تسعة أشهر على الانتخابات.. انسحابات في تيار السوداني واحتمالات مثيرة لخريطة التحالفات المستقبلية

انفوبلس..
أعلن 4 أعضاء استقالتهم من تيار الفراتين برئاسة محمد شياع السوداني، بسبب "عدم التوصل لتفاهمات تُفضي إلى عمل سياسي وتنظيمي"، وذلك قبل عدة أشهر من الانتخابات النيابية المرتقبة، فهل يُعد هذا مؤشراً على ابتعاد طموح الولاية الثانية؟ وما هي خريطة التحالفات السياسية المحتملة في الفترة المقبلة؟
ونشر العضو عبد الله الحاج على صفحته في منصة "X"، إنه "بعد العجز عن الوصول إلى تفاهمات تفضي إلى عمل سياسي وتنظيمي يليق بمشروع الأخ المهندس محمد شياع السوداني، أُعلن رسميًا استقالتي من تيار الفراتين متمنياً لهم التوفيق وأن يكونوا على قدر المسؤولية في المرحلة المقبلة".
وقال العضو كرار التميمي: "بعد مراجعة المسار السياسي والتنظيمي في تيار الفراتين، ورغبةً في تحقيق رؤية أكثر انسجاماً مع قناعاتي، أُعلن استقالتي رسميًا، متمنياً لهم التوفيق في المرحلة القادمة والقدرة على مواجهة التحديات".
وكتب العضو كرار ياسر: "في ظل عدم التوصل إلى تفاهمات تضمن عملاً سياسيا وتنظيميًا يواكب مشروع الأخ المهندس محمد شياع السوداني، أُعلن رسميًا استقالتي من تيار الفراتين، متمنيًا لهم التوفيق في المرحلة المقبلة وتحمل مسؤولياتها".
وقال العضو محمد الحاج: "نظراً لعدم التوصل إلى تفاهمات تحقق عملاً سياسيا وتنظيميا يليق بمشروع الأخ المهندس محمد شياع السوداني، أُعلن استقالتي رسميًا من تيار الفراتين، متمنيًا لهم التوفيق والقدرة على تحمل مسؤوليات المرحلة القادمة".
ويرى مراقبون، أن العديد من الكتل السياسية تحاول إبعاد السوداني وحزبه (تيار الفراتين) عن الانتخابات البرلمانية المقبلة في 2025، وإجباره على عدم خوضها كما حصل في انتخابات مجالس المحافظات التي جرت في نهاية العام 2023.
وحول نيته خوض الانتخابات النيابية المقبلة، أكد عضو مجلس النواب محمد الصيهود، قبل نحو 3 أشهر، أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني سيشارك في الانتخابات المقبلة، وإنه رفض شرط الإطار التنسيقي لحصوله على الولاية الثانية مقابل عدم اشتراكه في الانتخابات المقبلة بمعزل عن الإطار.
وبين، أن "الحصول على الولاية الثانية لا علاقة له بنتائج الانتخابات، وإنما التوافقات السياسية"، مستشهداً بـ "حصول مصطفى الكاظمي على رئاسة الوزراء دون الدخول في الانتخابات".
وأشار إلى أن "دخول السوداني في الانتخابات المقبلة بكتلته أو متحالفاً سيُحدَّد في وقتها".
ووضعت الاصطفافات السياسية في مجالس المحافظات، بعد مرحلة ما بعد الانتخابات المحلية، أساساً لملامح التحالفات المنتظرة قُبيل الاقتراع العام الذي تتهيأ مفوضية الانتخابات لإجرائه في تشرين الأول/أكتوبر المقبل، والتي قرّبت محمد الحلبوسي من نوري المالكي، وعمار الحكيم من حيدر العبادي، بينما فضّلت كتل التحالف الكردستاني العمل بشكل منفرد.
وبدأ "تيار الفراتين" الذي يتزعمه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني حملة التحشيد الانتخابي للأخير في العاصمة بغداد.
وتقول مصادر مقربة من التيار، إن السوداني تحرك أخيراً نحو شيوخ العشائر في بغداد، وطلب منهم مناصرة حملته الانتخابية المقبلة، مشيرة إلى أن بعض هؤلاء الشيوخ افتتحوا مكاتب للترويج للسوداني والسعي لإنجاز طلبات الناس.
وتضيف المصادر، أن تلك المكاتب العشائرية تتلقى شهرياً 15 ألف دولار، مشيرة إلى أنها تنشط في المناطق الشمالية للعاصمة.
