بومبيو ينشر مذكراته والجرائم التي شارك بها.. تعرّف على أبرزها
انفوبلس/..
مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكية السابق، الشخصية الأكثر كذباً في تاريخ وزارة الخارجية على الإطلاق، وهذا الامتياز منحه الفرصة ليكون أقرب المقرّبين لأكبر رئيس كذّاب مرَّ على تاريخ أمريكا، دونالد ترامب. نشر بومبيو هذا الأسبوع مذكراته، التي وُصِفت من قبل الصحافة الأمريكية، بأنها مُتخَمة بالأكاذيب ومخيّبة للآمال.
وجاءت مذكرات بومبيو، تحت عنوان "لا تبدّل رأيك مطلقا.. القتال من أجل أميركا التي أُحِب"، ستواجه بكثير من الشك والريبة من قبل المراقبين، حتى المقتطفات التي نقلتها بعض الصحف عن مذكرته قبل شيوعها، كانت تزييفا وقحاً للحقائق، ومن حق المتابعين أن يشككوا في كل ما جاء في مذكرات بومبيو، فالرجل شهد على نفسه بالكذب، رغم أن المراقبين لم يكونوا بحاجة إلى هذه الشهادة، فسيرته وتصريحاته ومواقفه كلها شهادات دامغة على أنه كذّاب.
وكان بومبيو قد ألقى كلمة أمام طلبة جامعة "اي اند ام" بتكساس، في نيسان / إبريل عام 2019، برّر فيها علاقة ترامب الحميمة، بابن سلمان حتى بعد الكشف عن تورّط الأخير بقتل الصحفي جمال خاشقجي، حيث قال ما نصّه: "كان شعار جامعة ويست بوينت (جامعة عسكرية في أمريكا) هو: لا تكذب، لا تخدع، لا تنهب، ولا تتحمل الذين يرتكبون هذه الأمور. ولكن عندما كنتُ رئيسا لـ"سي آي ايه"، كذبنا، وخدعنا، ونهبنا. لقد تلقينا دورات تدريبية شاملة، وأرى أن هذه الأمور تمثّل تجربة المجد الأمریكي"!!..
ويصف الغضب الناجم عن جريمة قتل الصحفي السعودي جمل خاشقجي البشعة، بأنه "غضب زائف"، وأن الصحفيين "صقلوا القصة بشدة لأن خاشقجي كان صحفيا". واتهم خاشقجي بأنه "يتعامل مع جماعة الإخوان المسلمين الداعمة للإرهاب"، مبرِّراً جريمة قتل خاشقجي الفظيعة بقوله: "ذلك لم يكن مفاجئا، ليس بالنسبة لي على أية حال، لقد شهدتُ ما يكفي في الشرق الأوسط لأدرك أن هذا النوع من القسوة كان أمرا روتينيا للغاية في هذا الجزء من العالم".
وردّت حنان العتر خاشقجي، أرملة خاشقجي، في تصريحات لشبكة "إن بي سي" الأمريكية، إنها تريد "إسكات كل هؤلاء الذين ينشرون الكتب ويحتقرون من شأن زوجها ويجمعون الأموال منه". مضيفةً، "مهما يتحدث بومبيو عن زوجي، فهو لا يعرفه، يجب أن يصمت ويكتم الأكاذيب بشأن زوجي، إنها معلومات سيئة ومعلومات خاطئة... هذا غير مقبول".
أما خطيبة خاشقجي، خديجة جنكيز، فأعربت على "تويتر" عن "ذعرها وغضبها"، وكتبت تقول، إن بومبيو "تحدث دون احترام أو إنسانية عن شخص قُتل بوحشية".
