ديون العراق من الغاز والكهرباء الإيرانية.. كم تبلغ؟ وهل سُدِّدَت عبر تركمانستان؟
ما علاقتها بعودة الاتفاق النووي؟
ديون العراق من الغاز والكهرباء الإيرانية.. كم تبلغ؟ وهل سُدِّدَت عبر تركمانستان؟
انفوبلس/..
بين العراق وإيران، تتجدد بين الفينة والأخرى أزمة ديون الغاز والكهرباء، إذ تعجز حكومة بغداد عن سَداد ما بذمّتها للجمهورية الإسلامية، ليس جرّاء نقص الأموال وإنما بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران منذ سنوات بسبب الاتفاقية النووية.
*انحسار الإمدادات
في اليوم الأول من شهر حزيران الجاري، أعلنت وزارة الكهرباء العراقية، عن انحسار إمدادات الغاز الإيراني بمقدار 20 مليون م3، فيما أشارت إلى تحرُّك الحكومة دبلوماسياً لإنهاء مشكلة تأخر الدفوعات بسبب العقوبات الأمريكية على طهران.
وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد موسى في حديث للقناة الرسمية، إن "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني افتتح محطات تحويلية للضغط العالي للطاقة الكهربائية، في محطتي القدس والرشيد، وهي معنية بمعالجة انخفاض الفولتيات وفكّ اختناقات الشبكة الكهربائية، وبالتالي زيادة التجهيز في المناطق المشمولة بخدمتها شمال شرق العاصمة بغداد وجنوب غربها".
وأضاف، إن" رئيس الوزراء يولي ملف الكهرباء أولوية وأهمية كبيرة ويُشرف عليه بمتابعة يومية وميدانية". لافتاً إلى، أن "تراجع ساعات التجهيز يعود لتوقف إمدادات الغاز الإيراني عن المنطقة الجنوبية بالكامل وبمقدار 10 مليون م3 إذ تأثرت محطات الرميلة الغازية والاستثمارية ومحطة النجف الغازية وتوقفت محطة خور الزبير في البصرة".
وتابع موسى: "فوجئنا بإيقاف إمدادات الغاز الإيراني عن المنطقة الوسطى وأيضاً بمقدار 10 مليون م3 ما يعني إيقاف 20 مليون م3 في الوسط والجنوب وهو ما خفَّض الإنتاج بمقدار 5 آلاف ميغاواط وأُضيف إليها إيقاف خطوط نقل الطاقة من إيران ميرساد- ديالى وبصرة- خرمنشاه وعمارة- كرخة، ويبلغ مجموع إنتاجها 1100 ميغاواط ما يعني حدوث انخفاض كُلّي يزيد عن 6 آلاف ميغاواط فيما يبلغ الإنتاج الكلي حالياً 20 ألف ميغاواط".
وإشار إلى، أن "سبب التوقف هو ديون الغاز الإيراني والتي يصعب دفعها من قبل المصرف العراقي للتجارة بسبب العقوبات الأمريكية على طهران وهنالك متابعة حكومية وتحرُّك دبلوماسي لإيجاد حلٍّ نهائي للموضوع".
*لإيران أسباب أخرى
لكن إيران تُرجِع أسباب خفض صادرات الغاز إلى العراق، لـ"مشكلة فنية".
وقالت الخارجية العراقية في بيان، إن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين سأل نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال اتصال هاتفي، حول خفض إيران للصادرات، وهو ما قاله حسين، إنه "أدى إلى انخفاض إنتاج الكهرباء وتسبب بانعكاسات على الحياة اليومية".
وبحسب البيان، فإن عبداللهيان أكد أن هذا الانخفاض يرجع لـ"أسباب فنية".
*كمية الاستيراد
ووفق وزارة الكهرباء، فإن العراق يستورد عادة ما بين 50 إلى 70 مليون متر مكعب من الغاز.
ويستورد العراق الكهرباء والغاز من إيران بما يعادل ما بين 33% و40% من إمداداته من الطاقة لاسيما في أشهر الصيف الحارقة التي ترتفع فيها درجة الحرارة إلى 50 درجة مئوية، ويصل استهلاك الطاقة إلى الذروة.
