حراك لاعتقال الجولاني حال دخوله العراق.. مذكرة القبض قائمة ومساعٍ نيابية لإلغاء دعوة قدومه

انفوبلس/ تقارير
ما زال جدل دعوة الجولاني إلى العراق محتدماً، والرفض قائماً، حراك لاعتقاله في حال دخوله العراق، وأدلة جديدة تثبت ارتكابه الجرائم بحق العراقيين، دعاوى قضائية وشكاوى للادعاء العام، انفوبلس رصدت جميع ردود الفعل والتطورات الجديدة لهذه الدعوة، فما الأدلة التي كُشفت؟ وما إمكانية القبض عليه؟
الخزعلي يلمح باعتقاله
أمس السبت، أكد الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي، أن حضور رئيس النظام السوري الحالي (الجولاني) إلى العراق قد يؤدي إلى تطبيق القانون واعتقاله نظراً لوجود مذكرة اعتقال صادرة بحقه.
وقال الخزعلي في تدوينة له تابعتها شبكة انفوبلس، إن "وجود علاقات بين البلدين الشقيقين العراق وسوريا أمر ضروري وفيه مصلحة مشتركة"، مبيناً أن "حضور رئيس النظام السوري الحالي إلى العراق يُعد سابقًا لأوانه".
وشدد الخزعلي على "ضرورة الالتزام بقرارات القضاء العراقي واحترامها من الجميع، وذلك عملاً بمبدأ فصل السلطات"، داعياً إلى التعامل مع هذا الملف بحذر بما يحفظ سيادة العراق ويحترم قرارات مؤسساته الدستورية.
شكوى رسمية من حقوق
من جانبه، تقدّم رئيس كتلة حقوق النيابية، النائب سعود الساعدي بشكوى رسمية إلى رئيس جهاز الادعاء العام ضد "أبو محمد الجولاني"، استناداً إلى أدلة جديدة تثبت تورطه في جرائم دموية في العراق، فيما طالب الادعاء العام اتخاذ الإجراءات القانونية ضد الأخير.
وأكد الساعدي في بيان ورد لشبكة انفوبلس، حصوله على وثائق من وزارة الداخلية ضمن مخاطبات رسمية، شملت تقارير وصور وأدلة موثقة تدين "الجولاني" بارتكاب جرائم إرهابية، فضلاً عن استخدامه اسماً مزوراً، وهذا مثبت في كتاب وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية.
وشدد على ضرورة ملاحقة الجولاني قانونياً، باعتباره كان يشغل موقعاً قيادياً في تنظيم القاعدة وجبهة النصرة الإرهابيين، لافتاً إلى أن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم، وأن من حق الشعب العراقي محاسبة المسؤولين عن سفك دمائه.
وبيّن رئيس كتلة حقوق النيابية، أن الجولاني كان يدير عمليات تفجير انتحارية أثناء تواجده داخل الأراضي العراقية، مطالباً جهاز الادعاء العام باتخاذ كافة الإجراءات القانونية والقضائية بحق الجولاني، بما يضمن تحقيق العدالة وإنصاف ضحايا الإرهاب في العراق.
دعوى قضائية
إلى ذلك، أعلن النائب هادي السلامي، رفع دعوى قضائية ضد الجولاني بشأن الأفعال التي يُتهم بارتكابها بحق العراقيين.
وقال السلامي في حديث له اليوم الأحد تابعته شبكة انفوبلس، إنه "سجلنا دعوى قضائية ضد أحمد الشرع حول الأعمال الإرهابية التي ارتكبها سابقاً بحق الشعب العراقي".
وأظهرت صورة السلامي مع خمسة أشخاص آخرين، وهم واقفين أمام رئاسة محكمة جنايات بابل/ الهيئة الثالثة، اليوم، وبيدهم ملفات ورقية تتعلق بالدعوى المقدمة.
أكثر من 50 توقيعاً نيابياً لرفض الدخول
بدوره، أكد النائب مختار الموسوي، اليوم الأحد، جمع أكثر من 50 توقيعاً نيابياً رفضاً لدخول الجولاني الى بغداد.
وقال الموسوي في تصريح صحفي تابعته شبكة انفوبلس، إن "مجلس النواب، بعد دعوة السوداني للجولاني لزيارة بغداد، قام بجمع 54 توقيعاً نيابياً لإصدار قرار يطالب الحكومة بإلغاء هذه الدعوة، وذلك نظراً للخلفية المعروفة للجولاني مع الجماعات الإرهابية".
وأوضح، إن "زيارة الجولاني للعراق قوبلت برفض واسع من قبل أغلب الكتل السياسية"، مشددًا على أن "الحكومة غير مضطرة للقاء شخص يحمل هذا التاريخ الدموي".
ودعا الموسوي "الحكومة إلى التريث وتغليب المصلحة الوطنية، وعدم فتح الباب أمام شخصيات مثيرة للجدل وتاريخها مرتبط بالإرهاب".
حزب الدعوة: لا مكان للمجرمين في بغداد
من جهته، أكد حزب الدعوة الإسلامية، اليوم الأحد، رفضه القاطع لاستقبال أي شخص متورط في جرائم بحق الشعب العراقي، وذلك في تعليق على الأنباء المتعلقة بحضور زعيم "جبهة النصرة الإرهابية" أبو محمد الجولاني إلى العاصمة بغداد.
