العراق يغلي بفعل "المؤامرات".. التسريبات تلهب الشارع العراقي و"عقلاء القوم" تحذر
انفوبلس/..
تتشابك خيوط المخابرات الدولية والإقليمية لتنسج شبكة في العراق، بات يَعْلِقُ فيها مسؤولون وزعامات سياسية من محاور عدّة، لكن قادة المكون الشيعي كانت لهم حصّة الأسد، لاسيما في ملف التسريبات التي يرتفع سوقها كلما لاحت بوادر الاتفاق السياسي في الأفق.
ويُجمع متخصصون في الاتصالات والأمن السيبراني، على وجود مقاطع عديدة جرت فبركتها بطرق فنية حديثة، يصعب التمييز فيما لو حاول العراقيون التحقق منها، وهو ما جعل العديد ينجرفون مع تيار التسريبات .
وفيما يتعلّق بالتسريبات الصوتية الواقعية، فقد برزت مؤخرًا اتهامات صريحة موجهة إلى جهاز أمني، بالظلوع في تجميع ونشر تلك التسريبات عبر وسطاء، ليُخلّف بذلك حربًا سياسية شعواء، كادت أن تتحول إلى حرب أهلية لولا تدارك الموقف من “عقلاء القوم”، حسبما يرى مراقبون للشأن السياسي.
وكشف السياسي العراقي عزت الشابندر، عن “تسريبات” بالصوت والصورة، قال إنها تشمل “السادة والقادة”، فيما حذر من “فتنة” محتملة جراء تلك التسريبات.
وقال الشابندر، في تغريدة على توتير تابعتها “المراقب العراقي”: “أيها السادة والقادة عن علي (عليه السلام) قال: لو تكاشفتُم لمَا تدافنتم”. وأضاف: “خُذُوها من أخٍ لكم أن الجهة التي سجّلت وفبركت لغيركم قد سجّلت وفبرَكت لكم جميعًا بالصورة والصوت تحضيرًا للفتنة”.
ومما يجعل الأمر مثيرًا للشكوك هو طريقة نشر تلك التسريبات، التي يتم تداولها بشكل لافت بالتزامن مع ولادة أي اتفاق من شأنه لملمة الوضع السياسي، تمهيدًا لتشكيل حكومة وطنية جامعة، كما يتطلع إليها العراقيون.
وعن ذلك يقول المحلل السياسي مؤيد العلي: “علينا الحذر جميعًا من محاولات إشعال الفتنة داخل البيت الواحد”، مشيرًا إلى أن “هناك من يسعى للإيقاع بين القادة السياسيين وجر الشارع نحو الاحتراب”.
ويضيف العلي أن “هناك أجهزة مخابرات تعمل على تفتيت البنية السياسية والاجتماعية في العراق، من خلال الدفع نحو التصادم وإيقاد نار الفتنة، ولذلك ينبغي على الجميع العمل على إيجاد اتفاق واقعي يضمن الحفاظ على العراق والعراقيين”.
ومنذ منتصف تموز وحتى الآن ما تزال دوامة التسريبات الصوتية تتفاعل سياسيًا وشعبيًا. التسريبات التي بدأت برئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي مثلت انعطافة بمسار الخلافات، حيث طالب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الإطار الشيعي باستنكار التسريبات قبل حسمها قضائيًا.
ولم تقتصر التسريبات على القوى الشيعية، فقد ظهرت تسريبات لأحمد الجبوري “أبو مازن” وأحد مقربيه، تضمنت حديثاً عن صفقات وتحويل أموال طائلة.
ومؤخرا ظهرت تسريبات من نوع آخر، عرفت إعلامياً بـ”تسريبات الحنانة”، تضمنت حديثًا بين الأمين العام لمجلس الوزراء حميد الغزي، والمقرب من الصدر مصطفى اليعقوبي، إذ تناول التسريب انتقادًا واضحًا لمواقف الصدر الأخيرة.
ولم تنته التسريبات عند هذا الحد، حيث ظهر تسريب آخر لنائبين سابقين عن سائرون، تحدثا بأمور “شخصية” غير لائقة اجتماعياً، في الوقت الذي ما تزال فيه الخلافات مستعرة، وولدت انقسامًا واسعًا حول المتهم والمستفيد منها.
وأسئلة تثار هنا وهناك عن دور الحكومة بإيقافها. فهل تكتب التسريبات فصلَ نهايتها قريبًا أم ننتظر المزيد؟..