الكابينة العاشرة في كردستان.. خلافات مستمرة بين الحزبين الرئيسيين والاتحاد الوطني يرفض المشاركة الهامشية في الحكومة المقبلة
انفوبلس/..
من الواضح أن عملية تشكيل حكومة إقليم كردستان الجديدة، المعروفة بـ"الكابينة العاشرة"، قد تواجه مسارًا معقدًا وبطيئًا بعد نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في تشرين الأول الماضي، فقد أظهرت النتائج تقاربًا كبيرًا بين الأحزاب الفائزة، مما جعل من الصعب على أي حزب بمفرده تحقيق النصاب القانوني اللازم لتشكيل الحكومة.
هذا التقارب دفع الأحزاب التي يتقدمها (حزب الاتحاد الوطني الكردستاني) و(الحزب الديمقراطي الكردستاني) إلى السعي وراء تحالفات واتفاقات لتفادي تأخير تشكيل الحكومة، في وقت تتصاعد فيه الخلافات الحزبية والمطالب السياسية، مما يعيق التوصل إلى تسويات مُرضية.
في ظل هذه التحديات، من المتوقع أن يعقد المكتبان السياسيان للحزبين الكرديين، اجتماعًا مهمًا في أربيل لمناقشة الملفات العالقة، أبرزها ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة في الإقليم، بالإضافة إلى تطورات الوضع في سوريا وتأثيراتها على العراق وإقليم كردستان. ووفقًا للمصادر، فإن الاجتماعات بين الحزبين لم تفضِ إلى نتائج واضحة حتى الآن، ولا يزال من المبكر مناقشة الأسماء الوزارية أو الرئاسية التي ستتولى المناصب في الحكومة المقبلة.
حزب الاتحاد يرفض المشاركة الهامشية
وكشف عضو الاتحاد الوطني الكردستاني حسن آلي، اليوم الثلاثاء (17 كانون الأول 2024)، أن وفدا من حزبه سيجتمع اليوم في مدينة أربيل وتحديدا في "بيرمام" مع الحزب الديمقراطي الكردستاني.
وقال آلي في حديث صحفي تابعته INFOPLUS، إن "هذا الاجتماع هو خطوة جديدة بعد أداء أعضاء البرلمان اليمين القانونية، ولكن لا تزال الأمور معقدة، بسبب تمسك الحزب الديمقراطي بشروطه التعجيزية".
وأضاف، أن "تشكيل الحكومة وتسمية المناصب يحتاج إلى مرونة ومبادرات للحل، والاتحاد يريد مشاركة حقيقية في الحكم، وألا تكون مشاركته هامشية كما كانت في الكابينة الأخيرة".
الاجتماع لن يناقش المناصب
إلى ذلك تحدث مصدر مطلع بأن اجتماع اليوم لن يناقش تسمية المناصب، وهو فقط من أجل تقريب وجهات النظر بين الحزبين.
وأشار إلى أن "الاتحاد الوطني أرسل عدة نقاط للديمقراطي من بينها مطالبته برئاسة الإقليم، مقابل موافقته على ترشيح مسرور بارزاني لولاية جديدة بمنصب رئاسة حكومة كردستان".
ويأتي هذا الاجتماع ضمن سلسلة اللقاءات بين الحزبين الكرديين الكبيرين بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت في الإقليم، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بهدف معالجة الملفات المشتركة وتنسيق المواقف بشأن القضايا السياسية والإدارية في إقليم كردستان.
يشار الى أن الخلافات لا تزال قائمة بين الحزبين فيما يتعلق بإدارة الإقليم أو توزيع الحقائب الوزارية، لا سيما أن الانتخابات الأخيرة في الإقليم أفرزت تقدماً لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني.
أول اجتماع رسمي بعد الانتخابات
وعقد الحزبان الرئيسيان في إقليم كردستان الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني اليوم الثلاثاء اجتماعا بمدينة أرييل للتباحث حول تشكيل الحكومة الجديدة للإقليم بعد إجراء الانتخابات البرلمانية في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
.
وقال مصدر مطلع، إن وفد الاتحاد الوطني يترأسه قوباد طالباني وعضوية ريواز فائق وعدد من المسؤولين في الحزب، فيما يترأس هوشيار زيباري وفد الحزب الديمقراطي وعضوية كل من دلشاد شهاب وبشتيوان صادق.
