انفوبلس تستعرض التفاصيل الكاملة.. البهائيون يتجمعون في إسرائيل بـ"تمثيل عراقي"
انفوبلس/..
في مدينة حيفا بالداخل الإسرائيلي (الأراضي الفلسطينية المحتلة) يجتمع أكثر من ألف مندوب بهائي من أكثر من 170 دولة من أنحاء العالم منذ صباح أمس السبت بجلسات تشاورية، في إطار عملية اقتراع لانتخاب القيادة العالمية للطائفة، من بينهم مجموعة تدّعي تمثيل فرع الطائفة البهائية في العراق ودول عربية أخرى.
*عرب لأول مرة!
بحسب ما أفادت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان" بأنه للمرة الأولى منذ عقد المؤتمر منذ عام 1960، يشارك في الحدث ممثلون من دول عربية تشمل العراق، وقطر، والسعودية، وسلطنة عمان واليمن.
وبحسب الإعلام العبري، فإن المندوبين من أنحاء العالم سيختارون عن طريق الاقتراع الأعضاء التسعة للهيئة الدولية الإدارية للديانة البهائية "بيت العدل الأعظم"، وهي أعلى هيئة إدارية للدين البهائي، مقرها الرئيسي على سفح جبل الكرمل في حيفا، وبسبب المؤتمر الدولي الثالث عشر للجماعة أُغلِقت حدائق البهائيين في حيفا وعكا أمام الزوار.
*صلوات إنكليزية - عربية
وجرى افتتاح الحدث في حيفا بالصلوات باللغة الانجليزية والعربية، حيث ارتدى المشاركون من أنحاء العالم الأزياء التقليدية للدول التي جاءوا منها.
كما تم افتتاح الحدث بقراءة رسالة وصلت من الطائفة البهائية في إيران، وذكرت الرسالة التي تلتها مقدمة الحفل على المنصة، أن "الأرض المظلمة في إيران، ستعود وتضئ من جديد"، وفق زعم الإعلام الإسرائيلي.
ولفتت مقدمة الاحتفال إلى أن الزهور على المنصة في الاحتفال مقدَّمة هديةً من الطائفة البهائية في إيران، على حدّ زعمها.
*الاجتماع وسببه
يقول المجمع البهائي في بيان ترجمته شبكة "انفو بلس"، إنه "اجتمع حوالي 1250 مندوباً يمثلون 176 دولة حول العالم في تجمع بالغ الأهمية".
جدير بالذكر أن المندوبين الذين يحضرون المؤتمر الدولي هم أعضاء في مجالس الحكم البهائية الوطنية المنتخبة سنويا في بلدانهم، وتقوم هذه المؤسسات، التي يُشار إليها باسم "المجامع الروحانية الوطنية" بتحفيز وتوجيه ودعم أنشطة الجامعة البهائية ضمن ولاياتها القضائية.
ويشير المجمع، إلى أن سبب الاجتماع يعود "لانتخاب بيت العدل الأعظم".
يوضح، إن "المندوبين يشاركون في جلسات تشاورية على مدار أربعة أيام تمتد من 29 أبريل حتى 2 مايو، وفي يوم الافتتاح يجتمع المندوبون لانتخاب الأعضاء التسعة في بيت العدل الأعظم لمدة خمس سنوات".
ويلفت إلى، أنه "تجاوز العدد الإجمالي للأوراق المُدلى بها، بما في ذلك الاقتراع الغيابي، 1590".
ويكمل المجمع في بيانه، إن "بيت العدل يحافظ على وحدة المجتمع البهائي في جميع أنحاء العالم، ويوجهه لتطوير قدرته على المشاركة في بناء حضارة عالمية مزدهرة وترجمة رؤية بهاء الله للسلام العالمي إلى واقع ملموس".
*المركز البهائي العالمي
"المركز البهائي العالمي" هو الاسم الذي يُطلق على المركز الروحي والإداري للعقيدة البهائية. يعود تأسيسه إلى الحقبة العثمانية في فلسطين، وتحديداً في الخمسينيات والستينيات من القرن التاسع عشر، عندما نجح شاه إيران وسلطان الدولة العثمانية بنفي بهاء الله - مؤسِّس الدين البهائي - من إيران إلى سجن عكا مدى الحياة.
يتكون المركز من ضريح الباب وحدائق البهائيين على جبل الكرمل في حيفا، وضريح بهاء الله قرب مدينة عكا، وبيت العدل الأعظم الذي يُمثل الهيئة الحاكمة العليا للبهائيين، بالإضافة إلى مبانٍ أخرى مختلفة في المنطقة بما في ذلك مباني القوس في حيفا.
