النزاهة تتوج مواقف العراق تجاه فلسطين.. وفد الهيئة ينسحب من اجتماع أممي أثناء كلمة ممثل الكيان الصهيوني.. تعرف على المواقف الأخرى
انفوبلس..
في موقف مشرّف للعراق أمام العالم، انسحب الوفد العراقي المشارك في الدورة العاشرة لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد المنعقد في مدينة أتلانتا الأمريكية، أثناء إلقاء ممثل الكيان الصهيوني كلمته في المؤتمر، وهو ليس الموقف العراقي الرسمي الأول من هذا النوع.
موقف النزاهة
وذكرت هيئة النزاهة في بيان، أن "القاضي حيدر حنون رئيس هيئة النزاهة الاتحادية ممثل العراق في الاتفاقية انسحب من قاعة المؤتمر أثناء إلقاء ممثل الكيان الصهيوني كلمته، جاء ذلك حسب توجيه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني".
وأضافت، أن "خطوة الوفد العراقي تأتي تضامناً مع الشعب الفلسطيني، وتنديداً بالجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحقه والمذابح التي يقترفها هذا الكيان الغاصب بحق النساء والأطفال في غزة".
وأوضحت، أن حنون "طالب يوم الثلاثاء الماضي في كلمته في المؤتمر بالوقف الفوري للحرب على غزَّةَ وإدخال المساعدات الإنسانية بدون تأخير"، مشدداً على "مساءلة مرتكبي جرائم الإبادة الجماعيَّة وجرائم الحرب فيها، وفقاً لقواعد العدالة الدولية".
ودعا إلى، "إنصاف الشعب الفلسطيني وإقامة دولة فلسطين العربية على كامل أراضيها المغتصبة، وعاصمتها القدس الشريف".
تأييد حكومي وشعبي
ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، وانطلاق عملية طوفان الأقصى المباركة، توالت المواقف العراقية الداعمة للقضية الفلسطينية بكل صراحة والرافضة لجرائم الكيان الصهيوني بشكل لا يقبل الشك.
ومع العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة في فلسطين، وفرض الكيان حصارا على المياه والكهرباء والوقود، تواصلت المسيرات الشعبية في العراق المؤيدة لعمليات المقاومة الفلسطينية ضد "إسرائيل"، بعدما أعلن العراق عن تضامنه وتأييده الكامل للمقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل، على المستويين الرسمي والشعبي.
وشهدت مناطق مختلفة في العاصمة بغداد، خروج مسيرات جماهيرية مؤيدة لعملية "طوفان الأقصى"، وأظهرت مقاطع مرئية وصور المواطنين العراقيين وهم ينظمون المسيرات داخل المدن العراقية رافعين الأعلام الفلسطينية، معبّرين عن استعدادهم لمؤازرة المقاتلين الفلسطينيين، وتقديم كل أشكال الدعم والإسناد لهم في حربهم ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وعدّت الحكومة العراقية العمليات العسكرية التي شنتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ضد الكيان الصهيوني، نتيجة طبيعية للقمع الممنهج الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، منذ عهود مضت على يد الاحتلال الإسرائيلي.
وذكر المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي في بيان، أن العراق شعباً وحكومةً، يؤكد موقفه الثابت تجاه القضية الفلسطينية، ووقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني في تحقيق تطلّعاته ونيل كامل حقوقه المشروعة، مؤكدا أن الظلم واغتصاب هذه الحقوق لا يمكن أن يُنتج سلاما مستداما.
وتابع العوادي، أن "سلطة الاحتلال الصهيوني لم تلتزم يوما بالقرارات الدولية والأممية" ودعا المجتمع الدولي للتحرك لوضع حد للانتهاكات الخطيرة، وإعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، "الذي ما زال يعاني من الاحتلال وسياسات التمييز العنصري، والحصار والتجاوز على المقدسات، وانتهاك القيم والمبادئ الإنسانية".
وحذر العوادي من استمرار التصعيد داخل الأراضي الفلسطينية، لأنه سينعكس على استقرار المنطقة، داعيا جامعة الدول العربية إلى الانعقاد بصورة عاجلة، لبحث تطورات الأوضاع الخطيرة في الأراضي الفلسطينية.
قمة القاهرة
رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، وعند حضوره في قمة القاهرة التي عُقدت بعد أسبوعين من بدء العدوان على غزة، قال في كلمته: "يتعرض الشعبُ الفلسطيني إلى عملية إبادة جماعية باستهدافِ المدنيين في المجمعاتِ السكنية والكنائس والمستشفيات، وقد أظهرت مجزرة مستشفى المعمدانية الوجه الحقيقي للاحتلال الصهيوني، ونواياه التي تجاوزت كلَّ الخطوط الحمراء".
