المرشح لخلافة الحلبوسي لا يختلف عنه كثيرا.. سيرة شعلان الكريّم ممزوجة بالطائفية والتملّق والفساد والرثاء لصدام حسين
انفوبلس..
يمتلك مرشح حزب تقدُّم لرئاسة مجلس النواب خلفاً للحلبوسي المُقال بتُهم مخلّة بالشرف، شعلان الكريّم، سيرة ذاتية لا تختلف كثيرا عن سلفه ما يُنبئ بمرحلة سياسية مقبلة غير مستقرة وبرلمان غير متّزن بسبب تمجيده للمقبور صدام حسين وله تاريخ طائفي وعائلة ضالعة بالفساد.
ويوم أمس الجمعة، أعلن حزب تقدُّم رسمياً ترشيح شعلان الكريّم لمنصب رئيس مجلس النواب.
وقال الحزب في بيان، إنه "عقد حزب تقدّم اجتماعاً للكتلة النيابية برئاسة محمد الحلبوسي؛ للتباحث بشأن اختيار رئيس مجلس النواب"، مضيفا: "نتجَ عن الاجتماع ترشيح النائب الشيخ شعلان عبد الجبار الكريّم لتولي منصب رئيس مجلس النواب بإجماع نواب الحزب".
وبعد صدور بيان تقدم بعدة ساعات، نفى الأمين العام للإطار التنسيقي عباس العامري، إعلانا متداولا منقولا عنه حول تسلُّم الإطار اسم مرشح رئاسة البرلمان شعلان الكريم.
وقال العامري في إيضاح، إنه "ينفي إعلانه تسلُّم اسم شعلان الكريم كمرشح لرئاسة البرلمان"، معتبرا، إن "الادعاء تم تسريبه من جهات مجهولة".
لمحات من تاريخ المرشح الجديد
في ظل الحراك السياسي المتواصل داخل البيت السُنّي، لاختيار خليفة لرئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي، برزت عدة ترشيحات، لهذا المنصب المخصص للعرب السُنة، منذ العام 2005.
وخاضت القوى السُنية، خلال الفترة الماضية، حراكاً مستمراً، للتوصل إلى نتيجة بشأن المرشح الأوفر حظاً، حيث ترشحت عدة شخصيات لهذا المنصب، أبرزها شعلان الكريم، وهو قيادي في تحالف تقدم، يُعد واحداً من الوجوه السياسية التي ظهرت بعد عام 2003، حيث اتسمت مسيرته بتقلب المواقف، والسعي خلف المصالح الشخصية، ولو كان ذلك على حساب المواطنين وأمنهم ودمائهم.
وتشير تقارير إعلامية، إلى أن الكريم لعب أدواراً عدة خلال مسيرة حياته، منها "مهوسجي" لرئيس النظام السابق صدام حسين، حينما كان يلتقي بشيوخ العشائر، لكن بعد سقوط بغداد، كان الكريم أول المتعاملين مع القوات الأمريكية.
بل ذهبت إلى أبعد من ذلك، حيث تتهمه بزيارة الكيان الصهيوني، بعد أن تبرّأت منه ببيان عشائر صلاح الدين، لكن تلك التهمة لم تثبت بشكل قاطع، خاصة وأن السنوات الماضية، تفتقر إلى التثبيت الإعلامي.
وفي الوقت الذي كان فيه شعلان الكريم عضواً ونائباً عن القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي كانت تربطه برئيس الوزراء نوري المالكي، الذي حارب تلك القائمة، علاقات وثيقة، واستمر الشعلان يلعب على كل الحبال دون أن يشعر أنه وقع في فخ المواقف والسياسات المتناقضة وركوبه موجة الفتن والتآمر والتحريض على وحدة العراق وشعبه.
وبعد طرح اسم الكريم كمرشح لخلافة الحلبوسي، تداولت وسائل إعلام وصفحات تواصل اجتماعي، مقطع فيديو قديم يظهر فيه شعلان الكريم بالزيّ العربي وهو ينعى صدام حسين بعد إعدامه، واصفاً إياه بالـ"شهيد" والبطل والمجاهد، وأعلن حينها إقامة مجلس عزاء لصدام وتوعد بالثأر ممن أعدمه.
وبعد تداول مقطع الفيديو، توعد عضو مجلس النواب يوسف الكلابي، المرشح لرئاسة المجلس شعلان الكريم، بإنهاء عضويته عبر دعوى سيرفعها الى المحكمة الاتحادية، بسبب "تمجيده للمقبور صدام".
وقال الكلابي في تدوينة له، "إلى النائب شعلان الكريم، بعد الاستماع الى حديثكم بتمجيد الطاغية المجرم المقبور، أُعلن رسميا عدم التصويت لك، بل وأُوصي ضحايا النظام المقبور وأصواتهم الوطنية من أعضاء مجلس النواب الى عدم التصويت لك".
وأضاف الكلابي، "سأسعى لإقامة دعوى أمام المحكمة الاتحادية لإسقاط عضويتكم".
