المبادرات تفشل بإنهاء الانقسامات.. أزمة البيت السُني قائمة والحلبوسي يرفض عرضا "خنجريا"
النواب السُنة يتبادلون الشتائم واللكمات
المبادرات تفشل بإنهاء الانقسامات.. أزمة البيت السُني قائمة والحلبوسي يرفض عرضا "خنجريا"
انفوبلس/..
أكثر من مبادرة طُرحت أمام البيت السني للخروج من مأزق اختيار رئيس جديد للبرلمان العراقي، والذي مضى على شغوره 8 أشهر إلا أسبوعاً واحداً، لكن كل المبادرات فشلت حتى الآن بحسم هذا الملف الشائك، بل حتى إن رئيس حزب تقدم (رئيس مجلس النواب السابق المنتهية ولايته بالتزوير) محمد الحلبوسي، رفض عرضا من نظيره خميس الخنجر رئيس تحالف السيادة، يفضي بمنحه وزارة التجارة وصندوق الإعمار مقابل تخليه عن رئاسة البرلمان.
*رفض قاطع
يقول قيادي رفيع في حزب تقدم، الذي يرأسه الحلبوسي، إن الأخير "رفض مناصب إضافية" مُنحت له مقابل تخلي الحزب عن منصب رئيس البرلمان.
يدعم الحلبوسي مرشحَين اثنين الآن لشغل المنصب بدلا عنه، أحدهم مرشح مشترك بين الحلبوسي وبعض الأطراف الشيعية وهو محمود المشهداني، إضافة الى طلال الزوبعي.
القيادي الذي طلب عدم نشر اسمه أكد أن "خميس الخنجر، رئيس تحالف السيادة، عرض أن يمنح منصبَين اثنين إلى الحلبوسي، أحدهم كانت وزارة جديدة".
وعن المناصب التي عُرضت على الحلبوسي، كشف القيادي أن "الخنجر عرض منح زعيم حزب تقدم وزارة التجارة، وصندوق إعمار المناطق المتضررة من الإرهاب".
وتابع، إن "الحلبوسي مازال يرفض أن يكون سالم العيساوي، مرشح الخنجر، رئيسا للبرلمان، ويفضل تعديل النظام الداخلي لتقديم مرشحين آخرين".
وكان حزب الحلبوسي، قد أُجبر على ما يبدو في دعم ترشيح محمود المشهداني للمنصب، حيث لكم يكن خيارا مفضلا لدى الحزب، بحسب بعض قيادات تقدم.
وأجبر انسحاب شعلان الكريَّم، الذي تعرض الى جملة تشويه واتهامات بـ"البعثية" و"الداعشية"، من المنصب، الى لجوء تقدم الى خيارات "غير مرغوبة"، بحسب تلك القيادات.
*اتفاق الجميع باستثناء الحلبوسي
على الجانب الآخر، يقول حيدر الملا القيادي في تحالف عزم، إن لقاء رئيس الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني، بالقيادات السنية، أظهر اتفاق الجميع باستثناء الحلبوسي حول مرشح رئيس البرلمان.
الملا أكد أن بارزاني أجرى أثناء تواجده في بغداد " 3 اجتماعات، مع القوى السنية؛ الأول كان في مكتب خميس الخنجر، والثاني في مكتب الحلبوسي، والثالث في مقر إقامة زعيم الحزب الديمقراطي، وحضرته كل القوى السنية".
وبين الملا، أن بارزاني وأطراف الإطار التنسيقي حاولت "خلق حالة توافق" داخل القوى السنية في تلك الاجتماعات.
وقال الملا، إن "ما حدث في هذه اللقاءات وضح صورة الخلاف، بمعنى أنه بحضور بارزاني والحلبوسي، تم التبليغ أن كل القوى السنية مجتمعة لديها توافق ومرشح واحد وهو سالم العيساوي، وفقط الحلبوسي لديه مرشحَين آخرَين هما المشهداني وطلال الزوبعي".
كذلك، وبحسب الملا، "تم تبليغ مسعود بارزاني بشكل رسمي أن العزم (مثنى السامرائي)، وخميس الخنجر، وثابت العباسي (تحالف الحسم)، وأبو مازن (أحمد الجبوري)، وزياد الجنابي (المنشق مؤخرا عن الحلبوسي)، يدعمون العيساوي".
وتابع القيادي في تحالف عزم: "ولذلك بعد أن اتضحت الصورة، وبحضور الحلبوسي، قدموا (القوى المجتمعة باستثناء رئيس تقدم) خارطة طريق؛ إما يتوافق الأخير معنا على العيساوي، أو سنذهب الى قبة البرلمان وسيُحسم الأمر هناك".
وأكد الملا كلام القيادي في حزب تقدم عن "تقديم عروض إذا ما أراد الحلبوسي أن يتوافق على خيار الإجماع السني حول سالم العيساوي، إذا كان يبحث عن مكاسب داخل السلطة مستعدين نمنحه هذه المكاسب (لم يذكرها بالتحديد) في سبيل إنهاء ملف رئيس البرلمان".
*مبادرة الخنجر
وقبل أسبوعين، كان الخنجر قد طرح بما يشبه مبادرة "صلح" بين الأطراف السُنية، وكانت تبدو موجهة الى الحلبوسي بشكل أساسي.
لم تلق المبادرة (التي ظهرت بعد ذلك أنها تتضمن منح الحلبوسي مناصب إضافية) تفاعلا سياسيا، واتُهم الخنجر بأنه "يدير صفقة سياسية لصالحة"، بحسب بعض الأطراف السنية.
*انتهاء العطلة التشريعية
وتجري هذه التطورات في وقت يفترض أن تعود فيه جلسات البرلمان الى الانعقاد بعد العطلة التشريعية التي تنتهي غدا الثلاثاء.
ومنذ الإطاحة برئيس البرلمان السابق محمد بالحلبوسي نهاية العام الماضي، من منصبه بتهمة تزوير، وتجري حرب انشقاقات بلا توقف، داخل المنظومة السياسية السُنية.
أربعة انشقاقات رئيسية جرت داخل البيت السني في آخر عامين، للحصول على المنصب، إضافة الى 4 انشقاقات جانبية جرت في السنة الأخيرة.
وفشل البرلمان في جلستين سابقتين، اختيار بديل الحلبوسي، فيما تبادل النواب السُنة الشتائم واللكمات.