الكاظمي يطلّ مجددا لإبعاد شبح سرقة القرن عن ملاحقته.. احتيالات جديدة تعارض اعترافات وزير ماليته ومستشاره
انفوبلس/ تقارير
يحاول التحريف دون كلل، ويظلّل الحقائق دون ملل، يظهر تارةً في لندن، وتارة أخرى في مكان مجهول، يتشبث بالإعلام الدولي بكل ما أوتي من قوة فلا معيل سواه لإبعاد الملاحقات والتهم عنه. رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي وظهور جديد لتحريف دوره في سرقة القرن. فماذا قال؟ وما قصة التقرير المدفوع في "ذي ايكونوميست" الذي عارض اعترافات وزير ماليته ومستشاره؟.
*الكاظمي: ضميري مرتاح!
بوجه شاحب وأتمتة فاقت المتعارف عليه، ظهر عرّاب سرقة القرن مصطفى الكاظمي ليتحدث للعراقيين عن مشاعره تجاه نفسه، بعد أن طمأن الجميع بأن "ضميره مرتاح" رغم أن الجميع لا يأبهون لذلك.
وزعم الكاظمي في مقابلة قصيرة مع الصحفي نيكولاس بلينهام، أن "الحكومة قامت بواجبها في كشف الجريمة (سرقة القرن)، وحققت فيها، لكن عدداً من المسؤولين الذين عملوا في هذه القضية تعرضوا إلى الابتزاز" مردفا بعدها، “ضميري مرتاح، كشخص وحكومة”.
*تقرير مدفوع الثمن
بين فترة وأخرى، يظهر أحد مروّجي الكاظمي لإبعاد بوصلة الاتهامات نحوه بسرقة القرن، كان آخرها، تقرير مدفوع الثمن لمجلة "أيكونومست" تناول السرقة بالتفصيل لكنه لم يتناول الكاظمي بصورة كافية رغم أنه كان رئيس الوزراء آنذاك.
وزعم تقرير المجلة، أن جميع المتهمين بسرقة القرن ليسوا على علاقة بالكاظمي، بل على العكس كانوا من الجهة المقابلة الموالية لإيران، بحسب ما ذكر. لدرجة أن التقرير خالف حتى اعترافات وزير مالية الكاظمي آنذاك علي علاوي ومستشاريه مشرق عباس وهيثم الجبوري.
ونفى التقرير تهريب أموال سرقة القرن خارج العراق بخلاف جميع الروايات ولجان التحقيق وحتى المقربين من الكاظمي الذين أطاحت بهم النزاهة، زاعما وعلى غرار الكاظمي بأن الأموال تحوّلت إلى عقارات داخل العراق!.
*محادثة مع الكاظمي تكشف المستور
في وقت سابق، نشر أحد الصحفيين كواليس مقابلة مع الكاظمي في لندن جاء في نصها، "سؤال آخر عن الكاظمي يتعلق بالرحلات الجوية، حيث يقع مطار بغداد مباشرة تحت سلطة رئيس الوزراء، وعلى الرغم من حظر السفر من الناحية الفنية لتورطه المزعوم في عملية احتيال سابقة، فقد طار زهير بحُرية داخل وخارج البلاد خلال الفترة التي تم فيها سحب الأموال من بنك الرافدين. كيف سمح الكاظمي بحدوث ذلك؟.
اقترح الكاظمي أن نلتقي في فندق "ذا غروف"، وهو فندق خمس نجوم مع ملعب غولف فخم خارج لندن مباشرة. كان الكاظمي قد انتقل إلى بريطانيا حفاظًا على سلامته في تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، ووصل إلى اجتماعنا في سيارة ليموزين سوداء. "كان ترامب قد مكث هنا"، ذكّرني بذلك عندما جلسنا لاحتساء الموكتيلات على الشُرفة الحجرية. كان الكاظمي هادئاً ومهذّباً، وعلى الرغم من أنه يتحدث الإنجليزية، فإنه فضّل إجراء المقابلة باللغة العربية، وكان يتمتم كما لو كان في محاولة متعمدة لتجنب قول أي شيء يمكن الاستشهاد به.
عندما سألت عن هيثم الجبوري، أجاب الكاظمي بأنه لا يعرفه، ثم صحح نفسه واعترف بأن تعيين الجبوري كان حقيقة "مظلمة"، وقدم نفسه على أنه ضحية سلبية للظروف. ومع ذلك، كان رئيساً للوزراء، وظل معظم فترة ولايته رئيساً لجهاز المخابرات في البلاد أيضاً. لابد أنه كان يتمتع ببعض القوة، ولديه على الأقل فكرة عما يجري. حاولتُ مرة أخرى، وسألتُ ألم يمهّد رجاله الأمنيون طريق زهير عبر المطار؟ تهرّب الكاظمي من السؤال، وأجاب: "علينا أولاً أن ننظر إلى مسؤولي البنوك".