ومع قيام شعلان الكريم بنكران الفيديو المتداول بطريقة غير مقنعة وادعاءه بأنه مفبرك، جرى تداول صورة سابقة أخرى تجمع الكريم مع الارهابي (نجم خلف نزال العزاوي) المحكوم عليه بالإعدام حاليا بقضية سبايكر، وتسائل مدونون عن السبب الذي جمعه به كما طالبوا الجهات الامنية والمعنية بهذا الأمر التدقيق في سجل (تبرعات) التنظيم الإرهابي والمبالغ التي كانت تدفع لهم من صلاح الدين.
تظاهرات 2012
وعندما بدأت التظاهرات في المحافظات الغربية عام 2012، كان الكريم وجهاً أمام الشاشات بتصريحاته الطائفية، حيث اتُهم بالمتاجرة بأبناء المحافظات المنكوبة، ولم يفوّت الفرصة للصعود على أكتاف المطالبين بحقوقهم حتى وصل به الأمر إلى ارتقاء منصة ساحة اعتصام سامراء في شباط / فبراير٢٠١٣ وإطلاق الرصاص في الهواء من بندقيته لإظهار تعاطفه مع المعتصمين المطالبين بحقوقهم، لكنه تبرّأ منهم لاحقا.
ويرى مراقبون، أن الكريم جمع سلسلة من الازدواجية السلوكية والفكرية والمتاجرة بأبناء بلده ومحافظته منتهزاً كل فرصة تُتاح له وبين الشيزوفرينيا التي كان يظهر بها بوجهين مختلفين أحدهما مناهض لسياسات حكومة المالكي حينذاك والآخر الحقيقي يحمل بسمة عريضة على طاولة المفاوضات بشأن حقوق المحافظات الغربية.
شقيق الكريم
في حزيران من عام 2013، وبعد إجراء الانتخابات المحلية تسنّم أحمد الكريم، شقيق شعلان الكريم منصب رئيس مجلس محافظة صلاح الدين، والذي بقى في منصبه حتى عام 2019 حيث صوّت مجلس محافظة صلاح الدين بالإجماع في حينها على إقالته من المنصب بسبب دوره السلبي في المحافظة، وهي الإقالة الثانية التي يتعرض لها بعد أن أُقيل عام 2015 لكنه أُعيد إلى منصبه بعد عقد صفقات سياسية مشبوهة.
ولأحمد الكريم باعٌ طويل بالفساد خلال السنوات الماضية، حيث كشفت مصادر مطلعة عن تحركه نحو الكويت عقب تحرير صلاح الدين من سيطرة داعش للحصول على مساعدات مالية، وبالفعل حصل على 100 مليون دولار بحجة التعويض وإعادة الإعمار لكنه استحوذ عليها لنفسه بدون تقديم تعويض أو مساهمة بالإعمار.
وبعد اعترافه باستلام المبالغ من الكويت، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديوية تظهر أحمد الكريم جالساً في العديد من الملاهي خارج العراق. فضلا عن عشرات الصور والفيديوهات التي تظهره بجانب الأمريكان عقب غزوهم العراق في 2003.
وفي عام 2015 هرب إلى بغداد أثناء معارك التحرير وصرّح بالعديد من التصريحات الطائفية أبرزها اتهام القوات الأمنية بإحراق المحافظة ونهب ما فيها.
أحد نواب محافظة صلاح الدين خاطبه وجهاً لوجه قائلا: "يا أحمد انت بسطال بقدم من يدفع لك أكثر".
في تشرين الثاني من عام 2022، تسنم أحمد الكريم منصب وكيل وزير الصناعة والمعادن لشؤون التخطيط بعد استحالة استمراره بمنصبه رئيساً لمجلس محافظة صلاح الدين.
وقبل تعيينه بالمنصب بشهر واحد، أكَّدت هيئة النزاهة الاتحاديَّة، صدور أمر استقدامٍ بحقِّ رئيس مجلس مُحافظة صلاح الدين الأسبق احمد الكريم؛ لإحداثه عمداً ضرراً بأموال ومصالح الجهة التي يعمل فيها أو يتَّصل بها بحكم وظيفته أو بأموال الأشخاص المعهود بها إليه.
دائرة التحقيقات في الهيئة أفادت ببيان في معرض حديثها عن القضيَّة، إلى أنَّ "محكمة تحقيق الرصافة المُختصَّة بقضايا النزاهة، قرَّرت استقدام رئيس مجلس محافظة صلاح الدين الأسبق؛ في القضيَّة المُتعلِّقة بتسلُّم مبلغ (8,209,185,500) مليارات دينارٍ تحت بند المُكافآت خلال الأعوام من (2014 – 2018) دون قيامه بتوزيعها بين مُستحقِّيها".
وأضافت الدائرة، إنَّ "محكمة تحقيق الرصافة المُختصَّة بقضايا النزاهة في بغداد أصدرت أمر الاستقدام، وفقاً لأحكام المادَّة (340) من قانون العقوبات".