انفوبلس تخوض في تفاصيل مهمة.. منصور وسيروان البارزانيان وباز البرزنچي.. تعرف على أباطرة تهريب النفط العراقي بغطاء من قبل "القچقچي"
انفوبلس/..
من المعروف أن عائلة بارزاني ومعهم مسؤول شركة "كار" باز البرزنجي من المتهمين بشكل مباشر بتهريب النفط العراقي عبر محافظة أربيل، لذا سنستعرض في هذا التقرير أبرز عمليات هؤلاء الأباطرة المهرِّبين.
*منصور
البداية من منصور بارزاني هو نجل الرئيس السابق لإقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، والشقيق الأصغر لمسرور بارزاني يعتبر أحد صقور مهرِّبي النفط.
وتأكيداً على ذلك، كشف العضو السابق في لجنة النفط والطاقة النيابية غالب محمد علي، عن سيطرة الابن الثاني لمسعود بارزاني "منصور" على حقل صفية النفطي بمحافظة نينوى، لافتا الى أن نفط هذا الحقل يتم تصفيته في مصفى لاناز ويُباع إلى تركيا لتحصل العائلة البارزانية على إيراداته.
وقال علي، إن "سلطات الإقليم تعمل على تهريب النفط للخارج لتركيا ودول آسيوية والكيان الصهيوني وبعلم الحكومات الاتحادية وجميع مسؤولي الدولة من دون اتخاذ أي إجراءات تذكر".
وأضاف، إن "حقل صفية القريب من محافظة نينوى والتابع الى شركة نفط الشمال يخضع لسيطرة العائلة الحاكمة في الإقليم وتحديداً منصور مسعود بارزاني، حيث يتم تهريب نفط هذا الحقل الى كردستان ويتم تصفيته في مصفى لاناز ليتم بيعه الى تركيا".
وبين غالب، إن "إيرادات حقل صفية الخاضع لسيطرة منصور بارزاني تذهب إيراداته الى هذه العائلة من دون أن تحصل الحكومة الاتحادية على أي إيرادات، رغم علمها بما يحصل في هذا الحقل وغيره من الحقول النفطية الخاضعة لسيطرة البارزاني".
كذلك، كشف القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني فائق يزيدي، في وقت سابق، عن استمرار الحزب الديمقراطي الكردستاني بتهريب النفط، فيما أكد أن حسم ملف إنهاء التهريب يكمُن في إيجاد أنابيب بديلة للتصدير غير الموجودة في كردستان.
وقال يزيدي، إن "الديمقراطي يعمل على تهريب النفط عن طريق الشاحنات، حيث يتم تهريب أكثر من 200 شاحنة يومياً"، داعياً الحكومة المركزية إلى "الإسراع في السيطرة على تصدير النفط عبر الشركة الوطنية سومو".
وتابع، إن "المدعو منصور بارزاني، والمقرب من العائلة الحاكمة يسيطر على تهريب النفط من حقلي خورملة وعين زالة، ولا تعود الواردات الى الحكومة المركزية او تسجل في حكومة كردستان"، لافتا الى أن "الحزب الديمقراطي الكردستاني مستمر في تهريب النفط لغاية الآن".
*سيروان
وسيروان بارزاني (أحد أفراد عائلة رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني)، ومالك شركة كورك تيليكوم ومجموعة دارين وقائد عسكري في البيشمركة (محور مخمور بنينوى)، تُقدّر ثروته بـ 3.9 مليارات دولار ويعمل في مجالات الاتصالات والإسكان والسياحة.
وتطارد سيروان بارزاني، اتهامات بتهريب النفط العراقي من حقلي "سحيلة" و"عين زالة" الواقعين في محافظة نينوى، حتى أن هناك من يذهب إلى أن هذا الشخص بنى إمبراطوريته من عمليات تهريب النفط، خاصة وأنه كان المسؤول الأول في البيشمركة عن محور مخمور في نينوى.
