تهديد حقيقي أم كذبة بارزانية؟ منظمة تركية مجهولة تتبنى حريق أربيل.. "العهد الوطني" اسم يظهر للمرة الأولى في وسائل الإعلام
انفوبلس..
نشرت جماعة تركية "مجهولة" بياناً تبنَّت فيه الحريق الذي نشب بسوق "البالة" في أربيل مساء الثلاثاء الماضي، وقالت إنها دمرت أكثر من ألف محل، فيما ادَّعت قيامها بأنشطة مماثلة في كركوك وشمال سوريا.
ونشرت المجموعة بيانها عبر موقع حمل اسم "ahdi milli teskilati" أو "منظمة العهد الوطني"، وقالت إنها أحرقت سوقاً آخر في كركوك خلال تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وكانون الثاني/ يناير 2024، فيما أكدت أنها نظمت عملية يوم أمس بافتعال الحريق في 18 نقطة.
المنظمة المجهولة
"منظمة العهد الوطني"، اسم يُذكر لأول مرة في المنطقة، حيث ليس لهذه المنظمة أي وجود أو خبر أو تصريح أو أي شيء يخصها، سوى موقع إلكتروني بسيط جدا وشبه فارغ يحتوي على مواد نصّية وفيديوية وصورية تمجّد العِرق التركي وتتوعد بالتوسع وضم أراضٍ عراقية إلى تركيا.
مجهولية المنظمة دفع العديد من المحللين والمراقبين إلى التشكيك في وجودها، والتخمين بأنها كذبة أطلقتها حكومة إقليم كردستان لخلق عدو وهمي ومحاربته، وللتنصّل عن المسؤولية بحجة الاستهداف الممنهج.
وأعلنت محافظة اربيل، مساء أمس الأربعاء، أن حريق سوق البالة تسبب باحتراق 166 من أصل 2400 محل وأصاب 90 شخصا من عناصر الدفاع المدني والمواطنين بحالات اختناق.
ومساء الثلاثاء، أتى حريق كبير على سوق "البالة" وسط المدينة، والتهم عدداً من المحال التجارية.
وقال شهود، إن "سبب الحريق هو تماس كهربائي، وتم إبلاغ الدفاع المدني لكن الفرق التي وصلت في بادئ الأمر لم تتمكن من السيطرة عليه وامتدت النيران لتطال ما يقرب من 40% من محال السوق".
فيما أكد المتحدث باسم مديرية الدفاع المدني في أربيل، المقدم كاروان علي، خلال مؤتمر صحفي إرسال أكثر من 20 فرقة إطفاء وبمشاركة أكثر من 100 رجل إطفاء، مؤكدا أن الحريق استمر لأكثر من ثلاث ساعات قبل أن يتم إخماده.
الأقدار أيضا تحاصر بارزاني
منذ أعوام، يمر شمالي العراق وشعبه بظروف مأساوية وقاسية متفاقمة ومتراكمة بسبب كونه قابعاً تحت سلطة ديكتاتورية ومتخبطة متمثلة بحكم آل بارزاني لإقليم كردستان منذ عقود، الأمر الذي أفقر الشعب الكردي وأوصله إلى مرحلة الغليان ضد حكومة إقليمه التي باتت عاجزةً تماماً عن تقديم أي حلول أو تنفيذ ما يطمح له الكرد وينتظرونه من حكومتهم.
سلطة بارزاني في الآونة الأخيرة صارت تتلقى نكبات متتالية، فبين الخلافات بداخل العائلة الواحدة، والخلافات مع شركاء القومية، والغليان الشعبي، والأزمات الاقتصادية والسياسية والأمنية، أُضيفت لها اليوم حتى الأقدار السلبية، حيث اندلع حريق كبير في أربيل لم يستطع الدفاع المدني التعامل معه بالشكل المطلوب فالْتَهمَ مئات المحال ما عقّد الأمور على حكومة الإقليم أكثر وأكثر.
