حملة تطبيع مشبوهة ومكاسب مالية.. فجر السعيد تواصل استهداف العراق في حملة تشويه ممنهجة وتواصل حملات الابتزاز السياسي
انفوبلس/..
تستمر الإعلامية الكويتية فجر السعيد في الترويج لمشروع تطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي، بالتزامن مع جهودها لمحاربة الأصوات المناهضة للتطبيع على المستوى السياسي في العراق، وقد أثارت تصريحاتها ومواقفها الأخيرة جدلاً واسعاً، حيث تواجه اتهامات باستهداف الشخصيات السياسية العراقية الرافضة للتطبيع، مستخدمةً نفوذها الإعلامي في شن حملات تشويه ممنهجة ضدهم.
وفي سياق متصل، تشير تقارير إلى أن السعيد تحاول استثمار نفوذها في الساحة الإعلامية لتحقيق مكاسب مالية عبر الضغط والابتزاز السياسي، وتُتهم بمحاولة ابتزاز سياسيين عراقيين من خلال التهديد بالكشف عن مزاعم وملفات حساسة، مقابل مبالغ مالية، إلا أنها فشلت في تحقيق ذلك بعد رفض هؤلاء الرضوخ لمطالبها.
هذه التطورات تأتي في وقت حساس يشهد تصاعد التوترات الإقليمية حول قضايا التطبيع، مما يسلط الضوء على الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في تشكيل الرأي العام والتأثير على العلاقات السياسية بين الدول.
هجوم على رئيس الوزراء
وأثارت الكويتية فجر السعيد جدلاً واسعًا في الأوساط الإعلامية والسياسية، خاصة بعد تصريحاتها وهجومها على رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بالإضافة إلى مواقفها المثيرة للجدل بشأن التطبيع مع إسرائيل.
ففي كانون الاول 2024، كشفت فجر السعيد أن الحكومة العراقية رفعت دعوى قضائية ضدها، بناءً على شكوى من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بسبب آرائها وانتقاداتها الموجهة له.
وقالت السعيد في منشور على صفحتها عبر منصة "إكس"، "سأُمثَّل أمام النيابة الكويتية بشكوى مقدمة من قبل السيد محمد شياع السوداني قدمتها وزارة الخارجية العراقية بسبب آرائي وانتقاداتي".
وأثار نشاط الكاتبة الكويتية في العراق في وقت سابق، جدلاً داخل أوساط سياسية وثقافية، خاصة مع تركيزها الكبير على الملف العراقي في العامين الأخيرين وزيارتها العراق ولقاءاتها بمسؤولين وسياسيين عراقيين من الصف الأول.
وليست هذه المرة الأولى التي تثير فيها فجر السعيد جدلاً في العراق، ففي زيارة سابقة لها إلى بغداد، أشعلت موجة غضب شعبي بسبب تصريحاتها وسلوكها، مما دفع السلطات إلى ترحيلها عقب احتجاجات أمام الفندق الذي كانت تقيم فيه، كما أن تركيزها الكبير على الملفات العراقية في السنوات الأخيرة أثار تساؤلات حول دوافعها وغاياتها، خاصة مع اتهامات وجّهتها أطراف عراقية بأنها تتعمد إثارة الفتن وتشويه الحقائق، ومع سعيها الدائم إلى جرّ دول المنطقة للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
وآخر تهجمها على السوداني فقد ادّعت أن "الأخير لديه أخ كويتي في محاولة للتشهير وتضليل الرأي العام"، حيث رفعت الحكومة العراقية دعوى قضائية عليها وتم الحكم بدفع كفالة قدرها 100 دينار كويتي.
علاقتها بإسرائيل ومواقفها من التطبيع
تُعرف فجر السعيد بمواقفها الداعمة للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، ففي عام 2019، دعت علنًا إلى التطبيع والانفتاح التجاري مع إسرائيل، مما أثار ردود فعل متباينة.
