رفض تدخلات تركيا وسياساتها المائية.. مواقف "كليجدار أوغلو" تجاه العراق
انفوبلس/..
لم يكن مرشح تحالف المعارضة التركية للانتخابات الرئاسية كمال كليجدار أوغلو، كثير المواقف تجاه العراق، لكنه كان رافضاً لتدخلات حكومة بلاده برئاسة رجب طيب أردوغان بالشأن العراقي الداخلي، كما أبدى رفضاً للسياسات المائية التي تتبعها أنقرة تجاه بغداد، وطالب بزيادة التعاون التجاري والثقافي وبتبادل الخبرات في المجال التعليمي بين البلدين.
*زيارة بغداد
في 2013، أجرى كمال كيليتشدار أوغلو ـ كان حينها زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي، وهو أكبر أحزاب المعارضة في البرلمان التركي ـ اجرى زيارة إلى بغداد تلبيةً لدعوة رسمية من الحكومة العراقية، وذلك بعد إعلان زعيم المعارضة التركية في الأسبوع الماضي عن إصراره على زيارة العراق بهدف "تقويم الأوضاع" فيه، بالرغم من تلقيه "نصيحة" من وزارة الخارجية بتأجيل زيارته بسبب "تردّي" الوضع الأمني في البلاد آنذاك.
وأشار إلى أن زيارته للعراق هدفت "إلى حماية مصالح تركيا وتعزيز الاستقرار في المنطقة"، وذلك في تصريحات صحفية أدلى بها عقب وصوله إلى بغداد.
*رفض للتدخل في الشأن العراقي
وفي مؤتمر صحفي عقده أوغلو، في (مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية) داخل المنطقة الخضراء وسط العاصمة العراقية، شدّد على أن تدخل بلده في الشأن العراقي "ينبغي أن يكون فقط في الأمور المتعلقة بحقوق الإنسان، وليس في الشأن الداخلي للعراق"، رافضاً "استخدام الحكومة التركية ملف المياه ضد العراق لأن هذه الثروة تُعد من حق العراق مثلما هي لتركيا".
وأضاف، أنه "سيعمل على حل هذا الموضوع على أساس الاتفاقيات الدولية، ومن خلال مباحثات يجريها وزيري خارجية البلدين".
وبيّن، أن "المنطقة ستشهد حالة استقرار في حال تسلّم حزبه الحكم في تركيا، حيث سيتم احترام العلاقات مع الدول كافة".
*تبادل خبرات وتعاون
وأعرب كليجدار أوغلو، عن "الأمل في تبادل الخبرات في المجال التعليمي من خلال فتح الجامعات التركية للطلبة العراقيين، والتعاون في المجال الثقافي، وإنتاج أعمال تلفزيونية وفنية مشتركة بين البلدين".
*ورقة ضغط
من جانب أخر، كشف النائب في ائتلاف دولة القانون النيابية (آنذاك) علي الشلاه، عن أن "زيارة كمال كليجدار أوغلو إلى العراق تمثل ورقة ضغط على النظام السياسي التركي الممثلة بأردوغان".
وقال الشلاه في تصريح صحفي، إن "هذه الزيارة تمثل نجاح الدبلوماسية العراقية التي أعطت رسالة واضحة إلى أردوغان مفادها أن العراق يستطيع أن يرعى أوتاد الصراع السياسي التركي وفق نظرية سلمية بامتياز".
وأضاف، إن "العلاقات المرتبكة مع أردوغان لم تكن نهاية المطاف مع الشعب التركي، واستمرارها على أساس المصالح المشتركة وعلاقات حسن الجوار وتبادل المنفعة مع باقي الأحزاب التركية".
*سياسة أوغلو
خاض كمال كليجدار أوغلو انتخابات البرلمان التركي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2002 ثم في أغسطس/ آب 2007، وفاز بعضوية البرلمان بالدائرة الثانية في أسطنبول، وترشح لرئاسة بلدية أسطنبول الكبرى بالانتخابات المحلية التي أُجريت في مارس/ آذار 2009، لكنه نال 37% فقط من الأصوات فخسر المنصب لصالح مرشح حزب العدالة والتنمية قدير توباش.
وعام 2010، انتخبته الهيئة العامة لحزب الشعب الجمهوري رئيسا بعد استقالة سلفه دينيز بايكال، فقاد الحزب في معركة الانتخابات البرلمانية التي أُجريت في يونيو/ حزيران 2011 فحلّ ثانيا فيها بنسبة 26% من الأصوات.
يتزعم كليجدار المعارضة باعتباره رئيس أكبر أحزابها، وهو معروف داخليا بمواقفه المناهضة بشِدّة لحزب العدالة والتنمية وحكوماته المتعاقبة، كما يُعارض بقوة سياسات الحزب الخارجية.
في يوم 6 مارس/ آذار 2023 أعلن تحالف المعارضة التركي - المعروف باسم "الطاولة السداسية" - أن كمال كليجدار هو مرشحه للانتخابات الرئاسية لمنافسة زعيم حزب العدالة والتنمية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.