بدلاً من استدعائها والاحتجاج.. فؤاد حسين يتسلم رسالة من رومانوسكي وحديث عن موافقة واشنطن على التفاوض من أجل الانسحاب
كم يستغرق الانسحاب الأمريكي وماذا بعده؟
بدلاً من استدعائها والاحتجاج.. فؤاد حسين يتسلم رسالة من رومانوسكي وحديث عن موافقة واشنطن على التفاوض من أجل الانسحاب
انفوبلس/..
لم يفعّل وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، بعد القصف الأمريكي الذي طال مقار أمنية تابعة لهيئة الحشد الشعبي المرتبطة ارتباطاً مباشراً برئاسة الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة، مثلما فعّل مع القصف الإيراني الذي طال مقراً للموساد الصهيوني في محافظة أربيل بدءاً من استدعاء السفير وصولاً إلى رفع شكوى لدى مجلس الأمن، بل على العكس تماماً فقد احتضن السفيرة الأمريكية لدى بغداد آلينا رومانوسكي بكل حفاوة وتسلم منها رسالة سنسلط الضوء على تفاصيلها في هذا التقرير.
*رسالة
تسلم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، فؤاد حسين، أمس الأربعاء، من السفيرة الأميركية إلينا رومانوسكي رسالة مهمة من واشنطن إلى الحكومة العراقية.
وذكر بيان لوزارة الخارجية، تابعته شبكة انفوبلس، أنه "استقبل فؤاد حسين، السفيرة الأمريكية في بغداد إلينا رومانوسكي، وتسلم منها رسالة مهمة من الحكومة الأمريكية إلى الحكومة العراقية".
واشار البيان الى أن الرسالة، "سوف تتم دراستها من قبل رئيس مجلس الوزراء والجهات المعنية المختصة وستتخذ الخطوات القادمة بشأنها قريباً".
*فحوى الرسالة
كشفت وكالة "رويترز" ومسؤولون عراقيون وأمريكيون، اليوم الخميس، تفاصيل الرسالة الامريكية التي سلمتها السفيرة الأمريكية في بغداد، ألينا رومانوسكي، إلى وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، وقد وُصِفت بـ"المهمة".
وقال حسين علاوي، مستشار رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إن وزير الخارجية فؤاد حسين "تلقى رسالة من الحكومة الأميركية"، الأربعاء، بخصوص مستقبل الوجود العسكري الأميركي في البلاد، مشيراً إلى أن العراق "سيرد دبلوماسياً وسياسياً" على الهجمات الأميركية.
وأوضح علاوي، أن الرسالة سلمتها السفيرة الأميركية في بغداد، ألينا رومانوسكي، إلى وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، مضيفاً أن الحكومة ستعلن نتائج دراستها للرسالة إلى الرأي العام حين تنتهي منها.
وأشار إلى أنه في ضوء هذه الرسالة "ستنظر الحكومة العراقية في المسار الأساسي" من أجل "إنهاء وجود التحالف الدولي في العراق".
وأضاف مستشار رئيس الوزراء العراقي، أن الحكومة "دعت قوات التحالف الدولي إلى الانسحاب، منذ الخامس من يناير الجاري"، في أعقاب الهجوم الأميركي على أحد مقار الحشد الشعبي، لافتاً إلى أن بغداد ستبحث "السياق السياسي والفني" لانسحاب القوات الدولية، عبر اللجنة الثنائية العراقية الأميركية.
وعلّق علاوي على الهجمات الأميركية ضد المنشآت الثلاث، قائلاً إن بغداد سترد على تلك الهجمات بـ"الوسائل الدبلوماسية والسياسية"، مؤكداً أنها "ستعمل على وقفها، لأنها تمس السيادة الوطنية العراقية، وتهدد الأمن والاستقرار، وتؤثر على العلاقات الثنائية" بين بغداد وواشنطن.
وأكد علاوي، أن الحكومة العراقية، تتخذ المسار السياسي والدبلوماسي لوقف تلك الهجمات، بهدف "عدم إعطاء الفرصة لأي طرف لاستخدام حق فرض القانون إلا الحكومة".
*اتفاقيات ثنائية
وعن شكل العلاقات مع ما تسمى بـ"دول التحالف الدولي" بعد الانسحاب، قال علاوي، إن العراق سيعمل على توقيع اتفاقيات ثنائية مع الولايات المتحدة وغيرها مع دول التحالف، بما يعيد الوضع إلى ما كان عليه قبل سيطرة تنظيم "داعش" على الموصل وتشكيل التحالف الدولي.
وأكد علاوي أن شكل العلاقات بين بغداد ودول التحالف كافة "سيعتمد على المصالح الوطنية العراقية وسيادة العراق"، بما في ذلك "العلاقات الدفاعية"، وأشار إلى تصريحات رئيس الوزراء العراقي في منتدى دافوس، عن التزام بغداد بالعلاقات الثنائية التي بنتها على مدار 20 عاماً.
وقال، إنه "من غير الممكن التضحية بنتائج هذه العلاقات الثنائية، من استثمارات ومشاريع اقتصادية وغيرها، بالإضافة للتعاون في مجالات مكافحة الإرهاب والتطرف"، لكنه أكد أنه "على الجميع مراعاة السيادة العراقية".
