زيارة طالباني إلى طهران تفشل.. ورفض إيراني لتمديد مهلة نقل الجماعات الانفصالية إلى الانبار
انفوبلس/..
بعد أن أصبح الاتحاد الوطني الكردستاني، تحت ضغط كبير، بسبب الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة، حيث أُلقيت عليه مسؤولية تحجيم نشاطها العسكري، ما دفع رئيس الاتحاد إلى زيارة إيران.
وهذه الزيارة، التي جرت بتنسيق مع الحكومة الاتحادية، تأتي لإبعاد شبح القصف الإيراني للإقليم، حسب تهديد الحرس الثوري، ليتخذ رئيس الاتحاد بافل طالباني وضع السد لمنع أي إرباك أمني.
ووصل رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني، بافل طالباني، أمس الأحد، إلى طهران لإجراء مباحثات مع المسؤولين الإيرانيين بشأن ملف الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة الموجودة في الإقليم، وسط مخاوف من تكرار طهران عملياتها العسكرية ضد تلك الجماعات
ونقلت وسائل ِإعلام تابعة للاتحاد الوطني الكردستاني أن طالباني سيجري "لقاءات مهمة" مع بعض المسؤولين الإيرانيين. فيما قالت مصادر سياسية كردية، إن طالباني "سيبحث ملف الأحزاب الإيرانية المعارضة الموجودة في الإقليم".
وذكرت المصادر في السليمانية، إن "بافل طالباني وصل لطهران في ساعة متأخرة من ليلة أمس، مع قيادات كردية عراقية بارزة، بهدف عقد اجتماعات مهمة مع مسؤولين إيرانيين، تتعلق بملف المعارضة الكردية الإيرانية الموجودة على الحدود داخل الإقليم".
الزيارة بالتنسيق مع بغداد
وأضافت المصادر، أن "زيارة طالباني جاءت بالتنسيق مع الحكومة العراقية، خصوصاً أن غالبية تجمعات المعارضة الكردية الإيرانية تقع في مناطق تحت سيطرة الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة بافل طالباني، ولهذا سيناقش الأخير هذا الأمر مع الإيرانيين، لغرض إيجاد حلول بقضية نقل تلك المجمعات إلى مناطق أخرى داخل الإقليم بعيدة عن الحدود، ومنع أي تجمعات مسلحة لهم أو أي تحركات مشبوهة ضد إيران".
وبيّنت، أنه "بعد عودة رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل جلال طالباني إلى العراق سوف يُطلع الحكومة العراقية على نتائج حواراته مع المسؤولين الإيرانيين بهدف تنفيذ الاتفاق الأمني، فهناك جدية من تطبيق الاتفاق، بسبب المطالبات الإيرانية لبغداد من أجل تفكيك تجمعات المعارضة الكردية الإيرانية الموجودة على الحدود العراقية الإيرانية في إقليم كردستان العراق".
وأكدت المصادر، أن "بغداد والسلطات في إقليم كردستان لم يتفقا على الأماكن الجديدة، التي يمكن نقل المعارضة الكردية الإيرانية لها وإبعادها عن الحدود مع إيران، فهذا الأمر قيد الدراسة، وهناك تدخل من قبل الأمم المتحدة بهذا الملف، كون هذا الأحزاب تتواجد بصفة اللجوء السياسي والإنساني".
تحرك للمعارضة غير قابل للتحمل
تحرك للمجموعات الإرهابية الانفصالية سيكون بمثابة خطوة ضد أمن المنطقة وغير قابل للتحمل
وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، السبت، إن "أي تحرك للمجموعات الإرهابية الانفصالية سيكون بمثابة خطوة ضد أمن المنطقة وغير قابل للتحمل".
من جهته، توعّد قائد العمليات في الحرس الثوري الإيراني، العميد عباس نيلفروشان، السبت، إقليم كردستان العراق ما لم ينفذ تعهداته، وفق الاتفاقية الثلاثة المبرمة أخيراً بين بغداد وطهران وأربيل".
وقال نيلفروشان، إن "نهاية تنفيذ اتفاقنا المبرم مع العراق هي 19 أيلول الجاري، إذا لم ينفذوا التزاماتهم سنعود نحن إلى الوضع السابق، وسنضطر للدفاع عن مصالح الشعب الإيراني".
وأضاف: "إننا ملتزمون بفحوى الاتفاق المبرم لا كلمة أقل ولا أكثر، وكما وفَّت طهران بتعهداتها، فإنها تتوقع من الطرف الآخر أن يلتزم بها".
تفكيك التجمعات وإخلاء معسكراتها
وأكد مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، الخميس الماضي، إنّ العراق يبذل "جهوداً كبيرة" لتنفيذ الاتفاق الأمني مع إيران المتعلق بتفكيك تجمعات المعارضة الكردية الإيرانية الموجودة على الحدود العراقية الإيرانية في إقليم كردستان العراق.
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، قد قال في 28 من الشهر الماضي، إن اتفاقا قد أُبرم بين إيران والعراق "تعهّدت بموجبه الحكومة العراقية بالقيام بنزع أسلحة المجموعات الإرهابية المسلحة الانفصالية على التراب العراقي وإقليم كردستان"، في إشارة إلى المعارضة الكردية الإيرانية المسلحة الموجودة هناك".
وأضاف كنعاني، إن العراق أيضاً "تعهّد بإخلاء المقرات العسكرية التي يستخدمونها ونقلهم إلى معسكرات قد حددتها الحكومة العراقية".