وأضاف، إن "ما يحدث جريمة حرب مُكتملة الأركان، بدأت بقتل العُزل وفرض حصار خانق على ما تبقى من الأحياءِ منهم، ومن الصعب أن نصوّر بالكلمات ما يحدث يومياً من أعمال فظيعة ومذابح، ودفن للأبرياء تحت أنقاضِ منازلِهم على أرض نزوحهم الأوّل أيامَ نكبة عام 1948"، مبيناً: "تشكل غزة اليوم امتحاناً جديداً للنظام العالميِّ، الذي فشل مرات عدةٍ في تطبيق ما ينادي به من قيم الإنسانية والعدل والحرية، وفلسطينُ شاهد حيّ على هذا الفشل".
وتابع: "حان الوقت لوضع حدٍّ لهذا الاحتلال البغيض، ووقفُ معاناة الشعبِ الفلسطيني، فالظلم لا ينتج سلاماً مستداماً، ولا سبيل لتحقيق الأمن وإنهاء العنف إلا بإزالة أسبابه، وفي مقدمتها الاحتلال وسياسات التمييز العنصري"، موضحاً: "الكيان الصهيونيّ مستمرٌ في خرق القوانين، بما فيها قوانين الحرب، وسيؤثر ذلك في الأمن الدولي وامتداد الصراع إقليمياً، ويهدد إمدادات الطاقة للأسواق العالمية، ويضاعف الأزمات الاقتصادية العالمية، ويفتحُ الباب على صراعات أعمقَ وأوسع".
وشدد على أن "الاحتلال مستمرٌ في خرق اتفاقية جنيف الثالثة الخاصة بأسرى الحروب، والاتفاقية الرابعة التي توفرُ الحماية للمدنيين في الأراضي المحتلة، ويواصل الكيان الصهيوني خرقه للعهد الدوليِّ الخاصِّ بالحقوق المدنية والإعلان العالمي لحقوقِ الأنسان، وأكثر من 78 قراراً لمجلس الأمن متعلّقاً بالقضية الفلسطينية".
وذكر السوداني أنه "لو جرى احترام القرارات الدولية، وتولت الهيئات الدولية مسؤولياتِها، ما وصلت القضية الفلسطينية إلى هذه الأوضاع المأساوية"، لافتاً إلى أن العراق "يرفض بشدةٍ محاولات إفراغ قطاع غزة من أهله، ولا مجال للحديث عن إعادة التوطين، أو خلق معسكراتٍ للّجوء، ولا مكان للفلسطينيين إلّا أرضهم".
ومضى بالقول: "نشدد على ضرورة الوقفِ الفوري لإطلاق النار، وفتح المعابر الحدودية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية وموادِّ الإغاثةِ، ثم العمل على ضمان تبادل آمن وشاملٍ للأسرى والمُعتقلين، ويجبُ بذل الجهود لرفع الحصار، بشكلٍ كامل، عن قطاع غزة لضمان عدم تكرار المأساة".
ودعا "إلى إنشاء صندوقٍ لدعم وإعمار القطاع، ولن يتأخر العراق عن تقديم أية مساعدةٍ ممكنة"، مؤكداً أنه "يجب وقف تذويب القضية الفلسطينية ومحاولة دفنها، وليس من حقِّ أحدٍ أنْ يتصالح ويتنازل أو يتبرّع نيابةً عن الشعبِ الفلسطيني، فالفلسطينيون هم أصحابُ الأرض والقضية".
ولفت إلى أنه "لازالت الشرعيةَ الدولية، ومعها كلُّ الشعوبِ الحرة، تنادي بدولة فلسطينية عاصمتُها القدس، لا تمزّقُها المستوطنات، أو تذلُّها المعابرُ وسياساتُ التجويع"، مبيناً أن "الاستمرار بتجاهل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لا يُنتج إلّا المزيد من العنف والتطرف، والمزيد من عدم الاستقرار في المنطقة والعالم".
إشادة فلسطينية
سفير دولة فلسطين لدى جمهورية العراق أحمد الرويضي، ثمّن موقف العراق الثابت تجاه القضية الفلسطينية في قمة السلام بالقاهرة.
وقال الرويضي في حوار متلفز: "نحن مع أي جهد دولي له علاقة برفع الحصار عن غزة وإدخال المساعدات من ناحية، ومن ناحية أخرى إيقاف هذه الجريمة البشعة والتي عنوانها التطهير العرقي تجاه الشعب الفلسطيني، وكذلك إنهاء هذا الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وبالتالي رفض أي حلول سياسية تتجاوز الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني والتي على رأسها إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".
وذكر: "نُثمن مواقف جمهورية العراق والتي كانت كلمة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني واضحة في الحديث عن مفاصل العمل القادمة والتي يجب ان تكون بإنهاء هذا الظُلم الذي وقع على الشعب الفلسطيني لأكثر من 75 عاماً، وكما نُثمن موقف جمهورية مصر العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية".
موقف المرجعية
مكتب المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني، أصدر بياناً بشأن ما يتعرض له قطاع غزة، فيما أشار الى إنهاء مأساة فلسطين وإزالة الاحتلال هو السبيل الوحيد لإحلال الأمن والسلام.