يتم سنّ الكثير من القرارات الدولية للعقيدة البهائية في هذا المركز، والذي له تأثيرٌ كبيرٌ على معتنقي هذا الدين على المستوى العالمي، بالإضافة إلى دراسة وترجمة الكتابات المقدسة في البهائية. ويُعدّ المركز البهائي العالمي اليوم، الوجهة الرئيسية للحج البهائي.
*البهائية في العراق
أما في العراق، يُعتبر البهائيون من الأقليات الدينية الصغرى، ينحدرون من أديان مختلفة وخلفيات وأعراق متنوعة وينتشرون في بضع مدن داخل البلاد، وبسبب غياب الاعتراف الرسمي بهم، لا يوجد إحصاء دقيق لعددهم في العراق.
البهائيون كان لهم بيت للعبادة في جانب الكرخ من العاصمة بغداد، يُعرف بـ (بيت حضرة بهاء الله) - بهاء الله هو مؤسس البهائية - تم هدمه في زمن نظام صدام حسين البائد، ويُعد هذا البيت عند البهائيين من أقدس الأماكن، كما كان لهم مقر في شارع النضال وسط بغداد يُعرف بحظيرة القدس للبهائيين، حوّله النظام البائد إلى مركز يرتبط بجهاز المخابرات بعد مصادرته.
والعراق بالنسبة للديانة البهائية، هو مكان يحظى بقدسية عالية، لأن نبي الديانة بهاء الله أعلن دعوى نبوته من بغداد التي عاش فيها نحو 10 سنين من 1853 إلى 1863، فكان العراق مركزاً للبهائية قبل أن يُنفى "نبيها" إلى إسطنبول، لكن طوال مدة وجود بهاء الله في العراق لم تعلن البهائية عن نفسها بهذا الاسم.
ويعود تأسيس أول محفل محلي روحاني بهائي في العراق إلى سنة 1919، ويضم العراق بعض أهم المراكز المقدسة لدى الديانة البهائية، فإلى جانب بيت بهاء الله، هناك أيضا حديقة الرضوان وهي المكان الذي أعلن فيه بهاء دعوته العلنية. ولم يعد للبيت أو الحديقة وجود في الوقت الحالي.
لا علماء دين
ويمارس البهائيون طقوسهم في البيوت أو في مراكز بهائية عامة فيما ندر، ولا علماء دين لدى البهائيين، أما دور عبادتهم فتُعرف بـ(مشارق الأذكار) لكنها غير موجودة إلا في دول قليلة حول العالم.
وتتألف السنة في التقويم البهائي من 19 شهرا، والشهر 19 يوما، سُميت بحسب أسماء الله الحسنى، يُضاف إليها أيام "الهاء" وتُعد هذه الأيام بمثابة أيام فرح وتُقام فيها الولائم ويتبرع فيها البهائيون للفقراء.
وعندهم شهر للصوم، يسمّى شهر العلاء، مع نهاية أيام الهاء 2 مارس/ آذار، وينتهي بعيد النيروز 21 مارس/ آذار، وهو رأس السنة البهائية، ويوم الاعتدال الربيعي.
ويحج البهائيون إلى المركز العالمي للبهائيين الذي يقع في مدينتي عكا وحيفا الفلسطينيتين (الواقعتين تحت الاحتلال الإسرائيلي حاليا)، وتضم الأولى ضريح بهاء الله، بينما تضم الثانية ضريح محمد رضا الشيرازي الملقب بالباب.
*تجريم البهائية
يقول الباحث البهائي عبد الرزاق العبايجي، إنه "حُرِّم النشاط البهائي في العراق بدايةً في سنة 1963 بعد الانقلاب على حكومة عبد الكريم القاسم، فجاء أحمد حسن البكر الذي كان اتجاهه قوميا عروبيا متأثراً بقرار لـ جمال عبد الناصر في مصر سنة 1961 بحيث أغلقوا جميع المقرات البهائية في مصر".
ويضيف العبايجي، إنه في زمن البكر بدأت المضايقات ضد النشاط البهائي، وحدثت محاولات لتشريع قوانين ضد البهائية.
في سنة 1965 قامت وزارة الداخلية بوضع اليد على حضيرة القدس المركزية في السعدون ببغداد، ثم صودرت بعد ذلك إلى مديرية الأمن العامة، ثم إلى المخابرات العامة، وفق العبايجي، الذي يلفت إلى أن البكر أرسل رسالة إلى الداخلية يستفهم حول قانون تجريم البهائية، دفع ذلك إلى إعداد مسودة قانون تجرِّم النشاط البهائي.
