العراق يرفض مقترح بزشكيان لتسديد ديونه لطهران.. فؤاد حسين يعترض والـ TBI يواصل احتجاز المليارات
انفوبلس/ تقارير
شهدت زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى العراق، توقيع مجموعة من مذكرات التفاهم، لكن ثم قضية بارزة لم يتم تسليط الضوء عليها تطرقت إليها الزيارة عبر اجتماع استمر 40 دقيقة تمحورت على سداد الديون العراقية لطهران، حيث قدم بزشكيان مقترحا يرضي الطرفين لسدادها، لكن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين رفضه بشدة خوفاً من واشنطن، فما الذي تضمنه المقترح؟ وما كواليس زيارة الرئيس الإيراني؟
أول زيارة خارجية
يوم أمس الأربعاء، استقبل رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في أول زيارة خارجية له منذ انتخابه رئيسا للجمهورية في 28 يوليو/تموز الماضي.
وذكر المكتب الإعلامي للسوداني في بيان مقتضب ورد لشبكة انفوبلس، أن "رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني استقبل رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية مسعود بزشكيان"، دون مزيد من التفاصيل، بينما نشرت الوكالة صورا رسمية للاستقبال.
كما استُقبل الرئيس الإيراني من طرف نظيره عبد اللطيف رشيد.
وتأتي زيارة بزشكيان إلى العاصمة بغداد على رأس وفد رفيع المستوى، تلبيةً لدعوة رسمية من السوداني.
من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) أن بزشكيان سيعقد في بغداد "اجتماعات ثنائية مع كبار المسؤولين العراقيين، وسيوقع البلدان وثائق التعاون والمذكرات الأمنية".
وقال موقع الرئاسة الإيرانية، إن الزيارة ستستمر 3 أيام. وأشار إلى أن الرئيس الإيراني سيعقد، بالإضافة إلى الاجتماعات الرسمية، لقاءات مع إيرانيين في العراق ومع رجال أعمال، وسيزور النجف وكربلاء والبصرة.
14 مذكرة تفاهم.. هذا ما حملته الزيارة
وعقب الوصول إلى العراق، ترأس رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني ورئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية مسعود بزشكيان، وفدي البلدين في الاجتماعات الموسعة التي عُقدت في القصر الحكومي بالعاصمة بغداد.
وذكر بيان صادر عن الحكومة ورد لشبكة انفوبلس، أنه جرى، خلال الاجتماع، بحث أوجه التعاون بين البلدين الجارين، وبما يحقق المصالح والمنفعة المتبادلة، وكذلك متابعة أعمال اللجنة العليا المشتركة بين العراق وإيران التي ستعقد اجتماعها القادم في بغداد، كما جرى بحث التعاون الأمني والاتفاق الأمني المشترك، وكذلك مناقشة التعاون البنّاء في مجال الصناعات التكريرية والطاقة، والتعاون بين القطاع الخاص في البلدين.
ورعى رئيس مجلس الوزراء والرئيس الإيراني مراسم التوقيع على 14 مذكرة تفاهم، في مجالات وقطاعات مختلفة، شملت؛ الاقتصاد، والتعاون التدريبي، والشباب والرياضة، والتبادل الثقافي والفني والآثاري والتربية، والتعاون الإعلامي، والاتصالات، وفي مجال تفويج المجاميع السياحية الدينية، والتعاون في مجال المناطق الحرّة العراقية – الإيرانية، وفي الزراعة والموارد الطبيعية، والبريد، والحماية الاجتماعية، والتدريب المهني والفني، وتطوير القوى العاملة الماهرة، والتعاون بين الغرف التجارية.
كواليس الزيارة.. العراق يرفض حلول بزشكيان لتسديد ديونه لطهران
بالمقابل، وفضلا عن مذكرات التفاهم آنفة الذكر، بحث الطرفان آلية تسديد الديون العراقية لطهران، لكن العراق رفض مقترحا من بزشكيان هو الأقرب للمنطق، خشية من أميركا وعقوباتها.
وبهذا الصدد، أفادت مصادر مطلعة، بأن وزير الخارجية العراقي، عارض بشدة اقتراح الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، لتسوية ديون بغداد تجاه طهران من خلال استخدام عُملة مشتركة، وأكد العراق أن إيران لا يمكنها استلام ديونها، إلا من خلال شراء سلع غير خاضعة للعقوبات.
وأشارت المصادر إلى أن بزشكيان اقترح خلال لقائه وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، أن يتم سداد الديون العراقية لإيران باستخدام عُملة مشتركة مشابهة لما جرى في مشروع بين روسيا والعراق، لكن حسين عارض ذلك ورفضه متخوفا من واشنطن.
وشهد الاجتماع، الذي استمر 40 دقيقة إضافية على الوقت المقرر، رفضًا قويًا من الجانب العراقي لمقترح بزشكیان؛ حيث أوضح المسؤولون العراقيون أن مثل هذا الإجراء قد يؤدي إلى إضعاف قيمة الدينار العراقي.
وفي الوقت الحالي، يمكن للحكومة الإيرانية استلام مستحقاتها من العراق من خلال شراء سلع غير خاضعة للعقوبات فقط وبموافقة أميركية.
ورفضت بغداد بشدة، خلال الاجتماع المطول الذي عُقد ليلة أمس، مقترح تسوية الديون من خلال وسائل غير الآلية الحالية.
بدوره، شدد رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، على ضرورة وجود "تفاهم مشترك" لتسديد ديون ايران"، فيما دعا رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية مسعود بزشكيان الى وضع برنامج استراتيجي بين البلدين في قطاعات مختلفة.
كم تبلغ ديون العراق لإيران؟
وفيما يخص حجم الديون العراقية إلى طهران، أشار رئيس وزراء العراق، محمد شياع السوداني، خلال اليوم الأول من زيارة بزشكيان إلى بغداد، إلى المساعدة التي قدمتها إيران في تأمين الطاقة للعراق، وقال: "نشكر الجمهورية الإسلامية التي ساعدتنا في شراء الغاز من تركمانستان. ورغم العقوبات القائمة، قدم لنا الإخوة الإيرانيون دعمًا كبيرًا".
وقال السوداني بأن حجم الديون العراقية لإيران في تغير مستمر، لكن في يوليو (تموز) 2023، قدّر يحيى آل إسحاق، رئيس غرفة التجارة الإيرانية - العراقية، هذه الديون بنحو 10 مليارات دولار.
وأوضح آل إسحاق، أن هناك اتفاقًا على استخدام هذه الديون، التي تحتفظ بها في بنك "TBI" العراقي، لشراء سلع غير محظورة مثل المواد الأساسية والأدوية.