وقال المكتب في البيان: إن "قطاع غزّة يتعرض في هذه الأيام لقصف متواصل وهجمات مكثفة قلّ نظيرها، وقد أسفر ـ حتى هذا الوقت ـ عن سقوط أكثر من ستة آلاف من المدنيين الأبرياء بين شهيد وجريح، وتسبب في تهجير أعداد كبيرة منهم عن منازلهم، وتدمير مناطق سكنية واسعة"، مبينا، أن "القصف يستهدف مختلف المناطق حتى لم يعد هناك مكان آمن يأوي إليه الناس".
وأضاف، أن "جيش الاحتلال يفرض في الوقت نفسه حصاراً خانقاً على القطاع شمل في الآونة الأخيرة حتى الماء والغذاء والدواء وغيرها من ضروريات الحياة، ملحقاً بذلك أكبر الأذى بالأهالي الذين لا حول لهم ولا قوة، وكأنّه يريد بذلك الانتقام منهم وتعويض خسارته المدويّة وفشله الكبير في المواجهات الأخيرة"، لافتا، إلى أن "ذلك يجري بمرأى ومسمع العالم كله ولا رادع ولا مانع، بل هناك من يساند هذه الأعمال الإجرامية ويبرّرها بذريعة الدفاع عن النفس".
وأكد، أن "العالم كله مدعوّ للوقوف في وجه هذا التوحش الفظيع ومنع تمادي قوات الاحتلال عن تنفيذ مخططاته لإلحاق مزيد من الأذى بالشعب الفلسطيني المظلوم"، لافتا، إلى أن "إنهاء مأساة هذا الشعب الكريم ـ المستمرة منذ سبعة عقود ـ بنيله لحقوقه المشروعة وإزالة الاحتلال عن أراضيه المغتصبة هو السبيل الوحيد لإحلال الأمن والسلام في هذه المنطقة، ومن دون ذلك فستستمر مقاومة المعتدين وتبقى دوّامة العنف تحصد مزيداً من الأرواح البريئة".
المقاومة العراقية
وعلى الصعيد العسكري، فقد كان دخول المقاومة الإسلامية في العراق إلى ساحة معركة طوفان الأقصى لتوحيد الجبهات ومنع الكيان الصهيوني وحليفته واشنطن من تشديد العدوان على غزة، دورا كبيرا بردع الموقف الأمريكي بشكل خاص الذي قلل دعمه بشكل ملحوظ للكيان الصهيوني.
القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان الذي زار بغداد، في التاسع والعشرين من تشرين الأول، قال إنّ العراق وقف إلى جانب القضية الفلسطينية شعبياً وسياسياً، فضلاً عن المرجعية، خلال معركة "طوفان الأقصى".
وأضاف: "شرحنا لهم المعطيات والأسباب التي مهّدت للعملية، وعلمنا موقف المرجعية السيد السيستاني، الداعم للمعركة، فضلاً عن موقف رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، والحديث عن حقّ الشعب الفلسطيني في المقاومة، إضافة إلى التركيز على دور فصائل المقاومة في العراق والتي ستتحرّك في حال حصل أي تدخّل أميركي".
والتقى حمدان في بغداد بقادة وأمناء عامّين لفصائل مقاوِمة، وبعدد من قادة القوى الفاعلة.
وأعرب عن أمله في أن يؤدي العراق دوراً في القضية الفلسطينية، مؤكّداً أنّ "الموقف العراقي متقدّم، مع أهمية الدعم بكل أشكاله".
وفيما أشار إلى أنّ "الإدارة الأميركية حاولت في الأيام الأولى بناء تحالف إقليمي للنيل من الشعب الفلسطيني"، لفت حمدان إلى أنّ "المواقف السياسية ومنها موقف العراق كان له دور في إفشال هذه الخطوة الأميركية، وبذل العراق جهوداً لإيضاح الصورة".
وتابع القيادي في "حماس" أنّ "عمليات المقاومة الفلسطينية شكّلت ردعاً، وأدرك الأميركي أنّ كثرة دعمه للإسرائيلي لن تكون عواقبه فقط على الإسرائيلي، وإنما سينقلب ذلك عليه أيضاً".
وأكّد حمدان أنّ فلسطين تتقدّم باتجاه التحرير وليس فقط استنزاف العدو، لافتاً إلى أنّه "سيكون للعراق دور مهم وهم شركاؤنا في هذه المعركة، لمواجهة الاحتلال".
وأردف القيادي في "حماس" أنّ "الجميع يعلم أنّ الولايات المتحدة في إطار التحوّلات الدولية حاولت في الأيام الأولى بناء تحالف إقليمي لمواجهة الشعب الفلسطيني، وهي تحاول أن ترسم خارطة المنطقة، وفق ما يخدم مصالحها، وفي جوهرها مصالح الكيان الصهيوني"، مشيراً إلى أنّ "ما جرى في الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر يؤكّد أننا يمكن أن نرسم مستقبل المنطقة بأيدينا".