"تقدُّم" تتصرف بهمجية.. شقيق الحلبوسي يقطع الكهرباء عن شرق الفلوجة بسبب اصطفافها ضد أخيه.. والأنباريون يؤيدون تحركات بغداد ضد الفاسدين
انفوبلس/..
اتهم الشيخ عبد الستار الدليمي، أحد شيوخ ووجهاء الأنبار، الأحد، شقيق رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي بقطع التيار الكهربائي عن مناطق شرق الفلوجة لدوافع سياسية.
وقال الدليمي في تصريح، إن "شقيق الحلبوسي (مثنى) أوعز بتغيير مسار أحد خطوط نقل الطاقة الكهربائية المغذية إلى إحدى قرى قضاء الكرمة شرقي مدينة الفلوجة، ما تسبب بانقطاع التيار الكهربائي وتذبذبه على خلفية عدم تأييد المنطقة المستهدفة لتوجهات حزب تقدُّم الذي يتزعمه شقيقه الحلبوسي واصطفافها مع حزب آخر".
تحويل مسار خطوط نقل الطاقة الكهربائية جاء على خلفية تعليمات الحلبوسي لمدير دائرة كهرباء القضاء
وأضاف، إن "تحويل مسار خطوط نقل الطاقة الكهربائية جاء على خلفية تعليمات الحلبوسي لمدير دائرة كهرباء القضاء حيت تمت عملية التحويل ليلاً دون علم سكان المنطقة حيث تفاجأوا بهذا التصرف غير الإنساني في ظل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة".
وتابع الدليمي، إن "معارضة أي منطقة لتوجهات الحزب الحاكم يتم التعامل معها بطرق غير قانونية وتُنفَّذ من قبل قيادات الحزب الذين يديرون الدوائر الحكومية ".
تظاهرات أنبارية ضد فساد "تقدُّم"
وانطلقت في محافظة الانبار، تظاهرات غاضبة، لدعم الإصلاحات الحكومية والنزاهة، من خلال الإطاحة بعدد من المسؤولين المتورطين في ملفات الفساد من جهة، فضلا عن رفض الهيمنة التي يفرضها حزب الحلبوسي على جميع الملفات في المحافظات.
مراقبون للشأن السياسي، أكدوا أن التظاهرات التي شاركت فيها حشود كبيرة، في الانبار لرفض ملفات الفساد وتدخلات الجهات المتنفذة، هي "بداية الصراع السياسي الذي يسبق انتخابات مجالس المحافظات المقبلة".
حيث بدأت المعركة السياسية الانتخابية مبكرا في الانبار، من خلال التظاهرات التي خرجت اليوم من جمهور الكتل السياسية الناشئة، في تظاهرات كفلها الدستور من أجل التعبير عن الرفض لبعض الجهات السياسية والتأييد للكتل الناشئة في الانبار.
ويؤكد مراقبون، أن "التظاهرات جاءت بالتزامن أيضا مع الإصلاحات التي قام بها رئيس الوزراء في استبدال العديد من المناصب الإدارية والأمنية في المحافظة".
وخرجت صباح اليوم تظاهرات غاضبة في محافظة الانبار لدعم الإصلاحات الحكومية والنزاهة من خلال الإطاحة بعدد من المسؤولين المتورطين في ملفات الفساد من جهة، فضلا رفض الهيمنة التي يفرضها حزب الحلبوسي على جميع الملفات في المحافظات.
بداية الإطاحة بالحلبوسي
التظاهرات في محافظة الانبار هي بداية شرارة الإطاحة برئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي
واعتبر المحلل السياسي قاسم بلشان، أن خروج التظاهرات في محافظة الانبار هي بداية شرارة الإطاحة برئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، فيما أكد أن الخصوم السياسيين بدأوا بالبحث عن الثغرات للإطاحة بالقوى الأخرى.
