تحول إلى أيقونة عراقية بامتياز.. الشهيد أحمد المهنا.. حشدي متضامن مع الحقوق المشروعة وقتله أصحاب الأجندات في تشرين
انفوبلس/..
شهيد البصيرة والحقيقة، المصور الحربي الذي سعى لتوثيق معارك الحشد الشعبي ضد العصابات الإرهابية، أحمد مهنا اللامي، من مواليد بغداد، أكمل دراسته وعمل في مجال التصوير الفوتوغرافي الحربي، حيث كان يوثق أحداث حرب داعش حين التحق بالحشد الشعبي تلبيةً لنداء المرجعية، كان عالم التصوير شغفه الخاص، بالإضافة الى هواية متابعة كرة القدم، سكن مع أُسرته ذات الحالة المادية الضئيلة في أحد أحياء بغداد القديمة.
يروي أصدقاء (أحمد مهنا) عنه، أنه كان ذو ابتسامة لم تفارقه حتى وقت استشهاده، وكان وطنيا وغيورا على بلده، لبّى نداء الوطن حين ناشدت المرجعية أبناء العراق الغيارى، في فترة احتلال داعش الإرهابي، فكان أحمد مُلبّياً لنداء مرجعيته التي كانت بمثابة قدوة له وتعني له الكثير، ويرى فيها أُبُوّةً وسنداً لوطنه، وذكرها في وصيته قبل استشهاده.
كان عمله الوحيد في إحدى تشكيلات هيئة الحشد الشعبي، أكمل مساره فيها مدافعاً عن قضية آمن بها في سبيل تحرير بلاده من سطوة الإرهاب المتمثل بداعش، ويقول أحد مقرّبيه، إن ما كان يحصل عليه أحمد لم يرفعه عن المعاناة اليومية التي عاشها بإيمانه وصبره، إذ عاش في منزل مصنوع من الصفائح المعدنية، وقد كان الوحيد الذي يُعيل عائلته، ورغم ذلك كان حريصاً على تنظيم حملات لزيارة العوائل المتعففة وجمع المساعدة لهم، وكان يحثُّ أصدقاءه كثيراً لزيارة عوائل الشهداء، فكان يواصل زياراته لهم كلِّ ليلة جمعة.
المعارك ضد عصابات داعش
شارك الشهيد أحمد كمصور حربي في أغلب المعارك التي خاضها العراق ضد الإرهابيين، وبعد النصر وانتهاء العمليات قال لزميله، إن "عملنا الميداني في الجبهة انتهى، ويجب أن نباشر بالعملِ الثقافي وننقل للناس أنّ الحشد الشعبي ليس جيشا طائفيا كما تروج له أبواق الإعلام المرتزَق، إنّما هو لعامة الناس وكلّ الطوائف، وتأسس لإحلال السلام وليس الكراهية أو الحرب".
أصرَّ على المشاركة بقتال عصابات داعش الإرهابي، فتطوّع مصوراً لكي يصور الأحداث التي كان يمر بها العراق في تلك الفترة، ولكي يكشف حقيقة هؤلاء الأرذال الذين ليس لديهم دين ولا مذهب. فأخذ يلتقط الصور هنالك في الحرب لكي يُريها الى العالم أجمع، وقد جُرِح عدة مرات في تلك المعارك لكنه لم يستسلم بل أصرَّ وبشدة على الذهاب الى جبهات القتال، لكي ينال شرف ومنزلة الشهادة التي يحلم بها.
من وصية أحمد المهنا
وذكر أحمد المهنا في وصيته المسجلة، "لا تتركوا السيد السيستاني وحيداً ولا المراجع والعلماء فهم الأوصياء بعد الإمام المهدي "عج"، وأوصي الأخوات بالحجاب، وإذا لم تستطِع النساء المشاركة في الجبهات فعليهنَّ دعم الحشد الشعبي والإسلام إعلامياً".
وأضاف، "العراق الحبيب جُرِحَ كثيراً فيجب على الجميع أن يعملوا من أجله، حتى وإن كان العمل بسيطاً فإنّه سيُساهم ببناء وتطور هذا البلد، ويجب أن نعمل جميعاً على التكافل الاجتماعي حيث الغني يحنُّ على الفقير".
المرجعية تبني منزلاً لعائلته
وتعهد السيد أحمد الصافي، ممثل المرجع الأعلى في النجف السيد علي السيستاني، في 10 كانون الأول 2019، ببناء منزل لعائلة الشهيد أحمد المهنا، الذي استُشهد خلال التظاهرات، وإسكانها مؤقتاً في منزل مناسب.
وذكرت العتبة العباسية، أن "ممثل المرجعية الدينية العليا، أحمد الصافي تكفّل ببناء دار لعائلة الشهيد المصور الحربي أحمد المهنا الذي استُشهد في تظاهرات يوم الجمعة الماضي، كون أن عائلة الشهيد تسكن في (كرفانات) بسبب تهجيرهم من مدينة أبو غريب غربي بغداد".
وأضاف البيان، أن "الصافي وجه خلال حضوره مجلس عزاء الشهيد المهنا، بإسكان عائلة الشهيد في مسكن لائق خلال هذه الفترة لحين اكتمال وتجهيز السكن الجديد".
واستُشهد المصور الحربي، أحمد المهنا، بأحداث ليل الجمعة 6 كانون الأول 2019، أثناء الهجوم المسلح الذي شنه مجهولون على المتظاهرين في ساحة الخلاني وجسر السنك.
شهيد البصيرة
المشرف العام لحرکة عهد الله العراقیة، السيد هاشم الحيدري، أكد في مهرجان "شهيد الحقيقة" في الذكرى السنوية لاستشهاد أحمد المهنا، أن "الشهيد أحمد كان يؤمن في حياته بخط الإمام الخميني، وولاية الإمام الخامنئي وقيادته، وشخصية آية الله العظمى السيد السيستاني، ومقاومة السيد حسن نصر الله".
وذكر السيد الحیدري، المشرف العام لحرکة عهد الله العراقیة قال خلال كلمته بمهرجان "شهيد الحقيقة"، أنه "بعد 41 سنة من انتصار الثورة يأتي شهيدٌ شاب ويذكر اسم قائد ومرجع أحيا الإسلام ويذكره في وصيته، هذه هي الحقيقة، هذه هي البصيرة".
وأضاف، أن "الشهيد أحمد كان يؤمن في حياته بخط الإمام الخميني وولاية الإمام الخامنئي وقيادته وشخصية آية الله العظمى السيد السيستاني ومقاومة السيد حسن نصر الله".
ومن جهته أكد رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، أن الشهيد أحمد مهنا كان ذا سيرة حسنة وهو شهيد البصيرة.
وقال الفياض بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد المصور "أحمد مهنا"، إن "إعلاميي الحشد يقومون بمهمة مقدسة مكمّلة لتضحيات المقاتلين الأبطال". مبينا، إن "حشدنا يمضي على بصيرة من أمره لأنه انطلق من فتوى المرجعية".
وتابع، إن "الحشد الشعبي ينحاز الى أصحاب المطالب لكن على بصيرة من أمره"، مردفا إن "الحشد الشعبي هو المعبّر عن مطالب الجمهور والمدافع الحقيقي عنهم".
وأكمل رئيس هيئة الحشد الشعبي: "لسنا أداةً من أدوات السلطة او الترهيب بل لإشاعة السلم والطمأنينة في نفوس الشعب"، مشيرا الى أن "اسم الحشد الشعبي هو من الشعب ويخدم الشعب بغطاء شرعي لكنه يتعرض لمؤامرات كبيرة".