انتخابات كركوك وتناقض المشاركة والإخفاق.. الأعلى بنسبة الإقبال والأكثر فشلاً بأجهزة التحقق.. ما إمكانية ظفر القوائم الكردية بمنصب المحافظ؟
انفوبلس/ تقارير
رغم أن آخر انتخابات محلية شهدتها كركوك كانت عام 2005، إلا أن الناخبين في المحافظة توجهوا بكثافة يوم أمس إلى صناديق الاقتراع لانتخاب ممثليهم في الانتخابات المحلية التي تُجرى لأول مرة منذ 18 عاما، في مشاركة عُدَّت الأعلى بين محافظات العراق والأكثر فشلاً بأجهزة التحقق في ذات الوقت، بعد أن بلغت نسبتها ستة وستين بالمئة، ليكشف بعدها الاتحاد الوطني عن تفوق كبير لحزبه في المحافظة، مؤكدا أنه ضَمن بحدود 6 مقاعد، فيما أشار إلى أن "المُلك عاد لأصحابه". لكن تعطُّل قراءة البصمات في العديد من مراكز الاقتراع خيّم على المشهد بعد حديث بحرمان 50 ألف ناخب من التصويت لأسباب ستفصّلها انفوبلس في سياق التقرير.
*الأعلى بنسبة المشاركة
بالحديث عن نسبة المشاركة في كركوك، أكد عضو الاتحاد الوطني الكردستاني والنائب السابق جمال محمد، "مشاركة 75% من الكرد في الانتخابات المحلية". مؤكداً "ضمان حزبه 5 مقاعد في مجلس المحافظة وإمكانية الحصول على مقعد سادس".
ورجّح محمد في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، أن "تمثيل الحزب الديمقراطي في مجلس كركوك بحسب الأصوات والأرقام المعلنة يتراوح من مقعدين الى ثلاثة مقاعد في مجلس محافظة كركوك".
فيما أعلن عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني في كركوك لقمان عبد اللطيف كاكايي حصول حزبه على "أكثر من 50 ألف صوت ما عدا التصويت الخاص، ما يضمن مقعدين للحزب في مجلس المحافظة على أقل تقدير مع فرصة كبيرة لمقعد ثالث".
وأكد كاكايي في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، أن "نسبة التصويت الكردي في انتخابات كركوك تجاوزت 70%". لافتاً الى "تسجيل جملة خروقات وشكاوى سادت الانتخابات وتم تسجيلها وإحالتها الى مفوضية الانتخابات".
*اليكتي: "المُلك عاد لأهله"
واليوم الثلاثاء، كشف عضو الاتحاد الوطني الكردستاني إدريس حاج عادل، عن تفوق كبير لحزبه في محافظة كركوك مؤكدا، أنه "ضَمن بحدود 6 مقاعد، فيما أشار إلى أن المُلك عاد لأصحابه".
وقال حاج عادل في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إن "هذا العدد من المقاعد يؤهلنا لاستعادة منصب محافظ كركوك، وقد أثبتنا كردية كركوك، وستكون لنا تحالفات وتفاهمات مع الحزب الديمقراطي الكردستاني لتشكيل الأغلبية في مجلس المحافظة"، وفق قوله.
وأضاف، إن "الاتحاد الوطني وبعد استعادة المحافظ، لن يقوم إطلاقا باتّباع سياسة الإقصاء والتهميش وسيطبق سياسة رئيسه الراحل جلال طالباني المعروفة بـ "شدة الورد" من خلال جمع كل المكونات، ولن ننتقم من أحد، والرئيس الحالي للحزب بافل جلال طالباني يسير على نهج أبيه".
*إمكانية ظفر القوائم الكردية بمنصب المحافظ
من جانبه، قال مستشار المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني عارف رشدي، إنه إذا لم تتحد القوائم الكردستانية الفائزة في كركوك فلن نتمكن من حصد منصب المحافظ.
وقال رشدي في مقابلة صحفية تابعتها شبكة انفوبلس، إن "نسبة المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات غير المنتظمة بإقليم في العراق لم تكن بذلك المستوى المأمول"، مشيرا إلى أن "الحزب الديمقراطي الكردستاني كان يرغب بدخول الكرد في الانتخابات ضمن قائمة موحدة، لكن بدون وجود شروط مسبقة".
