انفوبلس تفكك نتائج عملية حمرين النوعية.. أسماء وصور القتلى وتدمير استثنائي لـ"الكهف الأسود"
انفوبلس/ تقارير
عملية استثناية صُنفت بأنها قد تكون الأعقد والأدق منذ سنوات، طالت التكفيريين في سلسلة جبال حمرين وبمحورين – قاطع ديالى وقاطع كركوك – أسفرت عن نتائج كبيرة وتضمنت اختراقاً متعدد الجوانب لكن أبرزها يتعلق بـ"كلب" حدد موقع أبرز أهداف العملية، فما تفاصيل تدمير الكهف الأسود؟ ومَن قُتل في القاطعين؟ وما قصة الكلب ووالي كركوك؟
عمليتان ضمن قاطعي كركوك وديالى
قبل أيام، شرعت القوات الأمنية، متمثلة بالاستخبارات العسكرية وجهاز مكافحة الإرهاب، بعمليتين أمنيتين نوعيتين في سلسلة جبال حمرين ضمن قاطعي ديالى وكركوك، نتج عنها تدمير ما يعرف بـ"الكهف الأسود" وقتل قيادات بارزة في تنظيم داعش الإرهابي.
عملية قاطع ديالى
في العاشر من كانون الثاني الجاري، أعلنت قيادة العمليات المشتركة تنفيذ ضربة جوية استهدفت مضافة لداعش الإرهابي في سلسلة جبال حمرين ضمن قاطع محافظة ديالى.
وذكرت القيادة في بيان ورد لشبكة انفوبلس، إن "عناصرها وبعد متابعة ومراقبة فنية وبإشراف وتخطيط خلية الاستهداف في قيادة العمليات المشتركة، رصدوا مضافة للإرهابيين بداخلها عناصر من عصابات داعش في جبال حمرين ضمن قاطع قيادة عمليات ديالى".
وأشارت القيادة إلى أنه "وعلى إثر هذه المعلومات الدقيقة نفذ صقور الجو الشجعان بواسطة طائرات F-16 ضربات دقيقة ، مما أدى إلى تدمير المضافة وقتل من بداخلها من عناصر داعش ".
أولى النتائج.. 4 جثث للإرهابيين
بعد ذلك، وعقب يوم من البيان آنف الذكر، أصدرت العمليات المشتركة بيانا ثانيا كشف تفاصيل الضربة الجوية، وأكد مقتل 4 إرهابيين بينهم قادة في داعش الإرهابي جرّائها".
وجاء في بيان القيادة الذي ورد لشبكة انفوبلس، "إلحاقاً ببياننا ليوم أمس بشأن الضربة الجوية التي نفذها حماة سماء العراق صقور الجو بواسطة الـ F_16 في سلسلة جبال حمرين استهدف خلالها مضافة للإرهابيين بناءً على معلومات مديرية الاستخبارات العسكرية وبإشراف خلية الاستهداف في قيادة العمليات المشتركة، خرجت، قوة أمنية، لتفتيش موقع الضربة وعثرت على (4) جثث للإرهابيين بينهم احد قيادات عصابات داعش سيتم التعرف على هويته بعد إجراء عملية الفحص، كما عثرت على أحزمة ناسفة ورمانات يدوية وأسلحة مختلفة ومواد لوجستية ومبرزات جرمية ومواد أخرى".
عملية قاطع كركوك
تزامنا مع عملية قاطع ديالى، نفذ جهاز مكافحة الإرهاب عملية نوعية في سلسلة جبال حمرين ولكن هذه المرة بقاطع كركوك، وتمكنت هنا من تدمير "الكهف الأسود" والإطاحة أيضا بقيادات بارزة.
وبهذا الصدد، أعلنت خلية الإعلام الأمني، عن العثور على 6 جثث لعصابات داعش الرهابية، من بينهم ما يسمى نائب والي كركوك.
وقالت الخلية في بيان ورد لشبكة انفوبلس، "إلحاقاً ببياننا بشأن الضربة الجوية التي نفذتها طائرات الـ F16 العراقية في سلسلة جبال حمرين ضمن قاطع قيادة عمليات كركوك والتي استهدفت خلالها وكراً مهماً للإرهابيين الذين حاولوا في حينها التعرض للقوة المنفذة للواجب، تم العثور على 6 جثث لعصابات داعش الإرهابية من ضمنهم ما يسمى (نائب والي كركوك)".