تضارب تبريره لعدم كشف السرقة خلال مجريات محادثتنا. ففي البداية؛ قال إنه خطأ موظفيه، ثم تم تشتيت انتباهه بسبب كوفيد -19 وارتفاع أسعار النفط الذي أعقب ذلك، وموقف إدارة ترامب الذي اتسم بالتصعيد ضد إيران، وأصرّ على أنه لم يكن هذا القدر من المال، مقارنة بمئات المليارات المنهوبة بسبب الفساد منذ سنة 2003. لم يكن صحيحًا بالتأكيد أن معظم الأموال قد اختفت عبر المطار، والعبارة التي استمر في استخدامها هي: "لا، 100 بالمئة".
*خفايا وأسرار ظهور الكاظمي الأخير
أسباب وخفايا ظهور مصطفى الكاظمي عبر لقاء تلفزيوني من لندن يكشفها الكاتب والصحافي العراقي سلام عادل الخياط من خلال تصريح متلفز أكد فيه أن الكاظمي يخشى من انقلاب عناصر فريقه الخاص ضده لكونهم أوصلوا رسائل يرغبون من خلالها بالتسوية للتخلص من الملاحقات القانونية ضدهم مقابل تقديم معلومات تفضح ملفات خطيرة ضده".
وأشار عادل إلى أن "الكاظمي يحاول أن يثبت لفريقه الخاص الذي بات محلّ ملاحقات من كونه يبذل جهوداً من أجل مساعدتهم وتبرئة ساحتهم، وأيضا يحاول إرسال رسائل ابتزاز لأصدقائه القدامى من أجل غلق الملفات المفتوحة ضده مقابل أن لا يقوم هو بفضح تورطهم معه في قضايا فساد خطيرة".
وأضاف، أن "الكاظمي لن يعود مجدداً للعراق وسيبقى في لندن إلى الأبد لكونه يخشى الملاحقات كما أنه لم يعد مؤهلاً للعمل السياسي بسبب ثبوت صحة قيامه بتزوير شهادته الجامعية وعدم امتلاكه للشهادة الإعدادية والمتوسطة".
*هل ظهور الكاظمي تمهيد لعودته إلى السياسة؟
بدوره، كشف الباحث في الشأن السياسي حيدر الموسوي، اليوم الثلاثاء ، عن عودة مرتقبة لرئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي الى الواجهة السياسية الجديدة.
وقال الموسوي، إن "الكاظمي يحاول العودة من جديد الى المشهد السياسي بعد الهدوء الذي سبقته عاصفة سرق القرن واتهامه المباشر بها مستغلاً توقيت التراجع الآني في خدمة الكهرباء وبعض الأمور التي تحملها أطراف سياسية واجتماعية لحكومة السوداني في فترتها القليلة ليعطي رسائل أن الأزمات لم تُحل حتى بعد رحيله".
وتابع، إن "الكاظمي عاد من جديد لضخ الأموال إلى ماكنته الإعلامية من مدوّنين وصفحات ومحللين سياسيين ليروّجوا عن النجاحات المزعومة في حكومته وأنه رجل مدنيّ وليس إسلامي وهو في طور تأسيس حركة سياسية بعد أن يحاول بدعم دولي تصفير أزماته داخل العراق وخاصة الورقة القضائية".
*سرقة القرن.. الكاظمي وفريقه في قلب المؤامرة
في مارس الماضي، خلُصت لجنة التحقيق في سرقة القرن، إلى أن مكتب رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي كان له دور فعّال في المؤامرة.
وتشكلت لجنة تقصي الحقائق البرلمانية في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر بعد أن أصبحت الجريمة علنيةً، وهي تضم نواباً من مختلف الأحزاب السياسية ومكلّفة باكتشاف حيثيات هذه السرقة والمتورطين فيها.
وكشفت اللجنة، أن عدداً من أعضاء فريق رئيس الوزراء السابق "سهّلوا السرقة" أثناء تولّيهم مناصبهم وساعدوا في تهريب الأموال المنهوبة إلى خارج البلاد. ومن أبرز المتورطين ثلاثة أعضاء من مكتب الكاظمي، وهم مدير المكتب ورئيس المخابرات رائد جوحي، والسكرتير الخاص أحمد نجاتي، والمستشار السياسي مشرق عباس، إلى جانب وزير المالية السابق علي علاوي.