تدوينة العسكري ونقاطه الخمس.. تذكير للحكومة بمهامها وتحذير من صفقات غير مدروسة
انفوبلس، تقارير
عاد وكعادته، ليضع النقاط على الحروف ويُذكّر الحكومة بمهامها، فعبر تدوينة من خمس نقاط، أجاد المسؤول الأمني لكتائب حزب الله أبو علي العسكري، بتلخيص واختزال أبرز الأحداث التي ترتبط مباشرةً بحياة العراقيين وكرامتهم وثرواتهم لعل أبرزها التواجد الأميركي وجدلية الإنهاء فضلاً عن طريق التنمية وما يتضمنه من غموض يستدعي التطمين قبل التنفيذ، بالإضافة إلى نقاط أخرى حرصت انفوبلس على تناولها وشرحها بطريقة مفصّلة مع بيان دلالات التغريدة وأبرز ما نتج عنها.
*النقطة الأولى.. عيد الغدير
بالتزامن مع اللغط الكبير والاعتراضات "السنية" الشعبية والسياسية على جعل يوم عيد الغدير عطلة رسمية، لم يغفل العسكري عن ذلك وأكد أن إقرار يوم عيد الغدير عطلة رسمية، سوف يُدخل السرور على قلب كل محب لأهل بيت النبوة (عليهم السلام) فهو عيد الله الأكبر.
وبيّن العسكري، أن هذا العيد اتفق المسلمون على وقوعه، إلا نواصب الوهابية - لو كانوا مسلمين - الذين تطرفوا بالتشنيع على أنصار أهل البيت إحياءه، والابتهاج به.
كانت هذه النقطة الأولى في تدوينة العسكري، والتي حظيت بتأييد واسع كون من اعترض على هذه العطلة كانت هدفهم الأول هو إثارة الطائفية وخلق حالة من التوتر الإضافي في العملية السياسية.
*النقطة الثانية.. جدلية التواجد الأمريكي
لقد تناولت شبكة انفوبلس ملف التواجد الأميركي في العراق بسلسلة طويلة من التقارير، وكانت آخر تطورات هذا المشهد وأبرزها هو زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى واشنطن ولقاؤه عددا كبيرا جدا من المسؤولين الأمريكان على رأسهم بايدن لبحث جملة من القضايا منها جدولة الانسحاب الأميركي من العراق، وهذا ما لم يتم ترجمته على أرض الواقع لغاية الآن.
ولكون العسكري يعلم بنوايا الاحتلال الخبيثة ويعي عدم التزامه بالعهود والمواثيق، فقد قال في النقطة الثانية من تدوينته، "لم نلمس جدّية العدو الأمريكي في إخراج قواته، وتفكيك مقاره التجسسية في العراق، وقد قالت المقاومة الإسلامية: إن أول الغيث هو خروجهم من العمليات المشتركة، وترك أجواء العراق للعراقيين، كما لم نر الجدية المطلوبة من الحكومة العراقية لإخراج هؤلاء الأوباش من أرض المقدسات، وقراءتنا هذه لها ما لها".
وعقب قراءة العسكري هذه، أكد مراقبون للمشهد العراقي، إن ما جاء في كلام العسكري ليس من فراغ مطلقا، كون الأخير يملك رؤية عميقة ويعلم أن واشنطن لا تفي بوعودها وأن على الحكومة مواصلة الضغط على كافة الصُّعد لتنفيذ هذا القرار.
*النقطة الثالثة .. عقود مشبوهة
لقد وقّع السوداني خلال زيارته إلى واشنطن عشرات العقود ومذكرات التفاهم مع الولايات المتحدة؛ بما فيها عقود تسليح تشمل طائرات هليكوبتر ودبابات. واتفقت بغداد وواشنطن على إعادة العمل باتفاقية الإطار الاستراتيجي لعام 2008 التي تتضمن العديد من المجالات، بما في ذلك قضايا التسليح والاستشارة وسواها من القضايا الفنية الخاصة بالمؤسسة الأمنية العراقية.
وبهذا الصدد، قال العسكري في النقطة الثالثة من تدوينته، إن العقود التي أُبرمت مع الأمريكان المحتلين يجب ألا تمر ما داموا على حالهم، بغض النظر عمن وقعها، أو دعمها، أو في أي حكومة تمت، بل علينا مقاطعة المنتجات الأمريكية، وماركاتها المشؤومة ولمثل هذا فليعمل العاملون.
لم يكن العسكري وحده من شكك بهذه العقود مطلقا، حيث كشفت لجنة الأمن والدفاع في أمس الأول عن عزمها إجراء تحقيق في ملف تعاقدات التسليح التي أبرمها السوداني، خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن الشهر الماضي. وهذا يدل على أن العسكري أجاد في تشخيص ملف هام أغفل عن الكثيرين.
*النقطة الرابعة.. طريق التنمية
في الشهر الماضي، وقع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مذكرة تفاهم رباعية بين العراق وتركيا وقطر والامارات للتعاون في "مشروع طريق التنمية".
وقال السوداني آنذاك، إن المذكرة التي تم توقيعها "تهدف إلى التعاون المشترك بشأن مشروع طريق التنمية الاستراتيجي".
لكن المذكرة اكتنزها الغموض، وهو ما دفع العسكري إلى التطرق لها والتحذير بالقول، "لا زال مشروع ما يسمى (طريق التنمية) يشكل مصدر قلق لنا، ويجب توفير الدلالات القاطعة والضمانات الاستراتيجية ومزيد من التطمينات قبل الشروع بتنفيذه".
*النقطة الخامسة.. دويلة الإمارات وسيادة العراق
أما في النقطة الخامسة من تدوينته، فقد أكد العسكري، أن "إعلان دويلة الإمارات فرض قيود على الطيران الأمريكي، لمنع تنفيذ ضربات من أراضيها على العراق واليمن، يحتاج إلى مصداق عملي يتوافق مع سلوكياتهم على الأرض، لنتأكد أنهم قد وعوا الدرس".
كما دعا المسؤول الأمني لكتائب حزب الله في ختام تدوينته، "الكويت والأردن ألا تكون أراضيهم منطلقا للاعتداءات على العراق".
*دلالات التغريدة.. رؤية استراتيجية عميقة
لقد حظيت تغريدة العسكري بتأييد واسع، أما عن دلالاتها فأكد مختصون، أن "تحفظ أبو علي العسكري على مشروع "طريق التنمية" ينبثق من رؤية استراتيجية عميقة لقائد يعرف المخططات المريبة التي تكمن خلف الوجه البراق لهذا المشروع".
وأضافوا، أن "حديث العسكري عن طريق التنمية يأتي لأنه من غير المعقول أن ينتظر العراق خيراً من مشروع تتبناه تركيا وقطر اللتان كانتا الداعمتين الأساسيتين لدlعش وأشباهه، كما تتبناه الإمارات التي تقود مشروع التطبيع في المنطقة".
وأشاروا إلى أنه "ما لم تستطع تركيا وقطر والإمارات تحقيقه عبر دعم الإرهاب، يمكن أن تحققه عبر اصطناع طرق مخادعة تحت عنوان التنمية!".
*حملة لمقاطعة المنتجات الأميركية
بعد تدوينة العسكري، والذي دعا في النقطة الثالثة منها مقاطعة المنتجات الأميركية، انطلقت حملة واسعة على تويتر تدعو للمقاطعة وتصدر وسم "قاطعوا المنتجات الأميركية" المنصة، وسط تأكيدات على أهمية المقاطعة ومدى مساهمتها في إضرار الشركات الأجنبية.