وأشار البيان الى أنه "تمت محاصرة الإرهابيين في كهوف ومخابئ معقدة في جبال حمرين، لمدة خمسة ايام، موضحة أن "هذه العمليات الاستباقية التي تستند الى معلومات استخبارية دقيقة كانت لها نتائج مبهرة عالية المستوى بالقضاء على من تبقى من الفلول المنهزمة للعصابات الإرهابية".
مَن هم التكفيريون الذين قُتلوا في العمليتين؟
بعد انتهاء العمليتين، كشف مصدر أمني لشبكة انفوبلس، تفاصيل نتائجها النهائية، وأكد أن الاستخبارات العسكرية نجحت بقتل ما يعرف بـ"والي ديالى" بـ"داعش" الارهابي فضلا عن مسؤول الملف الاقتصادي في التنظيم، ضمن العملية التي نفذت في قاطع عمليات ديالى.
وأشار المصدر إلى أن "الاستخبارات العسكرية أمنت الاحداثيات للقوات الجوية التي نفذت ضربة مباشرة ناجحة".
وأضاف، أن "الضربة أسفرت عن مقتل (روكان حمود ابراهيم العسكري المكنى ابو شعلان/ ابو عبد الكريم العسكري) وهو "والي ديالى".
وأكد المصدر، أن الضربة أسفرت أيضا عن مقتل (سلام عادل دانه الزيدي المكنى ابو مريم الزيدي - سردار) يشغل منصب "اقتصادي عام ولاية ديالى".
وفيما يخص عملية جهاز مكافحة الإرهاب في قاطع كركوك، أكد المصدر أنها أسفرت عن مقتل 6 إرهابيين بينهم ما يسمى "والي كركوك".
تخطيط لأسبوعين يدمر "الكهف الأسود"
بعد معرفة أماكن تنفيذ الضربتين، وعدد وأسماء قتلى الإرهابيين، لابد من معرفة ظروف وتفاصيل هذه العمليات النوعية والتي كشف عنها عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، النائب ياسر إسكندر وتوت.
وقال وتوت في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إن "عملية حمرين الأمنية، خُطط لها قبل أسبوعين وحققت نجاحًا كبيرًا في استهداف تنظيم داعش".
وأضاف، أن "العملية الأمنية التي نُفذت في قاطع كركوك كانت على درجة عالية من الأهمية، إذ استهدفت إحدى أبرز مضافات تنظيم داعش، وهي كهف يقع في منحدر صخري يبلغ طوله أكثر من 30 مترًا".
ولفت وتوت إلى أن "تعقيد التضاريس جعل العملية صعبة للغاية، لكنها أثمرت عن القضاء على ستة من الإرهابيين، من بينهم قيادي بارز يشغل منصبًا مهمًا في هيكلية التنظيم".
اختراق نوعي لصفوف التنظيم.. كلب حدد مكان "والي كركوك"!
وأشار وتوت إلى أن "استهداف "الكهف الأسود"، وهو الاسم الذي أُطلق على مضافة داعش المدمرة، يُعد إنجازًا أمنيًا يعكس اختراقًا نوعيًا لصفوف التنظيم، خاصة أن الموقع كان يُعتبر من أكثر المواقع سرية وصعوبة الوصول في المناطق ذات التضاريس الوعرة".
وأضاف أن "جهاز مكافحة الإرهاب نفذ العملية بدقة عالية، حيث تمكن من القضاء على إرهابيين متورطين بجرائم عديدة، مما يؤكد نجاح الأجهزة الأمنية العراقية في تحسين قدراتها الاستخبارية التي تُعد عاملًا رئيسيًا في تحديد مواقع مضافات التنظيم ومنح الضوء الأخضر لتنفيذ العمليات".
بالمقابل، أكد خبراء أمنيون، أن العملية الواسعة التي نُفذت في حمرين ضمن قاطعي ديالى وكركوك، تُعد واحدة من أعقد وأبرز العمليات التي نفذت خلال الفترة الماضية، كونها نفذت بسواعد عراقية، واختراق استخباراتي نجح بالإطاحة بالعديد من القيادات في صفوف داعش الإرهابي.
إما بشأن مكان تواجد ما يسمى "والي كركوك" وطريقة التوصل إليه، فقد تم ذلك بواسطة "كلب" تابع لجهاز مكافحة الإرهاب ساهم بتحديد موقع القيادي المذكور.
-
انفوبلس تفكك نتائج عملية حمرين النوعية.. أسماء وصور القتلى وتدمير استثنائي لـ"الكهف الأسود"
وبهذا الصدد، منح ما يسمى "التحالف الدولي"، وسام الشجاعة للكلب الذي ساهم في تحديد موقع المدعو أبو عبيدة نائب والي كركوك بداعش الإرهابي.
وذكر التحالف الدولي في بيان ورد لانفوبلس، أنه "منح وسام الشجاعة لكلب خدم ضمن قوات جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، بعد أن ساهم في تحديد موقع المدعو أبو عبيدة، نائب والي كركوك".
وأضاف، أن "الكلب تعرض للإصابة أثناء دخوله النفق الذي كان يتحصن فيه أبو عبيدة".
حصيلة العمليات العسكرية لجهاز مكافحة الإرهاب خلال 2024
قادت هذه العمليتان النوعية، شبكة انفوبلس إلى عمل جردة بالعمليات العسكرية التي نفذها جهاز مكافحة الإرهاب خلال عام 2024، إذ قال المتحدث الرسمي باسم الجهاز، صباح النعمان، إن الجهاز يعمل وفق رؤية أمنية خاصة، تهدف إلى تكثيف العمليات العسكرية النوعية لمكافحة تواجد خلايا تنظيم داعش ونشاطاتها في مختلف المناطق على رأسها المناطق النائية وذات الجغرافيا والتضاريس الصعبة، حيث نفذ الجهاز خلال عام 2024 نحو 341 عملية أمنية، أسفرت عن مقتل واعتقال 147 عنصراً من داعش.
وأوضح النعمان في حديث له تابعته انفوبلس، أن العمليات العسكرية تأخذ جوانب عدة بضمنها عمليات خاصة لجهاز مكافحة الإرهاب، وقسم من تلك العمليات كانت مشتركة بناءً على معلومات من الأجهزة الاستخبارية كجهاز المخابرات الوطني وجهاز الأمن الوطني، فضلاً عن عمليات أخرى جاءت بتخطيط من قيادة العمليات المشتركة.
كما أضاف، أن جزءاً آخر من تلك العمليات الأمنية جرى بتنسيق عالي المستوى مع الأجهزة الأمنية في إقليم كردستان، بما في ذلك عمليات عسكرية مشتركة في أغلب مناطق الاهتمام المشترك، وعمليات أخرى تتعلق بتسليم متهمين في الإقليم مطلوبين لجهاز مكافحة الإرهاب.
ويؤكد النعمان أن حصيلة العمليات العسكرية في عام 2024، أسفرت عن مقتل نحو 63 عنصراً من داعش من مستويات قيادية مختلفة وصلت إلى الصفين الأول والثاني من قادة التنظيم، بما في ذلك مقتل ما يُسمى بـ"والي العراق" ومساعديه في جبال حمرين، كذلك مقتل 21 مسلحاً من التنظيم في عملية نوعية للجهاز وكان من بين القتلى، ما يعرف بـ"والي الأنبار" و "والي الجنوب"، إضافة إلى المسؤول عن الملف الكيميائي ومسؤول عمليات التنظيم خارج العراق " أبي علي التونسي".
وفيما يخص عمليات إلقاء القبض على عناصر تنظيم داعش، فقد تمكن جهاز مكافحة الإرهاب في عام 2024، من اعتقال 84 عنصراً من التنظيم بينهم قادة كبار، وفق المادة "4 إرهاب" في عمليات نوعية مختلفة، فضلاً عن تدمير أكثر من 260 مقراً ومضافةً لداعش في مناطق عديدة، أهمها في عمق صحراء الأنبار، وفقاً لقول النعمان.
ويشير إلى أن تحقيق هذه النتائج كان جزءاً منها يعتمد على قادة البيانات التي تحّصل عليها جهاز مكافحة الإرهاب خلال عملياته الاستباقية، والتي تخضع لتحديث دائم من قبل استخبارات الجهاز، فضلاً عن التنسيق مع الأجهزة الاستخبارية العراقية، بالإضافة إلى التعاون المعلوماتي مع أجهزة مكافحة الإرهاب الإقليمية والدولية بناءً على مذكرات تفاهم موقعة.
ولفت النعمان، إلى أن عمل جهاز مكافحة الإرهاب يعتمد على تقنيات حديثة وجوانب فنية بالغة الأهمية أدخلت في عمل الجهاز، سيما هذا العام لتطوير العمل الاستخباري فمهمة الجهاز وفقاً لقانونه، هي كجهاز أمني استخباري، كما يحرص رئيس الجهاز على تطوير القدرات الفنية والبشرية واللوجستية لاستخبارات الجهاز لضمان أداء مهامه على أكمل وجه.