*نفي لمزاعم امريكية
ونفى علاوي ما نشرته مجلة "بوليتيكو" الأميركية، عن أن التصريحات العراقية بشأن انسحاب التحالف الدولي هي رسائل للداخل العراقي وليست حقيقية، مؤكداً أنها "معلومات مضللة وغير حقيقية".
ولفت علاوي إلى أن أهداف رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عند توليه السلطة، تضمنت "مراجعة وضع التحالف الدولي"، مضيفاً أن بغداد "قطعت مساراً طويلاً" في هذا الملف.
وأشار مستشار رئيس الوزراء العراقي إلى أن زيارة وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إلى بغداد قبل أشهر، ثم زيارة وزير الدفاع العراقي إلى واشنطن، كانتا بمثابة "بداية مسار خروج القوات الدولية"، واستدرك: "لكن الحرب الإسرائيلية على غزة أثرت على العراق والأجواء العامة". وقال إن "هناك من يريد جر العراق لهذه الأزمة".
*"محادثات قريبة"
وأفادت شبكة CNN الأميركية، بأنه من المتوقع أن تبدأ الولايات المتحدة والعراق "قريباً" محادثات حول مستقبل الوجود العسكري الأميركي في البلاد.
وقال مسؤول أميركي لـCNN، إن "الولايات المتحدة والعراق يقتربان من الاتفاق على بدء حوار اللجنة العسكرية العليا الذي جرى الإعلان عنه في أغسطس الماضي"، مضيفاً: "لقد ناقشنا هذا الأمر منذ أشهر، التوقيت لا علاقة له بالهجمات الأخيرة. ستحتفظ الولايات المتحدة بحقها الكامل في الدفاع عن النفس خلال المحادثات".
كما نقلت وكالة "رويترز" عن 4 مصادر قولها إن الولايات المتحدة والعراق، بصدد بدء محادثات تهدف لإنهاء مهمة التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق، وكيفية استبداله بعلاقات ثنائية، وهي خطوة ضمن عملية توقفت بسبب الحرب في قطاع غزة.
*كم تستغرق المحادثات؟
وتوقعت الوكالة، أن تستغرق المحادثات بين الطرفين عدة أشهر، إن لم يكن أكثر، غير أن نتيجتها ليست واضحة، وأن انسحاب القوات الأميركية ليس وشيكاً.
ومع ذلك، نبهت 3 مصادر إلى أن الولايات المتحدة "أسقطت بهذه الخطوة شروطاً مسبقة، بأن توقف الفصائل الهجمات عليها أولاً".
*تعليق للخارجية الامريكية
بدوره، أكد متحدث باسم الخارجية الأميركية، أن واشنطن وبغداد "اقتربتا" من توافق على بدء عمل اللجنة العسكرية العليا تمهيدا لتحويل مهمة "التحالف الدولي" إلى علاقات ثنائية.
وقال المتحدث لموقع الحرة الامريكي: "كما أعلنّا في أغسطس / آب من عام 2023، نحن نتطلع من أجل المضي قدما في (تشكيل) اللجنة العسكرية العليا (Higher Military Commission أو HMC اختصارا)، لأنها تعكس التزام الولايات المتحدة العميق باستقرار المنطقة والسيادة العراقية".
وأضاف المتحدث أن "الولايات المتحدة والعراق اقتربا من التوافق بشأن بدء حوار اللجنة العسكرية العليا، والتي تم الإعلان عنها سابقا في أغسطس / آب".
وأكد المتحدث أن "HMC تعد نقطة لمناقشة انتقال التحالف الدولي لدحر داعش إلى علاقات أمنية ثنائية صامدة بين العراق والولايات المتحدة".
وذكر أن "الطرفين سيناقشان كيف يمكن للمهمة أن تتطور خلال إطار زمني وفقا لعدة عوامل، بينها التهديد من داعش والبيئة التشغيلية وقدرات القوات العراقية".
واختتم المتحدث تصريحه قائلا: "لقد تحدثنا بهذا الأمر لأشهر، والتوقيت لا علاقة له بالهجمات الأخيرة، الولايات المتحدة ستحتفظ بحقها الكامل بالدفاع عن نفسها خلال المحادثات".
ويقول موقع الحرة، أن تأكيد المتحدث أتى ردا على طلب تعليق بشأن تقارير نشرتها رويترز و"سي إن إن" تحدثت عن انطلاق المفاوضات بين واشنطن وبغداد فيما يخص التواجد الأميركي في العراق.
*تجاوز على السيادة
وصباح أمس الأربعاء، أكدت عمليات الجزيرة - الحشد الشعبي، تعرض مقار تابعة لها في محافظتي الانبار وبابل الى قصف جوي امريكي خلّف شهيداً واصابات بين صفوف المقاتلين.
ووصف مكتب رئيس الوزراء العراقي، الضربات الأميركية التي تشنها على مواقع في العراق بـ"تجاوز ضد سيادة العراق بشكل سافر"، مشيراً إلى أنه "جاري التعامل" مع هذه العمليات على أنها "أفعال عدوانية" تقوّض سنوات من التعاون بين بغداد وواشنطن.