تحالف "سنّي" مناوئ للحلبوسي يعلن عن نفسه استعداداً للانتخابات المحلية.. من هي الدولة الداعمة؟
انفوبلس/..
بشكل رسمي، جرى يوم أمس الثلاثاء، الإعلان عن تشكيل تحالف سنّي جديد تحت مسمى "الحسم الوطني" برئاسة وزير الدفاع ثابت العباسي، فيما تم اختيار أسامة النجيفي أميناً عاماً للتحالف.
التحالف الجديد هو مناوئ لزعيم تحالف تقدّم، رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، الذي بات وحيداً في الساحة السُنّية بسبب محاولات التفافه على أبناء جلدته.
ويستعد هذا التحالف الدخول في سباق الانتخابات المحلية المزمع إجراؤها يوم 18 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، وكذلك الانتخابات التشريعية المقبلة.
*البيان التأسيسي
جاء في نص البيان التأسيسي للتحالف: "يسعدُنا أن نعلنَ لكم اليوم عن انطلاقِ تحالفٍ جديدٍ هو تحالفُ الحسمِ الوطني، هذا التحالف تم تأسيسُه من قوى وطنيةٍ وشخصياتٍ هدفُها الارتقاءُ بالعملِ السياسي وصولا إلى تحقيقِ فعاليةٍ سياسيةٍ تعبّرُ بحق عن تطلعاتِ وهمومِ المواطنين وبخاصة في المحافظاتِ المحررة".
وأكد، "إننا لسنا مهمومين بإضافةِ حزبٍ أو تحالفٍ سياسي جديد على الساحة، فما يهمنا حقا أن نكونَ متطابقين مع القيمِ والمبادئ التي نحملُها، وعَمِلنا من أجلِها، وبها عُرِفنا أمامَ جماهيرِنا، برغم كل ما واجهناه من مصاعب، وبذلنا في سبيلِه الكثير، وما زال الطريقُ أمامَنا يستوجب المزيدَ من البذلِ والعطاء".
ورأى، "إن العمليةَ السياسيةَ، وشواهدَها، وتمثيلاتها، عانت من صعوباتٍ شديدةٍ أهمُها قدرتُها في إقناعِ المواطنين بأن الخياراتِ أو الأهدافَ المعبرَ عنها كانت حقيقية، ولأنها أخفقت في تحقيقِ هذا الفهم، انكفأت الأغلبيةُ نحوَ صمتٍ معبرٍ عن الرفضِ ، ما ساعد في نشوءِ أوضاعٍ قادت إلى الفساد، والتبعية، وطعنِ الهويةِ الوطنية لصالحِ أجنداتٍ مضادةٍ لمصالحِ الشعب، كما أن انتشارَ الميليشيات الخارجةِ عن القانون، والسلاح المنفلت فعلَ فعلَه في فقدانِ الثقةِ في قدرةِ العمليةِ السياسيةِ خلال الفترةِ الماضية على معالجةِ خللٍ بنيوي يضربُ أساساتِ العمليةِ السياسيةِ ويجنح بها في اتجاهاتٍ لا تنسجمُ مع الأداءِ الوطني المطلوب".
كما رأى، "أن المواطنين جميعا معنيون بتحقيقِ التغيير، وعلى الأحزابِ والقوى السياسية والشخصياتِ الوطنية ممارسةُ دورٍ ينتظرُه الشعبُ منها، ولا عذرَ لأي ترددٍ أو تخلفٍ عن أداءِ ما هو مطلوب ومهما كلف ذلك من تضحيات".
وتابع البيان: "وهذا هو بالضبط الأساس الذي اتفقنا عليه، وتعاهدنا على السيرِ في ضوئِه، عبرَ تحقيقِ تلاحمٍ وطني فعال باسم تحالف الحسم الوطني".
*الأهداف
كما جاء في نص البيان: "إن أهمَ هدفٍ يسعى إليه هذا التحالف هو تحقيقُ التغيير، ولكي يتحققَ هذا الهدف الكبير، لابد من احترامِ الهويةِ الوطنية، ومنها احترامُ هويةِ المحافظاتِ المحررةِ التي عانت الكثيرَ بسببِ الإرهابِ والسياساتِ قصيرةِ النظر، والمنهجِ الطائفي المقيت للبعض، فضلاً عن التهميشِ وعدم توفرِ الفرصِ المتكافئة، والتغولِ الذي مورس ضدَ أبنائها من قبلِ ميليشياتٍ همُها السيطرةُ ونهبُ أموالِ هذه المحافظات والاعتداء على كرامةِ أبنائها".
وأردف: "اليوم أمامنا فرصةُ حقيقيةُ للتغيير، وهي لن تتحققَ دون دعمِ ومؤازرةِ مواطنينا أصحابِ المصلحةِ في التغيير".
وأتم التحالف بيانه: "إن الانتخاباتِ سواء على مستوى مجالسِ المحافظات أو الانتخابات التشريعية فرصةُ للإعلانِ عن الخيارِ الوطني والإرادةِ الوطنية، وفرصةٌ للردِ على أصحابِ المصالحِ الضيقةِ رعاةِ الفسادِ والسلاحِ المنفلت، لهذا تصبح المشاركةُ الفاعلةُ فيها حقا وواجبا، ويصبح العملُ على التنظيمِ ولجمِ السلاحِ المنفلتِ والمالِ السياسي والتدخلاتِ الخارجية واجبا يسبقُ الانتخاباتِ ويجنبُها شرورَ التزييفِ والاعتداءِ على إرادةِ المواطن، وهو واجبُ الدولةِ ومؤسساتِها المسؤولةِ عن ِإعدادِ ممارسةٍ انتخابيةٍ وطنيةٍ صادقةٍ معبرة".
*المتحالفون
أما الشخصيات والقوى السياسية المنضوية في تحالف الحسم هي: الكتلة العراقية الحرة، ثابت العباسي، قتيبة الجبوري، رافع العيساوي، كتله الحل، جمال الكربولي، سليم الجبوري، عمار يوسف، تحالف الأنبار الموحد، قاسم الفهداوي، نوري الكربولي، نصير العاني، فلاح النقيب، بالإضافة إلى شخصيات وقوى أخرى.
وتم اختيار النجيفي أميناً عاماً للتحالف ورئيساً للمكتب السياسي، فيما تم اختيار ثابت العباسي رئيساً للتحالف.
*تحالف مناهض للحلبوسي
ويأتي تشكيل هذا التحالف الجديد في مسعى من القوى السنّية المناهضة لرئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، لتوحيد صفوفها في المحافظات العراقية، خاصة الأنبار، قبل خوض انتخابات مجالس المحافظات المقرر إجراؤها في 18 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
*من الدولة الداعمة؟
دائما ما كانت تسعى دول الإمارات وقطر وتركيا إلى تشكيل تحالفات سُنية بمباركات سعودية، وفيما لم تتضح الصورة بدقة عالية حتى اللحظة حول الدولة الداعمة لتحالف الحسم، لكن أغلب أعضائه هم ممن كانوا دائما تحت العباءة التركية، لذا فمن المتوقع أن تكون حكومة أنقرة هي الداعم لهذا التحالف.