وقبل 6 سنوات، إبان الحرب مع تنظيم داعش الإرهابي، أفاد مصدر أمني مطلع بأن فصائل كردية وصفها بأنها “انفصالية” يقودها أبناء رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، “تستميت” في القتال دفاعاً عن منطقة شمال ناحيتي زمار وربيعة، فيما عزا النائب عبد الرحمن اللويزي الأمر الى تأمين عمليات تهريب النفط السوري الى تركيا على أنه عراقي بالتواطؤ مع حزب العمال الكردستاني.
وقال المصدر في حديث لجهات إعلامية، إن “فصائل كردية انفصالية تستميت في القتال دفاعاً عن المنطقة الواقعة شمال ناحيتي زمار وربيعة”، موضحا أنها “تسمى قوات التايبت التي يقودها منصور بن مسعود البارزاني وذلك لقربها من حقول نفط ارميلان وحقول كراتشوك السورية”.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن “أبناء مسعود البارزاني مسرور ومنصور، هما المحرك الأساسي لهذا العمل، حيث يجري شراء النفط السوري من PKK و YPG لعدم وجود منفذ لتهريب النفط الى تركيا من جهة سوريا”.
وأوضح، إن “المنفذ الوحيد الذي يتم عبور الشاحنات منه موجود قرب قرية المحمودية الذي لم يسمح لأهلها بالرجوع إليها منذ دخول البيشمركة الى الناحية بعد أن قام الروس باستهداف أسطول صهاريج تهريب النفط، فضلا عن تهريب السجائر والمشروبات الكحولية والأسلحة التي كانت تعبر من سي مالكه قرب فيش خابور”.
ومؤخراً، كشف مصدر مطلع، عن سرقة جديد لحكومة إقليم كردستان في ملف تهريب النفط والاستحواذ على الثروات، فيما أكد أن حكومة بارزاني تستخدم مليشيا جديدة تسمى بـ (ثابت) استحوذت على مناطق ناحية ربيعة التابعة لمحافظة نينوى.
وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إن "بارزاني يستخدم مليشيا (ثابت) للسيطرة على جميع الحقول النفطية الموجودة في هذه المناطق"، مشيرا الى أن "القوات الأمنية لا تستطيع الدخول الى هذه المنطقة بسبب؛ هيمنة حكومة الإقليم عليها بشكل كامل".
وتابع، إن "مليشيا ثابت مدعومة وبإسناد مباشر من عناصر البيشمركة التابعة لكردستان"، مضيفا إنه "وصل تهريب النفط الخام من حقول منطقة ربيعة الى أكثر من 10 آلاف برميل في اليوم الواحد".
وأشار الى، أن "هذه الملف ينضم الى ملف المنافذ الحدودية الوهمية التي تدرُّ على حكومة بارزاني بملايين الدولارات سنويا"، مبينا إن "بارزاني يستخدم ملشيا جديدة تسمى بـ (ثابت) استحوذت على مناطق ناحية ربيعة التابعة لمحافظة نينوى".
وأتمَّ المصدر حديثه: إن "استمرار تهريب النفط من حكومة الإقليم عبر هذه الحقول هو بمثابة التحدي او الالتفاف على قرارات المحكمة الاتحادية التي منعت كردستان من تصدير النفط، لوجود العديد من الخروقات والسرقات التي تمت في الفترة السابقة".
*باز
يعمل باز البرزنجي، مديراً تنفيذياً لـ kar group مجموعة كار أو كار گروب، الشركة الكردية الخاصة، التي تعمل في المشروعات الهندسية والإنشائية وتركز بشكل رئيسي على المشروعات الاستراتيجية في مجال الطاقة التي تخص النفط والغاز والكهرباء.
وتأسست "مجموعة كار" عام 1999، ومقرها الرئيسي في مدينة أربيل، العراق، ولديها فروع في معظم المحافظات العراقية، بالإضافة لمكاتبها في تركيا والأردن، وممثليها في الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة، ويقوم باز البرزنجي وهو واجهة لمسعود البارزاني، بتهريب النفط العراقي لإسرائيل.