وقال بلشان، إن "الوضع العام في المحافظات الغربية يشير الى تصدعات كبيرة قبل الانتخابات وبعدها"، مشيرا إلى أن "التغييرات الكبيرة التي تجري الآن في المناصب والمتورطين في ملفات الفساد أحد أسباب اشتعال الصراع السياسي".
تجاوزات سابقة لشقيق الحلبوسي
أفاد مصدر أمني رفيع المستوى في محافظة الانبار، في 24 حزيران 2022، أن آمر فوج طوارئ شرطة الأنبار السادس، تعرض للضرب والإهانة من قبل حماية (مثنى) شقيق محمد الحلبوسي في مدينة الفلوجة.
وقال المصدر، إن "سيطرة أمنية تابعة لفوج طوارئ شرطة الأنبار السادس أحد تشكيلات قيادة شرطة الانبار اعترضت موكب مثنى الحلبوسي شقيق محمد الحلبوسي على خلفية قيادة الحلبوسي لموكبه عكس السير ما دعا السيطرة الأمنية إلى إيقافه، وحصلت مشاجرة بين السيطرة الأمنية وأفراد موكب الحلبوسي بحضور آمر الفوج السادس العقيد عادل التبان وتطور الأمر إلى الاعتداء على التبان بالضرب المبرح ما دعا قائد شرطة الأنبار السابق، الفريق هادي رزيج كسار إلى اعتقال التبان وإيداعه السجن".
قائد الشرطة يصطف مع الحلبوسي ضد القانون
وأضاف، إن ”ضغوطات كبيرة مورست على قائد شرطة الانبار، لاعتقال التبان، وإيداعه السجن وتكليف العقيد قيس النعيمي بدلا منه، مبينا أن ”الاعتداء على التبان جعله يقدّم استقالته من سلك الشرطة كون أن القانون ــ على حد قوله ــ لا يطبَّق إلا على الضعيف”.
واستغرب من اصطفاف قائد شرطة الانبار مع الحلبوسي، ضد ضابطه الذي نفَّذ القانون، موضحا أن ”عواقب هذا الاعتداء سوف يؤثر سلباً على الشارع الانباري حيث أكد عدد من الضباط أن أحكام ظالمة تنفذها المؤسسات الأمنية ضد أبرياء، مؤكدا أن التبان مازال موقوفا وعلى ذمة التحقيق رغم تقديمه الاستقالة من منصبه“.
يشار إلى أن آمر فوج طوارئ الانبار السادس العقيد عادل التبان قدّم استقالته” قبل ساعات” بعد تعرضه للإهانة من قبل حماية شقيق الحلبوسي إثر مخالفة موكبه للقانون في مدينة الفلوجة.
الحكم على "التبان"
وبعد 10 أشهر من تصادمه مع شقيق محمد الحلبوسي، وتعدد المجالس التحقيقية والمواد القانونية التي طُبِّقت بحقه، تم الحكم على آمر فوج الطوارئ السادس، العقيد عادل التبان، بالحبس لمدة 9 أشهر، بعد أن تم تغيير مدة محكوميته بتغيير المادة القانونية عن حكم سابق صدر بحقه في أيلول 2022 بالحبس لشهرين فقط.
وفي أيلول 2022، صدر حكم بالحبس البسيط بحق العقيد التبان لمدة شهرين وفق المادة 240 من قانون العقوبات، وبدلالة بعض المواد القانونية من قانون قوى الامن الداخلي، بتهمة قيامه بنشر صوره على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبعد 6 أشهر من ذلك، وتحديدا في 13 نيسان 2023، تمت إعادة أوراق العقيد التبان مجددًا إلى وكالة وزارة الداخلية لشؤون الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية، مع التشديد على إنجاز المجلس التحقيقي خلال 3 أيام فقط.
وبالفعل، بعد 3 أيام، وتحديدا في 17 نيسان، تم تغيير المادة القانونية من 240 من قانون العقوبات ومن تهمة نشر صوره على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى المادة 322 من قانون العقوبات، وتغيير الحكم الى الحبس 9 أشهر، وبتهمة اعتقال شخص دون أمر قضائي.