المعارضة الكردية الإيرانية تكشف عن وجهها وتقتل اثنين من البيشمركة.. تعرف على التفاصيل
انفوبلس/..
اقتتال داخلي ونزاع مسلح، وقع بين جماعتين كرديتين انفصاليتين، تنشطان داخل بلدة حدودية عراقية في ضواحي محافظة السليمانية، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، بالإضافة إلى سقوط قتيلين من قوات البيشمركة التي تدخلت لفض النزاع المسلح بينهما.
وذكرت مصادر أمنية عراقية في إقليم كردستان، اليوم الخميس، أن اشتباكات مسلحة اندلعت بين جماعتين كرديتين من الجماعات الانفصالية المعارضة للجمهورية الإسلامية في إيران، تنشطان داخل بلدة حدودية عراقية في ضواحي محافظة السليمانية، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
ووفقا لمسؤول بقوات البيشمركة في مدينة السليمانية، فإن "الاشتباكات اندلعت صباح اليوم في منطقة زاكروس 25كم شرقي مدينة السليمانية، بين (جمعية كادحي كردستان) و(جمعية كادحي كردستان الثورية/ كوملة)، ما أدى إلى مقتل اثنين وإصابة اثنين آخرين من الطرفين، خلال المواجهات التي استُخدمت فيها أسلحة مختلفة.
وبيّنت المصادر، أن "قوات البيشمركة تدخلت لفض النزاع المسلح الذي استمر أكثر من ساعة، فيما هاجمت الجماعة الانفصالية مراكز تدريب ومخيمات وأطلقت النار على قوات البيشمركة بواسطة السلاح القناص، وأدى ذلك لمقتل اثنين من أفرادها، وهما سامان إبراهيمي وهيوا صادقي.
إعلان وحدة وانفصال في 7 أشهر
وتأتي اشتباكات الحزبين الانفصاليين، بعد يوم واحد فقط من إعلان حالة الانفصال بينهما، بعد وحدة بينهم استمرت لـ 7 أشهر.
وتتخذ الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة من مناطق إقليم كردستان مقراً لها، وبالتحديد مناطق بنجوين، كويسنجق، رانيا، رابرين، وأغلب تلك المناطق تقع في السليمانية وأربيل.
تاريخ حزب "كوملة"
بعد انتصار الثورة الإسلامية، عزفت الجماعات الكردية الانفصالية على أوتار الحكم الذاتي، لكن عدم تعاون شعب كردستان مع الأحزاب الانفصالية مثل حزب "كوملة" أفشل مخططات الانفصاليين. فالمعارضون الذين لم يستطيعوا تحمل التجاهل الواسع للشعب الكردي لمؤامرة الانفصاليين، سعَوا للانتقام من الشعب الكردي باستخدام العنف اللامحدود، والذي سُمّي على حد اتهاماتهم بـ"جريمة التعاون مع النظام".
كل يوم ينشر الحزب الديمقراطي و"كوملة" وحلفاؤهما أخبار فتوحاتهم، بما في ذلك الهجمات على القواعد العسكرية، ونصب الكمائن، وزرع الألغام، وخلق الأفخاخ المتفجرة، والاغتيالات، وخطف الناس، والاستيلاء على القوات العسكرية، وإعدام الأسرى، وكانوا يعبرون عن أملهم بأن يهزموا النظام قريبا.
معاقبة الناس بسبب التعاون مع النظام
كان تحرير المرتفعات الاستراتيجية الأخرى في منطقة مريوان قد وضع مدينة بنجوين العراقية تحت النار، مع استقرار الجيش والحرس الثوري الإيراني في معظم المرتفعات والمناطق الريفية، اضطرت جميع الجماعات المسلحة إلى نقل مقارها الرئيسية ومنشآتها المهمة إلى مناطق داخل العراق، وتمت هزيمة الجماعات وانسحابها إلى الأراضي العراقية على إثرها بسرعة، وسرعان ما تم الإخبار عن حركة للمجموعات في المنطقة إلى الشرطة من قبل السكان الذين لم يرغبوا بوجودهم.
وكان أهالي كردستان يخبرون عن وجود مسلحين يجوبون القرى لجمع المساعدات الشعبية التي يُطلق عليها "يارمتي" وهذا ما جعل وضع المجموعات أكثر تعقيدا، اغتيال المواطنين الذين تعاونوا مع الحكومة لا يمكن أن يقلل من مدى تعاون الشعب مع الحكومة، كما أدت الهزائم المتتالية إلى زيادة عدد الأشخاص الذين استسلموا، حيث استسلم أكثر من ألفي وخمسمائة شخص من هذه المجموعات المسلحة إلى النظام الإيراني.
أدى الإخفاق والفشل إلى تأجيج السلوك العنيف للجماعات، وكان هذا العنف موجَّهاً أحياناً إلى المواطنين في المدينة والريف، واعترف حزب "كوملة" في بيان داخلي أن "رفاقه قاموا بإهانة الناس وضربهم بأبسط الأعذار وأكثرها عبثية".
عدم تعاون الشعب شكّل جزءاً من فشل هذه الجماعات الانفصالية، ويرجع ذلك إلى إهانة الناس وضربهم من قبل "كوملة" كردّ فعل أظهره أفراد الحزب مقابل لامبالاة الشعب لأنشطتهم.
ويُعد الحزب الديمقراطي الكردستاني/إيران، وتنظيم "كوملة" الكردي، أبرز تنظيمات الأحزاب الانفصالية الكردية الإيرانية في شمالي العراق، وقد تمركزت هناك منذ ثمانينيات القرن الماضي، وتتمسك "طهران" بتنصيفهما كمجموعات إرهابية، بسبب قيام هذه المجاميع بتنفيذ هجمات إرهابية تستهدف الأمن الداخلي الإيراني.
إيران تتجه لتحديد مصيرهم
وقد تعهد الحرس الثوري الإيراني بمواصلة الضربات التي تستهدف تلك التنظيمات، حيث إن تسلل عناصر كردية مسلحة تابعة للأحزاب الانفصالية، وتنفيذها عمليات في الداخل الإيراني، أثار ردة فعل داخل إيران، وتم وضع اتفاق أمني بين بغداد وطهران، وانضمت أربيل له، لمناقشة هذا الأمر.
وتواجد وفد إيراني في إقليم كردستان في 20 تموز 2023، وأجرى سلسلة من اللقاءات في السليمانية ومن ثم توجه إلى أربيل، للتأكيد على التزام إقليم كردستان بمخرجات اجتماع 29 أيار 2023 بشأن مصير الأحزاب الكردية المعارضة لإيران والمتواجدة في الإقليم.
وتشير المعلومات، إلى أن "إيران طلبت خلال الاجتماع الذي عُقِد في 29 من أيار الماضي من الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، نزع سلاح الأحزاب الانفصالية المعارضة التي تتمركز داخل أراضي الإقليم، وتوطينهم في معسكرين للأمم المتحدة في أربيل والسليمانية، أو طردهم من أراضي إقليم كردستان والعراق.