فيما اعتبر ناشر صحيفة واشنطن بوست ورئيسها التنفيذي فريد رايان، في بيان له، أن "تشويه بومبيو للحقائق المتعلّقة بخاشقجي كان صادما ومخيبا للآمال"، مضيفا أنه "كانت جريمة خاشقجي الوحيدة هي فضح الفساد والقمع لمن هم في السلطة، وهو عمل يقوم به الصحافي الجيد في كل أنحاء العالم"، مؤكدا أن "جمال كرّس نفسه لقيم حرية التعبير وحرية الصحافة وتمسّك بأعلى معايير المهنة، ودفع ثمنا باهظا مقابل ذلك".
وتابع ريان، "من العار أن يقوم بومبيو بنشر الأكاذيب الدنيئة ليشوّه سُمعة حياة صحافي جريء وخدماته، وكذا التزامه بالمبادئ التي تعتز بها الولايات المتحدة، وذلك كحيلة يستخدمها بومبيو لبيع كتابه".
وفي جانب آخر من مذكراته، يصف بومبيو ابن سلمان بأنه "رجل إصلاحي سيثبت أنه أحد أهم قادة عصره، وشخصية تاريخية بحق على المسرح العالمي". ويتهجم على الصحافة لانتقادها العلاقة التي كانت بين الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، وبين ابن سلمان بالقول إن هذه العلاقة "جعلت الإعلام أكثر جنونا من شخص نباتي يتواجد داخل مسلخ لحوم".
علاقات الكيان الإسرائيلي بأمريكا
وبعد 24 ساعة من نشر كتاب بومبيو، أصبح العنوان الأبرز للنقد الموجَّه لها هو "الكذب"، ومن بين كمية الكذب الكبيرة، التي احتوتها المذكرات، حكاية رواها بومبيو، كشفت عن أبعاد جديدة عن طبيعة العلاقة الشاذة التي تربط الكيان الإسرائيلي بأمريكا، حيث ذكر أنه "أثناء نزولي من الطائرة بعد عودتي من زيارة إلى عاصمة أوروبية، تلقيت اتصالا من كوهين (يوسي كوهين الرئيس السابق للموساد الإسرائيلي) فعُدتُ إلى داخلها لتلقي الاتصال، فالطائرة مجهّزة بمعدات اتصالات مناسبة لإجراء محادثة سرية مع زعيم إسرائيلي".
وأضاف بومبيو، أن كوهين قاله له "مايك كان لدينا فريق أكمل للتو مهمة بالغة الأهمية، والآن أواجه بعض الصعوبات في إخراج بعض منهم، هل يمكنني الحصول على مساعدتك؟".
ويواصل بومبيو سرد "الحكاية" ويقول: "كلما اتصل يوسي بي، كنتُ أتلقى الاتصال وهو كان يفعل الشيء نفسه معي.. لم أطرح عليه أي أسئلة، وبغض النظر عن المخاطر، بدأنا في العمل وتواصلنا مع فريقه، وفي غضون اليومين التاليين، عادوا إلى بلدهم دون أن يعلم العالم مطلقا أن واحدة من أهم العمليات السرية التي أُجريت على الإطلاق قد اكتملت الآن".
رغم أن بومبيو لم يذكر اسم العملية أو الفترة الزمنية التي حدثت فيها، إلا إن صحيفة "جروزاليم بوست" "الإسرائيلية" ذكرت أن بومبيو كان يشير إلى "عملية الإرشيف النووي الإيراني عام 2018".
وبغض النظر عن صدق أو كذب الحكاية إلا إنه يمكن من خلالها التعرف على العلاقة التي بين أمريكا والكيان الإسرائيلي، فهي علاقة بين "محافظة" وبين المركز أو العاصمة، أو علاقة بين قاعدة عسكرية، وبين القائد العام للقوات المساحة في الدول التي تعود لها تلك القاعدة، أو بتعبير أدق، هي علاقة بين زعيم عصابة، وأحد أفرادها، وهذا الأمر يؤكد أن "إسرائيل" ليست سوى قاعدة متقدمة للغرب في قلب العالم الإسلامي، لا يمكن لهذه القاعدة أن تدوم طويلا دون دعم الغرب، لذلك أخطأ الكثير منّا عندما ينظرون إلى "إسرائيل" بوصفها كيانا منفصلا عن أمريكا، وأن الأخيرة يمكن أن تكون وسيطا بين الفلسطينيين و"إسرائيل" أو بين العرب و"إسرائيل" وهذه الحقيقة قالها الرئيس الامريكي جو بايدن، بصريح العبارة، عندما قال "لو لم تكن إسرائيل موجودة لكان علينا اختراعها".
