رواية إيرانية مختلفة بشأن ما جرى في سوريا.. ثقة وخيانة بين الأسد ودول الغرب والخليج
انفوبلس/ تقارير
تعددت الروايات والنتيجة واحدة، سقوط نظام بشار الأسد بعد أكثر من خمسة عقود في حكم سوريا، لكن.. ثمة أسباب ومسببات، وثقة وخيانة، إذ وثق الأسد في دول الخليج والغرب فخانوه، وهذه الرواية الإيرانية الجديدة والمختلفة حول ما جرى من أحداث في سوريا، حيث 9 أسباب قادت إلى انهيار النظام هناك أبرزها الوعود الخارجية للأسد ونقضها لاحقا. انفوبلس سلّطت الضوء على هذا الموضوع واستعرضت بالتفصيل مجمل التصريحات الإيرانية بهذا السياق.
9 أسباب وراء سقوط النظام السوري – خبراء إيرانيون
تعددت روايات ما حرى في سوريا، إذ لخص خبراء الشأنين السياسي والامني في إيران، مجموعة أسبابكانت وراء سقوط حكومة بشار الاسد وانهيار الجيش السوري بصورة متسارعة عبر سؤال مفاده: "كيف يمكن لمجموعة إرهابية الاستيلاء على المدن الكبرى في سوريا في أيام قليلة والتحرك نحو دمشق.. مسألة غريبة لا يستطيع استيعابها إلا من يعرفها مع هيكل يكون على دراية بالنظام السوري. ولا شك أنه يمكن تصور أسباب رئيسية لهذه الحركة السريعة للمعارضين:
ـ إضعاف الجيش وتلوثه بالفساد: لقد ضعف الجيش السوري يوماً بعد يوم خلال العقد الماضي، كما ضعف تنظيمه المتماسك والمتكامل.
- الافتقار إلى الحافز هو أحد الأسباب الرئيسية لهذا الضعف الذي يعاني منه الجيش.
- أخبار غير رسمية تتحدث عن تواطؤ بعض قادة الجيش مع المعارضين مقابل تلقي رشاوى، وهي قصة محزنة.
- عدم مرافقة الشعب للحكومة والجيش في هذا البلد سبب آخر لحرمان النظام السوري من دعم داخلي قوي.
- تراكم المشاكل البنيوية والاقتصادية على مدى السنوات الماضية ولا حل لها، وعملياً لا رؤية واضحة أمام أعين الناس.
- ثقة الحكومة السورية ببعض الوعود الخارجية لدول إقليمية مقابل التخلي عن المقاومة، نقطة أخرى أبعدت الحكومة السورية عملياً عن مركز ثقل المحور ومهدت الطريق أمامها للمؤامرات الداخلية.
- التدخلات الخارجية وتجهيز الإرهابيين حيث جشع الحكومات الغربية وقوى إقليمية للأراضي السورية وتجهيز الإرهابيين في هذا البلد، من داعش وجبهة النصرة إلى تحرير الشام.
- تاخر حسم معركة ادلب لسنوات طويلة دون مبرر.
- تجاهل حركة المجاميع الارهابية في الجولان وتحولها الى حاضنة خطيرة برعاية اسرائيلية.
خيانة غربية – خليجية
كانت ضمن الأسباب أعلاه، هو ثقة الحكومة السورية ببعض الوعود الخارجية لدول إقليمية مقابل التخلي عن المقاومة، وهي النقطة التي أبعدت الحكومة السورية عملياً عن مركز ثقل المحور ومهدت الطريق أمامها للمؤامرات الداخلية.
وبمراجعة دقيقة للأحداث الماضية، نجد أن سوريا بدأت بالانفتاح عربيا، إذ شاركت في القمة العربية الإسلامية، وكذلك في قمة الرياض، وشهدت علاقات الأسد لاسيما بعد عام 2020 تحسنا مع الإمارات، ثم روسيا، والسعودية.
وفق خبراء إيرانيين، فأن انتفاح سوريا هذا والوعود الخارجية التي تحصل عليها الأسد، والتطمينات الأميركية المبطنة، كلها ارتدت عليه وتعرض للخيانة لاسيما من دول الخليج والغرب.
وقد يأتي تحذير الإمام الخامنئي السابق للأسد خير برهان على حديث الخبراء هذا، إذ حذر قائم الثورة الإسلامية في وقت سابق الرئيس السوري السابق بشار الأسد، بأن الغربيين وأتباعهم في المنطقة خططوا لإسقاط النظام السياسي لسوريا وإخراجها من المعادلات الإقليمية بالحرب عليها لكنهم لم ينجحوا والآن يخططون لاستخدام أساليب أخرى منها وعوداً لم يقطعوها قط، لن يتحركوا ويخرجوا سوريا من المعادلات الإقليمية".
لم يأخذ الأسد بتحذيرات الإمام الخامنئي، وبعدها سقط، وهو ما دفع أحد السياسيين الإيرانيين بالتصريح قائلا: "لقد وثق بشار الأسد في الإمارات والسعودية، وقلص علاقاته مع إيران، ولم يستطع أن يستمر لمدة أسبوع، وهذا نتيجة عدم الاستماع لكلام عالم الدين".
أول تعليق إيراني على سقوط بشار الأسد
وباستعراض مجمل التصريحات الإيرانية بخصوص سقوط بشار الأسد، قالت وزارة الخارجية الإيرانية، أمس الأحد، إن إيران ستحترم "وحدة سوريا وسيادتها الوطنية وسلامة أراضيها"، وذلك في أول تعليق رسمي إيراني على سقوط نظام بشار الأسد.