وتابع، "ينبغي أن تتحد القوائم الكردستانية الفائزة في الانتخابات في كركوك"، مضيفاً: "إن لم تتحد فإننا لن نتمكن من حصد منصب محافظ".
المفوضية: عدد المصوتين في كركوك تجاوز 813 ألفاً
إلى ذلك، صرّحت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، بأن عدد المصوتين في محافظة كركوك تجاوز 813 ألف شخص.
وقال عضو مجلس المفوضين القاضي حسين عبد السعدي، إن "عدد المصوتين في محافظة كركوك 813 ألفاً و590 شخصاً، يتنافسون على 15 مقعداً بالإضافة الى مقعد مخصص لكوتا المسيحيين".
*فشل كبير بأجهزة الاقتراع
ورغم المشاركة الواسعة، كشف مصدر من المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أن جزءاً من أجهزة التصويت بمحافظات أربيل والسليمانية وكركوك تعاني خللاً، مشيرا الى عجز تلك الأجهزة عن سحب التقرير النهائي لنتائج التصويت الذي يجري عقب إغلاق صناديق الاقتراع.
وقال المصدر، إن أكثر من ثلاثة أرباع أجهزة التصويت الخاص في محافظة كركوك معطلة، "الأجهزة لا تسحب تقارير نتائج التصويت، والتي كان يجب أن تعرض التقارير عقب 10 -15 دقيقة عقب انتهاء عملية التصويت".
*إخفاق البصمات يحرم مئات "الكركوكيين" من التصويت
تمثلت المشكلة الرئيسية أمام الناخبين في محافظة كركوك بعدم قراءة البصمات، ما حرم مئات الناخبين من الإدلاء بأصواتهم.
مشكلة عدم قراءة الأجهزة لبصمات الناخبين تكررت في معظم مراكز الاقتراع بكركوك، ونتيجة لذلك حُرم مئات الناخبين من المكونات المختلفة من التصويت، وتجمّع قسم منهم أمام مكتب كركوك للمفوضية مطالبين بمعالجة المشكلة، لكن التصويت انتهى دون إيجاد حل للمشكلة.
مسؤولون في جهات عربية وتركمانية، بينهم راكان سعيد، محافظ كركوك بالوكالة، الذي يترأس تحالفاً شارك في الانتخابات، زاروا مكتب المفوضية لنفس الغرض، كما سجل الاتحاد الوطني الكردستاني شكوى تتعلق بهذه المشكلة.
*مئات الناخبين التركمان حُرموا من التصويت
بدوره، قال رئيس دائرة الانتخابات في الجبهة التركمانية العراقية جودت زلال، إن العديد من الناخبين التركمان في كركوك لم يتمكنوا من التصويت بانتخابات مجالس المحافظات المحلية، لعدم تمكن أجهزة التصويت الإلكتروني من قراءة بصمات أصابعهم.
وأشار زلال إلى أن "الناخبين الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاما واجهوا هذه المشكلة بشكل خاص، ما أدى لخسارة مئات الأصوات". موضحا، أن "الناخبين انتظروا في المراكز حتى إغلاق صناديق الاقتراع على أمل حل المشكلة".
50 ألف ناخب في كركوك لم يُدلوا بأصواتهم
إلى ذلك، شهد الاقتراع العام في كركوك تجمع آلاف المواطنين أمام مكتب المفوضية في المحافظة لعدم تمكنهم من الإدلاء بأصواتهم بسبب خللٍ في قراءة بصماتهم، وعدم استلامهم للبطاقات البايومترية.
من جانبه، تبرّأ المتحدث باسم المفوضية الانتخابية في كركوك من هذا الخلل قائلا، إن "المواطنين هم مَن وضعوا أنفسهم في هذا الموقف، فمنذ عام 2018 انتهت صلاحية بطاقاتهم الانتخابية ولم يأتوا لأخذها، وفي الساعات الأخيرة من عملية التصويت من جديد جاؤوا إلى هنا لاستلامها".
وأشار إلى، أنه "لم يتبقَّ الوقت الكافي ليستلموا بطاقاتهم الانتخابية ويذهبوا للإدلاء بأصواتهم". ليتم حرمان 50 ألف ناخب في المحافظة من التصويت غالبيتهم من الكرد.