ويشترط الجانب الإيراني ابتعاد تجمعات الأحزاب الانفصالية ما لا يقل عن 100 كيلومتر عن الحدود، وتسليم المطلوبين منهم إلى طهران، وهذا يعني أن المخيمات في حال إنشائها لن تكون في إقليم كردستان أو على الأقل ستكون على حدود الإقليم من جهة محافظة ديالى حيث بلدة خانقين، أو على أطراف نينوى من جهة دهوك، وهناك أطرافاً طرحت الأنبار، أقصى غرب العراق، كخطة أخرى لنقلهم على مقربة من حدود الأردن.
أهم الجماعات الانفصالية المعارضة
ابرز المجموعات الكردية الانفصالية هي الحزب "الديمقراطي الكردستاني الإيراني" (حدكا)، وحزب "كوملة" الكردي اليساري، وحزب "الحياة الحرة" (بيجاك)، إضافة إلى منظمة "خبات" القومية الكردية.
وتستهدف الهجمات الكردية المعارضة، بلدات ومناطق حدودية عراقية في إقليم كردستان، تقول طهران إنها تؤوي مجموعات كردية إرهابية، من أبرزها الحزب "الديمقراطي الكردستاني الإيراني" (حدكا)، وحزب "كوملة" الكردي اليساري، وحزب "الحياة الحرة" (بيجاك)، إضافة إلى منظمة "خبات" القومية الكردية.
وتنشط هذه القوى والأحزاب في مناطق وبلدات الشريط العراقي الإيراني الحدودي، وهي مناطق ذات تضاريس صعبة، أبرزها مناطق جبال وقرى جومان، وسيدكان، وسوران، وسيد صادق، وخليفان، وبالكايتي وقنديل وكويسنجق وحلبجة ورانيا ضمن إقليم كردستان العراق، شمالي أربيل وشرقي السليمانية. وتوجه اتهامات إيرانية لأطراف داخل إقليم كردستان بأنها توفر دعماً غير مباشر للأحزاب والجماعات الكردية المعارضة من باب التعاطف القومي الكردي.
وفي تشرين الثاني وكانون الأول الماضيين، نفذ الحرس الثوري الإيراني هجمات جوية وصاروخية ومدفعية واسعة، استهدفت مقرات ومواقع مختلفة لجماعات إيرانية كردية معارضة، شرقي السليمانية وشمال غربي أربيل، أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من أعضاء تلك الجماعات.
مهلة نزع الأسلحة لن تُمدد
أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، اليوم الاثنين، أن 19 سبتمبر/ أيلول الحالي هو الموعد النهائي لتنفيذ الاتفاق مع العراق بخصوص نزع أسلحة المعارضة الكردية الإيرانية في إقليم كردستان العراق، مؤكداً أن المهلة "لن تمدد".
وأضاف كنعاني، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، أن بلاده أبلغت الحكومة العراقية وسلطات الإقليم بعدم تمديد المهلة، مضيفاً أن بغداد "اتخذت حتى الآن خطوات جيدة ورئيس الوزراء العراقي (محمد السوداني) كانت له تصريحات جيدة، ونأمل أن تتم إزاحة المجموعات الإرهابية عن حدود الجمهورية الإسلامية الإيرانية في موعدها المحدد".
تفكيك 400 عبوة خلال شهر محرم
وأعلن وزير الأمن الإيراني إسماعيل خطيب عن كشف وتفكيك 400 عبوة ناسفة في الفترة الأخيرة، من ضمنها 40 عبوة كانت مُعَدَّة للتفجير خلال شهر محرم الحرام.
وتطرّق خطيب، في حوار متلفز، الى "مسألة الحرب الهجينة والقضايا الأمنية واعتبر وزارة الأمن بأنها ثمرة الثورة الإسلامية وحامية لأمن البلاد واقتدارها".
وقال وزير الإمن، إن "الجهاز الأمني سيبذل جهوده لمواجهة المؤامرات وما يحرم المجتمع من الاستقرار وصولا الى توفير الظروف اللازمة لإرساء دعائم الاستقرار في البلاد وقد حدد خمس مهام لنفسه في مجال مواجهة الكيان الصهيوني ونظام الهيمنة والارهاب والتجسس والتغلغل والفساد الاقتصادي وعدم الكفاءة".
وقال خطيب: إن وزارة الأمن ترى أن من واجبها تعزيز الرصد الأمني وحماية الشعب وممتلكات البلاد والتآزر مع الأجهزة الاستخبارية والاعتماد على معلومات المواطنين وتفعيل الدبلوماسية السرّية وغير الرسمية من أجل تعزيز أمن البلاد واقتدارها على مستوى المنطقة والعالم.
وذكر وزير الأمن أن أكثر من 50 جهاز استخبارات عقدوا العديد من اللقاءات والموائد المستديرة في دول مختلفة وقاموا بتدريب أكثر من 200 وسيلة إعلامية على هذه المهمة، وبمساعدة ذلك قامت منظمات شبه حكومية في الخارج بإعداد مجموعة لتدريب وتمرير مخططهم للإطاحة بالدولة واستعانوا في ذلك بأدوات الفضاء الإلكتروني والإعلام لإثارة هذه الفتنة والمؤامرة والفوضى في البلاد.
وأضاف، أن ميزانية 50 جهاز استخبارات هي أكثر من ميزانية البلد كله وكان هدفهم التخريب. وكانت إحدى الدول المجاورة قد أنشأت مصنعاً للأسلحة على حدود إيران، ويتم تهريب منتجاته كافة إلى داخل البلاد.
وتابع، أن "إقليم كردستان العراق أصبح مركزاً لأجهزة استخبارات الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، ويتم إحياء الانفصاليين كافة هناك. ألمانيا تحشّد مناوئي إيران حول عَلَم واحد، هذه مجرد أمثلة قليلة على أنشطة أجهزة المخابرات الاجنبية ضد أمن البلاد".