وزعم وزير الخارجية الأمريكي السابق، في مذكراته أن سفيرة الأمم المتحدة السابقة، نيكي هايلي، "تآمرت" مع إيفانكا ابنة ترامب، وصهره جاريد كوشنر لمحاولة أن تصبح نائبًا للرئيس ترامب، مشيرا إلى أنه أخبر من قبل جون كيلي، كبير موظفي ترامب في ذلك الوقت، أن هايلي قد حدّدت موعدًا لعقد اجتماع مع الرئيس لمناقشة ما زعمت أنه مسألة شخصية، ثم حضرت إلى اجتماع المكتب البيضاوي مع كوشنر وإيفانكا ترامب، اللذين كانا حينها من كبار مستشاري البيت الأبيض.
بومبيو في كتابه، يأخذ عدّة لقطات لمنافسين جمهوريين محتملين في عام 2024، بما في ذلك هالي ومستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، حيث يثير عضو الكونغرس عن كنساس ومدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية السابق تكهنات بشأن طموحاته الرئاسية الخاصة.
واشنطن بوست: الكتاب مقدَّمة لترشيح نفسه في انتخابات 2024
صحيفة واشنطن بوست، قالت في افتتاحيتها، إن بومبيو جاء وهو يبصق المسامير في كتابه الجديد، والذي اعتبره مقدَّمة لترشيح نفسه في انتخابات 2024، إلا إن تعليقاته عن خاشقجي تكشف الكثير عن بومبيو أكثر مما تكشف عن نُقّاده. فبدلا من التمسك بمبادئ الدبلوماسية الأمريكية العليا التي عُين للدفاع عنها، فقد دافع عمّن أرسل الأشخاص لارتكاب الجريمة.
وكان القتل كما تقول الصحيفة انتقاما من التعليقات التي نشرها خاشقجي، ودعا فيها لعالم عربي حر، وسعودية أكثر انفتاحا، وانتقد طُرق ولي العهد في إدارة البلاد.
وقالت واشنطن بوست، إن ترامب ووزير خارجيته في حينه، لم يفعلا شيئا أو يفرضا عقوبات قاسية أكثر من محاولة الحفاظ على العلاقات مع المملكة. ويذكر بومبيو أن ترامب طلب منه الذهاب للسعودية، حيث كان أول مسؤول غربي قابل ولي العهد السعودي بعد جريمة قتل خاشقجي. وقال: “بطريقة ما، كان الرئيس حاسدا لي أنني أول من أشار بإصبعه الوسطى لكاتب واشنطن بوست ونيويورك تايمز وبقية الذين يبولون في فراشهم ولا يفهمون الواقع”. وقال إن ترامب طلب “يا مايك اذهب ومتّع نفسك وذكِّره بأنه مدينٌ لنا”.
وقالت الصحيفة إن لغة بومبيو هي "لغة شوارع وليست لغة زعيم بلد يطبَّق فيه النظام والقانون"، ويتحدث بومبيو عن المنطق "الأعرج والجاهل بأن الشرق الأوسط هو حي صعب”، حيث يقول: "الحادث كان قبيحا وليس مثيرا للدهشة، ليس لي على الأقل.. هذا النوع من القسوة هو روتين في هذا الجزء من العالم". وحيّا بومبيو ترامب لأنه لم يعاقب وليّ العهد، واصفا خاشقجي بأنه ناشط دعم “فريقا خاسرا في المعركة الأخيرة على العرش".