وهذا هو الاجتماع الثاني للحزبين حيث انعقد في مدينة السليمانية بنهاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي أول اجتماع رسمي بين الحزبين الرئيسيين في إقليم كوردستان العراق بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وذلك بهدف التباحث من أجل تشكيل الحكومة الجديدة للإقليم.
وأسفرت نتائج الانتخابات البرلمانية في الإقليم التي جرت مؤخرا عن فوز الحزب الديمقراطي بالمرتبة الاولى بـ 39 مقعدا، والاتحاد الوطني بالمرتبة الثانية بـ 23 مقعدا، والجيل الجديد حل بالمرتبة الثالثة بـ15 مقعدا، والاتحاد الاسلامي الكوردستاني جاء بالمرتبة الرابعة بـ 7 مقاعد، والموقف بالمرتبة الخامسة بـ4 مقاعد، وجماعة العدل بالمرتبة السادسة بـ3 مقاعد، وجبهة الشعب بالمرتبة السابعة بمقعدين، وحركة التغيير بالمرتبة الثامنة بمقعد واحد، والتحالف الكوردستاني بالمرتبة التاسعة بمقعد واحد.
تحقيق التوافق مهمة شاقة
ويبدو أن تحقيق التوافق مهمة شاقة في ظل تصاعد سقف المطالب الحزبية واستمرار الخلافات والصراعات السياسية، وقد انعكست هذه التحديات بوضوح خلال اللقاءات التي جرت بين الأحزاب بعد إعلان النتائج، حيث رفع الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي حصل على 23 مقعداً، سقف مطالبه بشكل لافت.
فبعد أن شغل في الحكومة السابقة مناصب رئيس البرلمان ونائبي رئيس الإقليم ورئيس الوزراء، بات يطالب الآن بأحد المنصبين السياديين؛ إما رئاسة الإقليم أو رئاسة الحكومة، مع اقتراح تدوير هذين المنصبين بينه وبين الحزب الديمقراطي الكردستاني بواقع عامين لكل حزب.
لا توجد مخرجات عن الاجتماعات
وبالحديث عن هذا الملف، أكد القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني أن المكتبين السياسيين لليكتي والبارتي سيعقدان اجتماعا مهما اليوم في أربيل لمناقشة ملفين بشأن الإسراع في تشكيل حكومة الإقليم والوضع في سوريا وتأثيره على الواقع العراقي بما فيه الإقليم.
ويقول الهركي في تصريح صحفي، إن "أربيل ستحتضن اليوم اجتماعا مهما بين الحزبين الرئيسيين في الاقليم"، مبينا ان "الاجتماع سيناقش ملفين مهمين الاول يتعلق بضرورة الاسراع بتشكيل حكومة الاقليم وحل الخلافات بين الحزبين والثاني يتعلق بتطورات الاوضاع في سوريا ومدى تأثيره المباشر على العراق بما فيه اقليم كردستان كونه يشكل ضغطاً للإسراع بتشكيل الحكومة المقبلة".
ويضيف، إن "حوارات الاتحاد الوطني لازالت مستمرة مع القوى السياسية الفائزة بانتخابات الاقليم “، موضحا انه "الى الان لا توجد اي مخرجات بشأن تلك اللقاءات سواء كانت مع الديمقراطي او بين الاطراف السياسية الأخرى".
الوقت ما زال مبكرا
الى ذلك أكد عضو الاتحاد الوطني الكردستاني برهان الشيخ رؤوف، إن الوقت ما زال مبكراً على مناقشة وطرح الأسماء الوزارية والرئاسية التي ستتولى المناصب في حكومة الاقليم الجديدة.
ويقول الشيخ رؤوف، إن "الأيام المقبلة ستشهد عقد اجتماع بين الحزبين الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي، من اجل مناقشة ملف تشكيل الحكومة الجديدة في الاقليم".
ويضيف، إن "الحزبين لم يعقدا اجتماعات بعد انعقاد الجلسة الاولى لمجلس النواب في كردستان، حيث سيتم توزيع المناصب الوزارية بين الاحزاب والقوى السياسية بعد عقد الاجتماعات في الايام القليلة المقبلة".
ويبين، إن "الوقت ما زال مبكراً لطرح او بحث ملف الاسماء التي ستتولى المناصب الرئاسية الوزارية في الحكومة الجديدة لإقليم كردستان، حيث من المنتظر بدء عقد الاجتماعات بهذا الخصوص بين الحزبين الاتحاد والديمقراطي لمناقشة الاسماء التي ستتولى المناصب".