بعد 24 ساعة على ترشيح السوداني.. ملاحظات أمنية وسياسية يتصدرها (كسر أحد السجون)
كتب / سلام عادل
يبدو من الواضح حجم التوتر والانزعاج الشديد الذي يمر به المنتهية ولايته (مصطفى عبد اللطيف مشتت) بعد التوافق على ترشيح (المهندس محمد شياع السوداني) لرئاسة الوزراء، لدرجة أنه، وعلى الرغم من مرور 24 ساعة على بيان (قوى الإطار التنسيقي)، لم يبادر الى تهنئة المرشح ولو بتغريدة بسيطة يبدي فيها استعداده لتذليل أي عقبات خلال عملية نقل السلطة، عكس ما حصل معه تماماً من قبل سلفه عادل عبد المهدي، وهو ما يثبت الفرق بين النفسيات ويكشف عن حقيقة شخصية (كاظمي) التي هي شخصية كريهة وكارهة للاخرين.
ولذلك يتوقع من (كاظمي) أن يبذل كل ما في وسعه لعرقلة جهود المرشح وزرع كل ما يؤدي الى تخريب التوافق السياسي بين القوى الكردية والسنية والشيعية، وهو ما جعله يفتح هذا اليوم بالاشتراك مع فريقه خلال اجتماع مغلق (برنامج صناعة الأزمات)، وهو عبارة عن قائمة من العمليات المختارة تؤدي الى افتعال أزمات بالتتابع وبحسب مستوى التصعيد.
وبحسب المعلومات المسربة من داخل (قصر الزقورة) يبدو أن كاظمي قد حسم خياراته بالذهاب نحو إرباك الوضع الأمني، ويبدأ ذلك من خلال سلسلة فعالية تنطلق مع (شهر محرم)، ومنها سيناريو خطير جداً يقوم على (كسر أحد السجون) ما يؤدي الى انتشار مجموعة من الارهابية داخل البلاد لفترة ليست محدودة تتسبب بعزل المحافظات عن بعضها والدخول في حظر تجوال مفتوح، الأمر الذي يتطلب تجميد كافة الفعاليات السياسية والمدنية وجعل السلطة بالكامل محصورة بغرفة عملية أمنية مغلقة.
وقد شهدت البلاد حدثاً مهماً على المستوى الأمني يوم أمس الاثنين يتمثل بالمواجهة والاشتباك الذي حصل بين (جهاز الأمن الوطني) في مواجهة (جهاز المخابرات) حيث تمكن الأمن الوطني من كشف تحرك لمجموعة من (المخابرات) مع (عناصر أجنبية) اثناء قيامهم بعملية استطلاع لاحد معسكرات الحشد الشعبي شمالي بغداد، وهي عملية خطيرة في توقيتها واهدافها.
ولكن على الرغم من أزمة فريق السلطة المنتهية ولايته والذي سيغادر غير مأسوف عليه يبدو أن ترشيح السوداني لرئاسة الوزراء قد ولد ارتياحاً عاماً بين الاوساط الشعبية والنخبوية وحتى السياسية، ويظهر ذلك من خلال تصدر هاشتاك #السودانيرئيسالوزراء ترند العراق، كما بادرت غالبية القوى السياسية والشخصيات الى نشر بيانات دعم وتأييد لهذا الترشيح.
والابرز من بين المواقف تغريدة السيد مقتدى الصدر الذي يتواجد حالياً في ايران لقضاء عطلة صيفية في المناطق الشمالية هناك، لذلك جاءت التغريدة بقالب (كوميدي) خلال لحظة استرخاء، ومع كونها تعرضت لانتقادات سلبية وتحفظات عند البعض، ولكن في الحقيقة تنطوي التغريدة على (روح دعابة) أراد الصدر من خلالها (تخفيف الضغط السياسي)، وأن يقول إنه (ليس معترض على ترشيح السوداني) لدرجة أنه لم يلجأ الى كتابة (گصگوصة) بلغة قاسية وصارمة وحاسمة وفق الطريقة المعروفة عنه يرفض فيها الترشيح.
ولأول مرة في العملية السياسية يتم ترشيح رئيس وزراء جديد دون وجود ضغوط خارجية من الشرق أو من الغرب ولم تشهد المباحثات حتى تدخلات سرية من قبل البعثات الدبلوماسية أو المنظمات الدولية او جماعات الضغط ولعل السبب في ذلك ان الاشخاص المتنافسين كانوا جميعاً من (عراقيي الداخل) ولا يحملون (جنسيات مزدوجة).
ويتوقع من الأحزاب الكردية حسم موضوع مرشح رئاسة الجمهورية خلال الأيام القليلة المقبلة، ودون ذلك سوف تذهب القوى الشيعية مع السُنية مع المستقلين الى عقد جلسة برلمانية يتحقق فيها نصاب الثلثين لانتخاب رئيس جديد، لن يكون (برهم صالح) بكل تأكيد لكونه (شخص تطبيعي) ولكونه مهندس الأزمات المشتعلة في العراق منذ عام 2018.
وفِي الختام يوصف المرشح محمد شياع السوداني بين الاوساط النخبوية بـ(Mr. Clean) والتي تعني (السيد النظيف) كناية عن نزاهته ونظافة يده من المال العام وهو عكس الالقاب التي يحملها (كاظمي) والتي منها (المرتزق العميل).