تعميم مذكرة اعتقال الجولاني على جميع الأجهزة الأمنية العراقية.. سجون الكرخ والرصافة تتأهب فهل سيحضر القمة؟

انفوبلس/ تقارير

بعد استعراض مذكرة القبض الصادرة بحقه، وإثبات صحتها في أكثر من مناسبة، كشف أحد النواب اليوم عن تعميم مذكرة اعتقال قضائية صادرة بحق الجولاني على جميع الأجهزة الأمنية ونقاط التفتيش داخل البلاد، وهذا يعني أن تلك القوات ستكون ملزمة باعتقاله حال دخوله العراق، فما إمكانية ذلك؟ وهل سيحضر الجولاني إلى القمة العربية بعد هذا التطور؟

مذكرة قبض بعد اعتراف الإرهابيين

في نهاية العام الماضي، كشفت مصادر مطلعة، عن وجود أمر قبض صادر من القضاء العراقي بحق "أحمد الشرع" المعروف بـ"أبو محمد الجولاني" قائد جبهة تحرير الشام الإرهابية.

وقالت المصادر حينها، إن "الجولاني خلال وجوده في العراق عندما كان في تنظيم القاعدة الإرهابي، تم اعتقاله من الجانب الأمريكي بين عامي 2007 -2008، لكن بعدها تم الإفراج عنه من قبل الأمريكيين أنفسهم، ولم يكن للجانب العراقي أي علاقة، كما لم يصدر عليه أي حكم من القضاء العراقي في وقتها".

وبينت المصادر: "لكن بعد اعتراف معتقلين بتهم إرهابية مختلفة على الجولاني، تم إصدار مذكرة قبض لاحقة بحقه قبل سنوات".

وقبل أيام، استعرض النائب مصطفى سند، مذكرة قبض رسمية على الجولاني صادرة في 2020 بالدعوى من قبل جهاز المخابرات العراقي.

المذكرة قائمة قبيل التفعيل

وتعليقاً على الموضوع، أكد المراقب السياسي هيثم الخزعلي، أن القضاء العراقي أصدر مذكرة قبض رسمية بحق زعيم “هيئة تحرير الشام” أبو محمد الجولاني، مشدداً على أن هذه المذكرة ستُفعّل فور دخوله الأراضي العراقية، بغض النظر عن أي دعوة رسمية قد توجهها له الحكومة.

وقال الخزعلي في تصريح صحافي تابعته شبكة انفوبلس، إن “القضاء العراقي أكد وجود مذكرة قبض سارية بحق الجولاني، وسيتم تنفيذها فور دخوله العراق”.

وأضاف أن “توجيه الحكومة دعوة رسمية للجولاني لحضور القمة العربية التي ستعقد يوم 17 من الشهر الجاري بالعاصمة بغداد، لا يُلغي قرار القضاء، وذلك التزامًا بمبدأ الفصل بين السلطات”.

ورجّح الخزعلي أن “الجولاني لن يحضر القمة بنفسه، بل قد يُرسل ممثلاً عنه على مستوى معين”.

وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني قد أعلن، في وقت سابق، توجيه دعوة رسمية إلى “الجولاني” لحضور القمة العربية المرتقبة في بغداد.

تفعيل المذكرة وتعميمها

في أحدث تطور على مذكرة القبض، كشف النائب المستقل هادي السلامي، اليوم السبت، عن تعميم مذكرة اعتقال قضائية صادرة بحق زعيم "جبهة النصرة" الإرهابية أبو محمد الجولاني على جميع الأجهزة الأمنية ونقاط التفتيش داخل البلاد، مؤكداً ضرورة تنفيذها فور دخوله الأراضي العراقية.

وقال السلامي في تصريح صحفي تابعته شبكة انفوبلس، إن "الجولاني متورط بارتكاب جرائم إرهابية ضد أبناء الشعب العراقي، وكان له دور كبير في عمليات القتل والتهجير التي طالت الأقليات داخل البلاد"، مشدداً على أنه "شخص مدان بالإرهاب ومطلوب للعدالة العراقية".

وأضاف أن "مذكرة الاعتقال صادرة من مجلس القضاء الأعلى، وتم تعميمها على جهاز المخابرات الوطني، وجهاز الأمن الوطني، ووزارة الداخلية، وجهاز الاستخبارات، ودوائر الشرطة المحلية والاتحادية، بالإضافة إلى استخبارات الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب".