يقول العبايجي، إن "مسودة القانون وصلت إلى البكر وتتضمن عقوبة السجن لمدة لا تزيد عن 10 أشهر أو العقوبة لمن يمارس نشاطاً بهائياً، لكنه قام بتغييره إلى ما لا يقل عن 10 سنوات".
ويردف: "هذا أول قانون تجريم للنشاط البهائي في العراق وتم في سبعينيات القرن الماضي لكنه كان صارماً جداً، إذ يُمنع النشر والطبع والحيازة والقراءة والاجتماعات والمحافل والجمعيات والطقوس وحتى التحبيذ، ما حجّم من نشاط البهائيين".
وشرّعت قانون تحريم النشاط البهائي رقم (105) لسنة 1970، في 10 أيار 1970، وأدناه نص ما جاء في تشريع القانون:
باسم الشـــعب
رئاسة الجــمهورية
استنادا إلى أحكام الفقرة (جــ) من المادة الخمسين المعدَّلة من الدستور المؤقت وبناءً على ما عرضه وزير الداخلية وأقرّه مجــلس قيادة الثورة.
صدر القانون الآتي: –
مادة 1
يحظر على كل شخص تحبيذ أو ترويج البهائية أو الانتساب لأي محفل أو جــهة تعمل على تلقين أو نشر البهائية أو الدعوة إليها بأي شكل من الأشكال.
مادة 2
لا يجــوز بيع أو توزيع أو طبع أو حيازة الكتب والنشرات البهائية، وتُمنع مثل هذه الكتب والنشرات الصادرة في الخارج من الدخول إلى العراق والتداول فيه.
مادة 3
تغلق جــميع المحافل البهائية ومراكزها الموجــودة في العراق ويوقف نشاطها ويمنع كل شخص طبيعي أو حكمي وأية منظمة أو هيئة أو جــهة من القيام بأي نشاط كانت تمارسه المحافل والمراكز المذكورة. ولوزير الداخلية إصدار القرارات اللازمة لتنفيذ ذلك.
مادة 4
تؤول أموال وموجــودات المحافل البهائية ومراكزها بعد تصفيتها إلى الجــهة أو الجــهات التي يصدر بتعيينها قرارا من رئيس الجــمهورية بناءً على اقتراح من وزير الداخلية. ويسري هذا الحكم على الأموال والموجــودات والعقارات المسجّــلة بأسماء المحافل والمراكز البهائية أو بأسماء أخرى التي يثبت أنها مخصّصة للأغراض البهائية.
مادة 5
يُحتفظ في دوائر الأمن بجــميع المستندات والأوراق والسجــلات والكتب والموجــودات والأموال الأخرى التي لا يجــوز تداولها، العائدة للمحافل البهائية ومراكزها.
مادة 6
يُعاقَب المخالف لأحكام هذا القانون بالحبس مدة لا تقل عن عشر سنوات وبالغرامة أو بإحدى هاتين العقوبتين.
مادة 7
لوزير الداخلية إصدار التعليمات المقتضاة لتسهيل تنفيذ أحكام هذا القانون.
مادة 8
يُنفذ هذا القانون من تاريخ نشره في الجــريدة الرسمية.
مادة 9
على الوزراء تنفيذ هذا القانون.
كُتِب ببغداد في اليوم الخامس من شهر ربيع الأول لسنة 1390 هـ المصادف لليوم العاشر من شهر أيار لسنة 1970.
أحمد حسن البكر
رئيس مجــلس قيادة الثورة
رئيس الجــمهورية
نشر في الوقائع العراقية عدد 1880 في 18-5-1970
الأسباب الموجبة
نظرا إلى أن البهائية ليست دينا أو مذهبا مُعترفا به، ولأجــل حظر ترويج الفكرة البهائية أو تحبيذها للآخرين، ولغرض وقف نشاطها وغلق محافلها ومراكزها الموجــودة في العراق وكيفية التصرف بأموالها وموجــوداتها شُرِّع هذا القانون.
*تعديل
في زمن حكم صدام حسين، وتحديداً في 30 تشرين الأول 1979، شُرِّع قانون تعديل قانون تحريم النشاط البهائي رقم 105 لسنة 1970، وكما يلي:
مادة 1
تُلغى المادة (السادسة) من القانون رقم (105) لسنة 1970، ويحل محلها ما يأتي:
مادة 6 – يُعاقب المخالف لأحكام المواد (الأولى والثانية والثالثة) من هذا القانون، بالسجن المؤبد أو السجن المؤقت لمدة (خمس عشرة سنة)، وتكون العقوبة (الإعدام) في حالة العود.
مادة 2
يُنفَّذ هذا القانون من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية.