بارزاني يغازل الجولاني لتثبيت موطئ قدم في "سوريا الجديدة".. إلى ماذا يسعى أيضا؟
انفوبلس/ تقارير
ضجّة كبيرة كلها معارضة، واستغراب من محاولته تصدير نفسه كزعيم كردي عابر للحدود، انتقاد من تجاوزه بغداد وانفتاحه السريع على الجولاني، وتأكيدات بأن خطوته هذه جاءت بتأثير تركي، فما الذي تحمله مغازلة مسعود بارزاني لـ"أحمد الشرع"؟ وهل "المرجعية الكردية" وتثبيت موطئ قدم في "سوريا الجديدة" جعلته يتسابق للتقارب مع تلك الجماعات لكسب ودّ داعمتهم أنقرة؟
ماذا حدث
يوم الأحد الماضي، قال زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، إنه يرحّب بوصف "قائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا" (الإرهابي) أحمد الشرع المعروف بـ"أبو محمد الجولاني"، الشعب الكردي بأنه جزء من الوطن، وشريك في "سوريا القادمة".
وأعرب بارزاني عن أمله، أن تكون هذه الرؤية بداية تصحيح المسار وإنهاء "الممارسات المجحفة المرتكبة بحق أكراد سوريا"، مشيراً إلى أن هذا المنظور "يمهد لبناء سوريا قوية وديمقراطية ويجب على الكرد والعرب وكل المكونات اغتنام الفرصة للمشاركة معاً في بناء سوريا مستقرة وحرة وديمقراطية".
"المرجع السياسي للكرد"
بعد الترحيب آنف الذكر، توالت ردود الفعل المعارضة لموقف مسعود والذي جاء بمعزل عن بغداد، إذ أكد السياسي الكردي لطيف الشيخ، أن رسالة بارزاني للجولاني لها عدة دلالات، أولها هو أن الديمقراطي الكردستاني يُعد أكبر المستفيدين من أحداث سوريا الأخيرة، بحكم العلاقة التي تربط الحزب مع تركيا، فضلا عن سعي بارزاني لدعم قوى مجلس القوى الوطني الكردي في سوريا المقرب منه، ويراد له إثبات وجوده في المرحلة المقبلة داخل سوريا، وتحجيم دور قوات سوريا الديمقراطية "قسد".
وقال الشيخ في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، أن "بارزاني يريد أن يلعب دور المرجع السياسي للكرد، ورسالته للشرع تعبّر عن ذلك، فضلا عن إمكانية لعب دور الوساطة بين الشرع والقوى الكردية في سوريا".
البارتي أكبر المستفيدين من أحداث سوريا
حديث السياسي الكردي لطيف الشيخ، يؤيده فيه الكاتب والباحث في الشأن الكردي ميران سليم، الذي يؤكد أن الحزب الديمقراطي في كردستان العراق هو المستفيد الأكبر من أحداث سوريا.
سليم قال في تصريح تابعته شبكة انفوبلس، إن "ما جرى في سوريا هو جزء من الصراع الدولي والإقليمي، وانعكاسات ذلك ستكون على إقليم كردستان، كون الإقليم هو منطقة نفوذ لتركيا وإيران".
وأضاف، إن "إيران تعرضت لاهتزازات كبيرة وخسارات متوالية، وهذا حتماً سيؤدي لإضعاف قوتها، وبالتأكيد سيؤثر الأمر على أصدقائها وشركائها والموالين لها، وطبعا كردستان من ضمن المتأثرين، والاتحاد الوطني سيخسر كثيرا من زيادة النفوذ التركي وقوة أنقرة في المنطقة، على حساب ضعف طهران، وتوالي خساراتها".
وأشار إلى، أن "الأمر يؤثر حتماً حتى على تشكيل حكومة إقليم كردستان، وكلنا يعرف حجم التدخل لإيران وتركيا، في تشكيل الحكومة، ولكن هذه المرة ربما إيران، ستكون مشغولة بترتيب بيتها الداخلي، ومحاولة تعويض الخسارات، وهذا ينعكس على أصدقائها في الإقليم".
مصلحة مسعود مع الجولاني
توالت ردود الفعل المنتقدة لرسالة بارزاني إلى "الشرع" إذ أكد المحلل السياسي عماد المسافر، أمس الاثنين، أن مصلحة مسعود بارزاني مع الجولاني أهم من فكرة العراق الاتحادي.
وقال المسافر في تدوينة على منصة "إكس"، وتابعتها "انفوبلس"، إنه "يستغرب البعض من رد البارزاني على رسالة الجولاني الموجهة إلى أكراد سوريا والتي سبقت فيها الحكومة العراقية الاتحادية التي لم تعلّق على الرسالة كونها شأنا داخليا سوريا".
وأضاف، إن "الأكراد في هذه المنطقة دائما تحت رعاية أمريكية والجميع يعلم أن الجولاني جاء برعاية تركيا أيضا"، مؤكدا أن "المحرّك والموجّه واحد والمصلحة بالنسبة لمسعود أهم من فكرة العراق الاتحادي".
تأثير تركي
بدوره، أكد الصحفي والمعارض الكردي محمود ياسين كوردي، أن بيان رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني حول زعيم الجماعات المسلحة الجولاني جاء بتأثير تركي وجعل من الكرد في سوريا لا يقبلون بالحزب الديمقراطي.
وقال كوردي في تغريدة على موقع (إكس) تابعتها "انفوبلس"، إن "بارزاني لم يستطع أن يثبت أنه زعيم كرد العراق"، مشيرا إلى، أن "نتائج الانتخابات أفضل دليل لأن حزبه حصل على ٣٩ مقعدا فقط من أصل ١٠٠ مقعد".
وأضاف، إن "أكثرية الكرد في سوريا لا يقبلون بالحزب الديمقراطي أيضا، ولا ببيان بارزاني حول الجولاني الذي جاء بتأثير تركي"، مؤكدا، أن " كثيرين من الناس في إقليم كردستان من الذين عبّروا عن رأيهم في مواقع التواصل الاجتماعي هم جزء من أدوات أنقرة في المنطقة".
موطئ قدم بخارطة (سوريا الجديدة)
من جانبه، أكد المحلل السياسي فراس الهاشمي، أن مسعود بارزاني يريد موطئ قدم بخارطة (سوريا الجديدة) خلافا لتوجهات بغداد.
وكتب الهاشمي، تدوينة على منصة "إكس"، وتابعتها "انفوبلس"، قائلاً "البارزاني يغازل الجولاني رداً على رسالة الأخير لأكراد سوريا وليس إكراد العراق أو إيران".
وأضاف، إن "مسعود البارزاني يدور في فلك محور تركيا لإيجاد موطئ قدم بخارطة تركيا-الكيان الغاصب الجديدة" ضارباً "عرض الحائط تحفظات الحكومة المركزية العراقية وموقفها من تسنم الجماعات الإرهابية مقاليد الحكم بسوريا ومتناسياً الاحتلال التركي لإقليم كردستان".
المقدسي: بارزاني يحاول تصدير نفسه زعيما كرديا عابرا للحدود
إلى ذلك، استغرب الباحث في الشأن السياسي مقتدى المقدسي، خطوة ترحيب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني برسالة الإرهابي أبو محمد الجولاني الخاصة بأكراد سوريا، منتقداً تصرفه بمحاولة تصدير نفسه كزعيم كردي عابر للحدود.
وقال المقدسي في تغريدة على موقع (إكس) تابعتها "انفوبلس"، إن "الإرهابي الجولاني وجّه رسالة لأكراد سوريا مختصرها هلا بيكم بسوريا الجديدة شرط تطبقون شروط اردوغان بطرد قسد والـ pkk وتوعد بالاستمرار في قتالهم في حال رفضوا شروطه وهو المتوقع".
وأضاف، إن "الغريب في الأمر دخول مسعود بارزاني زجّ بنفسه ودخل على خط الأزمة ورحّب بشكل مباشر برسالى الجولاني في محاولة لتصدير نفسه كزعيم كردي عابر للحدود".
ووصف المقدسي، "الجولاني بوجه الإرهاب لتركيا وبارزاني بالوجه التركي للأكراد"، متهما إياهما "بجعل أراضي كردستان وسوريا غنيمة للمطامع الكردية".