وذكرت الوزارة في بيان، إن "تحديد مصير سوريا وتقرير مستقبلها هو مسؤولية شعبها وحده، بعيدًا عن التدخل المدمر أو الإملاء الخارجي".
وأضافت أن "تحقيق هذا الهدف يتطلب وقفًا سريعًا للصراعات العسكرية ومنع الأنشطة الإرهابية وبدء حوارات وطنية بمشاركة جميع شرائح المجتمع السوري. تهدف هذه الخطوات إلى إنشاء حكومة شاملة تمثل جميع أبناء الشعب السوري".
وأكدت الخارجية الإيرانية على "مكانة سوريا كدولة مهمة ومؤثرة" في منطقة غرب آسيا، وقالت إن إيران "لن تدخر أي جهد للمساعدة في إرساء الأمن والاستقرار في سوريا. وتحقيقًا لهذه الغاية، ستواصل إيران مشاوراتها مع جميع الأطراف المؤثرة، وخاصة داخل المنطقة".
وأضافت وزارة الخارجية الإيرانية أنها تتوقع استمرار العلاقات "الودية" مع سوريا، رغم سقوط نظام بشار الأسد. وكانت إيران ووكيلها حزب الله من الداعمين الرئيسيين للأسد. الرئيس الإيراني: هذا سبب الفشل في سوريا بدوره، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، ضرورة الحفاظ على وحدة وسيادة سوريا، في حين قال وزير خارجيته عباس عراقجي إن "الفشل في سوريا كان بسبب الجيش السوري الذي لم يصمد"، وذلك بعد إعلان المعارضة السورية إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد اليوم الأحد.
وأوضح بزشكيان أن شعب سوريا هو من يقرر مستقبل البلاد ونظامها السياسي، وأعرب عن أمله أن يتمكن الشعب السوري الذي وصفه بالعظيم من تقرير مستقبله، بعيدا عن "العنف والتدخلات الخارجية المدمرة"، حسب قوله.
كما شدد الرئيس الإيراني على أهمية تأمين سلامة كل المواطنين والمقيمين وحماية الأماكن الدينية والدبلوماسية بسوريا، مدينا انتهاك إسرائيل الأراضي السورية، لافتا إلى أن مشاورات طهران الدبلوماسية مستمرة مع الأطراف المعنية والأمم المتحدة لاستقرار الأوضاع في المنطقة. الخارجية الإيرانية:
المقاومة أدت دورها في سوريا
من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الاثنين، إن الفشل في سوريا كان بسبب الجيش السوري الذي لم يصمد"، مشيرا إلى أن "المقاومة أدت دورها هناك".
وأضاف عراقجي أن لدى بلاده مخاوف من مما سماه "اندلاع حرب أهلية أو طائفية جديدة أو تقسيم سوريا وتحولها لمركز للإرهاب"، قائلا "ندعم إرادة الشعب السوري من خلال آليات ديمقراطية وشعبية لكننا نعتقد أن الطريق صعب". مخطط أميركي - إسرائيلي كما أكد وزير الخارجية الإيراني، أن طهران كانت على علم بالتحركات الميدانية للمعارضة وأنه تم نقلها للحكومة والجيش السوري، فيما أشار إلى أن بشار الأسد كان متفاجئاً من أداء جيشه والتراجع أمام المسلحين.
وقال عراقجي في مقابلة تلفزيونية، إنه "بالنسبة لسوريا، كل شيء كان واضحاً والتحليلات أظهرت ذلك بالفعل. لقد كان هناك مخطط من وراء الكواليس من قبل الولايات المتحدة والكيان الصهيوني"، مبيناً، أن "عجز الجيش السوري وسرعة التطورات لم تك متوقعة".
وأضاف، أنه "في اللقاء الذي جمعنا مع بشار الأسد، كان متفاجئا بأداء الجيش، ولقد تأثر الجيش السوري بعمليات نفسية وإعلامية".
وعن مستقبل القوات الإيرانية المنتشرة في سوريا، قال عراقجي: "بناءً على طلب الحكومة السورية، أرسلنا قوات إلى هناك أثناء وجود داعش، وكانت المعركة ضد داعش في سوريا تهدف بشكل أساسي إلى تأمين مصالحنا الوطنية، لكن قمنا بتخفيض قواتنا المقاتلة مرة أخرى بناءً على طلب الحكومة السورية".
وكشف عراقجي، أن "إيران نصحت الأسد بإجراء إصلاحات لكنه كان عنيداً"، مضيفا: "لقد نصحنا الحكومة السورية بأخذ التعامل مع شعبها على محمل الجد"، مردفا، أنه "لم نكن طرفاً في الخلاف بين الحكومة السورية وخصومها في الداخل".
وتابع، أن "سوريا لم تسألنا في خلافاتها الداخلية، وكانت لدينا تعليمات كثيرة للحكومة السورية، وكان الهدف من تشكيل عملية أستانا هو المساعدة في الإصلاحات السياسية في سوريا".
ورأى عراقجي أن "في المفاوضات الأخيرة كانت لدينا توصيات كثيرة لبشار الأسد، خاصة فيما يتعلق بالجيش والوضع السوري، لكن لم يك لدى حكومة الأسد المرونة الكافية لمواصلة اتفاقية أستانا".
وأختتم الوزير الإيراني حديثه بالقول: "لم يك من المفترض أبداً أن نحل محل الجيش السوري، وكانت التطورات الأخيرة كلها تصب ضد أستانا، ولم تسر الاتفاقية كما كان متوقعا".