بعد تصريحات جدلية.. السوداني يوبخ مستشاريه والصميدعي يضع استقالته على الطاولة
لا تجتهدوا وتقدموا اراءً شخصية
بعد تصريحات جدلية.. السوداني يوبخ مستشاريه والصميدعي يضع استقالته على الطاولة
انفوبلس/..
أثارت تصريحات مستشار رئيس الوزراء العراقي إبراهيم الصميدعيموجة من الجدل السياسي، دفعت رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى توجيه تحذيرات صارمة لمستشاريه بشأن التصريحات الإعلامية، كما وضعت الصميدعي في موقف دفعه لتقديم استقالته من منصبه
*البداية من تصريحات الصميدعي
في حلقة تلفزيونية بثت يوم امس، تحدث الصميدعي بطريقة وصفت بـ"غير المسؤول" عن "حل فصائل المقاومة".
وقال إبراهيم الصميدعي، المستشار السياسي لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في المقابلة التلفزيونية: "نظامنا السياسي على مدار 22 عاماً استهلك الكثير من التضحيات والكلف من أجل الحفاظ عليه وتأسيس الدولة".
وأضاف: "بصراحة، علينا أن نذهب إلى مراجعة؛ فلا يمكن للعراق أن يبقى نصلاً لمحور المقاومة بعد سقوط نظام الأسد وتراجع (حزب الله) في لبنان. علينا اليوم، ومن منطلق مسؤوليتنا الذاتية، مع الأخوة في الفصائل، أن نعيد التفكير في مسألة المبادرة إلى حل الفصائل ودمجها في الوضع السياسي"، وفق قوله.
وتابع الصميدعي أن مسألة حل الفصائل "ليست جديدة، بل هي اشتراط قديم فرضته الولايات المتحدة والدول الغربية على جميع الحكومات العراقية السابقة".
واعتقد، أن حل الفصائل "سيُفرض هذه المرة بشكل مختلف، إن لم نُستجب له طواعية وبإرادتنا، وقد يُفرض علينا من الخارج وبالقوة".
وذكر الصميدعي أن "التفاهم السياسي مع الفصائل في مراحل متقدمة، وهناك نوع من الاستجابة. ما نحتاج إليه اليوم هو تفكيك الفصائل، فالمجتمع الدولي لن يقبل بعد الآن وجود ثنائية الدولة واللادولة في العراق".
*توبيخ من السوداني
هذه التصريحات اثار الغضب داخل الاروقة الحكومية، ودفعت رئيس مجلس الوزراء الى إصدار توبيخ سريع لمستشاريه.
ووجّه السوداني، وفق بيان لمكتبه، المستشارين له بعدم الاجتهاد في التصريحات الصحفية بشكل يخالف السياقات العامة لإدارة الدولة، من خلال الإدلاء بآراء شخصية لا تمثل الحكومة، وأن لا يظهروا أو يصرحوا لوسائل الإعلام إلَّا بموافقة رسمية.
وأضاف البيان، أن السوداني خُيَّر جميع المستشارين، بين الاستمرار بالعمل الرسمي، أو التنازل عن مناصبهم ومواقعهم الاستشارية، وبالتالي تكون لهم حرية الإدلاء بالتصريحات التي تعبر عن آرائهم الشخصية.
*الصميدعي يقدم استقالته
بعد هذه التصريحات بساعات قليلة، كشف مصدر سياسي مطلع، عن تقديم مستشار رئيس مجلس الوزراء إبراهيم الصميدعي استقالة من منصبه على خلفية التوبيخ الأخير من السوداني.
وقال المصدر،إنه "نتيجة التوبيخ الأخير من رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني الى مستشاريه، قدم ابراهيم الصميدعياستقالة من منصبه".
يُشار إلى أن رئيس الوزراء كان قد شدد مراراً على أهمية وحدة الخطاب الحكومي ومنع الاجتهادات التي قد تثير اللبس في الرأي العام، في إطار سعيه لتعزيز الانضباط داخل الحكومة.
*تصريحات مغلوطة
من جهته، اكد القيادي بدولة القانون حيدر اللامي، ان المقاومة قائمة وتصريحات مستشار رئيس الوزراء ابراهيم الصميدعي مغلوطة.
وقال اللامي، في تصريح صحفي، إن "تصريحات مستشار رئيس الوزراء إبراهيم الصميدعي خطيرة للغاية، حيث تشير إلى احتمالية وجود هجوم من قبل الكيان الصهيوني المؤقت على العراق".
وأوضح اللامي أن "الصميدعي يجب أن يُحاسب على هذه التصريحات، لكونه يخفي معلومات خطيرة عن الحكومة العراقية"، مبيناً أن "على الحكومة التحقيق في خلفيات الصميدعي خاصةً أنه كان ضمن ضباط المخابرات الصدامية السابقة بناءً على اعترافه بذلك".
وأشار إلى أن "تصريح الصميدعي يثير قلق الشعب العراقي ويضع الحكومة في موقف حرج، إذ يبدو وكأنه يتحدث باسم الحكومة العراقية أو يمثلها، مما يزيد من خطورة الموقف ويثير تساؤلات عن الشفافية في التعامل مع هذه القضايا".
وأضاف ان "الشعب العراقي والحكومة لا يخافون من الضغوط الخارجية، بما في ذلك الإدارة الأمريكية القادمة بقيادة ترامب، التي سبق وان نفذت عملية قصف أسفرت عن استشهاد أبرز القادة في حادثة المطار".
وأكد أن "الشعب العراقي أظهر شجاعة منقطعة النظير برفع دعوى قضائية ضد ترامب، وهو ما لم تفعله أي دولة أخرى في العالم".
وشدد اللامي على أن " الصميدعي بعث برسالة تهديد غير مشفرة، مفادها أن هناك ضربة محتملة إن لم تحل المقاومة نفسها"، لافتا إلى ان "حديثه عن وجود استجابة لمثل هذه التهديدات يجعله يبدو وكأنه الناطق الرسمي باسم المقاومة، وهو أمر يثير الريبة".
وأشار اللامي إلى أن " الصميدعي اعتدى على المقاومة الإسلامية، خصوصاً حزب الله، عندما قال إنها انتهت وهذا غير صحيح، إذ إن المقاومة لا تزال قائمة وأثبتت فعاليتها في مواجهة الكيان الصهيوني، ولقنت الاحتلال دروساً لا تُنسى".
كما لفت إلى أن “الكيان الصهيوني لم يتمكن حتى الآن من القضاء على حركة حماس أو استعادة الأسرى وهذا دليل على قوة المقاومة وصمودها رغم كل الضغوط".
وفي ختام تصريحه، دعا اللامي " المقاومة الإسلامية إلى الرد وتوضيح الحقائق بشأن هذه التصريحات، مؤكداً أن الشعب العراقي والمقاومة لن يخضعا لأي تهديدات، وأن العراق سيظل صامداً في وجه كل المخططات التي تستهدف أمنه واستقراره".