حزب بارزاني يستعد للفوضى عبر "الباراستن".. ومصادر تكشف خططه يوم الاقتراع
انفوبلس/ تقارير
يوم أمس، رفضت المحكمة الاتحادية العليا الدعوى المقامة من رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني ضد مفوضية الانتخابات والتي تضمنت تأجيل انتخابات الإقليم، وبهذا القرار فإن محاولة الحزب الديمقراطي بتأجيل الانتخابات باءت بالفشل وإن خاضها سيخسر لا محال، فما أمامه إلا منعها، وهذا ما أثار مخاوف حقيقية من إقدامه على إشعال الأوضاع في الإقليم لاسيما بعد أن كشفت مصادر مطّلعة أنه يخطط لفوضى عارمة عبر جهاز "الباراستن"، فهل يتسبب حزب بارزاني بحرب أهلية في كردستان؟ وما الذي كشفته المصادر بالتحديد؟ تعرف على ما ينوي الديمقراطي فعله في يوم الاقتراع.
*دعوى بارزاني لتأجيل الانتخابات
لقد حرصت انفوبلس، على التمهيد وإرثاء المادة بجميع المعلومات المتعلقة بالحدث، ولهذا لابد من التذكير بالدعوى القضائية التي رفعها بارزاني والتي على إثرها صدر قرار المحكمة الاتحادية يوم أمس، وعلى إثرها كشفت المصادر ما يخطط له الحزب الديمقراطي عبر "الباراستن".
ففي وقت سابق، تقدم رئيس وزراء الإقليم مسرور بارزاني بدعوى إلى المحكمة الاتحادية مطالبا بإعلان "عدم دستورية" تقسيم الدوائر الانتخابية المقرر إجراء التصويت وفقها.
وطالب بارزاني إلى حين إصدار قرار في الدعوى بإصدار أمر ولائي "بوقف وتعليق إجراءات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات المتعلقة بانتخابات برلمان كردستان".
*رفض المحكمة الاتحادية
يوم أمس، رفضت المحكمة الاتحادية العليا الدعوى المقامة من رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، ضد مفوضية الانتخابات، كما قررت إلغاء الأمر الولائي بشأن عدم دستورية المادة 2 من نظام تسجيل المرشحين والمصادقة عليه.
وذكر إعلام المحكمة، في بيان ورد لشبكة انفوبلس، أن "المحكمة ردت دعوى رئيس وزراء إقليم كردستان"، مشيرا إلى "إلغاء الأمر الولائي بشأن عدم دستورية المادة 2 من نظام تسجيل المرشحين والمصادقة عليه، نظرا لصدور قرار الهيئة القضائية بذات الموضوع".
*سبب الرفض
لقد كان قرار الرفض متوقعا، إذ إن الدعوى القضائية المقامة ضد المفوضية العليا للانتخابات أمام المحكمة الاتحادية تضمنت طلبا بتأجيل انتخابات برلمان إقليم كردستان.
وقال الأستاذ الجامعي إسماعيل نامق، "لم أطلع على مضمون طلب رئيس حكومة تصريف أعمال الإقليم المقدم إلى المحكمة الاتحادية، لكن إذا قدمه بناءً على قرارات وإجراءات المفوضية العليا للانتخابات، فقد قدمه بشكل غير صحيح وسيتم رفضه".
وأضاف، إن "طلب مسرور البارزاني مرفوض لسببين وهما: أولا يجب الطعن في قرارات وإجراءات المفوضية أمام هيئة قضائية مشكلة من قبل محكمة التمييز لهذا الغرض وليس أمام المحكمة الاتحادية. وثانياً: يجب تقديم الاستئناف خلال ثلاثة أيام من تاريخ صدور القرار أو الإجراء".
من جانبه، وصف القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، غياث السروجي،عملية تقديم دعوى أمام الاتحادية، بـ"المناورات والألعاب السياسية للديمقراطي من أجل المشاركة في الانتخابات، كون بارزاني لم يعتد الابتعاد عن السلطة".*اللجوء إلى الفوضى
بعد أن ضاقت به السبل، وأوصد القضاء جميع الأبواب أمامه بطريقة قانونية، بدأ الحزب الديمقراطي الكردستاني وقيادته من العائلة البارزاني بطرقهم البديلة المعتادة، وهي إيقاف الانتخابات بالقوة عبر إثارة الفوضى وإقحام جهاز "الباراستن" القمعي وبالتالي فإن حربا أهلية كردية على وشك أن تبدأ في حال استخدم الديمقراطي جهازه القمعي هذا لإيقاف انتخابات اتفقت عليها جل الأحزاب، وما من معترض إلا هو.