وأشار السلامي إلى أن "المذكرة صدرت وفقاً لأحكام المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب، وتشمل إلقاء القبض الفوري على الجولاني في حال وصوله إلى الأراضي العراقية".

اشتراط سعودي

بالمقابل، كشف عضو تحالف الأنبار المتحد، محمد الدليمي، اليوم السبت، عن اشتراط السعودية دعوة زعيم “هيئة تحرير الشام” الإرهابية أبو محمد الجولاني، مقابل مشاركتها ودول مجلس التعاون الخليجي في قمة بغداد المرتقبة.

وقال الدليمي، إن “السعودية اشترطت على الحكومة العراقية دعوة الجولاني لحضور قمة بغداد كشرط لحضورها وحضور دول الخليج، في مؤشر على وجود مخطط إقليمي تقوده بعض الدول الخليجية بدعم أميركي غير معلن لإعادة تشكيل المشهد الأمني في العراق”.

وأضاف، إن “عدداً كبيراً من أعضاء مجلس النواب طالبوا الحكومة بالاكتفاء بتمثيل سوريا عبر سفيرها في بغداد، دون الحاجة إلى دعوة الجولاني، كونه شخصية مرفوضة ومطلوبة قضائياً بتهم تتعلق بتنفيذ عمليات إرهابية في بغداد ومحافظات أخرى”.

وأوضح الدليمي، إن “الشرط السعودي يندرج ضمن محاولات لتبييض صورة الجماعات الإرهابية وإعطائها ضوء أخضر للعودة إلى الساحة العراقية، بما يشكل تهديداً مباشراً لأمن واستقرار البلاد”.

وأكد، إن “دعوة الجولاني، في حال تمت، قد تؤدي إلى فشل قمة بغداد بسبب الاعتراضات الواسعة على شخصيته، وانعدام الثقة بين جماعته والحكومة العراقية، مما يجعل من الصعب التوصل إلى أي اتفاقات مجدية”.

سجل إجرامي واضح

من جانبه، رأى المحلل السياسي إبراهيم السراج، أن حضور الإرهابي أبو محمد الجولاني الى قمة بغداد لا يعفيه من السجل الإجرامي الخاصة به في العراق بعد كل ما ارتكب من جرائم إرهابية بحق العراقيين.

وقال السراج في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إن "وجود أبو محمد الجولاني في بغداد باعتباره رئيس لسوريا حاليا لا يعفيه من الجرائم الإرهابية التي ارتكبها بحق الشعب العراقي إطلاقاً".

وأضاف، إن "تقديم الدعوة للجولاني من اجل الحضور الى القمة العربية في بغداد يوم 17 أيار الجاري تعد استهانة بدماء العراقيين، اذ كان من الأفضل عدم خضوع الحكومة للضغوطات بخصوص الشخص المذكور".

وبين، إن "بغداد لديها سجل اجرامي للارهابي الجولاني خلال فترة وجوده مع داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى، وبالتالي فأن هناك رفض شعبي كبير لتواجد هذا الشخص في بغداد لحضور اعمال القمة العربية المرتقبة".

قد لا يحضر لأسباب قضائية

في النهاية، استبعد النائب مختار الموسوي، حضور الجولاني إلى القمّة العربية المقررة في بغداد خلال الأيام المقبلة، عازياً ذلك إلى ظروف أمنية وقضائية تتعلّق به.

وقال الموسوي في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إن "القمة العربية المزمع عقدها في بغداد تأتي في ظل ظروف استثنائية تعيشها المنطقة، ما يمنحها أبعاداً سياسية وأمنية مختلفة"، مبيناً أن "الجولاني لن يحضر هذه القمّة، وسيتم إرسال ممثل عنه بدلاً من ذلك".

وأضاف، إن "عدم حضور الجولاني مرتبط بعدة أسباب، أبرزها الأوضاع غير المستقرة في دمشق، التي تشهد حالة من الفوضى والتقاطعات الأمنية والسياسية، فضلاً عن وجود مذكرات قبض صادرة بحقه من القضاء العراقي".

وأوضح الموسوي، إن "هناك رفضاً واسعاً من قبل القوى الشعبية وعدد كبير من التيارات السياسية لوجود الجولاني في بغداد"، مشيراً إلى أن "البيئة السياسية والشعبية في العراق لا ترحب بمشاركته في القمة".

وتابع، إن "جملة المعطيات تؤكد أن الأوضاع في سوريا، إلى جانب الرفض الشعبي في العراق، سيدفعان الجولاني إلى عدم الحضور، والاكتفاء بإرسال ممثل عنه".