وتكشف المصادر عن اتفاق مبدئي بين "تيار الفراتين" و"تحالف الفتح" على خوض الانتخابات في قائمة واحدة، مؤكدة أن السوداني يحاول استقطاب "التيار الصدري" إلى تحالفه الانتخابي المحتمل.
ويرى القيادي في "ائتلاف دولة القانون" إبراهيم السكيني، أن طبيعة التحالفات يحددها الشكل النهائي لقانون الانتخابات الذي لم يتفق عليه بين الكتل السياسية داخل مجلس النواب، مشيراً إلى أن هناك حراكاً برلمانياً لتعديل القانون.
ويفيد السكيني، بأن ائتلافه بزعامة المالكي يفضل المشاركة في الانتخابات المقبلة بشكل منفرد، وهو ما حصل في الانتخابات الماضية.
ويقول السكيني، إن "دولة القانون" يسعى لتضمين قانون الانتخابات شرط استقالة المسؤول التنفيذي قبل الترشح، بدءاً من رئيس الوزراء ونزولاً إلى منصب المدير العام "كي نتجنب توظيف المال العام وموارد الدولة في الحملات الانتخابية".
وبحسب السكيني، فإن السوداني لم يحافظ على مسار المنهاج الوزاري الذي خطه له الإطار التنسيقي: "لم يكن ائتلاف دولة القانون مرتاحاً إلى قضية التخابر في مكتب رئيس الوزراء، وهو غير راض عن إرسال فريق مخابراتي عراقي إلى سوريا للقاء قاتل الشعب العراقي، كما أنه تباطأ في محاسبة المدانين بصفقة القرن".
ويضيف السكيني، إن رواتب الموظفين في زمن السوداني أخذت تتأخر، لأن رئيس الوزراء بدأ يسحب الأموال لمصلحة تشييد الجسور.
إلى ذلك، يقول القيادي في التيار الصدري رافد العطواني، إن "مجسّات الحراك الأخير تشير إلى احتمالية عودة التيار الوطني الشيعي للعمل السياسي والمشاركة في الانتخابات بنسبة 90 بالمئة"، كاشفاً عن وجود "نشاط خفي" للمكتب السياسي الذي لا يزال مغلّقاً بشكل رسمي، حتى الآن.
ويضيف العطواني، إن "الصدر لا يتحالف مع أحد قبل الانتخابات، إنما يتيقن من الثقل الانتخابي للشريك السياسي قبل التحالف معه".
ويردف، إن "الصدر قد يتحالف مع بعض قوى الإطار التنسيقي التي تحمل رؤية قريبة من مزاج التيار الصدري"، مشيراً إلى أن الصدر إذا ما رتب لتوافق معين مع أحد الأطراف السياسية فإنه سيكون في خانة المعارضة النيابية.
المحلل السياسي فلاح حسن يرجح أن يكون هناك تحالف انتخابي يضم "ائتلاف دولة القانون" (المالكي) و"حزب تقدم" (الحلبوسي) و"ائتلاف الأساس الوطني" (المندلاوي)، بينما قد تذهب بقية القوى السنية باتجاه السوداني وتحالفه.
وكان رئيس "تحالف السيادة" خميس الخنجر، التقى الشهر الجاري، رئيس "الحزب الديموقراطي الكردستاني" مسعود بارزاني، لبحث التحالفات الانتخابية المقبلة.
ويقول حسن، إنّ الضبابية تخيّم على المشهد السياسي الراهن، وبالتالي فإن الحديث عن تحالفات سياسية أو انتخابية مستقبلية لا يزال مبكراً، لافتاً إلى أن السوداني دخل معادلة قادة التحالفات وصار أحد أقطابها، وأن جمهوره الانتخابي سيكون من ناخبي قوى "الإطار التنسيقي" بالدرجة الأساس.
لكن السكيني لا يقتنع بذلك، ويرى أن السوداني لن يؤثر على القاعدة الجماهيرية لـ"ائتلاف دولة القانون".
ويُرجّح حسن أن يطبخ البرلمان قانوناً انتخابياً جديداً يحفظ للقوى المتنفذة، على أقل تقدير، جمهورها الانتخابي.
كما يتوقع أن يعود "التيار الصدري" إلى الساحة السياسية، بقوة، قبيل الانتخابات النيابية المقبلة، معتبراً أن "الكتلة الصدرية تمثل فاعلاً أساسياً في استقرار العملية السياسية".