكين البلاد من الحصول على التكنولوجيا النووية في المجالات السلمية.
وذكر المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء، أن السوداني استقبل صباح اليوم، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل ماريانو غروسي، وأكد خلال اللقاء أن العراق كان من أوائل الدول التي سعت للانضمام للوكالة، والالتزام بمعاهداتها، وعمل على إنشاء المفاعلات النووية للأغراض السلمية لقناعته بأن الطاقة النووية يجب أن تكون مصدراً للازدهار وليس لتطوير الأسلحة الفتاكة.
وأشار إلى أن العراق أودع نهاية العام الماضي لدى الوكالة متطلبات انضمامه لاتفاقية الأمان النووي، والاتفاقية المشتركة بشأن أمان التصرف في الوقود المستهلك وأمان التصرف في النفايات المشعة، وهو يتطلع للدخول مجدداً في مضمار التطبيقات السلمية للطاقة النووية.
وعبر السوداني عن رغبة العراق بشغل مكانته الطبيعية في الساحة الدولية، وأن يزاول نشاطه السلمي في مجال الطاقة الذرية، كما يتطلع إلى مساعدة الوكالة في وضع البرامج والمشاريع ذات العلاقة بالتطوير في مجال التطبيقات النووية للأغراض السلمية.