مصدر محلي في أربيل أفاد، مساء الثلاثاء، باندلاع حريق كبير في سوق "البالة" وسط المدينة.
وقال المصدر، إن "الحريق اندلع في الساعة السابعة مساءً تقريباً والتهمَ عدداً من المحال التجارية"، موضحا أن "فرق الدفاع المدني عملت جاهدة للسيطرة عليه".
وبحسب شهود أكدوا، أن "سبب الحريق هو تماس كهربائي، وتم إبلاغ الدفاع المدني لكن الفرق التي وصلت في بادئ الأمر لم تتمكن من السيطرة عليه وامتدت النيران لتطال ما يقرب من 40% من محال السوق".
من جانبه، قال المتحدث باسم مديرية الدفاع المدني في أربيل، المقدم كاروان علي، خلال مؤتمر صحفي إنه "تم الإبلاغ عن الحريق في الساعة السابعة و22 دقيقة، وتم إرسال أكثر من 20 فرقة إطفاء وبمشاركة أكثر من 100 رجل إطفاء، واستمر الحريق لأكثر من ساعتين قبل أن يتم إخماده".
وبين، إن "الحريق من الحرائق المرتفعة الخطورة لوجود مواد كيميائية وملابس فيه"، مشيراً إلى تسجيل حالات اختناق فقط من دون أي إصابات.
وأكد علي، "ليس لدينا لغاية الآن أي معلومة عن سبب اندلاع الحريق".
وقبل إخماده بالكامل، أكّد محافظ أربيل أوميد خوشناو، أن فرق الدفاع المدني سيطرت على 95% من الحريق الذي اندلع في سوق "لنگە".
ومضى بالقول: "ليست هناك أرقام دقيقة، لكن بحسب المعلومات الأولية فإن عدداً كبيراً من المحلات التجارية احترقت دون تبين عددها بشكل دقيق"، مشيراً إلى أن "العدد الكبير من المتجمعين تسبب بعرقلة عمل فرق الإطفاء".
وذكر أنه تم "نقل 20 شخصاً إلى المستشفى ومنهم عدد من رجال الدفاع المدني بسبب حالات الاختناق وحالتهم الصحية جيدة".
وتابع، أن "فرقنا قريبة من إخماد الحريق وندعو المواطنين إلى الابتعاد عن مكان الحريق"، مبيناً: "قررنا تشكيل فريق مشترك من الأسايش والشرطة والزيرفاني للانتشار في مكان الحادث".
واختتم قائلاً: "سنعلن عن سبب الحريق وحجم الخسائر فيما بعد وفي حال وجود مقصرين فستتم محاسبتهم"، موضحاً أن فرق البلدية والدفاع المدني ستبدأ بإزالة المخلفات بعد السيطرة على الحريق.
من جانبه، أوضح المتحدث باسم الدفاع المدني، المقدم كروان ميراودلي، أن هناك 18 فريقاً تعمل لإخماد الحريق الذي بدأ بحدود الساعة 19:23 بتوقيت أربيل.
وفي الوقت الذي شكر المتطوعين الذين ساعدوا فرق الدفاع المدني، تأسّف المقدم ميراودلي بسبب الفوضى التي خلقها المواطنون وأصحاب المحلات التجارية.
وأشار إلى أن طبيعة المنتجات الموجودة في السوق والسريعة الاشتعال كانت سبباً في اتساع رقعة النيران.
مؤكّداً أن ما بين 10 إلى 15 بالمئة من السوق احترق.
وتعرض سوق "لنگە" عدة مرات لنشوب حرائق خلال السنوات الماضية، وتم تجديد السوق بطريقة حديثة، إلا أن الحريق اندلع مرة أخرى ليلة أمس.
ويقع السوق بين شارعي 40 متر و100 متر في أربيل، ويحتضن المئات من المحلات التجارية التي تعرض مختلف أنواع البضائع.