وذكر حزب الدعوة في بيان تلقته شبكة انفوبلس، أن "العراق يتطلع إلى القمة العربية في بغداد، بغداد الخير والسلام، أن تكون نقلة نوعية في مسار العمل العربي المشترك، ومواجهة التحديات العاصفة، وأن ترتقي مخرجاتها إلى مستوى ما تترقبه الشعوب العربية، من سواحل المحيط الأطلسي إلى ضفاف الخليج، ولا سيما في نصرة القضية الفلسطينية، وإنهاء معاناة شعب غزة ومأساته المستمرة جرّاء العدوان الصهيوني المتمادي".
وأضاف، أن "التئام العرب والمسلمين، ووحدة صفوفهم في هذا الظرف العصيب، باتت ضرورة وجودية في ظل عواصف الأحداث التي تستهدف حاضرهم، ومستقبل أجيالهم، وثرواتهم، وأراضيهم".
وتابع، أنه "في الوقت الذي ندرك فيه أن من مستلزمات ميثاق جامعة الدول العربية والالتزام بأعرافها، دعوة جميع الدول بلا استثناء، لا بد من مراعاة خلو السجل القضائي، العراقي أو الدولي، من التهم أو الجنايات، لمن يشترك في أعمال القمة العربية على أي مستوى من مستوياتها، وهذا ما ينص عليه القانون الدولي، إذ إن دماء العراقيين ليست رخيصة حتى يُدعى إلى بغداد من استباحها، واعتدى على حرماتهم، أو أن يرحب بمن تورط بجرائم موثقة بحقهم".
وأشار الى أنه "الجدير ذكره أن رئيس وزراء الكيان الغاصب (بنيامين نتنياهو) لا يمكنه الزيارة أو المرور بالعديد من الدول الأوروبية، بسبب حكم المحكمة الجنائية الدولية الصادر بحقه، وقد رفضت حكومات وعواصم استقباله، مراعاة لمشاعر شعوبها، والتزاما بالحكم القضائي الدولي".
وختم حزب الدعوة الإسلامية بيانه بالقول: "هذا ما يجب فعله في العراق أيضا، تجاه من تورطوا بجرائم فضيعة ضد أبنائه، مهما كانت المبررات، احتراما للدم العراقي ووفاء للشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل عزة الوطن وكرامته".
إمكانية اعتقاله في حال دخوله العراق
أما عن إمكانية اعتقال الجولاني في حال دخل إلى العراق، فقد أكد المراقب السياسي هيثم الخزعلي، اليوم الأحد، أن القضاء العراقي أصدر مذكرة قبض رسمية بحق زعيم “هيئة تحرير الشام” أبو محمد الجولاني، مشدداً على أن هذه المذكرة ستُفعّل فور دخوله الأراضي العراقية، بغض النظر عن أي دعوة رسمية قد توجهها له الحكومة.
وقال الخزعلي في تصريح صحفي تابعته شبكة انفوبلس، إن “القضاء العراقي أكد وجود مذكرة قبض سارية بحق الجولاني، وسيتم تنفيذها فور دخوله العراق”.
وأضاف، إن “توجيه الحكومة دعوة رسمية للجولاني لحضور قمة ستعقد في شهر أيار المقبل بالعاصمة بغداد، لا يُلغي قرار القضاء، وذلك التزامًا بمبدأ الفصل بين السلطات”.
ورجّح الخزعلي أن “الجولاني لن يحضر القمة بنفسه، بل قد يُرسل ممثلاً عنه على مستوى معين”.
رفض واستياء
في النهاية، أعرب النائب جاسم الموسوي، عن رفضه لزيارة الجولاني إلى العراق، مُبدياً استغرابه من دعوته إلى القمة العربية المقرر عقدها في بغداد، نظراً للجرائم التي ارتكبها سابقاً في العراق.
وأكد الموسوي في تصريح صحفي تابعته شبكة انفوبلس، "رفضه القاطع لزيارة الجولاني إلى العراق"، واصفاً دعوته للقمة العربية بـ"الأمر المُستغرَب، نظراً لكونه أحد المجرمين الذين شاركوا في قتل آلاف العراقيين أثناء وجوده في تنظيمي داعش والقاعدة".
وأعرب الموسوي عن استيائه قائلاً: "نستغرب التهيئة الجارية لاستقبال الجولاني في بغداد".
وأوضح أن "قدوم الجولاني إلى بغداد أمرٌ مُستنكرٌ بشدة، وهو استهانة صارخة بدماء الشهداء الأبرياء الذين سقطوا على يد جماعاته الإرهابية".
وأضاف: "لا يمكن فهم التهيئة لاستقبال شخص يقود عصابات إجرامية في سوريا وليس دولة، خاصةً بعد ما ارتكبته جماعاته من جرائم وإبادة جماعية بحق الأبرياء في سوريا والعراق".
وشدد على أن "دعوة مثل هذا المجرم للقمة العربية يُعدّ إهانةً لضحايا الإرهاب واستخفافاً بدمائهم".