ومع ذلك، يواجه العراق مشكلة في سَداد تكلفة هذه الواردات، فهو مَدين لإيران بمليارات الدولارات من الديون المستحقة، وفقا لمسؤولين عراقيين.
ويكافح العراق لسدادها بسبب العقوبات الأمريكية على إيران التي تحدُّ من المعاملات بالدولار.
ويُنفق العراق ما يقرب من 4 مليارات دولار سنويا على واردات الغاز والطاقة الإيرانية، بينما يحرق في الوقت نفسه كميات هائلة من الغاز الطبيعي كمنتج ثانوي لقطاع النفط والغاز.
*كم تبلغ الديون
يقول حميد حسيني، الأمين العام لغرفة التجارة المشتركة بين العراق وإيران، إن ديون بغداد لصالح إيران وصلت إلى "18 مليار دولار"، وإن الولايات المتحدة سمحت فقط بدفع 500 مليون دولار من هذه الديون.
وأشار حسيني، في 10 آذار/ مارس الماضي، إنه حصل على المعلومة الخاصة بقيمة المبلغ (18 مليار دولار)، من تقرير وزارة الخارجية العراقية للولايات المتحدة.
وأضاف، "العراق يضع أموال الكهرباء والغاز الإيرانية في حساب مصرفي باسم الشركة الوطنية للغاز والطاقة، لكن هذا لا يعني أن إيران لديها إمكانية الوصول إلى هذه الأموال".
*تركمانستان على الخط
وتابع: "أموال إيران في بنك خاضع لإشراف الولايات المتحدة، ولا يسمح إلا باستيراد سلع غير خاضعة للعقوبات، حتى أنه في مارس الماضي، استوردت إيران بضائع أساسية بقيمة مليار دولار عبر هذا المصرف، وديون إيران لتركمانستان تم سدادها من هذا المصرف أيضا".
*عقبات
يقول عضو لجنة الكهرباء والطاقة في مجلس النواب العراقي، داخل راضي، إن "الإنتاج الحالي من الطاقة الكهربائية يصل من 18.5 إلى 19 ألف ميغاواط يومياً، لكن هناك عقبات في إيصال مستحقات الغاز الإيراني عبر المصرف العراقي للتجارة، وهذه مشكلة رئيسية".
وأوضح، إن "إيران تجهّز العراق بالكمية المطلوبة من الغاز مقابل ثمن، وهذا الثمن تضعه وزارة الكهرباء في المصرف العراقي للتجارة، لكن المشكلة في عملية التحويل، فلا تصل المبالغ إلى إيران". مشيراً إلى، أن "الغاز الإيراني تحوّل إلى مشكلة سياسية بين الولايات المتحدة وإيران والعراق".
وأكد، إن "العراق بحاجة من 28 – 30 ألف ميغاواط، ولكن إذا توفّر الغاز الإيراني فمن المتوقع أن يصل الإنتاج من 22 – 23 ألف ميغاواط، وهذه النسبة تغطي مساحة كافية من كل المحافظات بالتجهيز من 16 إلى 18 ساعة يومياً".
ودعا عضو لجنة الكهرباء إلى "حلّ مشكلة الغاز الإيراني بطريقة سياسية وسريعة، نظراً لعدم وجود بديل عن الغاز الإيراني للبلاد على المدى القريب، وكل الدول التي تجهّز البلاد بالغاز يتم عن طريق البواخر، أما الغاز الإيراني فهو يصل عن طريق الأنابيب، لذلك يُعدّ الأسرع والأنسب من حيث الجودة والسعر".
*العلاقة بالاتفاق النووي
تستخدم الولايات المتحدة هذه الورقة من أجل ابتزاز إيران، ومحاولة إجبارها على العودة للاتفاق النووي.
واعتمدت الإدارات الأمريكية على ممارسة أقصى الضغوط ضد طهران من أجل إعادة تفعيل الملف النووي مرة أخرى.