تأسست "كار" بذروة الدعم "الإسرائيلي" لعائلة البارزاني، لتقوم بتهريب النفط عبر غطاء رسمي من السياسيين الأكراد المستفيدين منها، وفي عام 2019 تم طرد الشركة من منظومة تصدير النفط بسبب الفساد.
وكشف النائب عن محافظة البصرة، عدي عواد، في نيسان 2022، عن استحواذ شركة كار، المملوكة لـ "باز البرزنجي" والمتهم بوجود علاقات له مع إسرائيل إضافة الى تهريب النفط إليها.
وتظهر الوثائق الصادرة عن عواد، والموجهة لمحكمة تحقيق قضايا النزاهة في البصرة، أن "شركة كار قامت وبالتعاون مع حكومة إقليم كردستان، بالسيطرة على حقول النفط الخام في كركوك، بعد انسحاب عناصر داعش منها، حيث كانت مدة بقاء داعش في هذه الحقول هي عشرة أيام فقط، وقاموا بالانسحاب من هذه الحقول، دون إحداث أي أضرار فيها، وقد قامت الشركة المذكورة اعتباراً نيسان/2015، بإنتاج النفط الخام، ولغاية كانون الأول/2017، وقامت بإنتاج وتصدير كميات كبيرة من النفط، دون علم وزارة النفط بذلك، وحسب ما ورد في كتاب شركة نفط الشمال، في 13/2/2018، والذي تم التلاعب فيه، بالكميات المنتجة بشكل واضح جداً".
وأضافت الوثائق، إن الشركة "قامت بعد سيطرة القوات الاتحادية، على محافظة كركوك، بالتعاقد لمدة 365 يوماً، وبمبلغ 146 مليون دولار أمريكي، بواقع عشرة دولارات لكل برميل نفط خام مكرر، على أن تقوم هذه الشركة بتسليم كافة المنتجات النفطية من الغاز السائل والكازولين العالي الأوكتان، والنفط الأبيض المعالج، وزيت الغاز، وزيت الوقود".
في 2020، كشف عضو لجنة النفط والطاقة النيابية (آنذاك) غالب محمد، عن أن مصفى بيجي مسيطر عليه من قبل شركتي "كار وقيوان"، اللتين تعودان إلى جهات متنفذة في إقليم كردستان.
وقال غالب محمد، في حديث صحفي، إن "مصفى بيجي يتكون من أربعة مصاف، اثنان منه يعملان بطاقة إنتاجية ليست عالية، والاثنان الآخران معطلان" حتى ذلك الوقت.
وأضاف، إن "العطل والخلل الموجود في المصفى يعود الى العقود التي أُبرمت في وقت سابق ولا تزال متلكئة، وكذلك حاجته الى مبالغ طائلة لإعادته لما كان عليه قبل دخول تنظيم داعش الإرهابي".
وتابع، إن "شركة كار والأخرى قيوان لديهما عقود مع الحكومة العراقية لتكرير النفط وتفرضان سيطرتهما على المصفى"، مبينا أن "اللجنة التحقيقية البرلمانية التي شُكلت للتحقيق في عمل الشركتين لا تزال غير فعالة بسبب جائحة كورونا حينها".
وأكد، "وجود عمليات لهدر المال العام في المصفى بشكل كبير"، مشيرا إلى أن "الشركتين لديهما عقود مع وزارة الكهرباء لاستخدام المنتوجات النفطية في توليد الطاقة الكهربائية".
*إشارة مهمة
ومن المفيد هنا الإشارة إلى أن (شركة كار النفطية)، وهي الشركة المسؤولة عن تهريب نفط كردستان الى إسرائيل، يملك منها (باز البرزنجي) وشقيقه (محمود البرزنچي) نسبة 20% فقط، في حين يملك (منصور البارزاني)، وهو الابن الثاني لرئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، نسبة 80% من الشركة.