جمجمّال يغلي بعد مقتل نجل كويخا.. اغتيال سياسي لابن قيادي كردي مثير للجدل وانتشار كثيف لمليشيات بارزاني
انفوبلس..
عاش سكان قضاء جمجمّال بمحافظة السليمانية يوماً مرعباً بعد وقوع هجوم مسلح من قبل مجهولين استهدف نجل القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني عبدالله كويخا مبارك أدى إلى مقتله على الفور.
دائرة صحة جمجمال أعلنت، أمس الثلاثاء، مقتل شاب بسبب نزاع اجتماعي، فيما قام مجهولون بإحراق منزل الجُناة.
وقال المتحدث باسم صحة جمجمال شريف رحيم، إن "شابا يبلغ من العمر 21 عاما قُتِل بالرصاص في منطقة جمجمال جنوب غرب السليمانية".
وأضاف شريف، إن "الشاب المقتول هو نجل عبد الله كويخا مبارك".
وبحسب المعلومات المتداولة فإن المشكلة كانت بين أشخاص وابن عبد الله كويخا مبارك، وبعد الحادث أحرق مجهولون منزل مَن قتل الشاب، فيما هرعت فرق الدفاع المدني في جمجمال للسيطرة على الحريق.
تبع الحادثة إعلان استنفار أمني مكثّف في القضاء حيث اكتظّت شوارع جمجمال بالسيارات المدرّعة العسكرية غير الرسمية التابعة لحزب بارزاني.
القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني عبدالله كويخا مبارك، علّق على واقعة مقتل نجله بالرصاص في جمجمال بمحافظة السليمانية.
وقال مبارك أثناء دفن جثمان نجله: "أوجه الشكر لجميع الأهالي والجمع الغفير الذي حضر مراسيم الدفن، الوضع الأمني والسياسي متشنّج ولا نريد أن نزيده تعقيداً في الوقت الحالي، وإننا ملتزمون بأمن واستقرار المدينة والوضع العام في إقليم كردستان، لذا أُطالب أقاربي وأعضاء الديمقراطي والمؤيدين بضبط النفس".
وأضاف، "سيكون لنا موقف في حينه وفي الوقت المناسب، ابني كان مصاباً جراء حادث مروري ولم يكن على علاقة بأي توتر أو حدث أمني وسياسي وأن استهدافه أمر خسيس ومنافٍ للأخلاق".
أقارب الضحية أوضحوا في تصريحات لوسائل إعلام كردية محلية، أن "الشاب سرهد عبدالله قُتل برصاصة في سوق جمجمال".
وأكد مصدر طبي في جمجمال، أن "مقتل نجل عبدالله كويخا مبارك كان بالرصاص أدى إلى إصابته ثم وفاته بعدها بوقت قصير".
ولم تعلن الجهات الأمنية في القضاء أسباب الحادث وما إذا كانت هناك إجراءات لكشف ملابساته.
مصادر حكومية وجهات تحقيقية أوضحت، أن "عائلة القتيل لديهم نزاع عشائري مع أقرباء لهم منذ عام". مبينة، أن "مسلحين من أقارب القتيل هاجموا منزلاً وأضرموا فيه النار يُشتبه بأن القاتل ينتمي إليه".
رئيس وزراء إقليم كردستان مسرور بارزاني قدّم تعازيه خلال اتصال هاتفي جمعه مع "عبدالله كويخا مبارك" وذلك بمقتل نجله.
وذكرت رئاسة وزراء الإقليم في بيان، أن "بارزاني وإضافة إلى التعبير عن التعازي و المواساة تمنى أن يرحم الله الفقيد ويسكنه فسيح جناته وأن يُلهم أهله الصبر والسلوان".
وأضاف البيان، أن "بارزاني عبّر عن شُكره لعبدالله كويخا مبارك على موقفه الرجولي والمسؤول والوطني وأكد على أن هذه الجرائم يجب أن تنتهي و يُسلَّم المتهمون إلى المحكمة". مبينا، أن "كويخا مبارك عبّر عن شكره هو وعائلته لاتصال رئيس وزراء إقليم كردستان ومواساته".
ويُعد والد القتيل والقيادي الكردي عبدالله كوخيا من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في إقليم كردستان، حيث برز اسمه بادئ الأمر عام 2016، بعد وقوع خلافات بينه وبين حركة التغيير الكردية التابعة لها آنذاك.
