تأكيد بعثي جديد لطبيعة وفاة عزت الدوري.. مات بذروة كورونا ودفنته عائلته في كردستان.. ما أسرار نجاحه في الاختباء الطويل؟
انفوبلس/ تقارير
في تأكيد بعثي جديد دحض جميع الروايات الشائعة، ظهر عضو القيادة القطرية لحزب البعث خضير المرشدي مؤخرا وعبر شاشة قناة العربية ليؤكد طبيعة وفاة يد المقبور اليمنى عزت الدوري، حيث قال إنه مات في ذروة كورونا ودُفن في كردستان. فما هي أسرار الاختباء الطويل لنائب صدام وأحد أبشع خصوم العراق الجديد؟ وكيف زاد عطشاً لقتل العراقيين حتى بعد سقوط النظام المباد؟
*تأكيد بعثي لطبيعة وفاة عزت الدوري
في الثاني من آذار الجاري، ظهر عضو القيادة القطرية لحزب البعث المنحل خضير المرشدي على شاشة العربية وتحدث في سلسلة من الحلقات اختُتمت يوم أمس، عن جملة من الأحداث متطرقا إلى غزو العراق وانسحاب الجيش وصولا إلى لقائه عام 2006 بنائب المقبور صدام، عزت الدوري.
وزعم المرشدي خلال اللقاء، أن الدوري لم يتنقل بين الدول ولم يغادر العراق حتى لقي حتفه فيه عام 2020 بسبب المرض. وبهذا أكد المرشدي طبيعة وفاة الدوري ونسف الروايات التي روّجت تارة بأنه حي وتارة أخرى بأنه قُتل خلال مواجهته الأمريكان.
*مات في ذروة كورونا ودُفن في كردستان
وعن طبيعة موت الدوري، وتفاصيله وتأكيد ذلك، قال المرشدي خلال اللقاء، إن "الدوري مرض مرضا شديدا في الآونة الأخيرة، وظل طريح الفراش لقرابة الشهرين".
وأكد المرشدي، أن الدوري كان يعاني من مرض في الدم، حيث كانت نسبة الدم في جسده كبيرة جدا، مؤكدا أن مرضه اشتد في قمة تفشي فيروس كورونا بالبلاد، ثم مات بعد ذلك بذروة الفيروس.
وعن ظروف دفن الدوري، قال المرشدي إن عائلته هي من دفنته، أما عن المكان فأكد أن عزت الدوري دُفن في إقليم كردستان.
*أسرار الاختباء الطويل ونجاحه بذلك
وعن السر وراء الاختباء الطويل لعزت الدوري ونجاحه بذلك وتمكُّنه من عدم الوقوع في الأسر، قال المرشدي، إن السر وراء ذلك يكمن في كون الدوري كان يتنقل بين البيوت ولم يكن يبات في مكان واحد أكثر من ليلة أو ليلتين، فضلا عن كونه كان يمتلك طريقة خاصة به وهي تبديل فريق حمايته باستمرار.
وأضاف عن أسرار الاختباء الطويل، أن الدوري لم يكن يسمح بأن يستمر أفراد حمايته الشخصية نفسهم بالمهمة، بل كان يُقدم على تغييرهم كل فترة قصيرة.
وروى المرشدي خلال اللقاء قصة الدوري وابن أخته، عندما سُجن الأخير وعند خروجه حاول التواصل مع خاله – أي عزت الدوري – فرفض الأخير لقاءه وطلب منه مغادرة البلاد إلى سوريا مع عائلته.
وأضاف، "كان الدوري يملك حسّاً أمنيا عاليا، ولهذا استمر في الاختباء لفترة طويلة ولم يقع في الأسر كحال غالبية قيادات حزب البعث".
*نائب صدام ويده اليمنى
كان عزت الدوري، يشغل منصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة إبّان حكم المقبور صدام وأُنيطت به رتبة النائب العام لقائد القوات المسلحة بعد الغزو العراقي للكويت وكان وزيرًا للزراعة ووزيرًا للداخلية. وقد كان اليد اليمنى لصدام وملازمًا له مثل ظله منذ اندلاع ثورة 17 تموز 1968 وحتى يوم أسر المقبور.
ولدى اندلاع حرب الخليج عام 1991 نقلت عنه صحيفة نيويورك تايمز تحذيره للأكراد من إثارة أية متاعب للحكم في بغداد.
كان المفاوض الرئيسي مع الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح من الكويت لحل المشاكل الحدودية والتي أدت إلى الحرب بين البلدين وجرت تلك المفاوضات برعاية الملك فهد بن عبد العزيز.
أُنيطت به مهمة القيادة العسكرية للمنطقة الشمالية قبيل الغزو الأمريكي للعراق في أبريل/ نيسان سنة 2003.
وبعد عملية الغزو الأمريكي للعراق اختفى عزت الدوري وقامت القوات المسلحة الأمريكية برصد عشرة ملايين دولار لمن يتقدم بأي معلومات تقود إلى اعتقاله أو قتله، وقامت بوضع صورته على كرت ضمن مجموعة أوراق اللعب لأهم المطلوبين العراقيين من قبلها، حيث كان المطلوب السادس للقوات الأمريكية.
*أحد أبشع خصوم العراق الجديد
يُعد عزت الدوري، الذي تُوفي في أكتوبر 2020، شخصية مثيرة للجدل في تاريخ العراق الجديد. شغل منصب نائب رئيس جمهورية العراق إبّان حكم المقبور صدام حسين، وكان أحد أبرز قادة حزب البعث المنحل.
يُعتبر الدوري عند غالبية العراقيين مجرم حرب ومسؤول عن جرائم ضد الإنسانية ارتُكبت خلال حكم المقبور صدام، كما يُعد أحد أبشع خصوم العراق الجديد.
يُتهم الدوري بل ويُدان بالفساد والاستبداد ويُنظر إليه على أنه كان عقبة أمام تقدم العراق ومستقبله الديمقراطي.
وظل الدوري شخصية غامضة هاربًا من السلطات العراقية لسنوات بعد سقوط نظام الطاغية صدام. حيث أصدر العديد من البيانات والرسائل التي هاجم فيها الحكومة العراقية الجديدة.
ويمكن اعتبار المجرم عزت الدوري، القيادي الوحيد من بين الدائرة الضيقة التي كانت تحيط بالطاغية صدام، الذي واصل جرائم القتل والتنكيل بحق العراقيين حتى بعد سقوط صنم بغداد عام 2003، بل إن تعطشه للقتل اشتد أكثر مما كان عليه إبان حكم سيده السفاح.
الجدير بالذكر، أن من آخر إفرازات الحقد الطائفي الأسود للمجرم عزت الدوري، قبل أن يلقى مصيره هو موقفه وموقف تنظيمه الإرهابي من العدوان السعودي ضد الشعب اليمني المظلوم، فقد أصدر بيانا أيَّد فيه قتل أطفال ونساء اليمن وأعاد هذا البلد العربي الأصيل الى أربعين عاما الى الوراء بفعل الدمار الذي لحق ببنيته التحتية بفعل القصف الجوي المستمر.