الوشاح يعرض على الحلبوسي التظاهر ضد السوداني مقابل 10 مليون دولار.. هذه أسرار تشكيله مع الظالمي
انفوبلس/..
يوم بعد آخر، تنكشف أوراق أبرز الناشطين الذين أداروا بشكل مباشر أو غير مباشر احتجاجات "تشرين" التي اندلعت في العام 2019، ولعل آخر هؤلاء هو الناشط أحمد الوشاح الذي أصبح ضلعاً في إحدى الحركات المنبثقة حديثاً تحت مسمى "شروع".
*تأسيس "شروع"
وقبل يومين، أعلن نشطاء وسياسيون إطلاق حركة جديدة تحمل اسم "شروع" وذلك على قاعة معرض بغداد الدولي، وسط العاصمة العراقية بغداد.
ويتولى هادي الظلامي منصب الأمين العام للحركة، فيما يُعد الناشط أحمد الوشاح أحد أبرز الأعضاء المؤسسين للحركة التي تضم عدداً من الناشطين المشاركين في "تشرين".
*رموز تشرينية
يقول الظالمي، في حديث خلال الإعلان عن الحركة الجديدة، إن "معاناة الشعب مستمرة لكن في المقابل تطلعاته لمستقبل أفضل مستمرة أيضاً وحركتنا هي تعبير وتجسيد لما يجب أن يكون فيما يتعلق بهذه المعاناة وهذه التطلعات".
ويتابع: "شعاراتنا ليست وهمية بل هي حقيقية، خاصة وأن الحركة تضم رموزا وطنية وتشرينية ومتبنياتنا هي متبنيات ثورة تشرين".
ويردف: "نحن نريد استعادة الوطن من خلال استعادة الديمقراطية وهدفنا التغيير سلمياً.. بعدما كانت لدينا تجربة الميادين والساحات نسعى في هذه المرحلة أن نكون فاعلين سياسيين".
من جهته، يقول الوشاح، في حديث خلال الإعلان عن الحركة الجديدة، إن "حركة شروع انبثقت من معاناة الشعب العراقي، عبر شخصيات لها باع وطني، وأغلبهم من الإعلاميين والناشطين ولديهم تضحيات في ثورة تشرين".
ويضيف: "نحن لا ندعي تمثيل الثورة لأنها كانت وطنية لكل العراقيين، وليس من حق أحد اختزال الثورة باسم حركة"، مردفاً: "سنتصدى لكل المتسلقين والمزايدين على دماء تشرين بدعم الأغلبية الصامتة من الشعب العراقي، والتي تُقدر بنحو 85% وبذلك سنكون رقماً صعباً في المرحلة المقبلة".
وأتم الوشاح: "نحن ذاهبون باتجاه دولة مدنية ودولة مؤسسات.. دولة فيها عدالة اجتماعية، وبمساندة الشعب سنحقق أهدافنا".
أما حسن الركابي، وهو أحد الأعضاء المؤسسين أيضاً، فقال: "حركة شروع انبثقت في الآونة الأخيرة واليوم تم الإعلان عنها بعد عمل مُضنٍ دام أكثر من عامين"، مستدركاً: "الحركة تعتمد على الطاقات الشبابية لخلق بيئة مناسبة للعيش في العراق".
وأردف: "شاركنا في الانتخابات أم لم نشارك ستبقى حركتنا مستمرة في العمل السياسي خلال الأعوام المقبلة.. أغلب شخوص الحركة هم من تشرين ورأينا الآن أن العمل السياسي واجب علينا بعد المشاركة في التظاهرات".
*فضيحة سريعة
وما إن جرى الإعلان عن هذه الحركة، حتى لاحقتها سريعاً فضيحة تمثلت بالكشف عن عرض طرحه مؤسسوها لرئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، جوهره الخروج بتظاهرة ضد حكومة محمد شياع السوداني من أجل تخفيف وطأة الضغط الذي يتعرض له الحلبوسي لكن ليس بالمجان، بل مقابل 10 مليون دولار أمريكي.
ويواجه الحلبوسي مؤخراً أزمات مركّبة، تبداً من مساعي أطراف سُنية لإقالته من رئاسة البرلمان العراقي، ولا تنتهي عند الإطاحة بشخصيات فاسدة يتبعون له ولحزبه في محافظة الانبار.
*عرض إلى الحلبوسي
وبحسب مصادر سياسية مطلعة، فإن "ثلاثة أشخاص، أحده أسس حزب قبل يومين (في إشارة إلى أحمد الوشاح) يدعون أنهم قيادات في احتجاجات تشرين عرضوا على الحلبوسي تخفيف وطأة الضغط الذي يتعرض له من قبل السوداني بجملة الإقالات في الانبار وفتح ملفات الفساد المرتبطة بشبكته".
يتمثل هذا العرض، بحسب المصادر، عبر "إخراج تظاهرات ضد الحكومة مقابل (10) مليون دولار أمريكي".
وتشير ذات المصادر، إلى أن "هؤلاء الأشخاص ذاتهم حاولوا التوسط للوصول إلى السوداني، وأرسلوا له رسائل تفيد بأن الحلبوسي دفع أموالاً لجماعة معينة (برّأوا أنفسهم)، من أجل التفاوض على عدم إخراج تلك التظاهرات، أيضاً مقابل مبلغ محدد".
وتؤكد المصادر، أن "رئيس الحكومة محمد السوداني رفض استقبالهم".
*استغلال تشرين
واستُغِلَّت احتجاجات تشرين من قبل قادتها البارزين استغلالاً سياسياً، فالكثير منهم ممن كان يرفض النظام السياسي الحالي أصبح مشاركاً فيه.
وانبثقت عن الاحتجاجات عدة تيارات وأحزاب سياسية، كلها استغلت تشرين "استغلالاً بشعاً" وسط طموحات متصاعدة لنيل مكاسب سياسية جديدة.