*إشراك "الباراستن" في الفوضى
وبالحديث عن هذا الملف، كشف مصدر أمني في إقليم كردستان، أن الحزب الديمقراطي الكردستاني يحاول إشراك جهاز الباراستن لعمل فوضى ومنع إجراء الانتخابات في الإقليم.
ويقول المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إن "الباراستن هو أحد أدوات الديمقراطي التي إذا ما أراد إحداث فوضى أمنية يلتجئ إليها"، مشيراً الى أن "هذا الجهاز صنيعة صهيونية بارزانية يعمل على إحداث الفوضى بقوة السلاح".
وتابع، إن "الديمقراطي سيستعمل جميع أوراقه من أجل كسب جولة تأجيل الانتخابات، حتى وإن اضطره الأمر الى منع إجرائها في أربيل ودهوك بوساطة ذراعه "الباراستن"، لافتاً الى "إقامة 4 دورات صهيونية لتهيئة كوادر جهاز الباراستن للعمل في الإقليم ودعم العائلة الحاكمة".
ويُتم المصدر حديثة: إن "إشراك الباراستن في منع الانتخابات في المحافظات المسيطر عليها ينذر بحرب أهلية في تلك المحافظات"، مؤكداً على أن "هذا الجهاز لطالما اغتال كثير من الشخصيات الكردية ويضر بمصالح الشعب الكردي".
*ما هو "الباراستن"؟
في القرن العشرين، دخل الحزب الديمقراطي الكردستاني، تاريخ كردستان، كقوة سياسية وعسكرية في آن واحد تنادي بقيام دولة كردستان الكبرى، لكن سرعان ما هيمنت العائلة البارزانية وفرضت سيطرتها الكاملة على مقدرات الحزب.
وانتهج ملا مصطفى بارزاني دكتاتورية القائد الأوحد ومن بعده أبناؤه، الذين ورثوا الحزب بما فيه، مما دفع العديد من الوطنيين الكرد إلى الانشقاق عن الحزب الديمقراطي وتأسيس أحزاب أخرى.
وبعد ذلك، تم تأسيس شبكة (باراستن) تحت سقف الحزب الديمقراطي الكردستاني، إذ عملت هذه الشبكة على مدِّ أذرعها الأخطبوطية إلى جميع أنحاء كردستان، ونشرت شبكة واسعة من العملاء.
ويعود تأسيس جهاز الباراستن الى عام 1967 وهو جهاز مخابراتي تم تأسيسه من قبل "الموساد" منذ دخوله مقر ملة مصطفى البارزاني في كَلالة وحاج عمران كما ذكره مسعود بارزاني في كتابه: البارزاني والحركة التحررية الكردية.
*أبرز الأسماء التي صفّاها "الباراستن"
ومن الأسماء المعروفة التي تمت تصفيتها من قبل الباراستن، شكيب عقراوي الذي دُسَّ إليه السم في أمريكا، وريناس وهو أحد الأعضاء، الذي قُتل في منطقة بهدينان، وكان هذا الشخص مسؤولاً عن كادحي كردستان، فضلاً عن أبو نتر خرستياني من مانكيش الذي يُعد أحد ضحايا الباراستن، حيث كان مسؤولاً عن لجنة دهوك للحزب الشيوعي الكردستاني.
*الخزعلي: إشراك جهاز الباراستن لمنع انتخابات الإقليم يعني نهاية حزب بارزاني
الى ذلك، كشف المحلل السياسي هيثم الخزعلي، أن محاولة الحزب الديمقراطي لإشراك جهاز الباراستن لمنع انتخابات الإقليم يعني نهايته.
وقال الخزعلي في تصريح صحافي تابعته شبكة انفوبلس، إن "إشراك جهاز الباراستن القمعي وفرض القوة على الشعب الكردي سيحرج الديمقراطي أمام حلفائه الغربيين الذين يدعمون الديمقراطية"، مشيراً الى أن "منع إجراء الانتخابات بالقوة والقمع مخالفة كبيرة لأسس الديمقراطية".
وتابع، إن "إشراك الأجهزة القمعية لمنع إجراء عمل ديمقراطي وضد قرارات الاتحادية يُنذر بتهشم الإقليم وتدميره"، منوهاً على أن "جهاز الباراستن يتركز ثقله في محافظة دهوك وأربيل".