وفي حزيران 2021، أجرت السعيد مقابلة مع قناة “كان” الإسرائيلية، حيث جددت دعوتها للتطبيع بين الكويت وإسرائيل، مما عرّضها لموجة انتقادات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي.
وفي كانون الاول 2024، نشرت السعيد مقطع فيديو يُظهر استقبالها لإسرائيليين في منزلها بجورجيا، مرحّبةً بهم بعبارة "حياكم الله"، وهذا الفيديو أثار غضبًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، لكونه تجاوزًا للخطوط الحمراء وخيانة للقضية الفلسطينية.
اتهمت مكتب رئيس الوزراء
في تغريدة مثيرة للجدل، اتهمت الإعلامية الكويتية فجر السعيد، بدون تقديم أدلة ملموسة، المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، بتسريب وثيقة تدَّعي تلقيها خمسين ألف دولار من الاستخبارات العراقية عام 2002، في عهد نظام صدام حسين. الوثيقة المزعومة تلمّح إلى تعاون السعيد مع الأجهزة الأمنية الصدامية، وهو ما اعتبرته الإعلامية اتهاماً خطيراً بالخيانة العظمى.
يأتي هذا الاتهام في سياق حملة انتقادات مستمرة تشنها السعيد على رئيس الوزراء السوداني منذ فترة. وفي تغريدتها، وصفت السعيد هذه الوثيقة بأنها جزء من "حملة" تتولاها "أقلام صحفية عراقية معروفة"، متهمة إياها بالتواطؤ مع المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، وعلى الرغم من عدم تقديمها أدلة تثبت صحة هذه الادعاءات، دعت السعيد الحكومة الكويتية للتحقيق في الوثيقة عبر القنوات الرسمية، مطالبةً وزيري الخارجية والداخلية باتخاذ موقف حازم.
وأكدت السعيد في تصريحاتها استعدادها لتحمل أي عواقب في حال ثبتت صحة الادعاءات، لكنها طالبت بحماية حقها واسترداد كرامتها إذا تبين أنها بريئة، معتبرة أن القضية تمس كل مواطن كويتي يختلف مع أي مسؤول عراقي.
من هي فجر السعيد
فجر السعيد، امرأة كويتية وُلدت في 23 أيلول 1967، اشتهرت في الإعلام بصفة "كاتبة قصص وسيناريو وحوار" كما أنها إعلامية ومنتجة في الدراما الكويتية.
واشتهرت بكتابتها عن القضايا الاجتماعية المثيرة للجدل، كما أنها تمتلك قناة سكوب، ولم يتوقف الأمر عند المجال الفني بل ختمت ذلك بدخولها إلى مجلس الأمة الكويتي عام 2020م، وهو السلطة التشريعية في الكويت، وسرعان ما رشحت نفسها مرة ثانية إلى الانتخابات البرلمانية الكويتية التاسعة عشرة.
وحصلت الانتخابات في 29 ايلول 2022 م، حيث رشحت نفسها عن الدائرة الانتخابية الثالثة، وقد خسرت فجر في الانتخابات البرلمانية الكويتية بحصولها على 600 صوت فقط.
والسَعيد، امرأة متزوجة من رجل القانون سعود بن مطلق السبيعي، وهو محامٍ كويتي الجنسية، يبلغ عمره حاليًا 60 عامًا، حيث وُلد سعود السبيعي بدولة الكويت في 10 آب عام 1962م، وقد أنجبت منه عدة أبناء.
وفي خطوة حاسمة، أعلنت عائلة السعيد في الكويت، خلال وقت سابق، تبرؤها من الإعلامية المثيرة للجدل فجر السعيد، بسبب مواقفها التي اعتبرتها العائلة خروجاً عن القيم والمبادئ التي نشأت عليها، وخصوصا ما يتعلق بتطبيعها مع "إسرائيل"، تأييدها للشذوذ الجنسي، وتشمّتها بمصائب الآخرين.