الخلاف بدأ حين نشر كويخا على صفحته الشخصية آراء له بخصوص خلافات وانشقاقات داخل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، ما اضطر حركة التغيير إلى إصدار بيان تعلن فيه وقوفها على الحياد والأسف لما صدر عن القيادي فيها عبد الله كويخا.
تبع ذلك تصريحات لكويخا أدلى بها أثناء حدوث تظاهرات في جمجمال تطالب بتحسين واقع الكهرباء في القضاء والذي يعتبر سيئا جداً لمنطقة تغذّي نصف احتياجات الإقليم من الكهرباء عن طريق الغاز الطبيعي، وجرت خلالها العديد من الاحتكاكات السياسية بين الأحزاب الكردية.
كويخا كتب حينها على صفحته في فيسبوك: “إذا استمر الحزب الديمقراطي الكردستاني في إهانة حركة التغيير ونوابنا فلن نقبل بذلك وكخطوة أولى سنوقف إمدادات الغاز الطبيعي من جمجمال إلى أربيل ودهوك”، الأمر الذي لم يجد دعماً من الحركة والتزمت الصمت.
مصادر مطلعة كشفت أن الخلافات المذكورة تفاقمت فيما بعد حتى وصل إلى انفصال كويخا عن الحركة وتقاربه مع الحزب الحاكم في كردستان (الحزب الديمقراطي الكردستاني).
ولم يستغرق الأمر كثيرا حتى تم في ليلة التاسع والعشرين من كانون الثاني (يناير) من عام 2016 تفجير الأنبوب الذي ينقل الغاز الطبيعي من حقول كورمور إلى محطة كهرباء أربيل ضمن حدود بلدة شوان (قرب جمجمال) وبذلك تعطّلت بعض محطات الكهرباء في كردستان التي تعمل بالغاز الطبيعي.
وفي اليوم نفسه أعلن مسؤولو الآسايش أنه تم تفجير أنبوب الغاز بواسطة مادة (تي أن تي) وقد تعرّض الأنبوب إلى أضرار بطول مترين، ولكن عبدالله نفى علاقته بالحادث.
وفي عام 2017، هزّ انفجار عنيف أرجاء قضاء جمجمال بمحافظة السليمانية، ليتبيّن انه ناتج عن قصف بطائرة مسيّرة لمنزل عبدالله كويخا الذي يقع بأطراف القضاء أدى لحدوث أضرار مادية فقط في المنزل، وبحسب مراقبين فإن الاستهداف كان من أجل اغتيال كويخا بعد تقلباته السياسية المتعددة.
أما في آذار/ مارس، من عام 2022 الماضي، أكد المتحدث باسم شرطة محافظة السليمانية النقيب سركوت أحمد صدور مذكرة اعتقال بحق القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني في محور كركوك عبد الله كویخا مبارك وولدیه وشقيقيه واثنين من أبناء عمومته، قي قضية قتل مواطن كان يعمل ضمن قوات الآسايش.
وفي ليلة 20-03-2022 ، قُتل ضابط آسايش يبلغ من العمر 33 عاما و يُدعى محمد عثمان في حادث إطلاق نار في قضاء جمجمال بين كركوك ومدينة السليمانية.
وبعد الحادث، وجهت أُسرة المقتول تُهمة القتل لعبدالله مبارك وستة من ذويه وقدّموا شكوى قانونية ضدهم لدى سلطات التحقيق في القضية.
وقال سركوت أحمد في تصريح، إن "المحكمة أصدرت مذكرات اعتقال بحقهم جميعا، لكنهم غاردوا مدينة جمجمال إلى مكان مجهول".
وذكر مصدر في فرع جمجمال للحزب الديمقراطي الكردستاني، أن "المشكلة ناجمة عن مشادات نجمت عن تعليقات في الفيسبوك، وأن المقتول كانت لديه مشكلة قديمة مع أحد أقارب عبد الله كويخا مبارك".
وقال المصدر "حتى الآن، لم يتم تحديد من القاتل، وما تم ذكره هو مجرد اتهام".
ويقود عبدالله كويخا مبارك تشكيلاً أمنياً تابعاً للحزب الديمقراطي الكردستاني في محور كركوك واحتفى به قادة الديمقراطي الكردستاني بعد انتقاله من صفوف قيادة حركة التغيير إلى البارتي بسبب "توصله لحقيقة تعرُّضه للخداع طوال السنوات السابقة"، بحسب تعبيره.